شهية الصهاينة في التوسع لا حدود لها، فهم لا يتأخرون في انتهاز الفرص واستغلال كل الظروف في سبيل احتلال أراضي الغير وفرض الهيمنة على المنطقة بقوة الحديد والنار، وبالاستفادة من سطوة الدول الكبرى وتوثيق الصلات بها.

ومنذ ستينات القرن الماضي وبعد أن أعلنت مصر عبد الناصر تأميم قناة السويس، ما شكل حجر عثرة أمام تمدد الكيان الصهيوني، فكرت إسرائيل وأمريكا بإنشاء قناة بديلة تربط ميناء أم الرشراش/ إيلات على البحر الأحمر بميناء عسقلان على البحر الأبيض المتوسط.

غير أن الفكرة ظلت حبيسة الأدراج، حتى عادت للظهور مجددا في 2021 تحت مسمى مشروع ” قناة بن غوريون “، حين باشر قادة الكيان الصهيوني الخطوات التنفيذية الأولى لشق القناة، لولا أن معركة طوفان الأقصى قد جمدت المشروع حتى حين.

قناة بن غوريون التي ستكون منافسة لقناة السويس ليست هدفا اقتصاديا لدولة الكيان فحسب، لكنها أيضا تنطوي على هدف استيطاني توسعي في غزة، خاصة أن التقارير والدراسات تشير إلى أن شق القناة عبر شمال غزة المحاذي لميناء عسقلان قد يختصر 100 كم من المسافة بين إيلات وعسقلان، ما يعني توفير ثلث التكاليف المالية أيضاً.

وتحت ذريعة تنفيذ هذا المشروع، ظهرت أصوات تطالب بتهجير سكان غزة وإعادة الاستيطان في شمال القطاع كخطوة أولى، بل إن اليهودي الأمريكي جاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب، كان قد صرح بأهمية الواجهة البحرية لقطاع غزة وقيمتها الكبيرة لإسرائيل، التي يجب عليها تهجير المدنيين الفلسطينيين منها ونقلهم إلى “صحراء النقب”. والمفارقة أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان قد اقترح على الصهاينة في عدوانهم الأخير على غزة، تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب أيضا!.

وبرغم أن الجرائم الوحشية التي يواصل الكيان الصهيوني ارتكابها في غزة على مدى 15 شهرا، تشكل حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة، إلا أنها غير منفصلة عن مخطط تنفيذ القناة بين إيلات وعسقلان، لكن مرورا بغزة.

لن يستقر ولن يستمر هذا المشروع إلا بالهدوء التام في غزة وكل فلسطين المحتلة، أما مع المقاومة فإن القناة المرتبطة بميناء عسقلان ستكون هدفا استراتيجيا ضاغطا على الكيان في حال أي تصعيد أمني أو عسكري تجاه غزة ومقاومتها، ولذا لن نستغرب إذا عملت أمريكا مع إسرائيل والدول العربية على تمرير صفقة طويلة المدى في غزة تحت وهم ” السلام الاقتصادي “، الذي من شأنه تهيئة المناخ الأنسب لتنفيذ قناة بن غوريون وتحويلها إلى واقع مستدام.

وبحسب مراقبين، فإن الحماس الأمريكي لهذا المشروع يتعاظم يوما بعد آخر في إطار احتدام الحرب الاقتصادية الصينية الأمريكية، وبهدف محاصرة مشروع ” طريق الحرير ” وتجمع دول ” بريكس “، الذي انضمت إليه مصر مؤخرا. وليس خافيا مدى خطورة قناة بن غوريون على الاقتصاد المصري ومنافستها لقناة السويس ذات الأهمية الجيوستراتيجية لمصر وللعرب.

وقد رأينا كيف سارعت إسرائيل إلى تحريك الجسر البري من الإمارات وإلى داخل الكيان مرورا بالأراضي السعودية والأردنية، في محاولة التفاف على الحصار البحري الذي تمكنت جبهة الإسناد اليمنية، من فرضه على ميناء أم الرشراش والملاحة الدولية المتجهة إليه.

كما إن هذا المشروع لا ينفصل عن المخططات الموازية، مثل صفقة القرن، والشرق الأوسط الجديد، والممر الاقتصادي البري والبحري بين الهند وأوروبا مرورا بدول الخليج وإسرائيل. وكلها مشاريع تستهدف القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي، ولكن بمشاركة أدوات عربية رهنت نفسها للشيطان الأكبر.

 

15-1-2025

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي قناة بن غوریون فی غزة

إقرأ أيضاً:

هيئة السويس تبحث مع شركة شحن كبرى عبور القناة في ظل الوضع باليمن

مصر – بحث رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع مع الرئيس التنفيذي للخط الملاحي “MSC سورين توفت” تأثير الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، في ظل تفاقم الوضع باليمن وتعرضه للقصف الأمريكي.

وتناول الاجتماع الذي عقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مناقشة تأثير مستجدات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر وباب المندب على الملاحة العالمية، ومراجعة سياسات إبحار الخط الملاحي “MSC” في قناة السويس، بحسب بيان للهيئة اليوم الأحد.

وأكد الرئيس التنفيذي لـ” MSC” حرصه على متابعة تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر عن كثب وانتظاره لحدوث انفراجة دائمة واستقرار شامل في المنطقة، مثمنا دور قناة السويس في التعامل بمرونة مع التحديات الراهنة وتفهم طبيعة المرحلة ومتطلبات العملاء.

وأوضح أن “طريق رأس الرجاء الصالح ليس بالخيار المفضل لدى الخط الملاحي نظرا لافتقاره للخدمات الملاحية بما يجعل الإبحار فيه أمرا يحتاج إلى توخي الحذر في كثير من الأحيان”، معربا عن أمله في عودة الاستقرار بشكل دائم إلى المنطقة بما ينعكس على عودة سفن الخط الملاحي MSC للإبحار مرة أخرى بالمنطقة وعبور قناة السويس.

من جهته، أكد الفريق أسامة ربيع، حرص هيئة قناة السويس على تحقيق التواصل المباشر والفعال مع العملاء وتلبية متطلبات المرحلة الراهنة وتضافر الجهود للوصول إلى آليات عمل تحقق المصالح المشتركة.

وأعرب ربيع، عن تطلعه لاستكمال المباحثات ومتابعة مستجدات الأوضاع مع الخط الملاحي MSC بما يسمح بتبادل الرؤى لاتخاذ قرارات أكثر إيجابية نحو عودة الإبحار في المنطقة بشكل تدريجي.

وأوضح أن قناة السويس لم تتوقف عن تقديم خدماتها الملاحية والبحرية منذ اندلاع أزمة البحر الأحمر، بل عكفت على تطوير خدماتها وإضافة حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن تقدم من قبل وأبرزها خدمات الإنقاذ البحري، وإصلاح وصيانة السفن، و تبديل الأطقم البحرية، وخدمة الإسعاف البحري وغيرها.

وتسببت هجمات الحوثيين خلال الأشهر السابقة في تجنب مئات السفت العبور من القناة ما كبدها خسائر كبيرة تجاوزت 7 مليارات دولار.

وفي يناير الماضي، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن التعدي على السفن في البحر الأحمر لم يعد مقبولا بعد توقف الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى تكبد الاقتصاد المصري ثمنا باهظا جراء الهجمات.

وأمس السبت، بدأت الولايات المتحدة عملية عسكرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إصداره أوامر للجيش الأمريكي بشن عمليات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد الجماعة.

وأكد ترامب أن الولايات المتحدة لن تتهاون في الرد على هجمات الحوثيين، قائلا: “سنستخدم قوة ساحقة وقاتلة لتحقيق أهدافنا”، وأضاف أن “الحوثيين تسببوا في شل حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية العالمية، مما أثر سلبا على التجارة الدولية وانتهاك مبدأ حرية الملاحة الذي تعتمد عليه الاقتصادات العالمية”.

جاء ذلك بعدما أعلنت الجماعة الأسبوع الماضي استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية من البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن، “بعد انتهاء المدة المحددة للمهلة التي منحها عبدالملك الحوثي للوسطاء لدفعِ العدو الإسرائيلي والضغط عليه لإعادة فتحِ المعابرِ وإدخال المساعدات إلى قطاعِ غزة”.

المصدر: RT

Previous ارتفاع أسعار النفط بعد عقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا وإيران Related Posts ارتفاع أسعار النفط بعد عقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا وإيران إقتصاد 16 مارس، 2025 سوريا.. منحة مالية بمناسبة عيد الفطر إقتصاد 16 مارس، 2025 أحدث المقالات هيئة السويس تبحث مع شركة شحن كبرى عبور القناة في ظل الوضع باليمن ارتفاع أسعار النفط بعد عقوبات أمريكية جديدة ضد روسيا وإيران “في رسالة تحد وصمود”.. أهالي مخيم النصيرات ينظمون إفطارا جماعيا ضخما (صور) الجيش السوداني يسيطر على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم بلدية غزة تحذر من أزمة عطش كبرى حال قطعت إسرائيل خط المياه الرئيسي

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

مقالات مشابهة

  • نسرين النمر لـ(الكرامة): هذا ردي على التساؤلات حول مصدر تمويل القناة
  • في ندوة بالصحفيين.. عكرمة صبري يكشف عن مخطط نتنياهو لهدم الأقصى
  • زلزال طوفان الأقصى يواصل الإطاحة بكبار قادة الاحتلال
  • رئيس الشاباك يكشف أسباب إقالته وعلاقة طوفان الأقصى بالقرار
  • المعارضة في نيوزلندا تقود مشروع قانون لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني
  • هيئة السويس تبحث مع شركة شحن كبرى عبور القناة في ظل الوضع باليمن
  • قناة إسرائيلية: سقوط صاروخ حوثي في مصر
  • هاليفي: حماس نجحت في خداع إسرائيل قبل عملية طوفان الأقصى
  • صبري فواز: شكوكو وإسماعيل ياسين ينطبق عليهما لقب الفنان الشعبي الشامل
  • ترامب يأمر بالاستعداد لاستعادة السيطرة على قناة بنما