مشروع قناة “بن غـوريون” ما بعد طـوفان الأقـصى
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
يمانيون/ تحليل/ عبدالله علي صبري
شهية الصهاينة في التوسع لا حدود لها، فهم لا يتأخرون في انتهاز الفرص واستغلال كل الظروف في سبيل احتلال أراضي الغير وفرض الهيمنة على المنطقة بقوة الحديد والنار، وبالاستفادة من سطوة الدول الكبرى وتوثيق الصلات بها.
ومنذ ستينات القرن الماضي وبعد أن أعلنت مصر عبد الناصر تأميم قناة السويس، ما شكل حجر عثرة أمام تمدد الكيان الصهيوني، فكرت “إسرائيل” وأمريكا بإنشاء قناة بديلة تربط ميناء أم الرشراش “إيلات” على البحر الأحمر بميناء عسقلان على البحر الأبيض المتوسط.
قناة “بن غوريون” التي ستكون منافسة لقناة السويس ليست هدفا اقتصاديا للكيان فحسب، لكنها أيضا تنطوي على هدف استيطاني توسعي في غزة، خاصة أن التقارير والدراسات تشير إلى أن شق القناة عبر شمالي غزة المحاذي لميناء عسقلان قد يختصر 100 كم من المسافة بين “إيلات” وعسقلان، ما يعني توفير ثلث التكاليف المالية أيضاً.
وتحت ذريعة تنفيذ هذا المشروع، ظهرت أصوات تطالب بتهجير سكان غزة وإعادة الاستيطان في شمالي القطاع كخطوة أولى، بل إن اليهودي الأمريكي “جاريد كوشنر” صهر الرئيس ترمب، كان قد صرّح بأهمية الواجهة البحرية لقطاع غزة وقيمتها الكبيرة لإسرائيل، التي يجب عليها تهجير المدنيين الفلسطينيين منها ونقلهم إلى “صحراء النقب”. والمفارقة أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان قد اقترح على الصهاينة في عدوانهم الأخير على غزة، تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب أيضا!.
وبرغم أن الجرائم الوحشية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها في غزة على مدى 15 شهرا، تشكل حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة، إلا أنها غير منفصلة عن مخطط تنفيذ القناة بين “إيلات” وعسقلان، لكن مرورا بغزة.
لن يستقر ولن يستمر هذا المشروع إلا بالهدوء التام في غزة وكل فلسطين المحتلة، أما مع المقاومة فإن القناة المرتبطة بميناء عسقلان ستكون هدفا استراتيجيا ضاغطا على الكيان في حال أي تصعيد أمني أو عسكري تجاه غزة ومقاومتها، ولذا لن نستغرب إذا عملت أمريكا مع “إسرائيل” والدول العربية على تمرير صفقة طويلة المدى في غزة تحت وهم ” السلام الاقتصادي “، الذي من شأنه تهيئة المناخ الأنسب لتنفيذ قناة بن غوريون وتحويلها إلى واقع مستدام.
وبحسب مراقبين، فإن الحماس الأمريكي لهذا المشروع يتعاظم يوما بعد آخر في إطار احتدام الحرب الاقتصادية الصينية الأمريكية، وبهدف محاصرة مشروع ” طريق الحرير ” وتجمع دول ” بريكس “، الذي انضمت إليه مصر مؤخرا. وليس خافيا مدى خطورة قناة “بن غوريون” على الاقتصاد المصري ومنافستها لقناة السويس ذات الأهمية الجيوستراتيجية لمصر وللعرب.
وقد رأينا كيف سارعت “إسرائيل” إلى تحريك الجسر البري من الإمارات وإلى داخل الكيان مرورا بالأراضي السعودية والأردنية، في محاولة التفاف على الحصار البحري الذي تمكنت جبهة الإسناد اليمنية، من فرضه على ميناء أم الرشراش والملاحة الدولية المتجهة إليه.
كما إن هذا المشروع لا ينفصل عن المخططات الموازية، مثل صفقة القرن، و”الشرق الأوسط” الجديد، والممر الاقتصادي البري والبحري بين الهند وأوروبا مرورا بدول الخليج و”إسرائيل”. وكلها مشاريع تستهدف القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي، ولكن بمشاركة أدوات عربية رهنت نفسها للشيطان الأكبر.
نقلا عن موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: بن غوریون فی غزة
إقرأ أيضاً:
أسامة ربيع: قناة السويس تواصل دورها المحوري في تعزيز حركة الملاحة البحرية
قال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إنّ الهيئة تواصل التوسع في شراكاتها الاستراتيجية مع كيانات دولية كبرى لتعزيز مستوى الخدمات البحرية داخل القناة، مؤكدًا، أن الهدف من هذه الخطوة هو جعل قناة السويس مركزًا لوجستيًا متكاملاً يلبّي احتياجات السفن العابرة من خدمات صيانة وتموين وتدريب.
وأضاف ربيع، في لقاء خاص مع سلسبيل سليم مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الهيئة وقّعت مؤخرًا مذكرات تفاهم مع عدد من الشركات العالمية، من بينها شركة "أزارو" الإسبانية ذات الكفاءة العالية في الاستزراع السمكي، بهدف تطوير المزرعة السمكية التابعة للهيئة وزيادة الإنتاج بغرض التصدير، مضيفًا أن هذا التعاون سيوفر فرصًا استثمارية جديدة.
وأشار أيضًا إلى تعاون مع شركة أوروبية متخصصة في جمع المخلفات البحرية من السفن العابرة ضمن خطة الهيئة للتحول الأخضر بحلول عام 2030، بما يعزز من التزام القناة بالمعايير البيئية الدولية ويحافظ على نظافة المجرى الملاحي.
وفي سياق متصل، أشار ربيع إلى إطلاق الهيئة لمصنع "البنتونات" المحلي، المتخصص في إنتاج الأرصفة العائمة، مؤكدًا أن هذه الصناعة كانت تعتمد سابقًا على الاستيراد، إلا أن توطينها سيتيح فرص تصديرية جديدة للهيئة.
مركز متكامل للخدمات اللوجستيةواختتم ربيع تصريحاته بالتأكيد على أن قناة السويس لا تكتفي بدورها كمجرى ملاحي عالمي فقط، بل تسعى أيضًا للتحول إلى مركز متكامل للخدمات اللوجستية، اعتمادًا على كوادرها وخبراتها المتراكمة في مجالات الملاحة البحرية.