تشغل احتمالية ترشح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لولاية رئاسية ثالثة الساحة السياسة في تركيا، بعد عدم استبعاده شخصيا إمكانية الترشح.

وخلال إجابته عن أسئلة الصحفيين عقب اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب، تطرق الناطق باسم الحزب، عمرو شاليك، إلى سؤال حول ما إن تم بحث ترشح أردوغان لولاية رئاسية ثالثة خلال الاجتماع وذلك في ظل الأحاديث المتداولة حول الأمر عقب الحوار الذي جمعه مع المغني التركي الشهير إبراهيم تاتليس.

وأعرب شاليك عن سعادته من طرح الأمر بهذه الطريقة، قائلا: "نحن أيضا نقول ما دام إنه موجود نحن أيضا موجودون. سنبحث الصيغة لهذا. في السياسة، السنة قصيرة جدا، واليوم طويل جدا. سنبحث الأمر، لكن المهم هو رغبة النواب والمواطنين بهذا الأمر. فإرادة الشعب تتجلى بهذه الطريقة، عندما ننظر إلى الأحداث من حولنا، نرى في كل مناسبة مدى قيمة كل من الإرث والمثابرة السياسية لرئيسنا ليس فقط لبلدنا ولكن أيضا لمنطقتنا. آمل أن نتجاوز هذه المراحل بأفضل شكل".

* كيف سيفتح المجال أمام ترشح أردوغان لدورة ثالثة؟

وحركت التطورات الأخيرة حول احتمالية ترشح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الساحة السياسية، حيث تناول كاتب صحيفة صباح، أوكان موديريس أوغلو، الأمر في مقاله الأخير، مشيرا إلى التطورات وصيغتين قائلا: "في رأيي، ستجلب الظروف أهمية تجربة الرئيس أردوغان إلى الواجهة".

وأضاف: "السؤال حول ما إن كان أردوغان سيترشح مرة أخرى للرئاسة يتربع في أذهان الجميع حتى وإن كان توقيته مبكر".

وأوضح أن هناك ثلاثة مواقف أعادت إبراز قضية ترشح أردوغان:

1– الشرارة الأولى للفنان إبراهيم تاتلسس في المؤتمر الإقليمي لحزب العدالة والتنمية شانلي أورفة في 11 يناير الجاري بسؤال أردوغان من خشبة المسرح ما إن كان سيترشح أم لا والتزام أردوغان الصمت لبعض الوقت من ثم إجابته عن السؤال مع إصرار تاتلسس بقوله أنا موجود ما دام إنك موجود. هذه الإجابة مرنة ولكنها ذات مغزى تجلب معها سلسلة من التفسيرات.

2– تعامل حزب الشعب الجمهوري بريبة مع الإصرار على "تركيا دون هدف" والجهد المبذول لهذا الغرض والتساؤل حول ما إن كانت هناك رغبة لفتح المجال أمام ترشح أردوغان من جديد، ورغبة الحزب بربط الخطوة التاريخية للقضاء على المنظمة الإرهابية بالانتخابات الرئاسية حتى ولم يكن لها ارتباط مباشر بالأمر.

3– إجراء جميع الدراسات المتعلقة بالمؤتمر الكبير لحزب العدالة والتنمية المقرر عقده في 23 فبراير القادم وما سيعقبه بافتراض أن الرئيس أردوغان سيكون الفاعل السياسي الرئيسي للبلاد".

وأردف: "دعونا نسأل السؤال الأولي مرة أخرى ونعطي الإجابة من وجهة نظرنا: هل سيترشح الرئيس أردوغان للرئاسة مرة أخرى ؟. إجابتي عن هذا السؤال هي لا بد له من ذلك، لكن كيف؟"

* وجود رغبة شعبية لهذا الأمر مهم بقدر أهمية وجود رغبة بالقاعدة الدستورية.. لماذا؟

وأضاف: "رأينا في شانلي أورفا أنه هناك حشد جاد يريد أن يكون الرئيس أردوغان رئيسا لولاية أخرى. إن عكس جزء كبير من الشعب هذا المطلب بجدية عندما يحين الوقت، فلا يمكن للأغلبية العددية في البرلمان أن تتجاهل الأغلبية السياسية للشعب.. نعلم أنه لكي يترشح أردوغان من جديد إما سيتم إجراء تعديل استثنائي على الدستور أو يتقرر تجديد الانتخابات بتوقيع 360 نائبا".

واختتم: "في رأيي أن الظروف ستبرز أهمية تجربة الرئيس أردوغان إلى الواجهة، إذ سيتم التشكيك في الفهم السياسي بعمق عند إدراك دور الرئيس أردوغان الأساسي لتركيا والمنطقة والسلام العالمي. ومع هذا، لن يكون تمهيد الطريق لترشيح الرئيس أردوغان ضمانا مطلقا. ففي نهاية المطاف، هذه عملية انتخابية

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الانتخابات التطورات التنفيذية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس التركى اللجنة التنفيذية العدالة والتنمية الرئیس أردوغان ترشح أردوغان

إقرأ أيضاً:

السياسة في زمن الرمادة والعته

في زمن الرمادة يصيب القحط كل شيء حتى العقول والألسنة، فتستبدل اللغة الدبلوماسية بلغة جديدة تخرج الكلمات فيها من غير مخرجها الطبيعي. هذه اللغة الجديدة وصفها العرب قديما بأنها "بعرة خرجت من غير مخرجها"، فأحدثت دخانا يحجب الرؤية، ورائحة تزكم الأنوف، فإن كنت جادا في التعرف على هذه اللغة الجديدة فمن فضلك "سد أنفك" واستعد:

اللغة الجديدة اسمها لغة "أولاد الكلب"، والمصطلح الجديد: "أولاد الكلب" هو مفردة من مفردات ثقافة العبث والعته السائدة في مجتمعاتنا، ولكن نظرا لصدوره من مستوى سياسي كبير يحتل "مسمى رئيس" في نظر البعض فإنه قطعا سيسجل في موسوعة "أدب الكلاب" كبراعة اختراع، وسيدون أيضا كمبادرة حرة تدعو إلى السلام ونبذ العنف لدى بعض الأطراف المتصارعة.

- في عالم السياسة دائما يختفي الصدق ويحل محله الكذب.

- وتختفي الصداقات لتحل محلها المصالح.

- وتختفي البراءة وحسن النية ليحل محلها الخبث واللؤم المنمق.

"أولاد الكلب" هو مفردة من مفردات ثقافة العبث والعته السائدة في مجتمعاتنا، ولكن نظرا لصدوره من مستوى سياسي كبير يحتل "مسمى رئيس" في نظر البعض فإنه قطعا سيسجل في موسوعة "أدب الكلاب" كبراعة اختراع، وسيدون أيضا كمبادرة حرة تدعو إلى السلام ونبذ العنف لدى بعض الأطراف المتصارعة
- وتختفي الأحقاد والضغائن لتحل محلها الابتسامات البلاستيكية المصطنعة.

- وتختفي أخوّة الوطن أو أخوة الدين ليحل محلها العناق المتكلف.

- وفي تقاليد وأعراف أولاد الكلب ليس من العار ولا من الجريمة أن تنتقل الإنسانية من صف البشر المكرم إلى صف الوحوش، فهذا تدوير عكسي مستحب ولا بأس به.

يقول خبراء الخيانة والخنوع والذل: إن نظرية "أولاد الكلب" تشكل خلاصة لخبرة أصحابها في عالم السياسة وحنكتهم في عالم الحيوانات المستأنسة والمتوحشة معا.

من أطلق المصطلح وصرح به لم يكن يعبر عن نفسه فقط، وإنما كان مجرد متحدث جريء عن رموز ضالة استطاعوا أن يعقدوا صفقات مع الوحوش وكل حيوانات الغابة؛ يتولون هم بمقتضى تلك الاتفاقيات تدريب الفريسة على استسلام الشجعان حتى تؤكل في سكون وأمان. وضمن مهام أصحاب هذه النظرية الكشف عن كل حر أبي شريف من "أولاد الكلب"، والتحريض عليهم والتعريض بهم وإغراء الأطراف الأخرى بالقضاء عليهم كلما هب هؤلاء بالدفاع عن أهليهم وأرضهم، وكرامة شعوبهم، وحماية أطفالهم، وأعراضهم، ونسائهم.. ليس في غزة وحدها وإنما في عموم الوطن الكبير وربوعه كلها.

يقول الخبراء أيضا: إن نظرية "أولاد الكلب" قناعة جيل جديد من الرموز شديد المكر إلى حد الخبث، لديه حساسية الاستشعار عن بعد ضد كل رجولة وبطولة، فيحدث ضجيجا كلما استشعر في الأمة وعيا أو يقظة، ويطلق مصطلحاته وفق خبرته العبقرية في التحذير عند اكتشاف الرجولة، فيحذر فورا من "أولاد الكلب" الذين يدافعون عن أرضهم وكرامتهم وحياة شعوبهم المسلوبة. ومن ثم يجب أن تكون مواطنا شريفا ومسالما، ولا تقاوم الاحتلال واغتصاب الأرض وحرق البيت والحقل الذي يلغي الوجود ويجلب الجنون والإحباط واليأس، حتى لا تحسب ضمن "أولاد الكلب".

بعض البشر تكاليف الحرية ثقيلة عليهم حتى ليخيل إليك أنهم ولدوا ليكونوا عبيدا، حتى لو وصلوا لقمّة الهرم الاجتماعي مالا وسلطة، فهم دائما يبحثون عن سيد. وهؤلاء عند أصحاب نظرية" أولاد الكلب" هم الأدباء والعقلاء والنبلاء وأهل الذوق الرفيع والمناضلون.

تعبير عن السياسة والعته في زمن الرمادة، وهي تنكيس للفطرة، وتزييف للتاريخ وقلب لكل الحقائق، وذلك كله لا يحرر الأرض، ولا يعلم الجاهل، ولا يطعم الجائع، ولا يفك الحصار عن شعب. والرضا بقلب الحقائق لن يردع الطامع، ولن يحيل سمسار عقارات أو مختل بائع لدينه وأمته إلى حكيم الزمان ولو كان رئيسا لسلطة بائسة أو حتى رئيسا لدولة
وبعض الناس ولدوا أحرارا، فالحرية بالنسبة لهم هي نسيم الوجود وإكسير الحياة، حتى لو بدلوا من سعة الأرض قضبان السجن، فهم يعيشون دائما أحرارا ولو كانت القيود والأغلال في أيديهم وأعناقهم. وهؤلاء هم "أولاد الكلب" عند أصحاب هذه النظرية.

ووفقا لنظرية أولاد الكلب فإن المفاهيم في نظرهم يجب أن تصحح:

- فالقاتل مثلا لا يجب أبدا أن يحاكم.

- والضحية يجب أن يلام.

- ومن العار أن يفلت المقتول من العقاب لمجرد أنه خسر وجوده في تلك الحياة.

والخلاصة:

إذا كانت السياسة في نظر البعض تعني فن الكذب، وتجيد تغليف الشر بغلاف مزركش بحيث يبدو مغريا ومثيرا، فإنها تطورت في أساليب الخداع والتمويه وتجريف العقول فسوغت وسوقت مفهوم الأضداد، فصورت حالات القتل الجماعي بأنها إفراط في القوة، وأطلقت على الثوار الأحرار وطلاب الحرية وصف المتمردين، وصنفت كل مقاومة وطنية شريفة بأنها إرهاب، ووصفت الملتزم بدينه بأنه متشدد، ومن يحافظ على هويته ويلتزم بالحلال في طعامه وشرابه بأنه انعزالي يجب أن يراقب. وظهرت بوضوح في الأزمة الحالية في غزة صورة الخذلان المخزي من كل شعوب العالم الإسلامي.

وهكذا تستعمل المصطلحات المضللة في عكس معناها. وهذا الخداع ليس جديدا، فقد نبه إليه مفكرون كثر، منهم العالم النابه سعيد النورسي حين قال: "لقد وضع الظلم على رأسه قلنسوة العدالة، ولبست الخيانة رداء الحمية، وأطلق على الجهاد اسم البغي، وعلى الأسر اسم الحرية، وهكذا تبادلت الأضداد صورها".

كما عبر عنها المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي بقوله: "مصطلحات السياسة لها معنيان، أحدهما معناها المعجمي المتعارف عليه، والثاني معناها الذي يخدم استراتيجية الأقوى، ومن ثم فالحرب هي السلام، والحرية هي العبودية، والجهل هو القوة". وهكذا تتبادل الأضداد أدوارها.

إن نظرية "أولاد الكلب" تعبير عن السياسة والعته في زمن الرمادة، وهي تنكيس للفطرة، وتزييف للتاريخ وقلب لكل الحقائق، وذلك كله لا يحرر الأرض، ولا يعلم الجاهل، ولا يطعم الجائع، ولا يفك الحصار عن شعب. والرضا بقلب الحقائق لن يردع الطامع، ولن يحيل سمسار عقارات أو مختل بائع لدينه وأمته إلى حكيم الزمان ولو كان رئيسا لسلطة بائسة أو حتى رئيسا لدولة.

مقالات مشابهة

  • وداعًا رامي العبد الله... رحيل فنان جسّد الوجع الكويتي على الشاشة بعد صراع مرير مع السرطان
  • خالد البلشي نقيبا لنقابة الصحفيين المصرية لولاية ثانية بعد فوز حاسم (شاهد)
  • بين التطبيع والنقابات والغلاء في المغرب.. بنكيران يشعل الساحة من جديد
  • اعتقال صحفي سويدي في إسطنبول بتهمة إهانة الرئيس أردوغان
  • مجاعة ثالثة تضرب غزة.. كيف يتم الإعلان عنها رسميا وما هي معاييرها؟
  • أسعار الذهب في الأردن ترتفع في تسعيرة ثالثة
  • السياسة في زمن الرمادة والعته
  • عاجل. أردوغان: تركيا لن تسمح بأي كيانٍ آخر غير سوريا موحدة
  • الداخلية: إنفاذ مصفوفة الانتقال لولاية الخرطوم
  • خالد الغامدي يعتزم الترشح لرئاسة الأهلي لولاية ثالثة