خطط لتحويل النفايات النووية إلى ذهب نادر
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
يعمل الاتحاد الأوروبي، على إدارة النفايات النووية، في مشروع بعنوان MaLaR، وبفضل منحة سخية قدرها 2.3 مليون يورو، تجمع هذه المبادرة التي تستمر لمدة ثلاث سنوات خبراء من ألمانيا وفرنسا والسويد ورومانيا، بهدف تحويل النفايات النووية إلى مواد خام قيمة، إذ يخططون إلى تحويل النفايات النووية إلى ذهب نادر وأصول استراتيجية.
وتتحدى البروفيسور كريستينا كفاشنينا وفريقها في مركز هلمهولتز دريسدن روسندورف (HZDR) الاعتقاد التقليدي بأن النفايات النووية، هي منتج نهائي ذو خيارات محدودة، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".
ويسعى مشروعهم إلى حصاد اللانثانيدات، وهي مكونات حيوية في التكنولوجيا من البطاريات إلى المعدات الطبية، من أعماق النفايات النووية، وتقول كريستينا: "هو هندسة مادة رائدة تعزل في البداية عناصر فردية من الخلطات الاصطناعية، بينما نبدأ بخطوات صغيرة، فإن الرؤية موجهة نحو تطبيقات واسعة النطاق قريباً، يعد هذا المشروع بتغيير جذري في إدارة النفايات النووية من خلال إعادة تدوير المواد المشعة المخزنة بشكل دائم".
وتتكون اللانثانيدات من مجموعة حاسمة من العناصر الكيميائية، وتحتل المواضع من 58 إلى 71 في الجدول الدوري الحديث، وتشمل العديد من العناصر الأرضية النادرة، وتُستخدم هذه العناصر على نطاق واسع في التكنولوجيا الحديثة، وتوجد في كل شيء من شاشات الهواتف الذكية وبطاريات المركبات الكهربائية إلى عوامل التباين في التصوير بالرنين المغناطيسي والمغناطيسات القوية.
وعلى الرغم من استخدامها على نطاق واسع ودورها الذي لا غنى عنه في مختلف التقنيات، فإن اللانثانيدات نادرة ويتم الحصول عليها بشكل أساسي من الصين، مما يمثل نقطة ضعف استراتيجية في سلاسل التوريد العالمية.
وتوضح الأستاذة كريستينا كفاشنينا، منسقة المشروع وعالمة الفيزياء الرائدة في معهد إيكولوجيا الموارد التابع لـ HZDR، الحتمية الاستراتيجية وراء نهجهم المبتكر: "من خلال إعادة تدوير اللانثانيدات من النفايات النووية، لا نهدف فقط إلى تأمين مصدر مستدام لهذه المواد الثمينة ولكن أيضًا إلى تقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين".
وتؤكد كفاشنينا، التي تشغل أيضاً منصب أستاذ في جامعة غرونوبل ألب في فرنسا، على فوائد هذه المبادرة، التي تعمل على تعزيز كفاءة الموارد مع المساهمة في الاستدامة البيئية، حيث يتماشى مشروع MaLaR مع الأهداف الأوروبية الأوسع نطاقاً للاستقلال عن الموارد والاستدامة.
وتقول الأستاذة كفاشنينا: "من المقرر أن تكون السنوات القليلة القادمة رحلة مثيرة من الاكتشاف والابتكار، من خلال دمج الرؤى التجريبية مع النماذج النظرية وتطوير المواد، فإننا ندفع حدود ما هو ممكن في إدارة النفايات".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تكنولوجيا النفایات النوویة
إقرأ أيضاً:
نادر كاظم يناقش التنوع الثقافي والهوية
في جلسة حوارية حل فيها الدكتور نادر كاظم ضيفا، نوقشت مسألة التنوع الثقافي والهوية، وبدأها مدير الحوار علي الرواحي بسؤال: "لماذا اشتعلت مسألة الهوية مؤخرا؟" فعرج كاظم إلى مرحلتين ينبغي الانتباه لهما وهما: مرحلة الحربين الأولى والثانية، حيث رأى كثير من المؤرخين أنها شكلت أوج التصادم بين الهويات القومية، ونهاية الحرب الباردة 1989 - 1990 حيث كانت الهويات تنبعث من جديد، وطالبت كل جماعة بالاعتراف داخل دولة معينة، وصار بإمكان الجماعات أن تطالب بالاعتراف بها على عدة مستويات.
وشرح كاظم الأسباب التي تجعل مجموعات صغيرة تتحد في هويات كبيرة، وأشار إلى أن المجموعات الصغيرة تتكون ثم تتوحد في مجموعات أكبر لأنها تواج تحديات وهذه التحديات تضطرها لمواجهتها بشكل مجموعة أكبر وتكوين دولة مركزية، وقال أن العالم عنما يواجه مشكلات ما وتعجز مجموعة دول أن تحلها بمفردها تتشكل مجموعة دول لتحلها وعلى هذا السياق تكونت الأمم المتحدة.
وتحدث كاظم عن تأثير العولمة وانفتاح العالم فيما يتعلق بالهويات طوال العقود الأخيرة، وأشار إلى نقطتين ترتبط بهما تلك الإشكالات: الأولى: تصاعد وتيرة العولمة وسرعة تحركات الناس بين الاماكن يؤدي إلى تكوين هوية معولمة مما يعني انحسار الهويات المحلية كما وصفه كاظم (شكل من أشكال اليوتيوبيا)، والثانية: العولمة مثلت تحد للهويات فكانت ردة الفعل التمسك بصنع الهويات المحلية وإعادتها. فصعد كل ما هو محلي كردة فعل تجاه العولمة.
وحول وسائل التواصل وصمود الهوية، أحال كاظم إلى ماراشال ماكلوهن الذي رأى أن وسائل التواصل أجرت تحولات اجتماعية على صعيد هوية المجموعات، وقال كاظم لو أن ماكلوهن شهد وسائل التواصل الاجتماعي لتوصل إلى أنها ليست أداة لصنع القرية الكونية على مستوى الهويات.ولكنها فككت المجال العام، وأن حجم المحتوى لا يسمح بتكوين شيء متماسك ومن هنا تأتي فكرة الهويات السائلة، وأن قدرة وسائل التواصل للوصول إلى قطاعات عريضة من المجتمعات هو صناعة الترفيه وليس اتخاذ موقف.
وحول استيعاب التنوع في بلد ما، أشار كاظم إلى أن كل دول العالم متنوعة وتعيش مع تنوعات متعددة دينية ومناطقية وعرقية وسياسية وأيديولوجية، وأن إدارة التنوعات يحفظ استقرار البلد والقدر الذي تستحقه الجماعات، وقال أن هناك 3 خيارات تضمنت سياسات لأنجح إدارة للتنوعات وهي: أن الهوية الأقوى تحكم وتفرض أن يندمج الجميع ويقصى من يرفض الاندماج، أو العلمانية (شكل من أشكال تحييد الدولة تجاه التنوع لدى مواطنيها). أو التعددية الثقافية التي يكون على الدولة فيها أن تعترف بالهويات المتعددة وتعتمد أكثر من دين ولغة رسمية، وأشار كاظم إلى أن كل خيار فيه فيه إشكالا ونقد، وأنها في النهاية قضية لا حل مثالي لها، وعرج إلى معضلة القنفذ لشوبنهاور حيث الهويات داخل الدول وإدارة التنوع الثقافي كالقنافذ في الشتاء التي تتجمع من أجل الدف لكنها تؤذي بعضها بأشواكها فتبتعد وتبرد، حيث كل الحلول تنتج مشكلة لا حل نموذجي لها.
وتناول كاظم الخلط بين الهوية والانتماءات والعضويات الأخرى، وضرب مثالا حول أيهما أكثر عمقا لتكوين هوية: لون البشرة أو اللغة؟ ليلفت إلى أن ليس كل المعطيات تكون هوية، وأحال إلى أن كل الجماعات وجدت قبل الدول الحديثة التي تكونت ثم أرادت أن تكون هوية مشتركة لكل الهويات (الهوية المشتركة الوطنية) لكن ذلك قد يضعها أمام صدام مع الهويات الأخرى المحلية الصغيرة خاصة إذا كان لها امتداد خارج الوطن.
وبين أن الهويات ليست معطى وإنما كيان وبناء يبنى ويصنع وأنه لم يكن هناك فاعل اجتماعي وسياسي معين لديه قدرة على صنع هوية مثل الدول اليوم، فالإعلام والتعليم والمعاملة المتساويةحقوقيا توحد المختلفين. وأن هذه المعاملة تستطيع أن تؤمن للدولة ولاء كاملا من مواطنيها.