يمثل “النجر” أحد الرموز التراثية التي عاشت في الذاكرة عبر الأجيال، وجزءًا من الثقافة العربية، حيث ارتبط بتحضير القهوة، ورمز الكرم والضيافة؛ بالإضافة إلى وظيفته العملية، وتميز بصوته الذي تغنى به الشعراء، ليصبح أيقونة تراثية عربية يعكس أصالة الماضي.
“النجر” مصنوع من النحاس، وغالبًا ما يكون ذا تصميم أسطواني أو مخروطي مزخرف بنقوش فنية تضيف له قيمة جمالية، ويأتي معه “المقبض” أو “المدق”، الذي يُستخدم لطحن المحتويات داخل النجر، ويُعرف النجر بجودته العالية وقدرته على تحمل الاستعمال المتكرر، مما يجعله قطعة متينة تستمر لعقود.


ويقول المهتمون بالتراث: “إن الاستخدامات العملية للنجر طحن القهوة والبهارات قبل إعدادها، مما يعزز من نكهتها الطازجة؛ كما يُستخدم لطحن التوابل مثل الهيل والقرنفل، التي تعد مكونات أساسية في القهوة وأداة زينة لتصميمه الجميل، كما يُعد النجر قطعة ديكور تُزين المنازل، خاصة في مجالس الضيافة، والداعي لحضور الضيوف لتناول القهوة في الزمن الماضي.
وللنجر أشكال مختلفة متفاوتة الحجم، فبعضها صغير وبعضها كبير، كما تختلف زخرفتها من صانع لآخر ومن منطقة لأخرى، وله تسميات عدة منها الهاون، والمهباش، والمدق، وغيرها, وله أهمية ثقافية حيث كان يُستخدم صوت النجر في الماضي نداءً رمزيًّا للإعلان عن تحضير القهوة ودعوة لاحتسائها، وسماع صوت النجر يعني دعوة للحضور إلى المجلس، حيث يُعد تحضير القهوة جزءًا من كرم الضيافة.
ويُعرف صوت النجر برنينه المعدني المميز، وهو صوت يثير الحنين ويعبر عن أجواء المجلس العربي التقليدي, حيث يُقال إن طرق النجر بنغمة معينة كان يُستخدم إشارة للقدوم أو للترحيب.
والنجر يُعد أكثر من مجرد أداة عملية؛ فهو رمز للأصالة والكرم بفضل تصميمه الجميل وصوته الفريد، ويستمر النجر في كونه قطعة مهمة تُذكر الأجيال بعراقة التراث وثقافة الضيافة, كما تغنى به الشعراء العرب في قصائدهم، واصفين صوته بالرنان الجذاب الذي يبعث في النفس الحنين إلى الأوقات الجميلة والمجالس العامرة بالضيوف والأصدقاء.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية ی ستخدم

إقرأ أيضاً:

قصائد "العازي" و"المنكوس" تنثُر جمالياتها في "أبوظبي الدولي للكتاب"

 

أمسية استثنائية شهدت محاضرة حول "الموسوعة العلمية للشعر النبطي" و مشاركة نجمان من "أمير الشعراء"

 

أبوظبي- الرؤية

تواصلت الأمسيات الشعرية في مجلس "ليالي الشعر"، أحد أبرز برامج معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، وسط حضور واسع من الشعراء والمهتمين بالشعر الشعبي والفنون التراثية الأصيلة في دولة الإمارات.

وتنوعت فقرات المجلس التي أقيمت على مدار أمسيتين شعريتين، احتفتا بجماليات الشعر النبطي وفنونه المتوارثة، وقدّمتا نماذج إبداعية تمزج بين العمق التراثي والتألق المعاصر.

واستُهلت الأمسية الأولى بجلسة حملت عنوان "أصوات شعبية إماراتية"، قدّمها الإعلامي محمد العامري، واستضاف فيها الشاعرين بخيت المهري ومحمد بن عزيز الشحي، إذ قدّما نماذج من فن المنكوس، أحد أبرز ألوان الغناء البدوي، والذي يشتهر بطابعه الشجي واعتماده على بحر الطويل، وغالباً ما يُعبر عن الوجد والغزل والفخر.

وسلطت الجلسة الضوء على فن "العازي"، الذي يُعد من الفنون التراثية غير المادية المُدرجة على قائمة اليونسكو، ويتميّز بأدائه الجماعي الذي تتوسطه شخصية "العازي"، الشاعر صاحب الصوت القوي والحضور اللافت، وهو يلقي قصائد الفخر والحماسة بإيقاعات متعدّدة، تترافق مع صمت الطبول وتجمّع الجمهور في دائرة احتفالية تحاكي روح البادية.

وفي الأمسية الثانية، قدّم الدكتور غسان الحسن، أحد أبرز الباحثين في الشعر النبطي، محاضرة حول "الموسوعة العلمية للشعر النبطي"، والتي ألّفها بعد سنوات من البحث والتقصي العلمي، وناقشه خلالها الإعلامي عارف عمر. واستعرض الحسن خلال الجلسة دوافعه لتأليف الموسوعة، والصعوبات التي واجهها في جمع المادّة وتبويبها، موضحًا أن العمل المؤلف من 20 جزءاً يشكّل مرجعًا غير مسبوق في دراسة الشعر النبطي من حيث تاريخه، وأوزانه، وتفعيلاته، وبيئته الثقافية، والاجتماعية.

وأكّد أن الموسوعة تسعى لتوثيق الشعر النبطي كتراث حي ومكوّن أساسي من هوية الخليج العربي، مشيرًا إلى دورها في إغناء البحوث الأكاديمية، والمشاريع الثقافية التي تهتمّ بالفنون الشعبية.

واختُتمت الأمسية الثالثة باستضافة اثنين من ألمع نجوم برنامج "أمير الشعراء"، وهما الشاعرة علياء السيفي والشاعر عبد الرحمن الحميري، في جلسة حوارية أدارتها الإعلامية لمياء الصيقل، إذ تحدّث الضيفان عن بداياتهما الشعرية، وتجربتهما في البرنامج الذي أتاح لهما مساحة للتألق والوصول إلى جمهور واسع، ثم قدّما مجموعة من أجمل قصائدهما، التي تنوعت بين الغزل، والرؤية الوجدانية، العاطفية العميقة، وسط تفاعل كبير من الحضور.

ويحظى مجلس "ليالي الشعر"، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للتراث، إذ يقام ضمن فعاليات المعرض بهدف تسليط الضوء على أصالة الشعر النبطي، وفنونه المتعددة، واستضافة نخبة من شعراء ومختصي التراث الشعبي. وشهدت الأمسيات حضوراً لافتًا من المهتمين والباحثين، وعلى رأسهم الدكتور سلطان العميمي، المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في الهيئة.

مقالات مشابهة

  • د. عبدالله الغذامي يكتب: متعة الشعر وشقاء الناقد
  • ما فلسفة تعديل قانون الثروة المعدنية الذي أقره مجلس النواب الأسبوع الماضي؟
  • القهوة “تقدم” فائدة صحية مدهشة للمسنين
  • “الصناعة” تصدر (13) رخصة تعدينية جديدة خلال فبراير الماضي
  • قصائد "العازي" و"المنكوس" تنثُر جمالياتها في "أبوظبي الدولي للكتاب"
  • فاكهة تساعدك على اليقظة.. وتعد بديلا للقهوة
  • تاريخ يعيد نفسه… أوروبا تلبس ثوب “الرجل المريض” الذي خاطته للعثمانيين
  • أسعار الذهب في مصر اليوم
  • الحبس النافذ بين 7 و15 سنة لتاجرين بتهمة المضاربة في “القهوة” بالجلفة
  • "إدارة الضيافة القابضة" توسِّع حضورها الإقليمي بافتتاح "كورب مكة النسيم" وتوقيع اتفاقيتين استراتيجيتين