د. عبد الرحمن الصعفاني: عن حرية الفكر ومحتكري الحقيقة!
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
هل تعلم.. أنه صار مما يثير حفيظة (البعض) ويجلب غضبهم وسخريتهم وتقليلهم أن ينشر أحدٌ دعاءً أو يذكّر بآية من المقدس أو يعالج معنى دينيا، أو يصدر نصحا أو يبادر بإضاءة أخلاقية… ويعدّون ذلك شكلا من التخلف والدروشة أو نوعا من المطواعة البغيضة أو النفاق المنكر أو الرياء المبطل للعمل أو تعبيرا عن ضآلة حس الحداثة والوعي ومكوّن المعاصرة فيه .
وقد يقول لك: كيف وأنت دكتور؟!
والعجيب اللافت أنهم أنفسهم يكتبون بفضاء مفتوح بلا سقف في كل شؤون العالم حتى لو كانت تفاهات أو إسقاطات بلا حدود وفوق ذلك تراهم يتقافزون كطرزانات بكل الحدّة ومن كل صوب دفاعًا عن كل فكرة طائشة أو كتابة مستفزة أو غرائبية فاحشة أو تائهة، ويهبون نجدة لكل زاعق وناعق (يمثلهم وينتهج طريقتهم وموقفهم) إن ناقشته أو ساءلته أو انتقدته، يدافعون عنه ويبررون وينافحون بحماسة المحاربين تحت عنوان براق ومغرٍ هو:
نعم لحرية التعبير، نعم لحرية الفكر! …
نعم بالله:
(حرية الفكر)!
فأين الفكر؟
وأين القيمة؟
لا تدري!
ولن تدري!
عزيزة للغاية
لا أحد يمكنه امتلاك الحقيقة واحتكارها، فهي عزيزة للغاية صعبة المنال…
وقليلون جدا في هذا العالم من أمكنهم أن يقاربوا الحقيقة وقد يعبرون عنها بجلال مهيب، ووحدهم ضمير العالم وثقله الحقيقي..
أما الواهمون والمشوشون، والعقائديون المحنّطون، وكثير من الكائنات الطوباوية اللامعة فهم أكثر من يزعمون امتلاك الحقيقة وناصيتها بحسم، وأنّى لهم ذلك!
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي
إقرأ أيضاً:
هل الأموات يسمعون كلام الأحياء؟.. الإفتاء تكشف الحقيقة
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها حول سماع الأموات لكلام الأحياء والشعور بهم، حيث يقول السائل "من يذهب إلى القبور ويخاطب أمه أو أباه المتوفى فهل يشهر الميت بكلامه أم لا؟".
وقالت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، إن الإنسان إذا مات فإنَّ موته ليس فناءً محضًا أو عدَمًا لا حياة فيه؛ بل هو انتقال من حياة إلى حياة؛ فيكون مدركًا لكل ما حوله يشعر بمَن يزوره ويرد عليه السلام إذا سلم عليه؛ وهذا ممَّا ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث متعدّدة؛ ثبوتًا لا مطعن فيه.
وأكدت دار الإفتاء، أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يذكر ذلك على سبيل أنه خاص بإنسان ولا بوقت، بل نقل الأئمة إجماع السلف وأهل السنة على إثبات إحياء الله تعالى لعموم الموتى في قبورهم.
واستشهدت دار الإفتاء، بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أخبر النبي بأن سماع الأموات أشد من الأحياء في نحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم في حق موتى الكفار: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ» متفق عليه.
وأوضحت الإفتاء، أنه إذا كان الموت لا يحول بين الكفار وبين السمع والإدراك -مع ما هم فيه من سوء العاقبة- فلأن يسمع موتى المؤمنين مِن باب أَوْلى وأحرى؛ وذلك لأن إدراك الروح خارج الجسد أوسع وأقوى من إدراكها وهي داخل الجسد الذي هو عائقٌ لها.
وذكرت الدار رأي الشيخ الشنقيطي في "أضواء البيان" (6/ 129، ط. دار الفكر): [اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه: هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلّمهم.. وإيضاح كون الدليل يقتضي رجحان ذلك مبني على مقدّمتين:
الأولى منهما: أن سماع الموتى ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث متعدّدة؛ ثبوتًا لا مطعن فيه، ولم يذكر صلى الله عليه وآله وسلم أن ذلك خاص بإنسان ولا بوقت.
والمقدمة الثانية: هي أن النصوص الصحيحة عنه صلى الله عليه وآله وسلم في سماع الموتى لم يثبت في الكتاب ولا في السنة شيء يخالفها] اهـ.
هل يجوز مخاطبة الأموات في القبور؟وتابعت الإفتاء أنه ورد في الشريعة مشروعية مخاطبة عموم الموتى وأعيانهم في حياتهم البرزخية، وأظهر مثال على ذلك أن من ألفاظ التشهد قول المصلِّي: "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته"، وهو خطاب صريح للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتقاله للرفيق الأعلى.
وأشارت إلى أنه صح عن الصحابة من غير نكير أنهم خاطبوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى؛ فروى البخاري في "صحيحه" أن أبا بكر الصديق كشف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته، فقبَّله وقال: "بأبي أنت وأمي، طبت حيًّا وميتًا، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدًا"، ثم خرج، وروى أيضًا أن السيدة فاطمة رضي الله عنها قالت بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أبتاه، أجاب ربًّا دعاه، يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه".
وأوضحت أن مشروعية مخاطبة الأموات ليست خاصَّةً بالأنبياء؛ فقد روى البيهقي في "السنن الكبرى" أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا قدم من سفر دخل المسجد ثم أتى القبر فقال: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه".