ترامب وإيران: صفقات كبرى أم حرب؟
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
15 يناير، 2025
بغداد/المسلة: في ديسمبر/كانون الأول، ومع سقوط نظام الأسد في سوريا، برزت رؤية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حول عدم تدخل الولايات المتحدة، مما أثار تساؤلات حول سياسته المستقبلية تجاه إيران. هذه التساؤلات تأتي في وقت يجري فيه وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا محادثات عاجلة لمناقشة تطورات الساحة السورية، مما يعكس ديناميكيات جديدة في المنطقة.
خلال حملته الانتخابية، صرح ترامب برغبته في رؤية إيران “ناجحة جدًا” مع تأكيده على منعها من امتلاك سلاح نووي. هذا التصريح يعكس ثلاث خيارات رئيسية قد يعتمدها ترامب: إبرام اتفاق شامل يعالج القضايا الكبرى، أو التركيز فقط على البرنامج النووي الإيراني، أو اللجوء لعمل عسكري مباشر، وفق فورين بوليسي.
تحليل سياسة ترامب تجاه إيران يكشف تنافس غريزتين رئيسيتين: رغبته في تحقيق إنجاز دبلوماسي كبير عبر صفقة نووية، مقابل الرد على محاولة إيران لاغتياله. هذا التنافس قد يدفع ترامب لاتخاذ خطوات تصعيدية، تشمل فرض عقوبات جديدة، وتعزيز التعاون العسكري مع إسرائيل، وربما توجيه ضربات عسكرية للبرنامج النووي الإيراني.
بالإضافة إلى ذلك، تعكس مواقف إسرائيل تصعيدًا كبيرًا في مواجهتها لإيران. تلقت إسرائيل دعمًا ضمنيًا من إدارة ترامب السابقة عبر حملات “الضغط الأقصى”، وترى الآن فرصة تاريخية لتقويض القدرات النووية الإيرانية. ومع ذلك، فإن التحركات العسكرية قد تهدد استقرار منطقة الخليج، حيث تسعى دول مثل السعودية والإمارات إلى تخفيف التوترات مع إيران لضمان استقرارها الاقتصادي والأمني.
السعودية، التي تسعى لجذب الاستثمارات وتنويع اقتصادها، تجد نفسها بين ضغوط واشنطن ودورها الإقليمي الجديد الذي يركز على التهدئة. وبالمثل، تعمل الإمارات على تعزيز علاقاتها مع إيران والصين، مما يثير قلق الولايات المتحدة من فقدان نفوذها الاستراتيجي.
في ظل هذه التحديات، فإن خيارات ترامب تجاه إيران ستحدد ليس فقط العلاقة الأميركية-الإيرانية، بل ستعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط. اتفاق شامل يتناول البرنامج النووي والنفوذ الإقليمي قد يكون السبيل الأمثل لتعزيز الاستقرار الإقليمي والحفاظ على العلاقات مع حلفاء واشنطن، إلا أن المخاطر المرتبطة بأي عمل عسكري قد تعيد إشعال الصراعات وتعمق الانقسامات الدولية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
إيران تدرس نقل عاصمتها من طهران إلى ساحل خليج عمان
18 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: تدرس إيران نقل العاصمة إلى مكران على ساحل خليج عمان في إطار سعيها لحلّ جذري لمشاكل كثيرة تواجه عاصمتها الحالية طهران، بما في ذلك الاختناقات المرورية وانخساف الأرض.
ورغم أنّ فكرة نقل العاصمة ظهرت في مناسبات مختلفة منذ قيام الجمهورية الإسلامية في العام 1979، إلّا أنّه تمّ تأجيل المقترحات بهذا الشأن مرارا، على اعتبار أنّها غير واقعية بسبب العقبات المالية واللوجستية الهائلة.
ولكنّ الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي تولّى منصبه في تمّوز/يوليو أعاد إحياء الفكرة مؤخرا، مشيرا إلى التحديات المتزايدة التي تواجهها طهران.
ومن بين هذه التحديات الاختناقات المرورية، وشحّ المياه، وسوء إدارة الموارد، والتلوّث الجوي الشديد، فضلا عن الانخساف التدريجي في الكتلة الأرضية إمّا بسبب العوامل الطبيعية أو جراء النشاط البشري.
وفي كانون الثاني/يناير، قالت المتحدّثة باسم الحكومة فاطمة موهاجراني إنّ السلطات تدرس احتمال نقل العاصمة.
وأشارت إلى أنّه “تتمّ دراسة منطقة مكران بجدية” لهذا الهدف، من دون أن تحدّد جدولا زمنيا.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts