جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-21@11:02:32 GMT

غزة تنتصر

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

غزة تنتصر

 

فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

 

"إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".. بهذه الكلمات الخالدة، يخط الشعب الفلسطيني أروع صفحات التضحية والصمود، متحديًا أعتى آلات الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023، اليوم الذي شهد انطلاق شرارة الحرب الأشرس في تاريخ القضية الفلسطينية. على مدار أكثر من 100 يوم من العدوان الغاشم، تحملت غزة أقسى أنواع القصف والدمار، ولكنها بقيت شامخة، تُعانق أمل النصر الذي وعدت به المقاومة شعبها.

منذ اليوم الأول لهذه الحرب، أعلن الاحتلال حربًا شاملة على القطاع، مستهدفًا البشر والحجر، وكل مقومات الحياة، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 46,707 شهيداً، بالإضافة إلى 110,265 جريحًا حتى 15 يناير 2025. من بين هؤلاء الشهداء، هناك 17,841 طفلًا و12,298 امرأة، مما يبرز التأثير الكارثي على المدنيين الأبرياء، ومعظمهم من النساء والأطفال.

مشاهد الدمار كانت مروعة؛ أحياء بأكملها محيت من الخريطة، ومستشفيات ومدارس تحولت إلى أنقاض. ومع ذلك، صمد أهل غزة، مؤمنين بوعد الله ووعد المقاومة: "لن تُكسر إرادتنا، ولن نستسلم مهما كان الثمن".

"أبو عبيدة"، الناطق باسم كتائب القسام، أعلن منذ اللحظة الأولى أن هذه المعركة هي معركة التحرير الكبرى، مؤكدًا أن "الاحتلال سيتحمل وزر جرائمه، وأن المقاومة لن تتراجع حتى تحقق أهدافها".

كانت كلمات المقاومة واضحة وصارمة: “إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد”، وهو الشعار الذي حمله كل فلسطيني في هذه الحرب، معاهدًا الله والوطن على الصمود حتى النهاية.

وفي تطور محوري، أعطت حركة حماس الضوء الأخضر لتعلن اتفاق وقف إطلاق النَّار بعد فترة طويلة من العدوان، والذي سيتم في القاهرة وتضمن الاتفاق الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني في المرحلة الأولى، وهو ما اعتبرته المقاومة إنجازًا كبيرًا وخطوة نحو تحرير كل الأسرى. وكما قال أبو عبيدة: "أسرانا أمانة في أعناقنا، ولن نهنأ حتى ينالوا حريتهم كاملة. هذا النصر هو ثمرة صمود شعبنا وتضحياته".

إن غزة، التي عاشت هذه الأيام العصيبة، قدمت للعالم درسًا جديدًا في معاني الصمود والتضحية. هذه المدينة التي تحولت إلى رمز عالمي للحرية، ترفض أن تستسلم أو تنحني، رغم كل محاولات الاحتلال لكسر إرادتها، الأمهات اللواتي ودعن أبناءهن، والأطفال الذين حُرموا طفولتهم، والشباب الذين عانقوا الشهادة، كلهم يؤمنون بأن الحرية قادمة، وأن هذه الدماء لن تذهب هدرًا.

"دماؤنا هي وقود النصر، وشهداؤنا هم منارات الحرية"، بهذه الكلمات رسم أبو عبيدة ملامح مستقبل قريب يتخلص فيه الفلسطينيون من الاحتلال، ويستعيدون وطنهم المسلوب، وعد المقاومة بالنصر ليس شعارًا أجوف، بل حقيقة تتجسد يومًا بعد يوم في صمود غزة وشعبها.

"نقول لشعبنا إن النصر أقرب مما تظنون، وإن الاحتلال إلى زوال"، بهذه الكلمات ختم أبو عبيدة رسالته، لتبقى غزة بأسرها تردد: "إنه لجهاد.. نصرٌ أو استشهاد".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محللون: هذه الأسباب تمنع نتنياهو وترامب من استئناف الحرب في غزة

يعتقد خبراء أن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفخيخ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لن تصل إلى شيء بسبب تغير الموقف المصري وتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديداته.

ويرى هؤلاء أن نتنياهو دخل الاتفاق منذ البداية وهو عازم على عدم إكماله لكنه اصطدم بأن الرئيس الأميركي ألقى بالكرة في ملعب دول المنطقة التي أصبح دورها من القضية مختلفا عما كان عليه في السابق ولاسيما الموقف المصري.

وأمس الأربعاء، قالت وسائل إعلام إن إسرائيل قررت البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بشرط نزع سلاح المقاومة، في حين رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أي مقترح بنزع السلاح أو إبعادها من القطاع.

وقالت هيئة البث الإسرائىلية إن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ مع وصول المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل. في حين قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو التزم بأن تتضمن المرحلة الثانية من الصفقة نزع السلاح في غزة ورفض خطة نقل السيطرة من حماس إلى السلطة الفلسطينية.

ترامب خلال استقباله لنتنياهو في البيت الأبيض (تصوير مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي عممها للاستعمال الحر لوسائل الإعلام) حرب من أجل الحرب

ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين فإن مشكلة نتنياهو تكمن في أنه دخل الحرب من أجل الحرب وليس من أجل خلق واقع سياسي معين، وأنه أيضا كان يعول على ترامب في إفشال الاتفاق بعد المرحلة الأولى وهو ما لم يحدث.

إعلان

وحتى اللحظة، يعلن نتنياهو رفضه أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في حكم القطاع لكنه في الوقت نفسه لا يقدم البديل الذي يراه مناسبا، كما يقول جبارين.

وفي حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعول على ترامب لتقديم هذا البديل، فإن تراجع الأخير عن تهديداته وإلقائه كرة اللهب في ملعب الدول العربية لم يكن في حسابات نتنياهو، برأي جبارين.

ويتهم نتنياهو رئيسي الموساد والشاباك بإدارة مفاوضات الاتفاق على أساس تقديم تنالازت دون الحصول على شيء في المقابل، وهي -كما يقول جبارين- محاولة منه لتصوير الصفقة على أنها فاشلة بالنسبة لإسرائيل وأنه ليس مسؤولا عن الفشل.

غير أن المشكلة في رأي خالد صفوري رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية في واشنطن، لا تكمن في مواقف نتنياهو الرامية لتخريب الاتفاق بقدر ما هي في نظرة الرئيس الأميركي قصيرة الأمد للأمور.

فترامب، كما يقول صفوري، يتعامل مع المفاوضات السياسية بمنطق الصفقات العقارية، ومن ثم فقد كان مهتما فقط بالتوصل لاتفاق وليس بمواصلة تنفيذه لأنه يعتقد أن هذا الأمر منحه انتصارا لم يتمكن جو بايدن من تحقيقه.

كما أن اعتماد الرئيس الأميركي وثقته المفرطة في قدرات مبعوثه الخاص للمنطقة ليست في محلها، كما يقول صفوري- لأن ويتكوف أيضا لا يمتلك خبرة في السياسة وإنما في سوق العقارات.

وعلى هذا، فإن ترامب غير معني بإفشال الاتفاق وهو ما جعله يدفع نتنياهو نحو طرح شروط جديدة لم تكن موجودة عندما تم توقيع الصفقة، وفق صفوري، الذي أشار إلى خطورة المسؤولين الأميركيين الحاليين على قضية فلسطين ككل.

فهؤلاء المسؤولون -كما يقول المتحدث- يعتبرون إسرائيل أولوية حتى قبل الولايات المتحدة نفسها لأنهم ينتمون للمسيحية الصهيونية ومن ثم فهم يدفعون الرئيس لإطلاق يد إسرائيل من منطلقات عقائدية وليست سياسية.

إعلان

المقاومة تملك أوراق قوة

ومع ذلك، يعتقد المحلل السياسي أحمد الحيلة أن المقاومة والوسطاء لن يقبلوا بضم شروط جديدة للاتفاق في مرحلته الثانية، خصوصا بعدما التزم الجانب الفلسطيني بكل ما عليه في حين لم تلتزم إسرائيل بكل ما عليها.

ويرى الحيلة أن ترامب وويتكوف أيضا لا يرغبان في إفشال الاتفاق لأن هذا سيفتح الأبواب أمام أمور كثيرة قد لا يمكن توقعها، وهو ما دفع الرئيس الأميركي للتراجع عن خطة التهجير غالبا وإحالتها إلى الدول العربية.

ومع امتلاك المقاومة أوراق قوة في مقدمتها بقية الأسرى الأحياء وغالبيتهم من العسكريين، ستكون محاولة إضافة شروط جديدة لم يتم الاتفاق عليها مثل تسليم سلاح حماس أو إخراجها من المشهد، تراجعا إسرائيليا غير مقبول بنظر الوسطاء.

وخلص الحيلة إلى أن الموقف العربي الحالي وخصوصا الموقف المصري لم يعد كما كان في السابق لأن البدائل المطروحة ليست مقبولة أبدا بالنسبة له.

لكن صفوري يرى أن المواقف العربية غير موحدة وأن بعض المواقف تبدو قريبة للجانب الإسرائيلي والأميركي، ويرى أن هذا يساعد واشنطن وتل أبيب على عدم احترام الاتفاقات، ومن ثم فإن ورقة القوة الحقيقية تظل في يد حماس، برأيه.

وتتمثل هذه الورقة في الأسرى الأحياء والسلاح، وهما أمران لو تخلت عنهما المقاومة فإنها ستخسر كل شيء، كما يقول صفوري، مؤكدا أن المقاومة لا يمكنها قبول أي ضمانة مقابل إلقاء السلاح.

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة يكشف أسماء أسرى الاحتلال المتوقع الإفراج عنهم غدا السبت
  • حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى
  • غزة وسوريا محور التقرير السنوي لمركز الجزيرة للدراسات
  • رسائل موجعة من المقاومة لنتنياهو خلال تسليم أول دفعة من جثث الأسرى
  • سلام يشطب حق المقاومة وعون يرفض القتال.. هل تعيد الدبلوماسية الأراضي المحتلة؟
  • “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت” .. لافتة رفعتها القسام في مكان تسليم جثث الأسرى / صور
  • ترامب جونيور لزيلينسكي: عليك أن تنتصر في الحرب دون أموالنا
  • محللون: هذه الأسباب تمنع نتنياهو وترامب من استئناف الحرب في غزة
  • أبو عبيدة يعلن تسليم جثامين أسرى استهدفهم الاحتلال بشكل متعمد
  • قتلهم قصف الاحتلال .. أبو عبيدة يعلن تسليم جثامين أسرى إسرائيليين الخميس