تصادم بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
بغداد اليوم - ترجمة
عدّ مهدي فضائلي عضو مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأربعاء (15 كانون الثاني 2025)، أن التفاوض مع الولايات المتحدة يمثل خيانة للعالم أجمع، مشيراً إلى أن إيران تعلم جيداً أن مواجهة أمريكا ستكون لها تكاليف بالتأكيد.
وقال فضائلي في تقرير ترجمته "بغداد اليوم"، "نعلم أن التفاوض مع أمريكا بعد 46 عامًا من المقاومة المشرفة، وخاصة في هذه الظروف ومع قوة الدعاية الأمريكية، لن يحل أيًا من مشاكلنا فحسب، بل سيدمر أيضًا كل أصولنا وقيمنا".
وأشار إلى أن "الدول التي ترتبط بعلاقات سياسية وصداقة وثيقة مع الولايات المتحدة مثل إيران في عهد البهلوي ومصر والعراق والاردن وافغانستان وغيرها لم تحل مشاكل تلك الدول بما في ذلك الاقتصادية، ولا تزال شعوبها تعاني من الفقر وصعوبات المعيشة".
واعتبر فضائلي إن "فكرة أن المشاكل سوف تختفي فجأة بمجرد مصافحة أمريكا والابتسام لها هي فكرة خيالية وغير واقعية ولا تمت للواقع بصلة".
وتابع "إن تكاليف التسوية والثمن الذي تدفعه دول مثل بعض دول الخليج لتجميل مظهرها ليست واضحة للغاية؛ لكن الافتقار إلى الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي والوقوع في أسر السياسات الأمريكية واضح لديهم، وما نحتاج إليه فقط هو النظر إلى القواعد العسكرية الأمريكية في هذه البلدان".
ووجه فضائلي انتقادات إلى بعض المسؤولين في إيران الذي أعلنوا في الأيام الأخيرة استعداد حكومة بزشكيان للتفاوض مع ترامب "ألا يؤدي إظهار الحماس للتفاوض في ظل هذه الظروف إلى تعزيز فكرة أن القادة الأمريكيين لديهم اليد العليا؟ هل يوجد شخص في موقع رئيس الولايات المتحدة، ناهيك عن ترامب الذي يقال عنه أنه رجل أعمال، لا يسعى للحصول على تنازلات في مثل هذه الظروف، حتى ولو عن طريق الابتزاز؟ فهل من الممكن تأمين المصالح الوطنية لإيران الحبيبة في مثل هذا السيناريو؟ ونظراً للمشاعر التي تشعر بها أمريكا تجاه نفسها وتجاهنا اليوم، والرغبة التي يعرب عنها البعض في التفاوض، فهل أمريكا مستعدة لمنح إيران تنازلاً ثميناً وفعالاً في حل مشاكلها؟ فكرة خاطئة".
وختم قوله "لذلك فإننا نقول بحزم وصوت عال أن المفاوضات مع أمريكا لا تخدم مصالحنا الوطنية، وعندما نصل إلى حالة تصبح فيها مصالحنا الوطنية تخدمها المفاوضات فلن يتجاهلها أي إنسان عاقل".
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قال للصحفيين في وقت سابق من اليوم، إن بلاده مستعدة للتفاوض مع ترامب إذا أثبت أنه يفي بوعوده.
وقال بزشكيان خلال مقابلة تلفزيونية تابعتها "بغداد اليوم"، "سنرد على استهداف منشآتنا النووية ولانخشى الحرب، لكن نأمل ان يحل السلام في المنطقة والعالم خلال رئاسة ترامب".
وأضاف "إيران لم تخطط قط لاغتيال ترامب، وما يقال عن مؤامرة ضد ترامب مخطط من إسرائيل ودول أخرى لتعزيز معاداة إيران"، مبيناً "نحن لم نخطط لاغتيال أي شخص ولم نحاول اغتيال ترامب ولن نفعل ذلك أبداً".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
رغم النفي الإيراني.. وفد من واشنطن سيصل بغداد قريبا لبدء مفاوضات مع طهران - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف مقرر مجلس النواب الأسبق، محمد عثمان الخالدي، اليوم الجمعة (21 شباط 2025)، عن قرب وصول وفد أمريكي رفيع لبدء أولى خطوات المفاوضات غير المباشرة مع إيران.
وقال الخالدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "البيت الأبيض يبدو أنه قرر المضي في إجراء مفاوضات مهمة مع إيران عبر العاصمة العراقية بغداد، ولو بشكل غير مباشر"، لافتًا إلى أن "الوفد الذي يتوقع حضوره قريبًا جاء بعد تقديم عدة رسائل عبر وسطاء عراقيين إلى طهران من أجل تحديد ملامح المفاوضات المقبلة والمحاور التي سيتم مناقشتها".
وأضاف الخالدي، أن "المفاوضات بين واشنطن وطهران مهمة لمنطقة الشرق الأوسط، من أجل تخفيف حدة التوتر، والسعي لإيجاد مخرج لما يحدث".
وأشار إلى أن "ما يهمنا كعراقيين في هذه المفاوضات هو أن لا تكون بغداد ساحة للصراعات والتوترات، وأن نكون طرفًا يعزز الأمن والاستقرار، ولا ننحاز لأي محور من المحاور"، مؤكدًا أن "بغداد تحاول من خلال علاقاتها مع واشنطن وطهران دفع كل الأطراف إلى المفاوضات التي تسهم في منع تفشي الأزمات والتوترات في هذه المنطقة الحيوية".
وأوضح الخالدي أن "واشنطن وطهران أصبحا يدركان أن التوتر لا يخدم مصلحتهما، وبالتالي يسعيان إلى نقاط تفاهم يمكن البناء عليها في مفاوضات قد تسهم في حل ملفات معقدة مثل الملف النووي والإشكاليات الأخرى، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية".
وتابع: "العراق سيتابع هذه المفاوضات على أمل أن تثمر عن تفاهمات بين أمريكا وإيران تنعكس إيجابًا على المنطقة".
فيما أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني ان اجراء المفاوضات مع امريكا في الظروف الحالية لا معنى لها.
ووفقا لوسائل اعلام ايرانية، انها قالت "في ظل الوضع الذي تمارس فيه أمريكا سياسة الضغوط القصوى، فإن المفاوضات لا معنى لها، لكننا شعب مستعد للتفاوض"، مبينة: "باب المفاوضات كان دائما مفتوحا من جانب إيران، ومن يغلق باب المفاوضات هو شخص آخر".
وتابعت: "هم الذين لم يلتزموا بما وقعوا عليه وتركوا طاولة المفاوضات، بينما نحن أشخاص جيدون في التفاوض ونرحب دائمًا بفرصة التحدث إلى العالم وإحلال السلام".
بيد ان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قال إن التجربة أثبتت أن التفاوض مع الولايات المتحدة "ليس ذكيا ولا مشرفا ولا حكيما"، وإن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحل مشاكل إيران، بحسب وسائل الاعلام الايرانية.
وجاءت تصريحات خامنئي خلال استقباله حشدا من قادة القوة الجوية التابعة للجيش الإيراني، وردا على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توقيعه مذكرة تمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وأكد: أن "التفاوض مع أمريكا لا تأثير له في حل مشاكل البلاد، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة بشكل صحيح، يجب ألا يوهمونا بأن الجلوس على طاولة المفاوضات مع تلك الحكومة سيؤدي إلى حل هذه المشكلة أو تلك، لا، لن يحل أي مشكلة عبر التفاوض مع أمريكا والتجرية الماضية أثبت هذا الأمر"، طبقا للوكالة الإيرانية.