مع انتشار الحرائق المدمرة في ولاية لوس أنجلوس الأميركية، لجأ الناس من رجال الإطفاء وحتى المواطنون العاديون إلى وسائل عديدة لتتبع الحرائق، وقد كان تطبيق "ووتش ديوتي" (Watch Duty) هو الوسيلة التكنولوجية الأبرز في هذه الحادثة الكارثية، وفقا لموقع "ذا فيرج".

ويُعد "ووتش ديوتي" تطبيقا مجانيا يعرض الحرائق النشطة ومناطق الإخلاء الإلزامي واتجاه الرياح وسخونة الهواء بالإضافة إلى كميات كبيرة من المعلومات الأخرى.

وهذا التطبيق فريد من نوعه إذ لا يهتم بمدى التفاعل أو مبيعات الإعلانات أو الوقت الذي يقضيه المستخدمون داخل التطبيق، فهو تابع لمنظمة غير ربحية تركز فقط على دقة المعلومات وسرعة وصولها إلى المستخدمين، وقد حقق نجاحا كبيرا في حرائق لوس أنجلوس وتصدّر قائمة متجر تطبيقات غوغل وآبل حيث وصل عدد التحميلات إلى أكثر من مليون تحميل في الأيام القليلة الماضية.

والشيء المميز للتطبيق أنه لا يجمع بيانات المستخدمين ولا يتطلب أي نوع من تسجيل الدخول ولا يتتبع المعلومات، ويُشرف على التطبيق مجموعة من المهندسين والصحفيين المتطوعين والذين أسهموا في إنقاذ العديد من الأرواح.

ورغم أن التطبيق مجاني فإنه يقبل التبرعات ويُقدم مستويين مدفوعين يفتحان ميزات إضافية مثل تتبع حركة فريق الإطفاء والقدرة على ضبط التنبيهات لأكثر من 4 مقاطعات.

إعلان

ومع وجود خطط لتوسيع الخدمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فقد يحل تطبيق "ووتش ديوتي" محل بعض أنظمة الإنذار الحكومية الحالية التي تعدّ أكثر بطئا وأقل موثوقية لدى ملايين الأشخاص.

فكرة التطبيق

جاءت فكرة تطبيق "ووتش ديوتي" من المؤسس المشارك جون ميلز أثناء محاولته حماية منزله في مقاطعة سونوما من حريق والبريدج الذي نشب في عام 2020 وأسفر عن مقتل 33 شخصا وتدمير 156 منزلا، إذ أدرك ميلز أنه لا يوجد مصدر واحد للمعلومات كي يتجنب الناس الحرائق، فقرر هو وصديقه ديفيد ميريت الذي شغل منصب المدير التقني للشركة بناء تطبيق للمساعدة في حالات الحرائق.

وقال ميريت "بنينا التطبيق في غضون 60 يوما وكان يدار من قبل متطوعين ليسوا موظفين بدوام كامل، وقد كان مشروعا ثانويا للعديد من المهندسين، لذلك كان الهدف إبقاءه بسيطا قدر الإمكان".

وقبل تطبيق "ووتش ديوتي" كانت تصل تقارير الحرائق بشكل متقطع وغالبا ما تكون عبر منصات التواصل مثل فيسبوك و"إكس" حيث تشارك إدارة الإطفاء والمقاطعات تحديثات الحرائق من خلال صفحات موثوقة، ومن جانبها تستخدم الحكومة مجموعة متنوعة من أنظمة التنبيه ولكن رغم ذلك فقد تحدث تأخيرات تكلف أرواحا، وأحيانا تُرسل تنبيهات خاطئة تتسبب في ارتباك واسع بين المواطنين.

وإحدى أكبر المعضلات في حالات الحرائق هي أنها تنتشر بسرعة كبيرة وتلتهم مساحات شاسعة من الأراضي في غضون دقائق، فمثلا الرياح التي دفعت حريق باليسيدز إلى الانتشار على أكثر من 10 آلاف فدان وصلت سرعتها إلى 145 كيلومترا في الساعة يوم الثلاثاء الماضي، بحسب "ذا فيرج".

وفي الوقت الذي تعدّ فيه الدقيقة الواحدة مهمه، فإن تطبيق "ووتش ديوتي" الذي يحل محل نظام التنبيه التقليدي قد ينقذ كثيرا من الأرواح.

ويقول ميريت "بعض أنظمة الإشعارات والرسائل النصية التحذيرية التي تستخدمها الحكومة كانت تعاني من تأخير لمده 15 دقيقة وهو وقت حرج عند حدوث الحرائق، ونحن نسعى لإرسال تنبيهات في أقل من دقيقة".

إعلان

وأضاف "يتلقى 1.5 مليون شخص في لوس أنجلوس إشعارات تحذيرية عبر تطبيقنا، وهذا عدد ضخم من الرسائل التي يجب إرسالها في غضون 60 ثانية، وبشكل عام يحصل الناس على الرسال في الوقت نفسه تقريبا".

"ووتش ديوتي" تطبيق مجاني يعرض الحرائق النشطة ومناطق الإخلاء الإلزامي واتجاه الرياح وسخونة الهواء (رويترز) التقنية التي يعمل بها التطبيق

يتطلب تطبيق "ووتش ديوتي" نوعا من الاتصالات الجماهيرية الموثوقة بالإضافة إلى مجموعة من الموظفين المتفانين والمتطوعين ذوي الخبرة. وبحسب ميريت، فإن الشركة تعتمد على عدد من الشركاء المؤسسيين الذين تربطه بهم علاقات وعقود.

وقد بُني التطبيق بالاعتماد على تكنولوجيا مختلفة بما في ذلك منصة غوغل السحابية وخدمات أمازون و"فايربيس" (Firebase) و"فاستلي" (Fastly) و"هيروكو" (Heroku)، ويزعم ميريت أن التطبيق يستخدم بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي ولكن فقط لتوجيه التنبيهات ورسائل البريد الإلكتروني داخليا.

وأما نظام تتبع الحرائق فهو يعتمد بشكل أساسي على المتطوعين الذين يراقبون أجهزة الماسح الضوئي ويرسلون إشعارات فورية عن كل شيء بدءا من الإنزالات الجوية حتى عمليات الإخلاء، وينسقون هذه التغطية عبر تطبيق "سلاك" (Slack).

وقال ميريت "تُفحص جميع البيانات بالاعتماد على الجودة وليس الكمية، فنحن لا نُبلغ عن الإصابات أو نعطي عناوين محددة فكل شيء مصمم وفقا لمعايير محددة، كما أننا لا نحرر بل نُبلغ عما وصلنا من الماسحات الضوئية".

وذكر "لا توجد خطط لفرض رسوم على التطبيق أو جمع بيانات المستخدم، فالغرض من هذا التطبيق المجاني هو إنقاذ حياة الناس فقط، وإذا كان التطبيق مفيدا فإن التمويل سيأتي تلقائيا".

وأضاف "بعكس ما تفعله كثير من شركات التكنولوجيا، نحن لا نريدك أن تقضي وقتا في التطبيق فمهمتنا أن تحصل على المعلومات وتخرج، كما أن لدينا خيار إضافة الصور ولكنها محدودة وتقتصر على تلك التي توفر وجهات نظر مختلفة للحريق الذي نتتبعه، ونحن لا نريد من الناس أن يضيعوا وقتهم في تقليب الصور فقط".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات لوس أنجلوس

إقرأ أيضاً:

تحذير إسرائيلي: لسنا مستعدين للتعامل مع حرائق ضخمة على غرار كاليفورنيا

نشر موقع "زمن إسرائيل" العبري، تقريرا للمراسل تشارلي سامرز، ذكر فيه أن: كبار مسؤولي الإطفاء في دولة الاحتلال، حذّروا بالقول إنهم عملوا بأقصى طاقتهم خلال الحرب الأخيرة على غزة ولبنان، لكنهم يخشون أن تندلع حرائق ضخمة مثل التي اندلعت بكاليفورنيا في الأسابيع الأخيرة، دون القدرة على التعامل معها في المستقبل.

وتابع سامرز، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه: "حين اشتعلت الحرائق في جنوب كاليفورنيا، حذّر المسؤولون في نظام مكافحة الحرائق الإسرائيلي من احتمال اندلاع حرائق مدمرة مماثلة في الشرق الأوسط أيضًا، بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة في شرق البحر المتوسط، ولذلك فإن احتمال اندلاع الحرائق على نطاق واسع كالتي اندلعت في لوس أنجلوس يتزايد، وليس مستحيلا". 

ونقل التقرير عن قائد المنطقة الجنوبية لسلطة الإطفاء، إيتسيك أوز، قوله إن: الحرائق سوف تصلنا لا محالة، ولا توجد طريقة لمنعها، ورغم التهديد الوشيك، فإن قوات الإطفاء ليست مجهزة بشكل مناسب للتعامل معها، لأن القوى العاملة أقل بكثير من نسبة رجال الإطفاء للسكان التي حددتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وتابع: "أما القاعدة العالمية فلا تزال قائمة مع وجود رجل إطفاء واحد لكل 1000 نسمة، فيما توظف أقسام الإطفاء رجل إطفاء واحد فقط لكل 4500 نسمة". 

من جهتها، اعترفت المتحدثة باسم هيئة الإطفاء والإنقاذ، تال ولوبوفيتز: "إننا متوترون لأقصى حدّ، ففي الصيف الماضي، أطلق حزب الله صاروخًا على المستوطنات الشمالية، وزادت من الضغوط على خدمات الإطفاء المنهكة أصلا، واشتعلت النيران في أكثر من 220 ألف دونم في الشمال، بتكلفة تجاوزت 3 مليارات شيكل".


وأضافت: "أدٌى الصراع مع الحزب لتفاقم المشكلة، لكن مسؤولي الإطفاء والإنقاذ يزعمون أن تغير المناخ هو القوة الدافعة وراء زيادة الحرائق، مع العلم أن مناخي كاليفورنيا وإسرائيل متشابهان للغاية".

وأردفت: "هيئة الإطفاء توظف حاليا 2165 رجل إطفاء محترف، يعملون بجانب 3000 متطوع، وفي العام الماضي، جندت 300 رجل إطفاء جديد، ضعف العدد السنوي الطبيعي البالغ 150 إطفائياً، ولم يخضع المجندون بعد للتدريب، ويتلقى نحو 150 منهم تدريبا سنويا، ولا يزال هذا العدد لا يفي بالمعايير العالمية، وبالتالي علينا تجنيد المزيد منهم".

وكشفت أنه "إضافة لنقص القوى العاملة، تعاني خدمات الإطفاء الإسرائيلية من نقص في التكنولوجيا المستخدمة بهذا الصدد، لأنها ليست جديدة، وتنبع المشكلة في المقام الأول من أسباب تتعلق بالميزانية، فربما لو كانت لدينا ميزانية أكبر، لكنا قادرين على التعامل بشكل أفضل".

 "لذلك نبذل أقصى ما بوسعنا الآن بما لدينا من إمكانيات، ونحن بصدد طرح مناقصة لإضافة 12 طائرة إطفاءجديدة تضاف للطائرات الـ14 الموجودة بالفعل" بحسب المتحدثة باسم هيئة الإطفاء والإنقاذ.

وأكدت أن: "هيئة الإطفاء عرضت موقفهت على لجنة الأمن القومي بالكنيست، مطالبة بميزانيات إضافية للتعامل مع التهديد المتزايد من تغير المناخ، وأثار النقاش قائمة طويلة من النقص في القوى العاملة والتكنولوجيا المتاحة، وعبر قائد المنطقة الشمالية في سلطة الإطفاء يائير إلكاييم عن إحباطه من ضعف الإمكانيات، كما أن معظم سيارات الإطفاء الإسرائيلية يزيد عمرها عن عقدين من الزمن".


وأبرزت أن "ميزانية سلطة الإطفاء والإنقاذ زادت لعام 2025 إلى 1.616 مليار شيكل مقارنة بـ 1.55 مليار شيكل في 2024، وسيتم تخصيص معظمها لرواتب العاملين، وتخصيص 300 مليون شيكل لشراء معدات إطفاء الحرائق مثل السيارات والطائرات والتكنولوجيا الجديدة".

وختمت بالقول إنّ: "حكومة الاحتلال صنّفت أزمة المناخ باعتبارها تهديداً للأمن القومي قبل بضع سنوات، مما أعطى هيئة الإطفاء والإنقاذ صفة اسمية لمنظمة أمنية، وهذا هو التحدي الكبير الذي نواجهه كدولة".

مقالات مشابهة

  • النجاة معًا: لنتحدث عن الأبعاد السياسية والاجتماعية للصحة النفسية
  • مصادر إسرائيلية: إنقاذ جنديين إسرائيليين من الاعتقال بأمستردام
  • صدمة لـ أوليفييه جيرو بعد تعرض منزله لعملية سطو
  • زيادة الإيجارات القديمة 2025 | القيمة المتوقعة وآليات التطبيق وموعد التنفيذ
  • تحذير إسرائيلي: لسنا مستعدين للتعامل مع حرائق ضخمة على غرار كاليفورنيا
  • القوات: انتهى الزمن الذي كانت إيران تعتبر فيه بيروت إحدى العواصم التي تسيطر عليها
  • حسام زكي: مقترح مصري بلجنة إسناد تدير قطاع غزة تتبع الحكومة الفلسطينية
  • مفكر: الاقتصاد الرقمي طوق النجاة لمستقبل مصر وتحقيق التحول نحو اقتصاد المعرفة
  • شاهد بالفيديو.. بعد عودتها لأرض الوطن.. الفنانة منى ماروكو تشعل حفل غنائي في عطبرة بوصلة رقص فاضحة بمؤخرتها والجمهور: (وين الأجهزة الأمنية خربتوا أهلنا في نهر النيل)
  • فريق فني تركي يعمل على إعادة تأهيل مطار دمشق الدولي