تطبيق تتبع الحرائق ووتش ديوتي بوصلة النجاة لسكان مدينة لوس أنجلوس
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
مع انتشار الحرائق المدمرة في ولاية لوس أنجلوس الأميركية، لجأ الناس من رجال الإطفاء وحتى المواطنون العاديون إلى وسائل عديدة لتتبع الحرائق، وقد كان تطبيق "ووتش ديوتي" (Watch Duty) هو الوسيلة التكنولوجية الأبرز في هذه الحادثة الكارثية، وفقا لموقع "ذا فيرج".
ويُعد "ووتش ديوتي" تطبيقا مجانيا يعرض الحرائق النشطة ومناطق الإخلاء الإلزامي واتجاه الرياح وسخونة الهواء بالإضافة إلى كميات كبيرة من المعلومات الأخرى.
وهذا التطبيق فريد من نوعه إذ لا يهتم بمدى التفاعل أو مبيعات الإعلانات أو الوقت الذي يقضيه المستخدمون داخل التطبيق، فهو تابع لمنظمة غير ربحية تركز فقط على دقة المعلومات وسرعة وصولها إلى المستخدمين، وقد حقق نجاحا كبيرا في حرائق لوس أنجلوس وتصدّر قائمة متجر تطبيقات غوغل وآبل حيث وصل عدد التحميلات إلى أكثر من مليون تحميل في الأيام القليلة الماضية.
والشيء المميز للتطبيق أنه لا يجمع بيانات المستخدمين ولا يتطلب أي نوع من تسجيل الدخول ولا يتتبع المعلومات، ويُشرف على التطبيق مجموعة من المهندسين والصحفيين المتطوعين والذين أسهموا في إنقاذ العديد من الأرواح.
ورغم أن التطبيق مجاني فإنه يقبل التبرعات ويُقدم مستويين مدفوعين يفتحان ميزات إضافية مثل تتبع حركة فريق الإطفاء والقدرة على ضبط التنبيهات لأكثر من 4 مقاطعات.
إعلانومع وجود خطط لتوسيع الخدمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فقد يحل تطبيق "ووتش ديوتي" محل بعض أنظمة الإنذار الحكومية الحالية التي تعدّ أكثر بطئا وأقل موثوقية لدى ملايين الأشخاص.
فكرة التطبيقجاءت فكرة تطبيق "ووتش ديوتي" من المؤسس المشارك جون ميلز أثناء محاولته حماية منزله في مقاطعة سونوما من حريق والبريدج الذي نشب في عام 2020 وأسفر عن مقتل 33 شخصا وتدمير 156 منزلا، إذ أدرك ميلز أنه لا يوجد مصدر واحد للمعلومات كي يتجنب الناس الحرائق، فقرر هو وصديقه ديفيد ميريت الذي شغل منصب المدير التقني للشركة بناء تطبيق للمساعدة في حالات الحرائق.
وقال ميريت "بنينا التطبيق في غضون 60 يوما وكان يدار من قبل متطوعين ليسوا موظفين بدوام كامل، وقد كان مشروعا ثانويا للعديد من المهندسين، لذلك كان الهدف إبقاءه بسيطا قدر الإمكان".
وقبل تطبيق "ووتش ديوتي" كانت تصل تقارير الحرائق بشكل متقطع وغالبا ما تكون عبر منصات التواصل مثل فيسبوك و"إكس" حيث تشارك إدارة الإطفاء والمقاطعات تحديثات الحرائق من خلال صفحات موثوقة، ومن جانبها تستخدم الحكومة مجموعة متنوعة من أنظمة التنبيه ولكن رغم ذلك فقد تحدث تأخيرات تكلف أرواحا، وأحيانا تُرسل تنبيهات خاطئة تتسبب في ارتباك واسع بين المواطنين.
وإحدى أكبر المعضلات في حالات الحرائق هي أنها تنتشر بسرعة كبيرة وتلتهم مساحات شاسعة من الأراضي في غضون دقائق، فمثلا الرياح التي دفعت حريق باليسيدز إلى الانتشار على أكثر من 10 آلاف فدان وصلت سرعتها إلى 145 كيلومترا في الساعة يوم الثلاثاء الماضي، بحسب "ذا فيرج".
وفي الوقت الذي تعدّ فيه الدقيقة الواحدة مهمه، فإن تطبيق "ووتش ديوتي" الذي يحل محل نظام التنبيه التقليدي قد ينقذ كثيرا من الأرواح.
ويقول ميريت "بعض أنظمة الإشعارات والرسائل النصية التحذيرية التي تستخدمها الحكومة كانت تعاني من تأخير لمده 15 دقيقة وهو وقت حرج عند حدوث الحرائق، ونحن نسعى لإرسال تنبيهات في أقل من دقيقة".
إعلانوأضاف "يتلقى 1.5 مليون شخص في لوس أنجلوس إشعارات تحذيرية عبر تطبيقنا، وهذا عدد ضخم من الرسائل التي يجب إرسالها في غضون 60 ثانية، وبشكل عام يحصل الناس على الرسال في الوقت نفسه تقريبا".
يتطلب تطبيق "ووتش ديوتي" نوعا من الاتصالات الجماهيرية الموثوقة بالإضافة إلى مجموعة من الموظفين المتفانين والمتطوعين ذوي الخبرة. وبحسب ميريت، فإن الشركة تعتمد على عدد من الشركاء المؤسسيين الذين تربطه بهم علاقات وعقود.
وقد بُني التطبيق بالاعتماد على تكنولوجيا مختلفة بما في ذلك منصة غوغل السحابية وخدمات أمازون و"فايربيس" (Firebase) و"فاستلي" (Fastly) و"هيروكو" (Heroku)، ويزعم ميريت أن التطبيق يستخدم بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي ولكن فقط لتوجيه التنبيهات ورسائل البريد الإلكتروني داخليا.
وأما نظام تتبع الحرائق فهو يعتمد بشكل أساسي على المتطوعين الذين يراقبون أجهزة الماسح الضوئي ويرسلون إشعارات فورية عن كل شيء بدءا من الإنزالات الجوية حتى عمليات الإخلاء، وينسقون هذه التغطية عبر تطبيق "سلاك" (Slack).
وقال ميريت "تُفحص جميع البيانات بالاعتماد على الجودة وليس الكمية، فنحن لا نُبلغ عن الإصابات أو نعطي عناوين محددة فكل شيء مصمم وفقا لمعايير محددة، كما أننا لا نحرر بل نُبلغ عما وصلنا من الماسحات الضوئية".
وذكر "لا توجد خطط لفرض رسوم على التطبيق أو جمع بيانات المستخدم، فالغرض من هذا التطبيق المجاني هو إنقاذ حياة الناس فقط، وإذا كان التطبيق مفيدا فإن التمويل سيأتي تلقائيا".
وأضاف "بعكس ما تفعله كثير من شركات التكنولوجيا، نحن لا نريدك أن تقضي وقتا في التطبيق فمهمتنا أن تحصل على المعلومات وتخرج، كما أن لدينا خيار إضافة الصور ولكنها محدودة وتقتصر على تلك التي توفر وجهات نظر مختلفة للحريق الذي نتتبعه، ونحن لا نريد من الناس أن يضيعوا وقتهم في تقليب الصور فقط".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
استعدادًا للأزمات.. فرنسا تطلق "كتيب النجاة" وتستعد لإرساله إلى جميع الأسر بحلول الصيف
في ظل مناخ دولي غير مستقر، تستعد الحكومة الفرنسية لإطلاق حملة لتوزيع "كتيب النجاة" على جميع الأسر، في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي بسبل التعامل مع الأزمات المحتملة، سواء كانت نزاعات مسلحة، كوارث طبيعية، أو أوبئة جديدة.
ويأتي هذا الكتيب، المكوّن من 20 صفحة، على غرار كتيبات مماثلة وُزعت في دول أوروبية أخرى، مثل النرويج والسويد، حيث أصدرت الأخيرة كتيبها الشهير "Om krisen eller kriget kommer" ("في حالة حدوث أزمة أو حرب") عام 2018.
وبحسب مصدر حكومي نقلت عنه إذاعة "أوروبا 1"، فإن الكتيب الفرنسي سيتضمن "الإجراءات الأساسية الواجب اتخاذها في حال وجود تهديد وشيك".
وتؤكد الحكومة أن الكتيب يندرج ضمن استراتيجية الصمود الوطني، التي أُطلقت بعد جائحة كوفيد-19 لتعزيز قدرة المجتمع على التعامل مع الأزمات المختلفة، سواء كانت طبيعية، تكنولوجية، سيبرانية، أو أمنية.
يقسم الكتيب إلى ثلاثة أجزاء رئيسية:
"إجراءات الحماية": يركز هذا القسم على تعزيز التضامن المجتمعي والاستعداد الفردي، عبر توفير قائمة بأدوات النجاة التي يُنصح بتخزينها في المنزل تحسبًا لأي طارئ. وتشمل هذه الأدوات ستة لترات من المياه المعبأة، عشر معلبات غذائية، بطاريات، ومصباح يدوي لمواجهة أي انقطاع في التيار الكهربائي."الإجراءات الواجب اتباعها في حالات الطوارئ": يوضح هذا القسم الخطوات الواجب اتباعها عند مواجهة تهديد وشيك، بما في ذلك أرقام الطوارئ وترددات الراديو، إلى جانب توصيات مثل إغلاق الأبواب في حال وقوع حادث نووي."شارك": يوضح هذا القسم كيفية الالتحاق بقوات الاحتياط، سواء في المجال العسكري أو المجتمعي، في إطار تعزيز قدرات الدولة لمواجهة الأزمات.أثار إعلان الحكومة موجة انتقادات عبر الإنترنت، حيث اعتبره البعض "إهدارًا للمال العام"، بينما شبهه آخرون بكتيبات الحرب الباردة. وتعالت أصوات ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة الحكومة بـ"التوقف عن خلق أجواء من الخوف والقلق".
في المقابل، يرى المسؤولون أن إعداد هذا الكتيب جاء في سياق أمني متغير، لا سيما بعد تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون في 5 آذار/مارس، التي أشار فيها إلى أن "خطر النزاع المسلح مع روسيا يشمل جميع الدول الأوروبية"، داعيًا إلى تعزيز الدفاعات المشتركة للقارة.
Relatedعشرات الآلاف يحتشدون في روما دعمًا لأوروباظاهرة نقص العمالة الماهرة في أوروبا.. كيف يمكن الاستجابة لهذه المعضلة؟أزمة السكن تتفاقم في أوروبا وتزداد حدة في إسبانيا... والشباب الفئة الأكثر تضررًاورغم أن دوافع إصدار الكتيب قد تبدو مبررة، إلا أن بعض المنتقدين يرون أن النصائح ليست ذات جدوى عملية. إذ تساءل البعض عن مدى فاعلية إغلاق الأبواب في مواجهة انفجار نووي، مشككين في جدوى هذه التوصيات التي تفتقر إلى حلول عملية في حالة وقوع كارثة واسعة النطاق.
وفي انتظار وصول الكتيب إلى صناديق البريد، هل يمكن أن يتضمن الدليل إرشادات عن كيفية التصرف في حال وقوع كارثة الزومبي من قبيل تلك التي تناولها فيلمzombie apocalypse.."؟
المصادر الإضافية • Europe 1, Le Figaro
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ارتفاع حالات الإصابة بعدوى التهاب السحايا في فرنسا والسلطات تحث على التطعيم فرنسا بين العجز المالي والطموح العسكري: كيف سيموّل ماكرون خططه الدفاعية؟ ماكرون يواجه تشكيك ترامب: فرنسا كانت وستبقى حليفًا مخلصًا للناتو طوارئعسكريةأدبفرنساكتبالحرب في أوكرانيا