لا يزال جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره، يتعرض للتدقيق من قبل الكونجرس وخصومه السياسيين، بسبب أنشطة شركته التي اجتذبت مليارات الدولارات من السعودية والإمارات وقطر لاستثمارها، مع رسوم إدارية تدفعها الرياض باستمرار، ومن ضمن هذه الأنشطة استثمارات – وإن كانت بطيئة – في إسرائيل.

وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يروي كل من ديون نيسنباوم وسمر سعد، مراسلا الصحيفة، ماذا يحاول كوشنر أن يفعل حاليا بالأموال التي جمعها من الرياض وأبوظبي بعد أن قدم نفسه كقائد أعمال فريد من نوعه قادر على سد الانقسامات الاقتصادية والثقافية في المنطقة.

اقرأ أيضاً

محامي ترامب السابق يدعو للتحقيق في العلاقة غير النظيفة بين كوشنر والسعوديين

أموال السعودية في إسرائيل

ولهذه الغاية، حصل على موافقة فريدة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لاستثمار أموال المملكة في إسرائيل لأول مرة، كما تقول الصحيفة.

لكن كوشنر لا يزال  عاجزا عن الاستثمار بقوة في دولة الاحتلال، وفقا للتقرير، لأسباب متعلقة بشركته التي أسسها لذلك الغرض والتي حملت اسم Affinity، علاوة على التطورات السياسة السلبية في إسرائيل، بسبب الاحتجاجات  ضد التعديلات القضائية التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي الاحتجاجات التي أثرت سلبا على الشركات الناشئة الإسرائيلية، التي كانت تتطلع إلى أموال كوشنر التي جلبها من دول الخليج.

اقرأ أيضاً

نيويورك تايمز: شركة كوشنر حصلت على استثمارات بمئات الملايين من دول خليجية 

محمد بن سلمان رفض مخاوف مستشاريه

وأوضح التقرير أن السعودية منحت وحدها كوشنر مبلغ 2 مليار دولار، ما جعلها أكبر مستثمر في Affinity، لكن هذا ليس كل شئ، فقد وافقت الرياض أيضا على دفع عشرات الملايين من الدولارات لكوشنر كرسوم إدارية كل عام - حتى لو لم يستثمر الأموال ، كما قال بعض المسؤولين السعوديين المشاركين في الصفقة.

ورغم أن الأمر ليس نادرا في صناعة الاستثمارات، إلا أن مسؤولين سعوديين رأوا أن تلك الأموال منحت لشخص غير مناسب، قياسا إلى مستوى خبرته التجارية والاستثمارية، لكن مصادر قالت إن ولي العهد السعودي تجاهل تلك التحفظات ومضى لمنح الأموال إلى كوشنر.

وبحسب التقرير، شكك أعضاء المجلس الاستشاري لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في حكمة العمل مع كوشنر، وفقًا لمسؤولين سعوديين، لكن الأميرمحمد تجاهل مخاوفهم ومضى قدمًا في الخطط على أي حال، كما قالوا، لأنه شعر أن عمل كوشنر في "اتفاقيات أبراهام" أظهر أنه يمتلك فطنة تجارية كبيرة.

وقال بعض مستشاري ولي العهد إن التزام المملكة يُنظر إليه على أنه استثمار سياسي أكثر من كونه استثمارًا ماليًا.

وتعليقا على هذا يقول نورم آيزن ، الزميل البارز في دراسات الحوكمة في معهد بروكينجز: "يبدو أن المال مقابل لا شيء". "في حالة عدم وجود معاملات مادية ، فإن هذا يتعدى مجرد إثارة مخاوف عميقة بشأن احتمالية حدوث مخالفات ومقايضة."

ورفض كوشنر مثل هذه الانتقادات ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة.

اقرأ أيضاً

نائب أمريكي يطلب من كوشنر وثائق حول حصوله على ملياري دولار من السعودية

علاقة وثيقة

وتطرق التقرير إلى العلاقات الوثيقة التي طورها كوشنر مع ولي العهد السعودي، خلال فترة وجود ترامب بالبيت الأبيض.

ففي مذكراته الصادرة العام الماضي، كتب كوشنر أنه اتصل مرارًا بولي العهد السعودي لتأمين المساعدة في قضايا السياسة الخارجية الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك أسعار النفط.

وخلقت نداءات كوشنر احتكاكًا شديدًا في إدارة ترامب، حيث اتهم وزير الخارجية، آنذاك، ريكس تيلرسون صهر ترامب بتقويض سلطته.

وتجاهلت إدارة ترامب محاولات الكونجرس لمنع مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات للسعودية، وأيد كوشنر قرار الرئيس بدعم الأمير محمد بعد اتهامه بإرسال فريق اغتيال إلى إسطنبول في 2018 لقتل الصحفي السعودي الناقد جمال خاشقجي.

ولا يزال كوشنر يتلقى انتقادات من قبل الديمقراطيين، وحتى بعض الجمهوريين، مثل النائب جيمس كومر، والذي قال، في وقت سابق من هذا الشهر، إن ما فعله كوشنر "يتجاوز حدود الأخلاق".

اقرأ أيضاً

تحرك جديد للديمقراطيين بالكونجرس للتحقيق في تدخل كوشنر بالسياسات تجاه الخليج

ماذا فعل كوشنر بأموال الخليج؟

يقول التقرير إنه على مدار العامين الأولين، نظرت Affinity في أكثر من 1000 شركة ووقعت صفقات مع 6 شركات فقط، حيث وافق كوشنر على استثمار 700 مليون دولار - حوالي 20% من الصندوق، في تلك الشركات.

واستثمرت شركة كوشنر 150 مليون دولار في Dubizzle ، وهو موقع إعلانات مبوبة في الإمارات، و 200 مليون دولار في Mosaic ، وهي شركة مقرها أوكلاند ، كاليفورنيا تقدم قروضًا لمشاريع الطاقة الشمسية السكنية.

وفي الشهر الماضي، أضافت Affinity صفقة جديدة من خلال استثمار 110 ملايين دولار أخرى في EGYM، وهي شركة تكنولوجيا لياقة بدنية مقرها ميونيخ.

وكجزء من الصفقة السعودية مع كوشنر، وافقت الرياض على ملحق خاص يتيح لكوشنر استثمار أموال المملكة في إسرائيل، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.

وقال كوشنر إن قطر، التي ليس لديها أيضًا علاقات رسمية مع إسرائيل، منحت موقع Affinity إذنًا مماثلًا.

ويتطلع جاريد كوشنر لاستثمار 800 مليون دولار خلال العام المقبل ، مع خمس أو ست صفقات في الأفق.

المصدر | ديون نيسنباوم وسمر سعد / وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: محمد بن سلمان استثمارات سعودية تطبيع السعودية ولی العهد السعودی ملیون دولار فی إسرائیل اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

مسؤولة أممية: السودان من الدول الأولى على مستوى العالم التي تعاني أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد والملايين يواجهون الجوع

دبي- الشرق/ قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كلمنتاين سلامي، الأحد، إن السودان من بين البلدان الأربعة الأولى على مستوى العالم التي تعاني أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن ملايين الأشخاص يواجهون الجوع، وشددت سلامي في منشور عبر حسابها في منصة "إكس" على الحاجة الماسة لتمويل عاجل لدعم السودان، وقالت إن "المجتمع الإنساني يقدم المساعدات الغذائية والتغذوية، لكن الموارد آخذة في النفاد".

وتدور معارك شرسة في الخرطوم بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خاصة في مناطق وسط العاصمة التي تضم منشآت حكومية ومقار تتبع لشركات خاصة وعامة، والتي يستهدف الجيش استعادة سيطرته عليها.

وتشير تقديرات إلى أن الجيش السوداني بات يقترب من السيطرة على حوالي 70% من الخرطوم، والتي تشكل إلى جانب مدينتي أم درمان وبحري العاصمة المثلثة، حيث يسيطر الجيش السوداني على كامل محليات بحري وشرق النيل، إلى جانب أكثر من 65% من محلية أم درمان الكبرى ومثلها من محلية الخرطوم، بينما تبقى محلية جبل أولياء في أقصى جنوب الخرطوم خارج نطاق سيطرته.

6 مليارت دولار
والشهر الماضي، قالت الأمم المتحدة، إنها تسعى لجمع 6 مليارات دولار للسودان هذا العام من المانحين الدوليين، للمساعدة في تخفيف معاناة المدنيين في هذه الأزمة الإنسانية، التي تشهد نزوحاً جماعياً واسعاً، وتفاقماً للجوع.

ويزيد المبلغ الذي أعلنت الأمم المتحدة السعي إلى جمعه 40% مقارنة مع نداء أطلقته العام الماضي من أجل السودان، في وقت تتعرض فيه ميزانيات المساعدات في أنحاء العالم لضغوط متزايدة، ترجع لأسباب منها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف التمويل للمساعدات الخارجية، مما يؤثر على برامج منقذة للأرواح في أنحاء العالم، وفق "رويترز".

الأمم المتحدة تستهدف جمع 6 مليارات دولار لدعم السودان
قالت الأمم المتحدة إنها تسعى لجمع 6 مليارات دولار للسودان هذا العام من المانحين الدوليين؛ للمساعدة في تخفيف معاناة المدنيين.

وتقول الأمم المتحدة إن الأموال "ضرورية"، لأن الحرب المستمرة منذ 22 شهراً أدت بالفعل إلى نزوح خُمس سكان السودان، وفاقمت الجوع الشديد بين نحو نصف السكان، يبدو أنه سيزداد سوءاً.

وتستهدف الأمم المتحدة الوصول إلى ما يقرب من 21 مليوناً في السودان، مما يجعله برنامج المساعدات الإنسانية الأكثر طموحاً حتى الآن لعام 2025، ويتطلب ذلك 4.2 مليار دولار، والباقي للنازحين بسبب الصراع.  

مقالات مشابهة

  • ترامب يحاول تبرئة والتز من فضيحة سيغنال .. والأخير يقرّ بمسؤوليته
  • ولي العهد: لنترك إرثاً من الازدهار لأجيال الغد.. 1.2 تريليون ريال استثمارات في السعودية
  • ماذا تعني الإرادة السعودية؟
  • سؤال ولي العهد السعودي عن «القلم» يقود لتغيير منظومة الصناعة
  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • خبير إسرائيلي: استئناف الثورة القضائية أفقد البورصة 10 مليارات دولار
  • تباين مؤشرات الأسهم الآسيوية بعد صعود "وول ستريت"
  • مسؤولة أممية: السودان من الدول الأولى على مستوى العالم التي تعاني أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد والملايين يواجهون الجوع
  • زيارة الشيخ محمد بن زايد للقاهرة| تعزز العلاقات الأخوية والتعاون الاقتصادي بين مصر والإمارات
  • القاهرة للدراسات: تطابق الرؤي بين مصر والإمارات في جميع المجالات