هدايا قدمها مجدي يعقوب إلى العالم عقب ابتكار صمامات القلب الطبيعة.. إنجازات مهمة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
رحلة حافلة بالإنجازات امتدت قٌرابة أكثر من نصف قرن، كانت سببًا في تتويج مسيرة الدكتور مجدي يعقوب في مجال جراحة القلب المفتوح بمنحه قلادة النيل العظمى في السادس من يناير 2011 التي لا تمنح سٌوى لرؤساء الدول، ولمن يقدموا خدمات جليلة للوطن وللإنسانية، فقد بدأ الدكتور مجدي يعقوب مسيرته العلمية وهو يتنقل بين دول أوروبا، ثم استقر في بريطانيا، حيث ألقى آلاف المُحاضرات، وشارك في مئات المُؤتمرات العالمية، وترك بصمة واضحة في تطوير هذا المجال، كان آخرها ابتكار صمامات القلب الطبيعية القادرة على النمو ذاتيًا في الجسم
صمامات قلب طبيعيةكانت آخر الإنجازات التي احتفى بها العالم خلال الأيام الماضية، هو نجاح السير مجدي يعقوب في ابتكار صمامات القلب الطبيعية الحية والقادرة على النمو ذاتيًا في الجسم مدى الحياة، ويعيش هذا الصمام مدة طويلة ويٌساهم في إطالة الحياة ويجعلها نشيطة وحيوية، ويمكن أن يكبر مع الطفل بحيث لا يحتاج أي عمليات أخرى، كما أن تركيبه يتم عن طريق القسطرة وليست بالضرورة عبر عملية جراحية، وفقًا لما ذكره الدكتور مجدي يعقوب في تصريحات تليفزيونية.
ومن المقرر أن تتوافر هذه الصمامات خلال عام ونصف العام، بعد الانتهاء من التجارب التي تستمر لمدة 6 أشهر مقبلة، وسيكون الصمام مٌتوفرًا في جميع دول العالم بعد سنة ونصف أخرى، مع احتمالية أن يكون مٌتوفرًا في مصر خلال المراحل الأولى.
جراحة قلب نادرةجراحة قلب نادرة أجراها الدكتور مجدي يعقوب في بداية حياته عام 1980، وقدّم بها إنجازًا للعالم بعدما نجح في زراعة قلب لمريض أوروبي يدعى دريك موريس، الذي أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبي على قيد الحياة حتى وفاته في يوليو 2005، وبعد هذه العملية بنحو عامين أجرى جراح القلب العالمي عملية زرع قلب أخرى لجون ماكفيرتي الذي عاش بعدها 33 عامًا ليٌصبح صاحب أكبر عدد من السنين يعشيها إنسان بقلب مزروع، ما كان سببًا في دخول الدكتور مجدي يعقوب موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
زراعة قلب صغير بجوار الطبيعيوما بين الإسهامات التي قدّمها السير مجدي يعقوب للعالم، هي عملية جراحية وصفها بأنّها الأغرب خلال مسيرته الطبية، إذ كانت لطفلة عمرها 7 أشهر، ولم يكن مٌتاحا أمام الدكتور مجدي يعقوب وفريقه الطبي زراعة أي قلب حتى القلب الصناعي، وهو ما اضطره إلى زراعة قلب صغير إلى جوار قلبها الأساسي، ومع مرور الوقت استعادت الطفلة كفاءة قلبها الأساسي وبدأ يعمل بشكل طبيعي، إلا أنّ الأمر تحول إلى الأسوأ بعدما أصيبت بمرض السرطان، يحكي الدكتور مجدي يعقوب في لقاء متلفز سابق مع الإعلامية إسعاد يونس في برنامج صاحبة السعادة على قناة «CBC»: «وقتها قالولي هنعمل إيه ومين هيشيله؟، مفيش غيرك أنت الوحيد اللي عارف أنت عملت إيه، فـرجعت المستشفى وعملت العملية دي والبنت دي دلوقتي في عمر العشرينيات واتجوزت وبقى عندها أطفال».
قلب محمول في شنطة على الظهرنجح الدكتور مجدي يعقوب في زراعة قلب للطفلة «فرح» التي نشرت قصتها «الوطن» في مارس 2019، وعادت الحياة إلى جسدها الضئيل مرة أخرى بزراعة جهاز قلب صناعي بديل، وخضعت الطفلة لجلسات علاج طبيعي مكنتها من المشي مرة أخرى، وأصبح الجهاز المتصل من داخل جسدها بأسلاك مُعلقة بالخارج رفيقها الجديد، تحمله على ظهرها داخل حقيبة أنيقة، بينما الأسلاك تُبرز من إحدى جانبيها، فكانت تخلد إلى النوم بها وتذهب إلى المدرسة، وتُمارس حياتها الطبيعية أيضا.
ولم تقف إسهامات مجدي يعقوب داخل مصر فقط، وإنما امتدت إلى بريطانيا التي أجرى بها أكثر من 20 ألف عملية قلب، كما ساهم في تأسيس الجمعية الخيرية لمرضى القلب للأطفال في دول العالم النامية، وهو ما كان سببًا في حصوله على جائزة «فخر بريطانيا» في أكتوبر 2007 من قِبل قناة «اي تي في» البريطانية، وأذيع الحفل على الهواء مُباشرة، وحضره رئيس الوزراء البريطاني (حينها) جوردن براون، وهي جائزة تُمنح للأشخاص الذين ساهموا بأشكال مُختلفة من الشجاعة والعطاء أو مَن ساهم في التنمية الاجتماعية والمحلية.
تطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعيةالسير مجدي يعقوب نجح مع فريق طبي بريطاني في تطوير صمامات للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، عن طريق استخراج الخلايا من العظام وزرعها وتطويرها إلى أنسجة، وهو ما يفسح المجال لزراعة قلب بالكامل باستخدام الخلايا الجذعية في غضون السنوات المٌقبلة، وفقًا لما ذكرته الهيئة العامة للاستعلامات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صمامات القلب مجدي يعقوب صمامات القلب مجدي يعقوب الدكتور مجدي يعقوب السير مجدي يعقوب الدکتور مجدی یعقوب فی زراعة قلب
إقرأ أيضاً:
أكثر من 98% لإمدادات العالم في زيت الزيتون تواجه تهديدا بيئيا غير مسبوق.. مصر تمتلك فرصة ذهبية
يواجه زيت الزيتون، وهو عنصر أساسي في ثقافة ومأكولات منطقة البحر الأبيض المتوسط، تهديدًا بيئيًا غير مسبوق.
كشفت دراسة علمية جديدة نشرت هذا الشهر في مجلة “اتصالات الأرض والبيئة” أن تزايد شح المياه والانخفاض المتوقع في النشاط الشمسي قد يقوصان بشدة إنتاج الزيتون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تُشكّل موطنًا لأكثر من 98% من إمدادات العالم.
استخدم البحث، الذي قاده فريق دولي من العلماء، سجلات حبوب اللقاح الأحفورية على مدى 8000 عام لإعادة بناء تاريخ إنتاجية أشجار الزيتون ودراسة العوامل طويلة المدى التي تؤثر على الغلة.
وتشير النتائج إلى أن التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار والإشعاع الشمسي ستُضعف من قدرة بساتين الزيتون على الصمود، لا سيما في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، مما يُشكل تحديات خطيرة للمزارعين والاقتصادات التي تعتمد على زراعة الزيتون.
تركز معظم الدراسات على تقلبات المناخ قصيرة المدى. ما نُظهره هو وجود إيقاعات مناخية طويلة المدى – بما في ذلك الدورات الشمسية – شكّلت إنتاجية الزيتون على مدى آلاف السنين. يقول الباحث الرئيسي صموئيل لوترباشر، عالم المناخ بجامعة غيسن في ألمانيا: “هذه الدورات تتعرض الآن للاضطراب”.
بساتين الزيتون على الحافة
حددت الدراسة ثلاثة عوامل مناخية رئيسية تؤثر على إنتاجية أشجار الزيتون: التمثيل الضوئي، وتوافر المياه، والإشعاع الشمسي. تُحدد هذه العوامل مجتمعةً قدرة الأشجار على الإزهار وحمل الثمار.
وقد وجد الباحثون أن فترات الجفاف وانخفاض النشاط الشمسي التاريخية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بانخفاض حاد في حبوب لقاح الزيتون، والتي تُستخدم كمقياس لمحصول الثمار.
بالاعتماد على بيانات من مختلف أنحاء البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك سوريا وفلسطين وتركيا واليونان وإيطاليا وإسبانيا، وضع الفريق نماذج لتأثيرات المناخ السابقة وتوقعها مستقبلًا.
وكانت النتائج صادمة: فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغير أنماط هطول الأمطار، من المرجح أن تواجه أشجار الزيتون إجهادًا مائيًا متزايدًا، لا سيما خلال المراحل الحساسة كالتزهير والإثمار.
ومما يزيد من القلق، تحذر الدراسة من أن الشمس قد تدخل مرحلة جديدة من “الحد الأدنى الكبير للنشاط الشمسي” – وهي فترة مطولة من انخفاض الإشعاع الشمسي، وقد تزامن آخر حدث من هذا القبيل، وهو الحد الأدنى لموندر في القرن السابع عشر، مع العصر الجليدي الصغير، وهو فترة من التبريد العالمي واضطرابات زراعية.
سيؤدي انخفاض النشاط الشمسي إلى انخفاض الطاقة المتاحة لعملية التمثيل الضوئي، مما يؤثر سلبًا على إنتاجية الزيتون. هذا المزيج من الضغوطات البيئية – الجفاف وقلة ضوء الشمس – يُحدث ما يُطلق عليه الباحثون “عاصفة مثالية” قد تُدمر زراعة الزيتون في جميع أنحاء المنطقة.
أزمة ثقافية واقتصادية في طور التكوين
تمتد الآثار إلى ما هو أبعد من الزراعة، فزيت الزيتون ليس مجرد ركيزة غذائية، بل هو أيضًا شريان حياة اقتصادي في دول مثل إسبانيا وإيطاليا واليونان وتونس. ووفقًا للمجلس الدولي للزيتون، تعتمد أكثر من 6.7 مليون أسرة على زراعة الزيتون في معيشتها.
رغم أن مصر لم تصنف بعد ضمن كبار المنتجين، إلا أنها وسّعت زراعة الزيتون في السنوات الأخيرة، لا سيما في مناطق استصلاح الصحراء. مع ذلك، يُحذّر الخبراء من أن هذه الاستراتيجية قد تُعرّض للخطر إذا ازداد شحّ الموارد المائية في ظلّ تغيُّر المناخ.
البحث يؤكد على ضرورة تكييف ممارساتنا الزراعية”، وفي مصر، تقع العديد من مزارع الزيتون الجديدة في أراضٍ هامشية تُشكل فيها كفاءة استخدام المياه تحديًا بالفعل، إذا أصبح المناخ أكثر جفافًا وانخفضت الإشعاعات الشمسية، فستتأثر المحاصيل ما لم نُغير طريقة إدارة الري والحفاظ على صحة التربة.
تحث الدراسة على إعادة النظر جذريًا في إدارة بساتين الزيتون. ومن أهم توصياتها: الاستثمار في أصناف مقاومة للجفاف، وتعزيز استراتيجيات الاحتفاظ برطوبة التربة، وإعادة تقييم المناطق التي يمكن زراعة الزيتون فيها مستقبلًا.
ساعة المناخ تدق
يأتي هذا البحث في ظلّ تزايد الاضطرابات المناخية، ففي منطقة البحر الأبيض المتوسط، بدأت موجات الحرّ الشديدة وتغيّر أنماط هطول الأمطار بالتأثير على غلة المحاصيل. في عام ٢٠٢٣، عانت إسبانيا، إحدى أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، من انخفاض إنتاجها بنسبة ٥٠٪ بسبب الجفاف الشديد.
قالت إينيس ألفاريز، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة جيان بإسبانيا: “هذا ليس مجرد تحذير من المستقبل البعيد، فنحن نشهد بالفعل آثار تغير المناخ على بساتين الزيتون، ما تضيفه دراستنا هو فهم أعمق للدورات الطبيعية التي دعمت إنتاج الزيتون لآلاف السنين، وكيف تُخلّ هذه الدورات بتوازنها”.
ويؤكد المؤلفون على أن السياسات الوطنية والإقليمية يجب أن تدعم بشكل عاجل الاستخدام المستدام للمياه، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري لحماية مستقبل إنتاج الزيتون.
بالنسبة لمصر، التي تسعى لأن تصبح مركزًا مستقبليًا لإنتاج زيت الزيتون وتصديره، قد تكون هذه لحظة محورية لتبني الزراعة الذكية مناخيًا.
وبينما تُشير أشجار الزيتون في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط بهدوء إلى محنة، فإن الرسالة واضحة: الذهب السائل للمنطقة في خطر، والوقت ينفد.