سمير الهنائي
لطالما أنعم الله علينا بهذا البلد الثري والغني بالمقومات المُتعددة ومنها الطبيعية التي تزخر بها عُمان وتؤهلها عبر هذا الموقع لتكون منافساً قوياً في سوق السياحة العالمي، هذا إذا طورنا من قدراتنا الحالية وكوادرنا لنخطط بشكل أمثل.
ومع كوننا في بدايات المراحل نحو صناعة السياحة إلا أننا لا زلنا نمشي ببطء وهذه صراحة يدركها من هم يعملون في هذا الميدان، نحن حتى اللحظة لم نستطع أن نستقطب أكثر من ثلاثة ملايين سائح سنوياً رغم موقع عُمان ومقوماتها السياحية في هذا العالم مع الأخذ بعين الأعتبار أن إحصائياتنا السنوية تحتاج لآليات متطورة ومراجعة لنتأكد من هذه الأرقام هل هؤلاء الذين يحملون تأشيرات سياحية جميعهم سائحين؟!
نحن نستقبل زواراً أجانب بتأشيرات سياحية لأغراض غير سياحية، وعلى سبيل المثال زيارة صديق أو قريب أو حتى زيارة عمل أو فترة تدريب، وإلخ، وهذه بحد ذاتها توقعنا في أشكالية كبرى عند بناء قاعدة بيانات غير دقيقة لأننا من خلالها وعليها نعمل على دراسات ومشاريع عديدة بأموال هائلة معتقدين أنَّ الرقم المدرج هو الرقم الحقيقي، لذلك ننشئ المدن والمنتجعات السياحية لغرض التوسع وبأبعاد قد تكون مجرد سراب رغم أنها مهمة ونحتاجها في صناعة هذا القطاع ولكنها ليست في أوانها على الأقل، كما أن أسعار فنادقنا تعد من ضمن قائمة أعلى الأسعار في المنطقة حسب إحصائيات دولية ما بين 2010 و2018، ولكي نستقطب أعدادًا سياحية كبيرة علينا أن نقدم تسهيلات كثيرة معقولة.
وحول ما ورد عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأيام الماضية عن فرض تسعيرة ورسم لزيارة الجامع الأكبر، فأغلب جوامع العالم العربي زيارتها مجانية لأهداف ليست اقتصادية عادة بقدر ما يمثل الموقع من مكانة روحانية دينية وغالباً ماتكون بقصد التعرف على التراث المعماري لدى بعض السائحين، وأعتقد أنه آن الأوان لتسليم مثل هذه المواقع السياحية أو التي يحب السائح ارتيادها في الدولة للجهة المشرفة على قطاع السياحة لتكون أكثر تنظيمًا وبأسعار معقولة لدى جهة متخصصة ومدركة بمقارنة حجم الإنتاج السياحي في السلطنة.
وكوني أحد العاملين في هذا القطاع واختلاطي مع السائح بشكل يومي، تحاورت كثيرا مع عدة سائحين خلال سنوات الخدمة وعبر مراحل يتفق معظمهم على أن بلادنا غالية في أسعار الفنادق وبعض الرسوم في الأماكن السياحية، ولنكن واقعيين لأننا جزء لا يتجزأ من هذا العالم؛ فالوضع المزري للاقتصاد العالمي والأوروبي هنا تحديدا، وكونه المستهدف الأول كسائح للسلطنة يجعل من السائح يبحث عن دول وسياحة أقل تكلفة وأكثر أمانا دائما بغض النظر عن وجود طبقات أخرى يُمكن استقطابها لأرتياد المنتجعات الفخمه والأماكن الفارهة لكن لو نظرنا مقارنة بعدد هؤلاء الأشخاص من هذه الطبقة في إحصائياتنا فكم يبلغ عددها السنوي في قائمة القادمين إلى عُمان؟!
مع الأسف- برأيي- لا يوجد تنسيق ولا تكاملية بين الجهات المعنية التي تمتلك مقومات سياحية في البلد وبين وزارة السياحة كجهة مشرفة على هذا القطاع وذلك لتقديم قراءات مناسبة في فرض الرسوم السياحية وأن لا نبالغ مهما ارتفع الرقم الإحصائي؛ لأننا مازلنا نحبو نحو صناعة السياحة؛ فعلينا أولا أن "نتمسكن حتى نتمكن" وهذا مثل شعبي شهير ينبغي أن نوظفه في طريقنا نحو الجذب السياحي، وأغلب الدول السياحية المتصدرة عالميًا والأكثر استقطابا للسائح أسعارها في متناول الجميع.
وعلى سبيل المثال شرق آسيا دخلها من الاقتصاد السياحي مرتفع جدا وذلك لقلة التكلفة على السائح مما يسهم في زيادة ارتفاع أعداد السائحين لديها وبشكل تصاعدي كل عام وذلك ما يفتح آفاقًا أكبر لخلق فرص عمل ورفع إيرادات الضرائب والعائدات للدولة؛ بل أن نفكر جيدا وكما هو معلوم لديكم بأن هناك دول قائمة وشعوب تعيش على القطاع السياحي كدخل رئيسي لها.
وأخيرا إذا كنا فعلا نريد أن نصل بعُمان إلى مستوى عالٍ في هذا القطاع علينا أولاً أن نمشي بخطى سريعة وأفكار بكر ومنح الشباب الجديد قيادة هذا القطاع وجعلهم يفكرون بحرية لصناعة السياحة وأن نبعد البيروقراطية تماما ونخلق فرصاً أرحب وتسهيلات كبيرة حتى نجلب السائحين في العالم إلينا، كما أناشد المسؤولين المعنيين في هذا البلد، الاهتمام بالسياحة الشبابية بمختلف وكافة أنواعها، وخصوصاً رياضة الفورميلا وما شابهها، مع التركيز على جلب مجموعات سياحية إضافية في القائمة من روسيا والصين وأمريكا والهند.
عُمان أرض عظيمة وتمتلك مقومات لا يملكها ثلثا العالم اليوم، فقط أعملوا ليرى العالم عُمان في مصاف الدول الأولى والرئيسية سياحيًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مرشدة سياحية سعودية تتحدث الإنجليزية بطلاقة .. فيديو
خاص
حصد مقطع فيديو لمرشدة سياحية سعودية إعجاب واسع على منصات التواصل الاجتماعي .
ووثق المقطع المتداول، تمكن مرشدة سياحية سعودية، من تحدث الإنجليزية بطلاقة أثناء جولتها في العلا مع مجموعة من السياح .
وتفاعل المتابعين مع مقطع الفيديو حيث علق أحدهم قائلاً: الحلو في الموضوع الشرح والتمكن فيه برافو الصراحة .
وعلق أخر: الله يحيي بناتنا ويقويهم الأرشاد الصحيح في المكان الصحيح
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/01/فيديو-طولي-313.mp4