تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انتخب المشرعون اللبنانيون قائد الجيش جوزيف عون رئيسا جديدا للبلاد، ما أنهى الجمود الذي استمر منذ عامين، وفي علامة واضحة على ضعف حزب الله، الحزب السياسي المدعوم من إيران والقوة العسكرية التي أحبطت الجهود السابقة لتسمية رئيس.

لكن هذه المرة صوت أعضاء حزب الله في البرلمان لعون في الجولة الثانية من انتخاب البرلمان لرئيس في 9 يناير الماضي بعد انسحاب مرشحهم المفضل.

وفي النهاية، حقق عون فوزا كبيرا في الدور الثاني، حيث فاز بـ 99 صوتا من أصل 128 صوتا بعد أن فشل في تحقيق أغلبية الثلثين المطلوبة للفوز في الجولة الأولى.

وتسببت حرب حزب الله المدمرة مع إسرائيل أواخر العام الماضي في أضرار كبيرة في لبنان، لا سيما في العاصمة بيروت، وأضعفت الجماعة الشيعية عسكريا واجتماعيا وسياسيا، بحسب ما ذكر موقع "إذاعة أوروبا الحرة".

وقال الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميدريزا عزيزي، في تصريحات نشرها الموقع، إن انتخاب عون يشير إلى أن حزب الله قد اصطدم بالواقع السياسي الجديد في لبنان.

وأضاف “عزيزي” أنه من خلال دعم انتخاب عون، سعى حزب الله إلى تجنب إلقاء اللوم عليه في إطالة أمد الجمود السياسي في لبنان، مع ضمان عدم تولي شخصيات أكثر صرامة مناهضة لحزب الله مثل سمير جعجع الرئاسة.

وتابع: "يظل تركيز حزب الله على البقاء على قيد الحياة سياسيا أثناء العمل، من أجل وضع أكثر استقرارا في البلاد، حيث يأمل في استعادة قوته وتحسين موقفه."

ويعد انتخاب عون إشارة إلي تراجع نفوذ إيران في لبنان، خاصة أن عون مدعوم من قبل الولايات المتحدة وفرنسا.

وقال عزيزي: "من الواضح تماما أنه مع تضاؤل دور حزب الله في الشؤون السياسية والعسكرية في لبنان، فإن النفوذ الإيراني يتضاءل أيضا."

وخلال الأشهر القليلة الماضية، عانت إيران من ضعف وكلائها الإقليميين بسبب الحرب مع إسرائيل، والان واجهت انتكاسة اخري بفقدان نفوذها في لبنان.

وأوضح عزيزي أنه ومع ذلك، يبدو أن طهران تدعم استراتيجية حزب الله المتمثلة في الحفاظ على مكانة أقل والتركيز على إعادة بناء قوتها، حتي الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان رحب بانتخاب عون، قائلا إنه "تعزيز للاستقرار والوحدة" في البلاد.

وفي غضون ذلك، تجنبت وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للدولة انتقاد عون، حتى أن إحدى وكالات الأنباء قامت بمدحه.

وتعهد عون بأن الدولة اللبنانية وحدها هي التي ستحتكر الأسلحة في تعليق ينظر إليه على أنه تعهد بنزع سلاح حزب الله.

وقال عزيزي إن نزع سلاح حزب الله هدف طويل المدى، واصفا ذلك بأن "القول أسهل من الفعل"، وأنه بالنسبة لعون "الواضح" ان الأولوية الفورية هي إرساء الاستقرار في لبنان.

ويقول محللون إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مع السعي أيضا للحصول على تمويل لإعادة بناء لبنان، خاصة في المناطق في الجنوب والشرق التي تضررت بشدة من القتال.

وقال الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط مايكل يونج، في تصريحات نشرها الموقع، أن: "عون عليه معالجة مسألة أسلحة حزب الله من خلال الحوار. ومع ذلك، لا يمكنه فعل ذلك إلا إذا حصل على تمويل لإعادة بناء مناطق الشيعة. ولهذا يجب عليه القيام بإصلاح اقتصادي."

وقال موقع "إيران إنترناشيونال"، أن انتخاب عون بمثابة ضربة لنفوذ إيران، خاصة أن عون مدعوم من الفصائل التي تسعى إلى تقليص هيمنة حزب الله، ما يعني فقدان إيران للهيمنة علي السياسية اللبنانية.

ويمثل انتخاب عون نهاية فراغ سياسي طويل ولحظة حاسمة في المشهد السياسي المعقد في لبنان.

 وجاء انتخاب "عون" بعد سنوات من الشلل السياسي الذي كشف الانقسام العميق بين الفصائل اللبنانية الموالية للغرب والكتلة الموالية لحزب الله.

وفي خطابه الأول أمام البرلمان، دعا عون الدولة اللبنانية إلى استعادة السيطرة على جيشها، مما يشير إلى تحد محتمل لحزب الله، وفقا لموقع "إيران إنترناشيونال".

وأكد أنه سيسعى جاهدا لمنح الدولة الحق الحصري في حمل السلاح، ما يعني أنه سيستهدف على الأرجح الأسلحة الكثيرة التي يمتلكها حزب الله.

وقوبلت كلماته بتصفيق حار في البرلمان، رغم أن نواب حزب الله ظلوا جالسين وصامتين، مما يشير إلى التوتر بين رؤية عون ومصالح حزب الله.

وفي رسالة دبلوماسية، هنأت السفارة الإيرانية في بيروت، لبنان على انتخاب عون، معربة عن أملها في تعاون أقوى بين البلدين.

وقالت السفارة: "نهنئ لبنان الشقيق على انتخاب جوزيف عون"، مؤكدة على أهمية التعاون لخدمة المصالح المشتركة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جوزيف عون لبنان إيران طهران حزب الله انتخاب عون حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

تقرير لـResponsible Statecraft: كيف ستستفيد واشنطن من انتخاب عون؟

ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أنه "أصبح للبنان رئيس بعد فراغ استمر لأكثر من عامين. وجاء انتخاب قائد الجيش جوزاف عون في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل في تشرين الثاني الماضي.وتشكل هذه التطورات انتصارا مهما للولايات المتحدة، التي لعبت دورا رئيسيا في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار. فقد مارست الولايات المتحدة ضغوطا قوية لصالح عون، حيث اعتبرت واشنطن الجيش حليفها الأساسي في البلاد. وتلقت هذه الجهود دفعة قوية من حليفتها المملكة العربية السعودية، حيث أجرى كبار المسؤولين السعوديين محادثات مباشرة مع الفصائل اللبنانية في بيروت قبل التصويت الذي أدى إلى انتخاب عون".
وبحسب الموقع، "مع وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، ارتفع النفوذ الأميركي في لبنان بشكل كبير. إن نشر الجيش في الجنوب يخدم هدف واشنطن القديم المتمثل في تمكين هذه المؤسسة، التي تعد شريكًا إقليميًا رئيسيًا، ويمتد التعاون الثنائي إلى مجالات مختلفة بما في ذلك التدريب ومكافحة الإرهاب وأمن الحدود. كما ويعد الجيش خامس أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأميركية في العالم، والتي تبلغ حوالي 3 مليارات دولار منذ عام 2006، وفقًا لتقديرات حديثة. ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، يتم الآن تحويل 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة في الأصل لمصر إلى لبنان. ومن المثير للاهتمام أن أنباء هذا التطور جاءت عشية انتخاب عون، مما يشير إلى التزام راسخ بتمكين الرئيس الجديد بينما يواجه المهمة الرئيسية المتمثلة في الإشراف على نشر القوات في الجنوب".
وتابع الموقع، "من الجدير بالذكر أن زيادة المساعدات للجيش قوبلت باستهجان من قبل الأصوات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن والتي تزعم فعليًا أن الجيش يجب أن يخوض معركة ضد حزب الله لإثبات أنه يستحق هذه المساعدة. لقد تعهد عون بنزع سلاح حزب الله في الجنوب وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكن دفع الجيش لمحاربة حزب الله بشكل مباشر من شأنه أن يخلف عواقب كارثية، ليس أقلها بالنسبة للمصالح الأميركية. وعلى الرغم من إضعافها الشديد بسبب الهجوم الإسرائيلي، تظل الحركة الشيعية اللبنانية قوة قتالية قادرة على تشكيل تحد كبير لمثل هذه المساعي".
وأضاف الموقع، "الأمر الأكثر أهمية هو أنه حتى لو عزز الجيش قدراته القتالية، فإن تبني هذا النهج من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى انقسامات داخل صفوفه، نظراً لأنه مؤسسة متعددة الطوائف تضم الشيعة، الذين سوف يثور معظمهم ضد أي خطط للجوء إلى القوة ضد حزب الله. كما ومن شأن هذا السيناريو أن يقوض المؤسسة ذاتها التي تعتبرها واشنطن شريكها اللبناني الرئيسي، ناهيك عن إثارة شبح انحدار البلاد إلى الفوضى والحرب الأهلية المحتملة. إذا حدث هذا، فسوف تخسر الولايات المتحدة المكاسب المهمة التي حققتها في لبنان، والفوائد الجيوسياسية الأوسع نطاقاً التي ربما حصلت عليها في هذه العملية".
وبحسب الموقع، "عوضاً عن ذلك، يتعين على واشنطن أن تدعم الحوار اللبناني الداخلي لمعالجة قضية سلاح حزب الله. وفي خطاب القسم الذي ألقاه، بدا عون وكأنه يشير إلى أن هذا هو النهج الذي ينوي اتباعه. وفي الوقت نفسه، لم يقم مسؤولو حزب الله بإلقاء الضوء السلبي على خطاب عون. وسأل مسؤول من الحركة الشيعية اللبنانية في تعليقات للموقع: "هل سمعتموه يشير إلى قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى نزع سلاح حزب الله؟". ويبدو الحزب مستعدًا أيضًا لمناقشة أسلحته كجزء من استراتيجية الدفاع التي دعا إليها الرئيس اللبناني الجديد. وأضاف المسؤول في حزب الله: "إن ما نريده في نهاية المطاف هو أن يكون لبنان قادراً على الدفاع عن نفسه. وإذا أصبحت الدولة اللبنانية تمتلك القدرات اللازمة للقيام بذلك، فسنكون مستعدين للتنحي جانباً"."
وتابع الموقع، "يتعين على واشنطن أيضاً أن تضمن التزام إسرائيل بنصيبها من اتفاق وقف إطلاق النار وانسحابها من جنوب لبنان بحلول موعد انتهاء الاتفاق في 26 كانون الثاني. والفشل في القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى تقويض عون والمؤسسة العسكرية اللبنانية وبالتالي موقف أميركا في هذه العملية. ومن حسن حظ واشنطن أنها تدرك هذا الواقع، حيث ورد أن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين تعهد بأن تستكمل إسرائيل انسحابها قبل الموعد النهائي. إن دعم الجيش، وبالتالي الرئيس الجديد، يخدم أيضًا أغراضًا أوسع نطاقًا ضمن نطاق أوسع من المنافسة بين القوى العظمى مع منافسين مثل الصين وروسيا. وعلى الرغم من صغر حجمه، فإن لبنان محوري على رقعة الشطرنج الإقليمية في الشرق الأوسط، كما يحتل موقعًا جيوسياسيًا استراتيجيًا كبوابة بين الشرق والغرب".
وختم الموقع، "هذه الديناميكيات الجيوسياسية الأوسع، إلى جانب الرغبة في تقليص دور حزب الله وإيران، تقطع شوطًا طويلاً في تفسير سبب دعم فريق دونالد ترامب أيضًا لجهود إدارة جو بايدن في دعم عون".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • ظريف: إسرائيل خططت لتفجيرات "بيجر" في إيران
  • بعد انتخاب جوزيف عون رئيسًا.. لبنان يدخل عهدًا جديدًا من الاستقرار
  • لبنان يدخل عهدًا جديدًا من الاستقرار بعد انتخاب جوزيف عون رئيسًا
  • لبنان على أعتاب مرحلة جديدة.. نواف سلام رئيسا للوزراء ‏وتراجع نفوذ حزب الله
  • تقرير لـResponsible Statecraft: كيف ستستفيد واشنطن من انتخاب عون؟
  • القاضي نواف سلام رئيساً لللحكومة اللبنانية..من هو وما موقفه من إيران وإسرائيل
  • لبنان... عون وسلام
  • خبير لبناني: جوزيف عون يسعى إلى الانفتاح على الغرب وتوازن العلاقات مع إيران
  • كيف ساهمت التطورات الأخيرة في وصول جوزيف عون إلى رئاسة لبنان؟