الإنتاج الحربي تعلن مستجدات تطوير منظومة تدوير المخلفات لمنتجات صديقة للبيئة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
استقبل المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربي، وفد شركتيّ بابيريوس أستراليا وبابيريوس إيجيبت، بهدف متابعة مستجدات التعاون المشترك والذي يهدف إلى تطوير منظومة تدوير المخلفات لمنتجات صديقة للبيئة، جاء ذلك بديوان عام الوزارة بالحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار الوزير "محمد صلاح" إلى أن هذا اللقاء يأتي فى ضوء التعاون القائم بين وزارة الإنتاج الحربي وشركة بابيريوس الأسترالية والذي تم في إطاره افتتاح المجمع النموذجى لإنتاج العبوات الكرتونية الصديقة للبيئة من ألياف مخلفات أشجار الموز داخل أحد المصانع التابعة لوزارة الإنتاج الحربى في شهر أكتوبر الماضي، والذي يعد أحد أوجه ما تقوم به الوزارة من الجهود للمشاركة في تنفيذ منظومة المخلفات البلدية الصلبة والتى تهدف إلى التخلص الآمن من المخلفات وتحويلها إلى مخرجات صديقة للبيئة وذات جدوى اقتصادية وهو ما يتم بالفعل في هذا المجمع الصناعي، موضحا أن الطاقة الإنتاجية بالمرحلة الأولى من خط الإنتاج الأتوماتيكى المتكامل لإنتاج العبوات الكرتونية تبلغ (٦٠) مليون عبوة كرتونية سنوياً ويشتمل خط الإنتاج على (٦) خزانات وماكينة مفتتات ومنعمات وفرن تجفيف ومكابس، وتبلغ الطاقة الإستيعابية للمرحلة الأولى (٥٠) ألف طن من مخلفات زراعات الموز.
وأكد وزير الدولة للإنتاج الحربى، أن التعاون مع "بابيريوس" يأتي في إطار إستراتيجية العمل بالوزارة وشركاتها التابعة والمتمثلة في الحرص على إستخدام التكنولوجيا وكافة النظريات والعلوم الحديثة لاستنباط صناعة وطنية متطورة عالية التنافسية، من خلال إستغلال فائض الطاقات الإنتاجية لتنفيذ مشروعات لصالح القطاع المدني بما يساهم في تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة بالدولة وإيجاد حلول مبتكرة تساهم في تحسين الحالة المعيشية للمواطنين وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق التعاون مع مختلف الشركات المحلية والعالمية لنقل وتوطين أحدث تكنولوجيات التصنيع المختلفة داخل الشركات والوحدات التابعة، وتهدف وزارة الإنتاج الحربي إلى تصنيع مكونات خطوط الإنتاج وتسويقها بالتعاون مع شركة بابيريوس لصالح السوق المحلي والتصدير لدول أفريقيا والمنطقة العربية.
من جانبه أوضح المهندس علاء الجوهرى رئيس مجلس إدارة شركة بابيروس الأسترالية، أن التعاون مع وزارة الإنتاج الحربي يحقق عائد بيئي واقتصادي هام حيث يساهم المجمع النموذجى لإنتاج العبوات الكرتونية الصديقة للبيئة من ألياف مخلفات أشجار الموز في استبدال (10) آلاف طن من منتجات البلاستيك سنوياً، مشيراً إلى أن الطرق التقليدية التي كان يعتمد عليها المزارعون للتخلص من مخلفات أشجار الموز كانت إما حرقها أو التخلص منها بإلقائها في المصارف والطرقات أو تصنيع سماد صناعي يضر البيئة، مضيفاً أن "بابيريوس" وجدت في مخلفات أشجار الموز كنز كبير حيث تعمل على إعادة تدوير تلك المخلفات وتصنيع العديد من المنتجات مثل اللب الصالح لإنتاج الورق والعبوات الكرتونية وأدوات التغليف والتعبئة إلى جانب إنتاج السماد العضوي والمخصبات.
وأشاد "الجوهري" بدور وزارة الإنتاج الحربي بالمشاركة في تنفيذ المشروعات القومية التي تعزز جهود التنمية المستدامة بمصر وذلك بالتعاون مع مختلف شركاء التنمية المحليين والعالميين وعلى رأسهم شركات القطاع الخاص، معربا عن سعادته بالتعاون مع "الإنتاج الحربي" نظراً لما تتميز به شركاتها التابعة من إمكانيات تصنيعية وتكنولوجية هائلة وكوادر بشرية متميزة.
الاستفادة من المخلفاتجدير بالذكر أن مصر تقوم بزراعة (١٢٠) ألف فدان من الموز كزراعة مستدامة، ينتــج عنهم (١٢) مليون طن مخلفات سنويا، والتي تنتج حوالي(٨) مليون طن غازات ضارة إذا لم يتم العمل على الاستفادة من تلك المخلفات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تدوير المخلفات المخلفات منتجات صديقة للبيئة بابيريوس الإنتاج الحربي المزيد وزارة الإنتاج الحربی مخلفات أشجار التعاون مع
إقرأ أيضاً:
"إجادة".. داء أم تطوير أداء؟!
د. هاشل بن سعد الغافري
مضى أكثر من عام على مقال سابق كتبتُه حول موضوع إجادة، وقد انتشر المقال في وقتها ولقي صدى كبيرًا وما زال يتناقله النَّاس حتى اليوم، ولكن منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا لم يتغير شيء في منظومة إجادة لقياس الأداء، وما زالت المنظومة تمارس المنهجية نفسها، رغم أن فيها إثم كبير ومنافع للنَّاس، وإثمها أكبر من نفعها.
نتائج منظومة إجادة تشبه نتائج دبلوم الثانوية العامة في الترقب والقلق- مع اختلاف المسارين في المنهجية والنتائج والآثار المترتبة عليها؛ إذ كل موظف يعيش حالة يختلط فيها الخوف والرجاء، والخوف يغلب الرجاء لكونه يشكل ما نسبته 90%، بينما الرجاء لا يتعدى 10%.
بغض النظر عن شدة الضجيج المجتمعي بعد نتائج إجادة- مع أن ذلك الضجيج له عوامله ومبرراته- فإنني أتساءل عن الأهداف المتوخاة من إجادة وما الإجراءات التنشيطية والإثرائية والعلاجية التي تعقب تلك النتائج؟! هذا التساؤل قد طرحته سابقا وأعيد طرحه مرة أخرى مقتبسا النص الوارد في المقال السابق "إذا كان الهدف من منظومة إجادة تطوير الأداء فمن المنطقي أن يكون لدى المنظومة برنامج إثرائي للحاصلين على تقدير ممتاز، وبرنامج تطويري للحاصلين على جيد جدا وجيد، وبرنامج علاجي للحاصلين على تقدير ضعيف. لا أدري هل يمكن تطبيق ذلك أم يكتفى بنظامي مكافآت لتقدير ممتاز وجيد جدا، وتجاهل لبقية التقديرات، وعقوبات لتقدير ضعيف؟!
يشير عبدالله العوايد في إحدى تغريداته على منصة "إكس" إلى أن "إجادة إجراء تقشفي وليس لتحسين الخدمة). إن السؤال الذي يطرح نفسه؛ ما الذي أوصل المواطن إلى أن يصدر مثل هذا الحكم على أداء المنظومة؟ وهل يستطيع المسؤول عن ملف منظومة الأداء إثبات عكس ذلك".
كثيرة تلك المفردات التي وردت في تغريدات أفراد المجتمع أذكر هنا بعضًا منها مع عدم ذكر المغردين لكونها متاحة على منصة "إكس" ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، ومن السهل الاطلاع عليها، ومن أمثلة ذلك؛ (هدر للمال، انهيار مفهوم الاجتهاد، انعدام الحافز للعمل، فقدان الثقة في عدالة النظام، إجادة خلقت بيئة عمل مريضة من كل النواحي؛ حسد بين الموظفين والإنتاجية ضعيفة. هذه المنظومة المقيتة خلّفتْ كمًا هائلًا من الغصة والإحساس بالظلم). هذه مقتطفات من التغريدات وغيرها كثير، وكلها تنم عن سخط وعدم رضا عن نظام إجادة الحالي، فليت القائمين على منظومة إجادة السعي للحصول على تغذية راجعة من واقع المجتمع من خلال تطبيق مقياس رضا الموظفين بالرغم أن مواقع التواصل الاجتماعي قد وفرّت عليهم ذلك العناء.
تقول الدكتورة أماني الراسبية في منصة "إكس" تعليقًا على نتائج إجادة: "نظرًا للآثار الجانبية الخطيرة التي يخلفها نظام إجادة على الصحة النفسية للموظفين، اقترح إضافة أخصائي نفسي دائم في كل دائرة حكومية، يكون متاحًا على مدار الساعة لإنقاذ الموظفين من حالات الإحباط الحاد، وخيبة الأمل المزمنة، والانهيارات المعنوية المفاجئة".
فهل فعلًا يمكن أن يصاب الموظف بتلك الأعراض؟! الجواب: نعم، إذا لم يتم تعديل المسار فمن المتوقع في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد أن تشكل أعراض ضغوطات العمل ظاهرة صحية وتحديًا يستوجب الوقوف عندها ومن أمثلتها؛ اضطراب الحياة الشخصية للفرد، ضعف القدرة على التركيز، الشعور المستمر بالغضب، والتشاؤم، والإحباط، وقلَّة الحماس للإنجاز، وانخفاض القدرة على التحمُّل، وكثرة التقلُّب المزاجي، وانخفاض مستوى الانتماء للمؤسسة، مما يؤدي إلى زيادة ارتكاب الأخطاء في العمل وانخفاض الانتاجية، وكثير من الأعراض السيكوسوماتية (أمراض نفسية جسمية) التي ستُشكِّل عبئًا كبيرًا على النظام الصحي في وطننا الغالي. مع الأخذ في الاعتبار أن عددًا من أفراد المنظومة الصحية سيعاني أيضًا من الأعراض نفسها نتيجة فقدان الثقة والشعور بالظلم وغياب العدالة في تقييم الأداء، فهل سيتحمل النظام الصحي كل تلك التحديات التي ستثقل كاهله.
ورد في الدليل الاسترشادي لمنظومة قياس الأداء الفردي ثلاث سمات للمنظومة؛ أولها، المرونة (مدى قابلية وتكييف المنظومة بما يتواءم مع اختلاف الوظائف وطبيعة الوحدة وأهدافها)، التطبيق في الواقع لا يعكس هذه السمة. وثانيها، الشفافية والمصداقية (وجود آلية معتمدة للتقييم وفق نتائج أداء الموظفين ومكافئة المجيدين وفق معايير محددة وواضحة)، وما يحصل في الواقع لا علاقة له بالشفافية والمصداقية حيث يتم رفع ما نسبته 45% من تقديرات جيد إلى جيد جدًا ثم يؤخذ ما نسبته 10% من تقديرات جيد جدًا ورفعها إلى تقدير ممتاز، إن رفع النسبة من تقدير لآخر في حد ذاته يضرب بالشفافية والمصداقية عرض الحائط، وثالثها، الموضوعية (تقييم نتائج الأداء وفق مؤشرات محددة بعيدًا عن الآراء أو الاعتبارات الشخصية)، (ودّي أصدق بس قوية قوية).
النظام التعليمي بشقيه المدرسي والجامعي خط أحمر لا ينبغي المساس به ولا ينبغي أن يخضع لتجارب إدارية غير محمودة العواقب .فالنظام التعليمي المدرسي حكومي وخاص يضم أكثر من مليون شخص بين معلم وطالب ويشكل أكثر من ثلث السكان؛ فالعبث به خطر كبير ومن يحاول فعل ذلك فكأنما يفقأ عينه بأصبعه إما أن يصاب بالعور أو العمى، فهل يمكن تصور أن ستين ألف معلم في الحقل التربوي يحصل 55% منهم على تقديرات جيد ومتوسط وضعيف؟!!، لقد تشرفت بعضوية لجنة تقييم أداء المعلم في جائزة الإجادة التربوية للمعلم العماني واطلعت على الانجازات والمبادرات العظيمة التي يقدمها المعلم العماني والمعلمة مما يجعلني قادرًا على القول بأنه من خلال تلك المؤشرات يمكن تصنيف المعلم العماني كمعلم عالمي. أما ما يتعلق بالتعليم الجامعي فبالله عليكم كيف يمكن أن تحقق المؤسسة الجامعية تصنيفا أكاديميًا متميزًا أو حتى مقبولًا إذا كان أداء 50% من الأكاديميين فيها يقع بين جيد وضعيف، وكيف ستنال ثقة الجامعات والدول الأخرى؟!، وكيف يمكن للمؤسسة الأكاديمية أن تحصل على اعتماد مؤسسي وأكثر من 50% من أكاديمييها حاصلون على تقدير جيد؟! كيف يطلب من المؤسسة الأكاديمية تحقيق مؤشرات الإجادة المؤسسية وفي الوقت نفسه يتم إعطاء تقدير جيد وأقل لأكثر من 50% من أعضائها الأكاديميين؟! وكيف يمكن للمؤسسة الأكاديمية أن تحقق الإجادة في التحول الرقمي وغيرها في ظل تقديرات جيد وأقل؟!، وكيف سيكون مستقبل خريجيها الذين يحملون شهاداتها إذا رغبوا في التوظيف خارج الدولة أو الالتحاق بجامعات أخرى عربية أو غير عربية لمواصلة دراساتهم العليا؟! توجد معايير لتقييم المؤسسات الأكاديمية وتصنيفها ويأتي الأكاديمي عضو هيئة التدريس على قائمة تلك المعايير.
اختم كلامي بالنص الذي ذكرته في مقالٍ سابقٍ "فريق عمل منظومة إجادة من حقه أن يدافع عن مشروعه وجهده الذي بذله في التخطيط والتنفيذ، ولكن حين تخرج فكرة المشروع للمجتمع لا تصبح ملكًا لصاحبها؛ بل تنتقل ملكيتها للمجتمع، فتتحول من ملكية فردية إلى ملكية مجتمعية، ومن حق المجتمع حينها أن يحلل ويناقش وينتقد ويقيّم ويصدر أحكامه على صلاحية تلك الفكرة من عدمها، فنقد الفكرة لا يعني بالضرورة انتقاص أصحابها، كما أن النقد والتحليل والتقييم منهج صحي وضروري لعملية التطوير".