نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب التي تدفع مواطني الولايات المتحدة إلى بناء منازلهم باستخدام الخشب، حتى في المناطق عالية المخاطر.

وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الخيار أصبح محل تساؤلات في ظل استمرار الحرائق في ولاية كاليفورنيا منذ أكثر من أسبوع.

وأوضحت المجلة أن حرائق الغابات في لوس أنجلوس حوّلت المنازل إلى رماد، وتشير التقديرات إلى أنها دمرت قرابة 10 آلاف منزل، وقد بُنيت معظم هذه المنازل من الخشب.



وفي المقابل، أظهرت بعض الصور والمقاطع من المناطق المتضررة أن بعض المنازل صمدت أمام النيران، ومنها فيلا على شاطئ البحر في ماليبو، حيث صُممت خصيصًا لمقاومة الزلازل.

وفقًا للرابطة الوطنية لبناة المنازل في الولايات المتحدة، يتم بناء تسعة منازل من أصل عشرة باستخدام الخشب، حتى في المناطق الأكثر عرضة للمخاطر المناخية. وفي فرنسا على سبيل المثال، لا تتجاوز نسبة المباني الخشبية 8 بالمئة.


أسباب ثقافية واقتصادية
ذكرت المجلة أن اختيار الخشب كمادة أساسية في بناء المنازل بالولايات المتحدة، يعود لأسباب ثقافية واقتصادية.

ويعود تاريخ المنازل الخشبية في الولايات المتحدة إلى القرن الثامن عشر، عندما هاجر البريطانيون إلى أمريكا الشمالية. وحسب موقع (usa immobilier) المتخصص في العقارات، كانت هناك حاجة في تلك الفترة إلى استيعاب الوافدين الجدد وبناء مساكن جديدة بأسرع وقت، لذلك تم استخدام الخشب المتوفر بكثرة في الولايات المتحدة كمادة أساسية في البناء.

وأضافت المجلة أن بناء المنازل الخشبية ترسخ بعد ذلك في الثقافة الأمريكية رغم أن الغابات لا تمثل سوى 8.5 بالمئة من مساحة الولايات المتحدة، ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها وفرة الخشب وانخفاض تكلفته.

وحسب الرابطة الوطنية لبناة المنازل، فإن تكلفة البناء بالخشب في الولايات المتحدة أقل بنسبة تتراوح بين 15 و30 بالمئة مقارنة باستخدام المواد الأخرى. كما يذكر موقع (investir.us) أن بعض الولايات الأمريكية تفرض ضرائب عالية على المنازل التي لا تُبنى من الخشب.


بالإضافة إلى ذلك، لا تقدم شركات التأمين على المنازل خصومات للمباني المنشأة من الفولاذ أو الخرسانة، حتى في المناطق الأكثر عرضة للحرائق.

وتذكر مجلة "تايم" أن شركات التأمين تشترط على المالكين إعادة بناء منازلهم بأسرع ما يمكن بعد وقوع أي حادث للاستفادة من التعويضات. وتقدم العديد من شركات الخشب خصومات للعملاء الذين احترقت منازلهم، بهدف تخفيف تكاليف إعادة البناء.

وختمت المجلة بأن الخشب مازال أكثر المواد استخداما في بناء المنازل بالولايات المتحدة، لكن عدد المنازل المبنية من مواد أخرى يشهد نموا ملحوظا، وقد أصبحت المنازل ذات الهياكل الخرسانية تشكل نسبة 10 بالمئة، أي ضعف ما كانت عليه سنة 2009.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة الخشب الحرائق لوس أنجلوس المنازل الولايات المتحدة حرائق الخشب لوس أنجلوس المنازل صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

النجارة التقليدية في الخليج.. دراسة توثيقية لنقوش الخشب والأبواب

ارتبط الإنسان بالخشب منذ أقدم العصور، حيث مثّل مادة أساسية في حياته اليومية، بدءا من الاستخدامات الوظيفية البسيطة وصولا إلى الأعمال الفنية المتقنة. ومع تطور الذائقة الجمالية وتعاظم الحس الإبداعي، برزت المشغولات الخشبية كأحد مظاهر الفنون التقليدية، إذ استفاد الإنسان من تنوّع الأخشاب وسهولة تشكيلها في تسجيل رؤاه وانطباعاته عن الطبيعة، تماما كما فعل في الزخرفة والنقش على الحجر والمعادن والمنسوجات.

وتعكس الفنون التقليدية بمختلف أشكالها، سواء المادية منها كالعمارة والزخرفة، أو الفنون الشفاهية كالموسيقى والغناء، الدور الاجتماعي للفن بوصفه أداة للتعبير عن الواقع المعيش. وفي هذا السياق، برزت حرفة النجارة والمشغولات الخشبية كواحدة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان لتلبية احتياجاته اليومية، حيث اتخذت أشكالا متعددة، لكن الأبواب والنوافذ احتلت مكانة بارزة باعتبارها جزءا رئيسيا من العمارة، حتى أصبحت أنماطها وتصاميمها ميزة تفرّق بين الشعوب والحضارات.

نقوش الخشب في عمارة الخليج

في منطقة الخليج العربي، كان للنقوش الخشبية الإسلامية حضور بارز في العمارة التقليدية، حيث تميزت الأبواب والنوافذ الخشبية بزخارفها الهندسية والنباتية والخطية التي تعكس الهوية الثقافية والفنية للمنطقة. وقد وثّق الباحث الدكتور سعيد عبد الله الوايل هذا الجانب في كتابه "الأبواب والنقوش الخشبية الإسلامية في المباني التاريخية في الخليج العربي"، الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام في إمارة الشارقة، حيث قدم دراسة موسّعة تناولت تطور استخدام الخشب في العمارة الخليجية، مع التركيز على النقوش والزخارف الإسلامية التي زينت الأبواب والنوافذ التقليدية.

إعلان

ويُبرز الكتاب كيف نشأت المدن والتجمعات السكنية على سواحل الخليج العربي في فترات زمنية مختلفة، حيث قامت بعضها على أنقاض مستوطنات قديمة، في حين نشأت أخرى نتيجة لهجرات من داخل شبه الجزيرة العربية أو من السواحل القريبة. وتحت تأثير العوامل البيئية والمناخية والاجتماعية، اكتسبت العمارة الخليجية طابعا فريدا اعتمد فيه الحرفيون على مهاراتهم المتوارثة، إلى جانب تأثرهم بالطرز المعمارية للحضارات المجاورة، مثل بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين.

ويعرض الكتاب خلاصة جهد بحثي استمر لأكثر من 10 سنوات، اعتمد فيه المؤلف على البحث الميداني والتجوال بين مدن الخليج، وإجراء مقابلات موثقة مع الحرفيين والمختصين، بالإضافة إلى توثيق النماذج المتبقية من الأبواب الخشبية التاريخية سواء في مواقعها الأصلية أو في المتاحف. وقدّم من خلال ذلك تحليلا معمّقا لتاريخ وتطور النقوش الخشبية في عمارة الخليج العربي، مما يجعل الكتاب مرجعا أساسيا في دراسة هذا الفن التقليدي العريق.

النقوش والزخارف على باب قديم في قلعة نزوى بسلطنة عمان (شترستوك)  تراث يعكس الهوية

يكشف الكتاب عن الدور المركزي الذي لعبته الأبواب والنقوش الخشبية في تعزيز الهوية المعمارية للخليج العربي، حيث لم تكن مجرد عناصر وظيفية، بل لوحات فنية تنطق بتاريخ المكان وثقافته. ويؤكد المؤلف أن هذه النقوش لم تكن مجرد زينة، بل حملت رموزا ودلالات ثقافية واجتماعية تعبّر عن معتقدات وقيم المجتمع.

ويؤكد الدكتور سعيد عبد الله الوايل على ضرورة الحفاظ على هذا الإرث الفني، لا سيما في ظل التغيرات العمرانية السريعة التي شهدتها المنطقة، داعيا إلى مزيد من الجهود لتوثيق وحماية المشغولات الخشبية التقليدية باعتبارها جزءا أصيلا من الموروث الثقافي الخليجي.

وخصص المؤلف الفصل الأول من الكتاب لاستعراض المحطات التاريخية الرئيسية في منطقة الخليج العربي، متتبعا مواقع الاستيطان البشري والآثار المكتشفة، فضلا عن تأثيرات فترات الاستعمار الأجنبي على الفنون والحرف التقليدية. كما تناول طبيعة المهن والحرف التي مارسها سكان المنطقة، والظروف البيئية والاجتماعية التي أثرت على تطورها.

إعلان

وفي الفصل الثاني، تناول الكتاب أنواع الأخشاب التي استُخدمت في الخليج العربي، سواء المحلية أو المستوردة، مع التركيز على خصائصها ووظائفها المختلفة. كما استعرض الصناعات الخشبية البارزة، مثل صناعة السفن الشراعية، والنجارة التقليدية، مبينا الصلات الوثيقة بين الحرفتين، وأهم الأدوات التي استعان بها الحرفيون في أعمالهم.

ونظرا لكون الكتاب يركز على المشغولات الخشبية المرتبطة بالعمارة التقليدية، فقد أفرد الفصل الثالث لدراسة أنماط البناء في الخليج العربي، مع الإشارة إلى المباني التاريخية التي لا تزال قائمة في مختلف مناطق المنطقة.

أما الفصل الرابع، فقدّم تصنيفا تفصيليا للأبواب التقليدية، متناولا تسمياتها المختلفة، وخصائصها، والأجزاء المكونة لها. كما تطرق إلى النوافذ الخشبية (المشربيات)، والأعمدة الخشبية، والأثاث التقليدي، مسلطا الضوء على الجوانب الجمالية والوظيفية لهذه العناصر.

نقوش وزخارف إسلامية

خصص المؤلف الفصل الخامس للنقوش الخشبية الإسلامية، مستعرضا خصائصها، وطرق الحفر التقليدية التي استخدمها الحرفيون في الخليج العربي. وفي الفصل السادس، تناول بالتفصيل الأنماط الزخرفية والرموز التي نُقشت على الأبواب والنوافذ، مع تتبع مصادرها التاريخية والجغرافية، وما تحمله من دلالات ثقافية واجتماعية.

أما الفصل السابع، فناقش قضية حفظ وصيانة الأبواب والمشغولات الخشبية التقليدية، مسلطا الضوء على الأضرار التي تعرضت لها بسبب الإهمال أو العوامل البيئية. كما قدّم مقترحات للحفاظ على هذا التراث العريق، واستعرض بعض التجارب الناجحة في صيانة الأبواب الخشبية في المنطقة.

ويبرز الكتاب رؤية المؤلف حول التأثيرات التي شكّلت حرفة النقش الخشبي في الخليج العربي، إذ يشير إلى أن الفنان الشعبي المسلم، الذي ينتمي فكريا وروحيا إلى بيئته الثقافية، استطاع أن يعكس رؤيته للعالم من خلال الزخرفة. فالزهور، والنجوم، والأشكال الهندسية التي نقشها الحرفيون لم تكن مجرد زخارف تقليدية، بل كانت تعبيرا بصريا عن رؤيتهم الخاصة للطبيعة والحياة.

إعلان

ويرى المؤلف أن هذه الرموز والأشكال تحمل دلالات إبداعية تتجاوز الزمان والمكان، وأنها تسبق بمراحل بعض الاتجاهات الحديثة في الفنون البصرية، حيث بحثت المدارس الفنية المعاصرة عن "الفطرة الإبداعية" التي كان يمتلكها الفنان الشعبي بطبيعته.

يختتم الدكتور سعيد عبد الله الوايل كتابه بالتأكيد على أن توثيق الأبواب والنقوش الخشبية الإسلامية هو نوع من الوفاء للتراث الثقافي، باعتباره جزءا لا يتجزأ من الهوية البصرية والمعمارية للخليج العربي. ويؤكد أن هذا التراث لم يحظَ بالقدر الكافي من الدراسة والبحث، داعيا إلى مزيد من الجهود للحفاظ عليه، خاصة في ظل التغيرات العمرانية الحديثة التي تهدد بطمس ملامحه الأصيلة.

مقالات مشابهة

  • رغم الفوضى الإقليمية.. لماذا لا يتحول العراق إلى سوق سوداء للأسلحة؟
  • الحرب الساخنة بين الولايات المتحدة والصين
  • رسوم ترامب الجمركية على الأخشاب تدفع تكاليف بناء المنازل الجديدة للارتفاع
  • هل ترامب هو (غورباتشوف) الولايات المتحدة ؟؟
  • منظمة التعاون الاقتصادي تقلّص آفاق النمو لعام 2025
  • النجارة التقليدية في الخليج.. دراسة توثيقية لنقوش الخشب والأبواب
  • قرقاش: زيارة طحنون بن زايد إلى الولايات المتحدة تدعم أمن وازدهار المنطقة
  • أسعار النفط ترتفع مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والحوثيين
  • تناول استطلاعات عن عدد من المناطق اليمنية: صدور العدد الجديد من مجلة »اليمنية« السياحية الثقافية
  • الولايات المتحدة تهدد بمواصلة قصف الحوثيين