وول ستريت جورنال: كوشنر يحاول استثمار مليارات السعودية والإمارات في إسرائيل.. هل ينجح؟
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
لا يزال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره، يتعرض للتدقيق من قبل الكونجرس وخصومه السياسيين، بسبب أنشطة شركته التي اجتذبت مليارات الدولارات من السعودية والإمارات وقطر لاستثمارها، مع رسوم إدارية تدفعها الرياض باستمرار، ومن ضمن هذه الأنشطة استثمارات – وإن كانت بطيئة – في إسرائيل.
وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يروي كل من ديون نيسنباوم وسمر سعد، مراسلا الصحيفة، ماذا يحاول كوشنر أن يفعل حاليا بالأموال التي جمعها من الرياض وأبوظبي بعد أن قدم نفسه كقائد أعمال فريد من نوعه قادر على سد الانقسامات الاقتصادية والثقافية في المنطقة.
اقرأ أيضاً
محامي ترامب السابق يدعو للتحقيق في العلاقة غير النظيفة بين كوشنر والسعوديين
أموال السعودية في إسرائيلولهذه الغاية، حصل على موافقة فريدة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لاستثمار أموال المملكة في إسرائيل لأول مرة، كما تقول الصحيفة.
لكن كوشنر لا يزال عاجزا عن الاستثمار بقوة في دولة الاحتلال، وفقا للتقرير، لأسباب متعلقة بشركته التي أسسها لذلك الغرض والتي حملت اسم Affinity، علاوة على التطورات السياسة السلبية في إسرائيل، بسبب الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي الاحتجاجات التي أثرت سلبا على الشركات الناشئة الإسرائيلية، التي كانت تتطلع إلى أموال كوشنر التي جلبها من دول الخليج.
اقرأ أيضاً
نيويورك تايمز: شركة كوشنر حصلت على استثمارات بمئات الملايين من دول خليجية
محمد بن سلمان رفض مخاوف مستشاريهوأوضح التقرير أن السعودية منحت وحدها كوشنر مبلغ 2 مليار دولار، ما جعلها أكبر مستثمر في Affinity، لكن هذا ليس كل شئ، فقد وافقت الرياض أيضا على دفع عشرات الملايين من الدولارات لكوشنر كرسوم إدارية كل عام - حتى لو لم يستثمر الأموال ، كما قال بعض المسؤولين السعوديين المشاركين في الصفقة.
ورغم أن الأمر ليس نادرا في صناعة الاستثمارات، إلا أن مسؤولين سعوديين رأوا أن تلك الأموال منحت لشخص غير مناسب، قياسا إلى مستوى خبرته التجارية والاستثمارية، لكن مصادر قالت إن ولي العهد السعودي تجاهل تلك التحفظات ومضى لمنح الأموال إلى كوشنر.
وبحسب التقرير، شكك أعضاء المجلس الاستشاري لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في حكمة العمل مع كوشنر، وفقًا لمسؤولين سعوديين، لكن الأميرمحمد تجاهل مخاوفهم ومضى قدمًا في الخطط على أي حال، كما قالوا، لأنه شعر أن عمل كوشنر في "اتفاقيات أبراهام" أظهر أنه يمتلك فطنة تجارية كبيرة.
وقال بعض مستشاري ولي العهد إن التزام المملكة يُنظر إليه على أنه استثمار سياسي أكثر من كونه استثمارًا ماليًا.
وتعليقا على هذا يقول نورم آيزن ، الزميل البارز في دراسات الحوكمة في معهد بروكينجز: "يبدو أن المال مقابل لا شيء". "في حالة عدم وجود معاملات مادية ، فإن هذا يتعدى مجرد إثارة مخاوف عميقة بشأن احتمالية حدوث مخالفات ومقايضة."
ورفض كوشنر مثل هذه الانتقادات ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة.
اقرأ أيضاً
نائب أمريكي يطلب من كوشنر وثائق حول حصوله على ملياري دولار من السعودية
علاقة وثيقةوتطرق التقرير إلى العلاقات الوثيقة التي طورها كوشنر مع ولي العهد السعودي، خلال فترة وجود ترامب بالبيت الأبيض.
ففي مذكراته الصادرة العام الماضي، كتب كوشنر أنه اتصل مرارًا بولي العهد السعودي لتأمين المساعدة في قضايا السياسة الخارجية الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك أسعار النفط.
وخلقت نداءات كوشنر احتكاكًا شديدًا في إدارة ترامب، حيث اتهم وزير الخارجية، آنذاك، ريكس تيلرسون صهر ترامب بتقويض سلطته.
وتجاهلت إدارة ترامب محاولات الكونجرس لمنع مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات للسعودية، وأيد كوشنر قرار الرئيس بدعم الأمير محمد بعد اتهامه بإرسال فريق اغتيال إلى إسطنبول في 2018 لقتل الصحفي السعودي الناقد جمال خاشقجي.
ولا يزال كوشنر يتلقى انتقادات من قبل الديمقراطيين، وحتى بعض الجمهوريين، مثل النائب جيمس كومر، والذي قال، في وقت سابق من هذا الشهر، إن ما فعله كوشنر "يتجاوز حدود الأخلاق".
اقرأ أيضاً
تحرك جديد للديمقراطيين بالكونجرس للتحقيق في تدخل كوشنر بالسياسات تجاه الخليج
ماذا فعل كوشنر بأموال الخليج؟يقول التقرير إنه على مدار العامين الأولين، نظرت Affinity في أكثر من 1000 شركة ووقعت صفقات مع 6 شركات فقط، حيث وافق كوشنر على استثمار 700 مليون دولار - حوالي 20% من الصندوق، في تلك الشركات.
واستثمرت شركة كوشنر 150 مليون دولار في Dubizzle ، وهو موقع إعلانات مبوبة في الإمارات، و 200 مليون دولار في Mosaic ، وهي شركة مقرها أوكلاند ، كاليفورنيا تقدم قروضًا لمشاريع الطاقة الشمسية السكنية.
وفي الشهر الماضي، أضافت Affinity صفقة جديدة من خلال استثمار 110 ملايين دولار أخرى في EGYM، وهي شركة تكنولوجيا لياقة بدنية مقرها ميونيخ.
وكجزء من الصفقة السعودية مع كوشنر، وافقت الرياض على ملحق خاص يتيح لكوشنر استثمار أموال المملكة في إسرائيل، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.
وقال كوشنر إن قطر، التي ليس لديها أيضًا علاقات رسمية مع إسرائيل، منحت موقع Affinity إذنًا مماثلًا.
ويتطلع جاريد كوشنر لاستثمار 800 مليون دولار خلال العام المقبل ، مع خمس أو ست صفقات في الأفق.
المصدر | ديون نيسنباوم وسمر سعد / وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: محمد بن سلمان استثمارات سعودية تطبيع السعودية ولی العهد السعودی ملیون دولار فی إسرائیل اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
ولي العهد السعودي يبحث مع بوتين تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية
السعودية – بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبل تعزيز العلاقات بين بلديهما ومستجدات الأزمة الأوكرانية الروسية وأسواق النفط.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه بن سلمان مع بوتين، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية، وبيان للكرملين.
وحسب الوكالة السعودية، “تم خلال الاتصال الإشادة بالعلاقات المتميزة بين المملكة وروسيا، وبالجهود المبذولة لرفع مستوى العلاقات بين البلدين، كما تم بحث سبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات”.
وأضافت الوكالة أن ابن سلمان وبوتين بحثا كذلك، خلال الاتصال، “عددا من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بما فيها مناقشة تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية والجهود المبذولة بشأنها”.
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، وتشترط لإنهائه “تخلي” كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.
وتؤكد السعودية التزامها بدعم كافة الجهود الرامية إلى إنهاء هذه الأزمة وتحقيق سلام عادل وأمن مستدام بين روسيا وأوكرانيا.
وأسهمت جهود المملكة خلال تلك الأزمة عن تبادل روسيا وأوكرانيا مئات الأسرى والمحتجزين، بما في ذلك العديد من الرعايا الأجانب.
بدروه، قال بيان للكرمين إن بوتين بحث بن سلمان كذلك المستجدات في أسواق النفط.
وأكد الجانبان، وفق البيان، على أن التعاون في هذا الصدد في إطار “مجموعة أوبك+” يوفر الاستقرار في أسواق الطاقة بمساهمة التخفيض الطوعي في إمدادات النفط.
وتضم “مجموعة أوبك+” منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” ودول من خارج أوبك.
كما تناول الجانبان، خلال مباحثاتهما، قضايا دولية وإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع في فلسطين، حسب البيان.
الأناضول