البحر بدأ يغلي.. لماذا يعزز الناتو حضوره في دول البلطيق؟
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن إطلاق حلف شمال الأطلسي مهمة دورية في بحر البلطيق لضمان أمن البنية التحتية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الإجراء جاء بسبب الأضرار التي لحقت بالكابلات البحرية.
وتضيف الصحيفة أن رؤساء دول البلطيق يعتزمون "وقف أي محاولات للتخريب" في بحر البلطيق، فضلاً عن اتخاذ تدابير ضد "أي سفن مشبوهة تتحايل على العقوبات وتهدد الأمن".
وتعمل قيادة عمليات الحلفاء التابعة لحلف شمال الأطلسي، المسؤولة عن التخطيط وتنفيذ جميع عمليات الحلف، على إنشاء نظام "حارس البلطيق" في بحر البلطيق لمنع أي محاولات لإلحاق الضرر بالبنية التحتية الحيوية تحت الماء للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في المنطقة بعد الأضرار التي لحقت مؤخرًا بالكابلات البحرية.
بخصوص هذا قال القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال الأمريكي كريستوفر جيه كافولي: "سيعمل نظام حارس البلطيق على تنفيذ الردع المستهدف في جميع أنحاء بحر البلطيق ومواجهة الأعمال المزعزعة للاستقرار. وستشارك في هذه المهمة فرقاطات وطائرات دورية، بالإضافة إلى أسطول من القوارب البحرية غير المأهولة".
انقطاع الكابل
بين 17 و18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، ورد تقرير عن انقطاع كابل الاتصالات تحت الماء تابع لشركة الاتصالات تيليا ليتوفا الذي تم مده عبر بحر البلطيق بين السويد وليتوانيا. وبعد ذلك لقى كابل الاتصالات "سي ليون 1 " الذي يصل بين فنلندا وألمانيا نفس المصير. في أوائل كانون الأول/ ديسمبر 2024، تم تسجيل انقطاع في كابلات الألياف الضوئية التابعة لشركة الاتصالات غلوبال كونكت والتي تربط بين السويد وفنلندا.
وفي 25 كانون الثاني/ ديسمبر، تعرض كابل إستلينك2، الذي يضمن نقل الكهرباء بين وإستونيا وفنلندا، للتلف. وفي 14 كانون الثاني/ يناير، تم تسجيل انقطاع كابل بحري آخر في بحر البلطيق، يربط بين السويد وليتوانيا وألمانيا وفنلندا.
نتيجة لهذه الحوادث، عُقدت قمة لحلفاء الناتو في منطقة بحر البلطيق في هلسنكي. خلال القمة، أدلى زعماؤ كل من فنلندا وإستونيا والدنمارك وألمانيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا والسويد، وبحضور الأمين العام للناتو مارك روته ونائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية هينا ڤيركونين، ببيان مشترك.
وتضمن البيان ما يلي: "نشيد ببدء الناتو تنفيذ مهمة "حارس البلطيق" لتعزيز التوعية بالوضع وردع الأعمال العدائية. كما نثني على جهود الحلفاء في نشر قوات ووسائل إضافية في البحر، وفي الجو، وعلى الأرض، وتحت سطح البحر لتعزيز اليقظة والردع". وأشار البيان إلى عزم الدول على ردع وكشف وقمع أي محاولات للتخريب.
ما علاقة "أسطول الظل" بالأمر؟
وتضمن البيان أيضا: "استخدام روسيا لما يسمى بـ"الأسطول الظلّي" يشكل تهديدًا خاصًا للأمن البحري والبيئي في منطقة بحر البلطيق وفي جميع أنحاء العالم. هذه الممارسة المرفوضة تهدد أيضًا سلامة البنية التحتية تحت الماء، وتزيد من المخاطر المرتبطة بالأسلحة الكيميائية التي تم إلقاؤها في البحر، وتساهم بشكل كبير في تمويل الحرب العدوانية غير القانونية التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا".
ويصعب وجود رابط بين ناقلة نفط عادية وتهديد سلامة البنية التحتية تحت الماء وبين نقل المنتجات البترولية والذخائر الكيميائية التي تم إلقاؤها في البحر في وقت ما.
وفي البيان المشترك لقمة حلفاء الناتو في بحر البلطيق اقتُرحت تدابير محددة تتمثل في الحفاظ على الحق بموجب القانون الدولي في اتخاذ إجراءات ضد أي سفن مشبوهة تتجاوز العقوبات تهدد أمن هذه الدول وبنيتها التحتية وبيئتها. بالتعاون الوثيق مع الدول الساحلية، يمكن تعزيز مراقبة السفن، بما في ذلك فحص شهادات التأمين.
وذكرت الصحيفة أن هذه الترتيبات تفتح الباب للتساؤل عن مدى احتمال تنفيذ عمليات إنزال على "السفن المشبوهة" بواسطة فرق الاقتحام. وفي ظل اعتبار السفن المدنية التي ترفع علمًا أو تحمل علامة تعريفية روسية في البحر المفتوح جزءًا من الأراضي الروسية فإن فحص شهادات التأمين قد ينتج عنه حدوث مناوشات قد تؤدي إلى تبادل لإطلاق النار، مما يهدد بعواقب غير غير متوقعة.
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن صبر حلفاء الناتو في بحر البلطيق قد نفد بسبب عدم تحديد ومحاسبة الجناة المباشرين الذين تسببوا في تلف الكابلات البحرية للدول البلطيقية. وحفظًا لماء الوجه، يحاول الناتو تحميل أسطول الناقلات الروسية مسؤولية هذه الوقائع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بحر البلطيق روسيا امريكا روسيا بحر البلطيق صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی بحر البلطیق شمال الأطلسی تحت الماء فی البحر
إقرأ أيضاً:
ترامب والناتو.. هل حان وقت الفراق؟
انتشرت شائعات جاءت في تقارير غير مؤكدة حول نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو التحالف العسكري الذي يربط بين واشنطن وأوروبا منذ عام 1949، وفقاً لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وجاءت هذه الأنباء عقب تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها نائب الرئيس جي دي فانس خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، إلى جانب محادثات مؤكدة بين مسؤولين أميركيين وروس في السعودية، مما أثار مخاوف من تراجع التزام واشنطن تجاه أوروبا.
قلق أوروبي من المحادثات الأمريكية الروسيةأعرب قادة أوروبيون عن قلقهم من استبعادهم من المحادثات الأميركية الروسية، خاصة أن ترامب سبق أن أبدى موقفًا متحفظًا تجاه الشراكة مع أوروبا، مستندًا إلى تفاوت في الإنفاق العسكري بين الدول الأعضاء في الناتو.
خلال ولايته الأولى، وجه الرئيس الجمهوري انتقادات حادة لحلفائه بسبب عدم التزامهم بإنفاق 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على ميزانية الدفاع، وهو هدف تم الاتفاق عليه في 2014 وكان من المفترض تحقيقه بحلول 2024.
وعاد ترامب لإثارة هذه المخاوف في تصريحات أدلى بها خلال تجمع انتخابي في ساوث كارولينا في فبراير 2024. حيث أكد أنه أبلغ قادة الناتو أن الولايات المتحدة لن تحمي الدول الأعضاء التي لا تفي بالتزاماتها الدفاعية، مشيرًا إلى أنه قد يشجع روسيا على التصرف بحرية ضد الدول المتقاعسة عن زيادة مساهماتها في ميزانية الحلف.
رغم انتشار الشائعات حول انسحاب ترامب من حلف شمال الأطلسي انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع يدعم هذه المزاعم.
من جانبه، كتب دومينيك مايكل تريبي، الصحفي والمعلق السياسي، عبر منصة "إكس" أن "ترامب يفكر في الانسحاب من الناتو"، لكن دون الإشارة إلى مصادر موثوقة تؤكد ذلك.
كما أن مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي يعد من أشد منتقدي ترامب، أشار لإذاعة "إل بي سي" البريطانية إلى أن الرئيس الأميركي قد يستخدم إنهاء الحرب في أوكرانيا كذريعة للانسحاب من الناتو، مستشهدًا بمطالبة الزعيم الجمهوري مؤخرا بأن ترفع الدول الأعضاء إنفاقها الدفاعي إلى 5% من ناتجها المحلي.
وفي هذا السياق، أثار بيت هيغسيت، وزير الدفاع الأميركي، مزيدًا من الجدل عندما قال خلال اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا إن "الواقع الاستراتيجي للولايات المتحدة لم يعد يسمح بالتركيز الأساسي على أمن أوروبا". كما تحدث في وارسو عن ضرورة أن تستعد أوروبا لاحتمال تراجع الوجود الأميركي في القارة.
من جهته، عبّر وزير الخارجية الليتواني السابق غابريليوس لاندسبيرغيس عن مخاوفه من انسحاب واشنطن، معتبرًا أن هذه التصريحات، إلى جانب الشائعات حول إمكانية سحب 20 ألف جندي أميركي من أوروبا، تشير إلى "بداية نهاية الناتو".
وفي سياق متصل، حذر فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، من أن انسحاب الولايات المتحدة من الناتو قد يشجع روسيا على مهاجمة دول أوروبية، مشيرًا إلى أن لدى كييف معلومات استخباراتية تفيد بأن موسكو قد تستهدف دولًا كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي السابق.
في المقابل، شكك خبراء في إمكانية اتخاذ ترامب قرارًا بالانسحاب. تشارلز كابشان، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية، قال لمجلة "نيوزويك" إن من غير المرجح أن ينسحب ترامب من الناتو، إذ لا يريد أن يذكره التاريخ بأنه الرئيس الذي فكك التحالف العسكري الغربي، فيما أشار ستيفن والت، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، إلى أن ترامب قد يستخدم التهديد بالانسحاب كأداة ضغط على أوروبا دون تنفيذه فعليًا.
في ظل هذه التطورات، لا تزال التكهنات حول مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة والناتو قائمة، لكن حتى الآن، لا يوجد دليل ملموس على أن واشنطن تتجه نحو فك ارتباطها مع أنجح تحالف عسكري في التاريخ والأطول عمرا أيضا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اتصال بين ماكرون وترامب سبق قمة باريس قمة أوروبية طارئة في باريس حول أوكرانيا فهل تنتزع بروكسل مقعدها في المفاوضات رغم أنف ترامب؟ من يدق الباب يسمع الجواب: ثلث الكنديين يريدون ضم 3 ولايات أمريكية إلى بلادهم فما رأي ترامب يا ترى؟ دونالد ترامبروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبيالولايات المتحدة الأمريكيةحلف شمال الأطلسي- الناتو