كرمت إدارة معمل الزهراني في كهرباء لبنان وشركة PRIMESOUTH موظفي المعمل، برعاية رئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان المدير العام المهندس كمال حايك، وذلك تقديرا لجهودهم المبذولة خلال العدوان الاسرائيلي، بحضور وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال الدكتور وليد فياض، النواب: هاني قبيسي، حسين جشي، ميشال موسى وأشرف بيضون، محافظي الجنوب منصور ضو والنبطية هويدا الترك، رئيس مجلس ادارة شركة "برايمساوث" المدير العام المهندس خالد العلمي، رؤساء الأجهزة الأمنية، ممثلين عن حركة "أمل" و"حزب الله"، رؤساء اتحاد بلديات قضاء صور وجبل عامل وساحل الزهراني وفاعليات أمنية وثقافية واجتماعية.



بدأ الحفل بدقيقة صمت عن أرواح الشهداء، وبعد النشيد الوطني وتعريف من المهندس حسن فاضل، قال رئيس المعمل المهندس أحمد عباس: "لأن الهدف الذي هو الإنسان، واحد، ولأن ولاءنا للبنان، وطن الإنسان، واحد، يشهد لنا التاريخ، ويشهد التاريخ للبنان أننا قاومنا وأننا صمدنا وأشعلنا قنديلا في ظلمة هذا العالم الموحش والظالم، ولأن لبنان بلدنا البلد الذي رصيده الأول والأخير هو إنسانه الذي كتب مجد لبنان بجهده وبهجرته وبتفكيره وبمبادرته، حملنا أمانة لبنان ومؤسساته في عقلنا وضميرنا في زمن السلم كما في زمن الحرب، وقد كنا في مؤسسة كهرباء لبنان، معمل الزهراني وبشراكة حقيقية مع شركة برایمثاوث وتوجيه من المدير العام المهندس كمال حايك نواكب كل تطور وجديد على صعيد إنتاج الطاقة فبلغنا ما بلغنا على مستوى الأداء الإداري والفني".

وأشار الى ان "معمل الزهراني الذي أنشئ في العام 1997 يتألف من مجموعتين غازيتين بقدرة 150 ميجاوات ومجموعة بخارية واحدة بقدرة 150 ميجاوات، وبالتالي تبلغ القدرة الإجمالية لهذا المعمل حوالي 450 ميغاوات".

وقال: "منذ ان تسلمنا ادارة المعمل وبتوجيهات من المدير العام حايك، اخذنا على عاتقنا السير بمجال تطويري يأخذ بالاعتبار تحقيق افضل الأداء وانتاج الطاقة بأقل تكاليف مع مراعاة الشروط البيئية، ويعد معمل الزهراني تجربة إدارية ناجحة وفريدة. فقد قمنا وللمرة الأولى ضمن إدارة رسمية بتحديد تسلسل هرمي ومسمى وظيفي ضمن نظام موحد بين المشغل والمؤسسة يهدف إلى تحقيق أهداف إدارية ورؤية استراتيجية لنجاح وشفافية العمل اليومي في المعمل".

أضاف: "بالرغم من الامكانيات المحدودة، فإن معمل الزهراني إستطاع أن يصبح رقميا وتم الاستغناء عن العمل الورقي. ويبقى الإنجاز الأهم هو تطبيق أعلى معايير السلامة في محطة الزهراني لتوليد الطاقة، حيث تم تنفيذ نظام القفل والعلامات (Lockout Tagout)  لضمان الامتثال لمعايير السلامة وفقا لأفضل الممارسات الصناعية المعترف بها".

وتابع: "من أهم الإنجازات التقنية التي تحققت في معمل الزهراني، اجراء التحديث على المجموعتين الغازيتين الأولى والثانية وتأهيل المراجل وهذا ادى الى: رفع القدرة الانتاجية بحوالي 15 ميغاوات لكل مجموعة، رفع الكفاءة (Efficiency) بنسبة 2.5% ، تحقيق وفر مادي يقدر بحوالي 265 مليون دولار أمييكي منذ العام 2021".

ولفت الى أنه "في شباط 2018 حصل معمل الزهراني على شهادة 2015 :9001 ISO لنظام إدارة الجودة من خلال مراجعة وتحديث الإجراءات والممارسات الإدارية، وهي أول محطة توليد كهرباء في لبنان تحصل على هذه الشهادة وتحافظ عليها".

ونوه بـ"جهود الجميع خلال العدوان الاسرائيلي حيث تم وضع المجموعة الغازية الثانية في الخدمة بنجاح بتاريخ 2023/10/30، ويمكن الإعتبار أن معمل الزهراني في حالة جهوزية تامة للعمل بكامل قدرته الإنتاجية في حال توفر كميات كافية من المحروقات اللازمة لتشغيل المجموعات بكامل قدرتها الفعلية، وقامت المؤسسة بواجبها كمؤسسة معنية بتأمين احد اهم مقومات الصمود وهي التغذية بالطاقة الكهربائية لكل المرافق الحيوية التي تساهم بجهود الاغاثة والتواصل بين لبنان والخارج خاصة خلال الاعتداءات الاسرائيلية".

وبعد أن ألقت ميادة طنانة كلمة المكرمين، ألقتها ميادة طنانة، وعُرض تقرير مصور يحاكي جهود العاملين، أشاد حايك بـ"جهود وتضحيات جميع الزملاء الأبطال في مؤسسة كهرباء لبنان على جميع الأراضي اللبنانية وفي كافة مديريات المؤسسة لا سيما معملي الزهراني وصور ودوائر التوزيع ومحطات التحويل الرئيسية في الجنوب والبقاع وبيروت".

وقال: "هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين عملوا ليلا نهارا تحت نيران قصف العدو الإسرائيلي والخطر الناجم عن هذا العدوان، وهم الذين لم يتوانوا يوما عن تقديم أروع صور التفاني والإخلاص وعلى رأسهم المهندس أحمد عباس رئيس معمل الزهراني والمهندس حسن فاضل رئيس معمل صور والمهندس سامر عبد الله رئيس مصلحة توزيع الجنوب ورؤساء الدوائر والأقسام والفنيين. لقد أثبتمّ أن العمل الذي تقومون به ليس مجرد وظيفة، بل هو رسالة سامية تلهم المجتمع. أنتم مصدر النور الذي تشعّ به بيوت ومؤسسات الشوارع، وأنتم الأمل الذي يحمل مستقبل لبنان بين يديه".

أضاف: "كل التصليحات وإعادة الوصل على التجهيزات التي أُنجزت تحت نيران القصف وبعدها جرت بمتابعة دقيقة من قبل مجلس الإدارة ومن مدراء الإنتاج والنقل والتوزيع في المؤسسة ومن قبلي شخصيا، بالتعاون مع مدير الشؤون الإدارية الأستاذ عزيز أنطون، وبتنسيق مستمر مع الفرق الفنية. لا يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى تقديرنا جميعا للجهود الكبيرة التي بذلتموها في أصعب الظروف وأشدها تحديا. لقد أثبتم أن الإرادة الصلبة والعمل الجماعي قادران على تجاوز أصعب الأوقات والظروف حتى تحقيق النجاحات".

وتابع: "إننا اليوم نتطلع إلى مستقبل مشرق لا سيما في ظل انطلاقة العهد الجديد، مستقبل يبنيه أشخاص مثلكم، يملكون الشجاعة والإصرار والتفاني والعزيمة في خدمة مجتمعهم، وبجهودكم نتمكن من بناء لبنان أفضل. فكلما كانت آلة العدو الإسرائيلي تمعن في قتل البشر وتدمير الحجر، كنتم بجهودكم وثباتكم في العمل تساهمون في توفير مقومات الصمود في الحرب وتعيدون اصلاح ما تعطل".

وقال: "خلال عدوان تموز 2006، عندما تعرضت بعض منشآتنا للاعتداء الإسرائيلي، كان الخطر يحيط بمعمل الزهراني، ومع ذلك كان هناك شاب مخلص ومؤمن بوطنه يخاطر من أجل وضع معامل الإنتاج على الشبكة. وأخص بالذكر المهندس أحمد عباس الذي تعرفت عليه في تلك الظروف العصيبة في صيف 2006 عندما ذهب لإعادة وصل معمل دير عمار على الشبكة. ومع بداية الحرب في 8 تشرين الأول 2023، تعرضت المناطق الحدودية لاعتداءات مستمرة، ما تسبب بأعطال جسيمة على الشبكة. ورغم ذلك، كانت محاولات إصلاح الأعطال مستمرة طوال فترة العدوان، على الرغم من المخاطر الجسيمة. وعلى سبيل المثال في شهري حزيران 2024 وآب 2024، تعرضت محطة الطيبة للقصف الإسرائيلي مرتين، ومع ذلك أرسلت الفرق الفنية لإجراء الإصلاحات اللازمة وأخص بالذكر السيدين حسن القعقور وطوني قلغاني. كما أصدرت المديرية العامة مذكرة رقم 95 بتاريخ 12/09/،2024، تنويها" للمستخدمين لمتابعة الجهود في ظل هذه الظروف".

اضاف: "في 23 أيلول 2024، توسع العدوان ليشمل كامل الجنوب والبقاع والضاحية وأحياء في بيروت وجبل لبنان، مما شكل تحديات كبيرة عالجها مستخدمو المؤسسة ومجلس إدارتها بصمت ودقة ومهنية عالية، ومن أبرزها:

1. استمرار تشغيل مجموعات الإنتاج في معامل دير عمار والزهراني رغم احتمالية تعرضها للاعتداء.

2. تأمين عبر مديرية الشؤون المشتركة، وأخص بالذكر المهندس واصف حنينة والمهندس رالف اسطفان، وصول شحنات الغاز أويل إلى معمل الزهراني للحفاظ على المخزون الكافي لضمان استمرار العمل.

3. تأمين التغذية بالطاقة للمدن الرئيسية مثل صور، تبنين، والنبطية، حيث توجد محطات ضخ المياه والمستشفيات والمرافق الخدماتية التي تساعد على صمود من تبقى فيها.

4. تنسيق الجهود بين الفرق الفنية على الأرض لإصلاح الأعطال بأسرع وقت ممكن مع اتخاذ إجراءات تحافظ على حياة العاملين بالحد الأقصى الممكن.

5. السعي الدؤوب والحثيث لإصلاح أعطال خطوط التوتر العالي، في مديرية النقل بإشراف المهندس ربيع ضو والدكتور رمزي دبيسي، خصوصًا بين الزهراني وصور- الزهراني والنبطية.

6. السعي لضمان تأمين التغذية لمراكز الإيواء على مختلف الأراضي اللبنانية حيث نزح الجنوبيون والبقاعيون وأهالي الضاحية.

7. استمرار تأمين التغذية لمرافق الدولة الحيويّة على جميع الأراضي اللبنانية، مثل المطار والمرفأ ومضخات المياه وشبكة الاتصالات كي يبقى التواصل بين لبنان والخارج لتعزيز الصمود".

وتابع: "كذلك أصدرت المديرية العامة مذكرة رقم 107 بتاريخ 25/10/2024 حيث تقدمت بالتقدير والتنويه الى المستخدمين لمتابعة الجهود، لكن للأسف، لم تكن هذه الجهود بلا خسائر. جراء العدوان، فقدنا الأب وابنه حسن يوسف مسلماني وخليل حسن مسلماني، كما خسرت المؤسسة الدكتورة المهندسة فرح أحمد كجك والزميل محمد رضا حجازي، الذين كانوا مثالا للتضحية والإخلاص في عملهم في مؤسسة كهرباء لبنان. وبالتأكيد أتمنى الشفاء العاجل لجميع الجرحى والرحمة لأرواح الشهداء كافة".

واردف: "بإسمي وباسم زملائي في مجلس الإدارة المهندس طارق عبد الله، السيّد كريم سابا، المهندس سامر سليم والدكتور أحمد الموسوي، أن أعبر عن شكري العميق لكل مستخدمي المؤسسة وعمالها الذين بذلوا جهودًا جبارة لضمان استمرارية التيار الكهربائي خلال فترة العدوان، رغم كل الصعاب والتحديات والمخاطر".

وختم: "إن تأمين الحد الأدنى من التيار الكهربائي للمواطنين الذين صمدوا وجهدوا وخسروا الغالي والرخيص لا سيما في مناطق الجنوب وجبل عامل والبقاع وبيروت لم يكن مجرد واجب، بل كان رسالة تضامن وصمود. جزيل الشكر والتقدير لشركة مراد، إدارةً وفريق عمل، على جهودكم الكبيرة خلال فترة العدوان الإسرائيلي. كل الشكر لشركة Primesouth، إدارة" وموظفين، لدعمهما الدائم لا سيما خلال الفترات العصيبة منذ ثماني سنوات. التقدير لكم جميعا، أنتم رمز الأمل والصمود، وبكم تتواصل مسيرة البناء والعطاء".

فياض

أما وزير الطاقة فقال: "نلتقي اليوم في لحظةٍ تاريخيّة يمرّ بها لبنان، فمنذ بضعة أيام جرى انتخاب رئيسٍ للبلاد بعد فراغٍ تعدّى السنتين، وأمس الأول أسفرت المشاورات النيابية عن تسمية رئيسٍ للوزراء، واليوم يُجري رئيس الحكومة المكلّف مشاوراته لتأليف الحكومة العتيدة".

اضاف: "في الوقت نفسه، نحن على مسافة أقل من أسبوعين على إنقضاء مهلة الستين يوماً على وقف إطلاق النار وما ترتّبه هذه المهلة من استحقاقات أهمها على الإطلاق إنسحاب العدو الإسرائيلي من آخر شبرٍ إحتلّه خلال حربه الهمجيّة على لبنان. هذه الحرب التي ما زلنا نحصي تداعياتها من خلال أعمال المسح الميداني التي تقوم به مؤسسة كهرباء لبنان من جهة ومؤسسات المياه من جهة أخرى والتي تكشف يوماً بعد يوم عن حجم الإجرام الذي إرتكبه العدو الإسرائيلي بحق البنى التحتية وجسامة الخسائر التي تبرهن بما لا شكّ فيه عن نيّة مبيّتة ومقصودة لتدمير مقوّمات الحياة في المناطق المستهدفة وتأخير عودة الأمور الى مجراها الطبيعي".

وتابع: "لقد تكبدت مؤسسة كهرباء لبنان خسائر ضخمة على الصعد المادية والمالية والإنسانية نتيجة العدوان، إذ أسفرت الهجمات عن تدميرٍ واسع للبنية التحتية الكهربائية، بما في ذلك محطات التحويل وشبكات النقل والتوزيع. إلى جانب ذلك، تراكمت الأعباء المالية على المؤسسة نتيجة الكلفة الباهظة لإصلاح الأضرار وتراجع الإيرادات، في حين أن الأثر الإنساني كان واضحًا جراء الخسارة في الأرواح. فبحسب نتائج المسوحات في مناطق الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية يمكن تفصيل الخسائر وفقًا لما يلي:

1- على المستوى الإنساني، خسرت مؤسسة كهرباء لبنان جراء العدوان الإسرائيلي 4 مستخدمين أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني والوظيفي تحت القصف والغارات وهذا لا يمكن تقديره بأي ثمن.

2- على المستوى المادي نالت كل من شبكتي النقل والتوزيع قسطها من التخريب جراء العدوان والقصف، إذ جرى تدمير عدة خطوط نقل وكابلات مطمورة ذات التوترين المرتفع والمتوسط في مختلف المناطق اللبنانية، وتضررت عدة محطات تحويل رئيسية فضلًا عن تقطع وتدمير شبكات التوزيع مع تجهيزاتها المختلفة، بحيث يقدر حجم الخسائر بحوالي:

أ- //75// مليون دولار أميركي على مستوى شبكة النقل

ب- ما يزيد عن//125// مليون دولار أميركي على مستوى شبكة التوزيع

3- على المستوى المالي تراجعت الإيرادات بشكل ملحوظ في غالبية المناطق اللبنانية وصولًا لتوقفها بشكل كامل في المناطق التي كانت تحت العدوان المباشر إذ يقدر الكسب الفائت جراء توقف عمليات الجباية بحوالي //135// مليون دولار أميركي".

وقال: "وجودنا اليوم في معمل الزهراني الحراري وتكريمنا للعمال في هذه المنشأة ليس محض صدفة، فهذا المكان يمثّل معمل توليد الطاقة الأقرب الى مسرح العمليات، الأمر الذي عرّضه للخطر طيلة فترة العدوان حيث كانت الغارات الإسرائيلية تستهدف محيطه بشكلٍ يومي، ولكن بالرغم من تلك الظروف الصعبة، استمرّ العمال والمستخدمون في مؤسسة كهرباء لبنان ولدى الشركة المشغّلة بالحضور يومياً الى عملهم وتأدية واجبهم الوطني في تأمين التيار الكهربائي للبنانيين وللقطاعات الحيويّة طيلة فترة الحرب".

اضاف: "الفعل المقاوم ليس فقط على المستوى العسكري، فعمال مؤسسة كهرباء لبنان أدّوا فعلاً مقاوماً، وكذلك عمال مؤسسات المياه والليطاني ومنشآت النفط وموظفي الوزارة وجميع موظفي الإدارة العامة والمؤسسات العامة والأجهزة الأمنية والدفاع المدني والصليب الأحمر الذين ساهموا كلٌّ من موقعه بجزء من مقاومة هذا العدو الغاصب".

وتابع: "تواجه وزارة الطاقة والمياه اليوم تحدي إعادة الإعمار بروحيّة جديدة، فالعمل المشترك الذي قمنا به مع مؤسسة كهرباء لبنان والإصلاحات التي طبّقناها على عدّة صعد قد أثمرت وباتت المؤسسة قادرة على المبادرة للقيام بما يلزم بغية إعادة الخدمة الى المواطنين بمستوى مقبول دون إنتظار المساعدة من أحد في المرحلة الأولى وذلك بعدما أصبحت ماليتها متوازنة ومداخيلها كافية لتغطية التكاليف ودفع المستحقّات. هذا الإنجاز أتى نتيجة عدّة خطوات قمنا بها، أسست لنهوض قطاع الكهرباء ووضعته على سكة التعافي وهي:

1- أخذ القرار الجريء بإلغاء الدعم على تعرفة الكهرباء وعلى المحروقات والذي كان يرهق خزينة الدولة ومالية مؤسسة كهرباء لبنان ما أدى الى وفرٍ يقدر بحوالي 4 مليار دولار سنوياً،

2- تعديل تعرفة بيع الكهرباء لتغطية كلفة الإنتاج والتوزيع ما أدى الى إعادة التوازن الى مالية مؤسسة كهرباء لبنان لناحية الإنتاج التقليدي ولمؤسسة الليطاني لناحية الإنتاج الكهرومائي وأصبحتا ذات ملاءة مالية تسمح لهما بتغطية كافة إحتياجاتهما وإلتزاماتهما دون أي دعمٍ حكومي. 

3- خلق وعيٍ جديد لدى المواطنين وتبدّلٍ في كيفيّة الإستهلاك ما خفّض الحاجة الى الطاقة الكهربائية حوالي 30%.

4- توقيع عدّة اتفاقيات لتزويد المؤسسة بالمشتقات النفطية بأفضل الشروط ما سمح بزيادة تدريجية للتغذية

5- إجراء التدقيق المالي بحسابات مؤسسة كهرباء لبنان

6- بالإضافة الى ما تقدّم حقّقت السياسات المالية والإصلاحات القانونيّة التي قمنا بها وعلى رأسها قانون الطاقة المتجدّدة الموزّعة قفزةً كبيرة في قطاع الطاقة المتجدّدة تمثّلت بزيادة حوالي 1200% في أقل من عامين لتصل نسبة إختراق الطاقة الشمسية في لبنان ال25% مع احتساب الطاقة الكهرومائية علماً أن هدفنا أن نصل الى 40% في العام 2030.

7- وأخيراً وليس آخراً، وبنتيجة عمل دؤوب وإحترافي دام عدّة أشهر انتهينا مؤخراً من تحضير مشروع قانون لتعديل القانون 462 (قانون تنظيم قطاع الكهرباء) وارسلناه الى مجلس شورى الدولة لأخذ الرأي وذلك بعد 22 سنة على صدوره وعدم تطبيقه طوال هذه المدة لوجود عدة ثغرات فيه ليس أقلها عدم تواؤمه مع التقدم الكبير الذي حصل في قطاع الطاقة".

واردف: "لقد أثنت الجهات الدوليّة المقرضة على هذا التحوّل الكبير الذي شهده قطاع الطاقة في لبنان بنتيجة الاصلاحات العضوية التي قامت بها وزارة الطاقة والمياه ومؤسسة كهرباء وتجسّد ذلك بموافقة البنك الدولي في أيلول الماضي على منح لبنان قرضاً بقيمة 250 مليون دولار لدعم نهوض قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة ولتمكين المؤسسة من مواكبة هذا النهوض على المستوى التقني والإداري".

وختم: "ان تكريمنا اليوم لعمال معمل الزهراني موصولٌ لجميع عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان لا بل الى جميع الذين أدّوا واجبهم خلال الحرب الأخيرة على لبنان دون كللٍ أو تذمّر أو تململ، فالأصوات المحقّة التي كنّا نسمعها من النقابات العمالية على مساحة الوطن والتي كانت تطالب بإنصاف العمال بعد الأزمة المالية الكبرى توقفت أمام هول المعركة وتأجّلت المطالب أمام عظمة التضحيات، وتحمّل الجميع مسؤولياتهم، وبرهنت الطبقة العاملة أنها العامود الفقري لهذا الوطن وعماده في وقت الشدائد".


وفي الختام تم توزيع دروع تقديرية على المكرمين، وأقيمت مأدبة غداء على شرفهم.

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی مؤسسة کهرباء لبنان العدو الإسرائیلی معمل الزهرانی المدیر العام فترة العدوان على المستوى ملیون دولار لا سیما جهود ا ل معمل ة التی

إقرأ أيضاً:

الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية

يأخذك الحديث وأنت تتأمل فيلم غيوم لمُزنة المسافر إلى التطور الفني والموضوعي في تجربتها، موضوعا التعددية الثقافية والعرقية في المجتمع العماني كمصدر ثراء غني، تتجه إليه مزنة في استقصائها الطويل، مزيلة وهم ما يفصل بيننا، عبر البحث عن ما يجمع بيننا ويأتلف في نسيج اجتماعي واحد. عبر هذا الثراء العرقي واللغوي نخلق تجانسنا الحقيقي، التجانس المميز لمجتمعنا منذ جذوره التاريخية البعيدة. فنيا يشكل فيلم غيوم تحولا نوعيا تخرج به مزنة عن الطرح الأفقي للتجربة، عن أحكام البداية فتتسلسل الأحداث وصولا إلى نهايتها. فيلم غيوم يخرج عن القوالب التقليدية في السينما منحازا إلى شاعريتها، الغائب والماضي والمفقود هم من يشكل وهج الأحداث، ويدفع بشخوصه إلى المحبة والأسى والفراق والندم، محكومة بالماضي الذي تسدل ظلال أحداثه على الحاضر والمستقبل معا. فنيا ينحاز السيناريو إلى الصورة السينمائية عنه إلى الحوار، الصورة خاصة في تجسيدها المباشر لملامح شخوص الفيلم، قادرة حقا على نقل عواطفهم واختلاجات قلوبهم، سينمائيا تضفي هذه اللغة الجمال السينمائي، الذي تريد مزنة إيصاله إلينا، ما لا يستطيع الحوار نقله عبر السينما.

اختيار مُزنة لطرح تجربتها جبال ظفار، عائدة بنا إلى عام ١٩٧٨م، أي بعد ثلاثة أعوام من نهاية حرب الجبل بعد حرب طويلة استمرّت عشرة أعوام. هذه الحرب هي الماضي الذي يثقل أرواح رعاة الجبل، الماضي الذي يسدل على الحياة مشاعر الفقدان والخوف من عودة الحرب ثانية. الحرب التي تركت في كل منزل قتيلًا، أو قريبًا لقتيل، أحرقت المراعي وفتكت بالإبل مصدر حياة سكانه، والأثقل أنها تركت روح الفرقة بين أبناء الجبل، نظرا لتغير مواقفهم من موقع إلى آخر، ذلك ما نقرأ ثقله في حياة بطل الفيلم دبلان الذي يتحول بعد الحرب إلى رجل منطو على نفسه، يرفض مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم ويقضي معظم وقته في العناية ببندقيته، وملئها بالرصاص حتى تكون جاهزة للقضاء على النمر في أي وقت تتكرر عودة الحرب ثانية إلى جبال ظفار.

مزنة في هذا الفيلم العميق والشاعري في آن تبتعد عن تقديم الرصاص والقصف والقتلى، كما أن المرأة القتيلة لم تظهر في الفيلم أبدا، رغم ظهور ذكراها المتواصل، كهاجس يومي يلازم حياة الأب وابنه عمر وابنته سلمى، المرأة ومقتلها الغامض هي السر المكتوم في الفيلم، ابنها عمر كل ليلة ينام في حضن أخته الكبرى، متخيلا والدته تنام على سحابة بعيدة في السماء، يراقب أباه يوميا أثناء تنظيف وتعمير بندقيته، محاولا أكثر من مرة خطفها منه، دون أن يتبين لنا السبب المباشر لذلك، حتى نجاح اختطافه البندقية في مشهد سينمائي أخاذ، يوجّه فيه عمر البندقية إلى صدر أبيه طالبا منه فك لغز اختفاء أمه، تكون الفرصة مؤاتية آنذاك للأب للاعتراف لابنه وابنته أن الأم قد توفيت برصاصة طائشة أثناء معارك الجبل، دون أن يحدد من أي طرف جاءت الرصاصة، ذكاء مزنة يوقف التجربة برمتها أمام تقييم جديد يكشفه التاريخ في مستقبل الأيام، والوقت ما زال باكرا لإدانة طرف ضد آخر، فقط الخوف من عودة الحرب ثانية، هي النمر الذي يستعد دبلان يوميا لمواجهته. وأخيرا لتعليم ابنه طريقة استخدام البندقية لقتل النمر وحش الحرب قبل وصوله إلى الجبال.

مصدر إيحاء غيوم هي مجموعة من الصور الوثائقية التقطها والدها الفنان موسى المسافر، الذي دون شك عاصر مرارة تلك الأحداث، تكشف لنا جانبا مهما من حياة أبناء الجبل في ظفار أثناء الحرب وبعد انتهائها. من تلك الصور الوثائقية استمدت مزنة هذا الإلهام المتدفق، وصاغت سيناريو فيلم غيوم، الذي يأتي ليس لإدانة طرف دون آخر، بل لإدانة الحروب البشرية برمتها، ذلك لأنها نظرت لنتائجها الوخيمة في عيني دبلان رب العائلة الذي مع خروجه حيا منها إلا أنه خرج مهزوما فاقد القدرة على الحياة، معذبا بالماضي الذي قدمته مزنة كنمر يفترس كل ما أمامه دون تمييز ورحمة.

مزنة تعي جيدا آثار الحروب على تغيير العلاقات الاجتماعية بين البشر، العلاقة بين دبلان وشيخ القبيلة بعد الحرب، ليست هي العلاقة إياها قبل الحرب، يتقدم شيخ القبيلة المتقدم في العمر لخطبة سلمى صبية دبلان، المرتبطة بعلاقة عاطفية مع سالم الصبي الجبلي من جيلها. يقف دبلان وهو راعي الإبل الجبلي موقفا متقدما عندما يرفض تزويج ابنته شيخ القبيلة الثري، مزوجا إياها الصبي الفقير مع مباركة الأب له بحبات من شجرة اللبان الأسطورية والتي تصل محبة أبناء الجبل لها إلى درجة التقديس، نظرا لارتباط استخدامها بطقوس دينية في معابد الأديان الهندية بل وفي معابد الأديان السماوية قديما.

الفيلم ناطق بالشحرية لغة رعاة الجبال بظفار، كان ذلك ضروريا، هذا ما أدركته مزنة، منذ بداية اشتغالها على المشهد السينمائي العماني، بما يحمله من تنوع عرقي وثقافي أخاذ منذ قديم الزمان. قبلها قدمت فيلم شولو الناطق بالسواحيلية وفيلم بشك الوثائقي الناطق بالبلوشية. هي السينمائية التي لا تعترف بفوارق وهمية بين أبناء الوطن الواحد، القادرة على اكتشاف النسيج الاجتماعي المخفي، الرابط أبناءه روحيا على أرض واحدة، وتحت سماء واحدة.

فيلم تشولو، تناقش مُزنة فيه تجربة الانتماء الوطني والحنين إلى الجذور البعيدة خلف البحار، تدور أحداثه في زنجبار، موطن أساسي لهجرة العمانيين عبر التاريخ لقرون مضت، يستقبل تشولو الصبي أخاه عبدالله القادم من عُمان، يعيشان معا توافق البحث عن جذورهم المشتركة، يتعرضان للاعتداء من رجال أفارقة بسبب انتماء عبدالله العربي الواضح في لونه، تتراءى عمان وطنا بعيدا مجهولا لتشولو، أرضا سحرية لن يعود إليها أبدا، يعود عبدالله مع أبيه ويظل تشولو ينظر إلى البحر، إلى السفن وهي تبحر عائدة إلى عمان التي لن يراها أبدا، هكذا تتكرر تجربة الماضي الساكن كقيد يرتبط به المرؤ. ولكن بشكل إيجابي في تشولو عنه في غيوم، مزنة تتجاوز تجربة الحنين النوستالجي إلى الماضي، في الفيلمين تنظر إلى الماضي كقيد يجب علينا كسره والانطلاق إلى المستقبل دون الالتفات إليه. خاصة في مرارة أحداثه كما هو في فيلم غيوم، حيث يبقى الدم الأفريقي العماني المشترك، تجربة حضارة مشتركة أيضا، تغذي النسيج الاجتماعي العماني بخصوبة العطاء في فيلم تشولو، أي أنها تنطلق من الإيجابي في ثراء الوجود العماني بشرق إفريقيا، الثراء الذي دفع بالأفارقة إلى ما هو مثمر، حيث حمل العمانيون معهم الأساليب الحديثة في الزراعة، وارتياد آفاق العمل التجاري، ونشر الدين الإسلامي وغيرها من الدلائل الحضارية المهمة، التي تؤكد إيجابية وجودهم المبكر في شرق إفريقيا. وحش الماضي الذي يصوب له دبلان وابنه عمر البندقية لمواجهته، يحتفظ له تشولو وأخيه عبدالله بمئة قطعة من المندازي الذي خبزته لهما جدتهم الإفريقية، يحشوان فم النمر المفترس بها حتى لا يكون قادرا على افتراسهما معا. ذلك دون شك مشهد طفولي ساحر يؤكد وحدة الأخوين ضد وحش الحرب المأساوية بين العمانيين والأفارقة، أي من المحبة المشتركة بينهما نخلق إمكانية التعايش المشترك والوحش الذي يطعمه الطفلان العماني والأفريقي المندازي، هي الحرب التي خلقت روح الكراهية بينهما، وآن لنا جميعا طي صفحاتها الدموية، نحو خلق عالم أجمل لأجيالنا القادمة.

مُزنة التي جاءت بعد ستين عاما على مأساة خروج العمانيين من شرق إفريقيا بطريقة مأساوية فقد فيها العمانيون الآلاف من أبنائهم ثم أنها جاءت بعد خمسين عاما أيضا بعد نهاية حرب الجبل بظفار، تنصت إلى أوراق التاريخ التي تحفظ لنا ما فقد وتم نسيانه، مؤهلة حقا للذهاب أبعد مستقبلا، نحو تقديم تجارب العطاء العماني المتدفق عبر التاريخ، ورفد السينما العمانية الناشئة بلغة شاعرية متميزة، ذلك حقا جوهر الفن الطليعي الجاد، يضيء كالنجوم ترشد المسافرين في ليل البحار إلى المجهول.

فيلم غيوم /روائي قصير /ناطق بالشحرية/ جائزة أفضل فيلم روائي قصير /المهرجان السينمائي الخليجي ٢٠٢٤م. إخراج مزنة المسافر.

فيلم تشولو/ روائي قصير/ ناطق بالسواحيلية /جائزة أفضل سيناريو /مهرجان أبوظبي السينمائي ٢٠١٤ م. إخراج مزنة المسافر.

سماء عيسى شاعر عُماني

مقالات مشابهة

  • علاكوش لـRue20: نعول على الحكومة لتحسين دخل الطبقة العاملة
  • تأمين محكم لاحتفالات عيد الشغل بمراكش 
  • كيف أدت الحرب إلى تغيرات في تركيب الطبقة العاملة؟ (٢/٢)
  • بوشكيان للعمال: أنتم العمود الفقري للاقتصاد والنهوض الوطني
  • أزمة كهرباء عدن.. الحكومة اليمنية تطلق خطة إنقاذ عاجلة لمواجهة الانقطاعات المتكررة
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • كيف أدت الحرب إلى تغيرات تركيب الطبقة العاملة السودانية؟ (١/٢)
  • كيف انتزعت الطبقة العاملة السودانية حق التنظيم النقابي؟
  • أبو العينين يهنئ الرئيس السيسي بعيد العمال: إنجازات ملموسة لصالح الطبقة العاملة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية