لجريدة عمان:
2025-05-02@17:16:19 GMT

الأكاديميا في زمن الإبادة

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

تتحدى القضية الفلسطينية منذ النكبة العالم الأكاديمي للتفكير بشكل مختلف حول العدالة. وتحث الطلبة والباحثين على مراجعة أثر الهيمنة، وقوة رأس المال في المؤسسات التعليمية والعمل الأكاديمي.

يُستخدم مصطلح «scholasticide» للتعبير عن التدمير المتعمد للبنية التعليمية في مكان ما (أو ربما لمجموعة ما؟) ويتركب من الكلمة اللاتينية «schola-» والتي تعني المدرسة، كما لنا أن نخمن بسهولة، متبوعة باللاحقة «-cide» التي تعني القتل، في إحالة واضحة لكلمة «genocide» أي الإبادة الجماعية.

أول ما يخطر بالبال كترجمة ممكنة للكلمة هو «الإبادة التعليمية». على النحو نفسه، تُستخدم كلمة «educide» تبادليًا مع «scholasticide»، فيما تُستخدم «epistemicide» القادمة من كلمة إبستمولوجيا (أي المعرفة) للتعبير عن أمر مختلف بعض الشيء. إنها تعني تدمير المستعمِر لنظام المعرفة القائم، لإحلال نظام معرفي استعماري، يُرسخ وجوده وبقاءه.

سنظن أول تعرضنا للكلمة أنها صيغت للتعبير عن المأساة الحالية في غزة، والتي أدت إلى تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمعظم المنشآت التعليمية (جميع جامعات غزة دون استثناء دُمرت خلال الإبادة)، والواقع أن الأكاديمية والمنظّرة السياسية الفلسطينية كرمة النابلسي استخدمته أول مرة في 2009 لوصف الاغتيالات الممنهجة للهيئة الأكاديمية، والطلبة، والضرر الملحق بالمؤسسات التعليمية ليس خلال ذلك العام فحسب - أواخر 2008 وبداية 2009 شهد الاجتياح الأول منذ فرض الحصار على القطاع - بل ومنذ النكبة. مع ذلك، فقد اكتسب المصطلح زخمًا في السنة الأخيرة، مع العدوان الذي لا مثيل له ضد كل جسد (مادي أو مجازي) في غزة.

وكما يحدث في الإطار القانوني المتعلق بالإبادة الجماعية، فالتدمير المقصود والممنهج للمنشآت التعليمية، والعنف ضد الطلبة والطواقم الأكاديمية كلها خصائص للإبادة التعليمية. القصد والمنهاج - وكما في الإبادة - شروط أساسية ليصح استخدام هذا المصطلح.

في ورقتهما التي يُمكن أن يُترجم عنوانها إلى: «الأكاديميا في زمن الإبادة: نزعات الإبادة التعليمية واستمراريتها» (الآن والمصطلح يتخذ مكانه في العنوان لا يبدو أنيقًا تمامًا، أنا أعترف). ورقة الكاتبتين بسمة هاجير ومزنة قاطو التي نشرتاها هذا الشهر، تأتي كمحاولة للقيام بأي فعل من أجل «سد التدفق غير المنضبط لسلطة رأس المال إلى جامعاتنا» حسب تعبيرهما، فتحللان تجليات الإبادة التعليمية في غزة، وتوسعان مجال الرصد، ذاهبتين خارج حدود القطاع، للوقوف على النزعات الإبادية في جامعات العالم.

أولاً، الصمت. يستخدم بعض الأكاديميين مصطلحات مثل نقض الاستعمار، الوعي النقدي، والعدالة المعرفية بسهولة عندما يعالجون الأمر بشكل مجرد (أو عند تقدمهم للمنح)، لكنهم يفشلون، بل يختارون بقصد تجنب «السياسة» عندما يأتي الأمر على معالجة قضايا الواقع، في تناقض كامل بين مواضيع اهتمامهم السياسية، والموقف السلبي والصمت المقصود تجاه القضايا التي يفترض أن تكون في صلب اهتمامهم. هنا لا يُصبح الصمت مجرد حياد، بل هو فعلٌ موازٍ، يُعادل (وإن بدرجة أقل درامية على المستوى المباشر) أن يكون المرء طبيبًا، ويختار أن لا يعالج مريضه في غرفة الطوارئ. يمكن للمريض أن يموت، لا لأن الطبيب فعل شيئا، بل لأنه لم يفعل. بهذا المعنى تكون الأفعال السالبة، والصمت الانتقائي أدوات للإبادة.

ثانياً، قمع التضامن. الطلبة هم محركات التضامن الرئيسية في أمريكا وأروبا، ولهذا يحارب بشراسة، كما تحارب المحاضرات، والمؤتمرات، والمتحدثين الفلسطينيين.

ثالثاً، ادعاء التعقيد. والمجادلة أن اصطفافهم سيختزل موقفا معقدا وعدم إمكانية لاستيعاب الطبيعة المعقدة والمركبة للقوى والعلاقات في ثنائيات مبسطة. فيما الموقف المعقد الذي يحكون عنه هو إعدام ما يزيد على 16 ألف طفل، وتحويل مكان صغير ومحاصر إلى أكبر تجمع للأطفال فاقدي الأطراف خلال أشهر من الضرب والقصف المتواصل بأشد الأسلحة التي اخترعت في التاريخ البشري.

رابعا، وعود النظريات وتهديداتها. فيما تلجأ بعض قضايا العدالة كالتغير المناخي إلى التركيز على الأثر الكارثي - لمشكلة تسبب فيها عالم الشمال - على الجنوب العالمي، تنحو أخرى نحو تفكيك التفوق البشري، وإعادة رسم العلاقة بين البشر وغير البشر. تفكيك التسلسل الهرمي للعلاقات، وإزاحة البشر من القمة يُفترض أن يذكي إلحاحا في الاستجابة للآثار البيئة حتى وإن لم تكن الضحية بشرية. عندما يختار المناصرون لهذه المقاربة الحياد - متجاهلين الأثر التدميري للآلة الإسرائيلية ليس على الحيوان، والبيئة فحسب بل حتى البشر - يخبرنا هذا أن قيمهم جوفاء، وأن هواجسهم بلا معنى، وأن أمانتهم العلمية تفشل عند أول اختبار.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بعد إصابة بيل جيتس بها.. متلازمة أسبرجر عشق للتوحد أم تحقيقا لتطلعات البشر؟

متلازمة أسبرجر.. الكثير من الناس يعانون من الوحدة في هذا العالم، ولكن الملفت للنظر أن معظم المتوحّدين إما كانوا عباقرة أو ذوي مستوى عال من الذكاء، هؤلاء الأشخاص ربما تلمس فيهم انعدام الرابط الاجتماعي ربما تلمس فيهم انعدام جزء من المشاعر، ولكنهم في الحقيقة هم الأشخاص الوحيدون المؤمنين بأن الخيال الذي ينسجه العقل البشري يمكن أن يكون حقيقة، الكثير من هؤلاء العباقرة أنتجوا أشياء كثيرة في حياتهم كانت أحلاما وتطلعات للبشرية أجمع سواء كانت هذه التطلعات إيجابية أو سلبية.

بيل جيتس العبقري المتوحد

بيل جيتس الملياردير والمؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، ذكرت ابنته في تصريح غير مقصود خلال استضافتها في البودكاست الشهير «Call Her Daddy»، الذي تقدمه أليكس كوبر أنه يعاني من متلازمة أسبرجر.

ومنذ شهر، أكد بيل جيتس بنفسه خلال مقابلة مع موقع أكسيوس الإخباري، إدراكه بأنه كان مختلفًا عن أقرانه خلال فترة نشأته، وقال في هذا السياق: «لقد كنت أعلم دائمًا أنني مختلف بطرق أربكت الناس من حيث مستوى طاقتي وكثافتي، والذهاب ودراسة الأشياء فقط، ومن المحير بعض الشيء عندما تكون طفلًا، أن تكون مختلفًا، أو أن الناس يتفاعلون معك بطرق ما».

بيل جيتس طفل متوحد جعل الخيال حقيقة

ولكن حتى بعد ما ذكره في تصريحاته، لم يكن الجميع يتوقع أن مستوى الخلل الاجتماعي لبيل جيتس وصل إلى هذه المرحلة التي تعد أعلى مراحل الخلل الاجتماعي، مع التأكيد أن هذا الأمر لم يكن سيعرف إلا بعفوية ابنته التي قالت: «والدي يعاني من خلل اجتماعي، لقد قال إنه، كما تعلمون، مصاب بمتلازمة أسبرجر»، بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وهذا يؤكد ما رواه «جيتس» في مذكراته، عن مواجهته صعوبات في التفاعلات الاجتماعية خلال طفولته وكيف كان غالبا ما ينغمس بشكل مفرط في اهتمامات محددة، حيث كتب: «كنت طفلاً شديد التركيز، كنتُ منغمسًا في عملي لدرجة أنني كنتُ أنسى تناول الطعام، ربما كنتُ سأُشخّص حالتي اليوم، وهذا ليس بالأمر السيئ - إنه جزء من شخصيتي».

بيل جيتس متلازمة أسبرجر

تُصنف هذه المتلازمة الآن كجزء من اضطراب طيف التوحد (ASD)، وتتضمن الأعراض الشائعة المرتبطة بهذه الحالة صعوبات في التفاعل مع الآخرين، بالإضافة إلى ظهور سلوكيات متكررة والالتزام الصارم بأنماط روتينية محددة.

وكانت تُعتبر في الماضي تشخيصًا منفصلاً في مجال الصحة النفسية.

ويُشار إليها حاليًا على أنها المستوى الأول من اضطراب طيف التوحد.

متلازمة أسبرجر خصائص الإصابة بمتلازمة أسبرجر

- التركيز القوي على اتباع القواعد والالتزام بالروتين اليومي.

- بعض الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد يُظهرون ما يُعرف غالبًا باسم «التوحد عالي الأداء».

- صعوبة واضحة في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.

- الانخراط في أنماط سلوكية متكررة أو مقيدة.

- التمسك الشديد بآراء ومعتقدات معينة.

متلازمة أسبرجر علامات متلازمة أسبرجر

يواجه الأفراد المصابون بمتلازمة أسبرجر صعوبة في التعرف على الإشارات الاجتماعية الدقيقة، فقد لا يدركون محاولات الآخرين لتغيير مسار الحديث، وأيضا صعوبة في تقدير متى يجب عليهم خفض أصواتهم في أماكن معينة تتطلب ذلك، ولكن الصعوبة الأكبر تتمثل في التعرف على مشاعر الآخرين وتفسيرها بشكل صحيح، وقد يجدون صعوبة في فهم لغة الجسد، ويميلون إلى تجنب التواصل البصري المباشر.

ومع ذلك فلا يمكن تناسي أن فرط التركيز هو أحد السمات المميزة لهذه المتلازمة، وبالنسبة للأطفال فيستحوذ الاهتمام بموضوع معين على تفكيرهم بشكل كامل، ويتركز على أشياء مثل جداول مواعيد القطارات أو أنواع الديناصورات، ويمكن لهذا التركيز الشديد أن يؤدي إلى محادثات من طرف واحد مع الأقران والبالغين، إذ يميل الطفل إلى التحدث بإسهاب عن اهتمامه دون الانتباه الكافي لردود فعل الآخرين أو محاولاتهم لتغيير الموضوع.

اقرأ أيضاًإيلون ماسك مهددا بيل جيتس بمحو ثروته: «لا تعبث معي مرة أخرى»

بيل جيتس وتيدروس في الرياض لبحث تقليص الفجوة الصحية العالمية

بيل جيتس: تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT هو الابتكار الأهم في الوقت الحالي

مقالات مشابهة

  • بعد إصابة بيل جيتس بها.. متلازمة أسبرجر عشق للتوحد أم تحقيقا لتطلعات البشر؟
  • القرقوبي يغزو المؤسسات التعليمية بالصخيرات
  • داعية بالأوقاف: العمل عبادة لا تعني التفريط في الصلاة
  • فيما توفي واحد منهم..سيارة تدهس ثلاثة أطفال بتيزي وزو
  • فيما توفي واحد منهم..شاحنة تدهس ثلاثة أطفال بتيزي وزو
  • تأملات قرآنية
  • هل سنبقى نحن البشر سادة التقنية أم سنصبح أسرى لها؟
  • خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
  • ملتقى يوصي بإدراج الواجبات الأسرية في المناهج التعليمية
  • جون بولتون: ترامب ليس لديه أي منهجية فيما يخص الأمن القومي