انتخاب جوزيف عون رئيسا جديدًا يؤكد تراجع نفوذ إيران في لبنان
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انتخب المشرعون اللبنانيون قائد الجيش جوزيف عون رئيسا جديدا للبلاد، ما أنهى الجمود الذي استمر منذ عامين، وفي علامة واضحة على ضعف حزب الله، الحزب السياسي المدعوم من إيران والقوة العسكرية التي أحبطت الجهود السابقة لتسمية رئيس.
لكن هذه المرة صوت أعضاء حزب الله في البرلمان لعون في الجولة الثانية من انتخاب البرلمان لرئيس في 9 يناير الماضي بعد انسحاب مرشحهم المفضل.
وفي النهاية، حقق عون فوزا كبيرا في الدور الثاني، حيث فاز بـ 99 صوتا من أصل 128 صوتا بعد أن فشل في تحقيق أغلبية الثلثين المطلوبة للفوز في الجولة الأولى.
وتسببت حرب حزب الله المدمرة مع إسرائيل أواخر العام الماضي في أضرار كبيرة في لبنان، لا سيما في العاصمة بيروت، وأضعفت الجماعة الشيعية عسكريا واجتماعيا وسياسيا، بحسب ما ذكر موقع "إذاعة أوروبا الحرة".
وقال الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميدريزا عزيزي، في تصريحات نشرها الموقع، إن انتخاب عون يشير إلى أن حزب الله قد اصطدم بالواقع السياسي الجديد في لبنان.
وأضاف “عزيزي” أنه من خلال دعم انتخاب عون، سعى حزب الله إلى تجنب إلقاء اللوم عليه في إطالة أمد الجمود السياسي في لبنان، مع ضمان عدم تولي شخصيات أكثر صرامة مناهضة لحزب الله مثل سمير جعجع الرئاسة.
وتابع: "يظل تركيز حزب الله على البقاء على قيد الحياة سياسيا أثناء العمل، من أجل وضع أكثر استقرارا في البلاد، حيث يأمل في استعادة قوته وتحسين موقفه."
ويعد انتخاب عون إشارة إلي تراجع نفوذ إيران في لبنان، خاصة أن عون مدعوم من قبل الولايات المتحدة وفرنسا.
وقال عزيزي: "من الواضح تماما أنه مع تضاؤل دور حزب الله في الشؤون السياسية والعسكرية في لبنان، فإن النفوذ الإيراني يتضاءل أيضا."
وخلال الأشهر القليلة الماضية، عانت إيران من ضعف وكلائها الإقليميين بسبب الحرب مع إسرائيل، والان واجهت انتكاسة اخري بفقدان نفوذها في لبنان.
وأوضح عزيزي أنه ومع ذلك، يبدو أن طهران تدعم استراتيجية حزب الله المتمثلة في الحفاظ على مكانة أقل والتركيز على إعادة بناء قوتها، حتي الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان رحب بانتخاب عون، قائلا إنه "تعزيز للاستقرار والوحدة" في البلاد.
وفي غضون ذلك، تجنبت وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للدولة انتقاد عون، حتى أن إحدى وكالات الأنباء قامت بمدحه.
وتعهد عون بأن الدولة اللبنانية وحدها هي التي ستحتكر الأسلحة في تعليق ينظر إليه على أنه تعهد بنزع سلاح حزب الله.
وقال عزيزي إن نزع سلاح حزب الله هدف طويل المدى، واصفا ذلك بأن "القول أسهل من الفعل"، وأنه بالنسبة لعون "الواضح" ان الأولوية الفورية هي إرساء الاستقرار في لبنان.
ويقول محللون إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مع السعي أيضا للحصول على تمويل لإعادة بناء لبنان، خاصة في المناطق في الجنوب والشرق التي تضررت بشدة من القتال.
وقال الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط مايكل يونج، في تصريحات نشرها الموقع، أن: "عون عليه معالجة مسألة أسلحة حزب الله من خلال الحوار. ومع ذلك، لا يمكنه فعل ذلك إلا إذا حصل على تمويل لإعادة بناء مناطق الشيعة. ولهذا يجب عليه القيام بإصلاح اقتصادي."
وقال موقع "إيران إنترناشيونال"، أن انتخاب عون بمثابة ضربة لنفوذ إيران، خاصة أن عون مدعوم من الفصائل التي تسعى إلى تقليص هيمنة حزب الله، ما يعني فقدان إيران للهيمنة علي السياسية اللبنانية.
ويمثل انتخاب عون نهاية فراغ سياسي طويل ولحظة حاسمة في المشهد السياسي المعقد في لبنان.
وجاء انتخاب "عون" بعد سنوات من الشلل السياسي الذي كشف الانقسام العميق بين الفصائل اللبنانية الموالية للغرب والكتلة الموالية لحزب الله.
وفي خطابه الأول أمام البرلمان، دعا عون الدولة اللبنانية إلى استعادة السيطرة على جيشها، مما يشير إلى تحد محتمل لحزب الله، وفقا لموقع "إيران إنترناشيونال".
وأكد أنه سيسعى جاهدا لمنح الدولة الحق الحصري في حمل السلاح، ما يعني أنه سيستهدف على الأرجح الأسلحة الكثيرة التي يمتلكها حزب الله.
وقوبلت كلماته بتصفيق حار في البرلمان، رغم أن نواب حزب الله ظلوا جالسين وصامتين، مما يشير إلى التوتر بين رؤية عون ومصالح حزب الله.
وفي رسالة دبلوماسية، هنأت السفارة الإيرانية في بيروت، لبنان على انتخاب عون، معربة عن أملها في تعاون أقوى بين البلدين.
وقالت السفارة: "نهنئ لبنان الشقيق على انتخاب جوزيف عون"، مؤكدة على أهمية التعاون لخدمة المصالح المشتركة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جوزيف عون لبنان إيران طهران حزب الله انتخاب عون حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
تم تحذيركم.. وزير دفاع أمريكا يشعل تفاعلا بتدوينة مباشرة وجهها إلى إيران
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أشعل وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تدوينة نشرها، فجر الخميس، موجه مباشرة إلى إيران بالاسم، حول دعم جماعة الحوثي في اليمن.
وقال هيغسيث في تدوينته: " رسالة إلى إيران: نشهد دعمكم الفتّاك للحوثيين. نعرف تمامًا ما تفعلونه.. أنتم تعلمون جيدًا ما يستطيع الجيش الأمريكي فعله، وقد حُذّرتم. ستدفعون الثمن في الوقت والمكان الذي نختاره".
وتأتي تدوينة هيغسيث بعد نحو شهر منذ أن أطلقت الولايات المتحدة حملة عسكرية واسعة النطاق تستهدف جماعة الحوثيين المتمردة في اليمن، نجح المسلحون في إسقاط ما لا يقل عن 7 طائرات أمريكية مسيرة بملايين الدولارات، مما أعاق قدرة الولايات المتحدة على الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من العملية، وفقًا لما ذكره العديد من المسؤولين الأمريكيين المطلعين على الأمر لشبكة CNN.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة كانت تأمل في تحقيق التفوق الجوي فوق اليمن في غضون 30 يومًا، وإضعاف أنظمة الدفاع الجوي الحوثية بما يكفي لبدء مرحلة جديدة تركز على تكثيف الاستخبارات والاستطلاع ومراقبة كبار قادة الحوثيين من أجل استهدافهم وقتلهم، لكن الطائرات المسيرة MQ9 Reaper، الأنسب للقيام بهذا الجهد الدؤوب، تُسقط باستمرار، كما أوضح المسؤولون الذين أكدوا أنه وفي الواقع، يتحسن أداء الحوثيين في استهدافها.
وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة ضربت أكثر من 700 هدف وشنت أكثر من 300 غارة جوية منذ بدء الحملة في 15 مارس/ اذار، وأشار المسؤولون إلى أن الضربات أجبرت الحوثيين على البقاء تحت الأرض لفترة أطول وتركتهم في "حالة من الارتباك والفوضى"، لكن الخسارة المستمرة للطائرات بدون طيار جعلت من الصعب على الولايات المتحدة تحديد مدى تدهور مخزونات أسلحة الحوثيين بدقة.