معرض البسامي للتراث الشعبي يستعرض تاريخ عُمان في ليالي مسقط
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
ضمن فعاليات "ليالي مسقط" المقامة في ولاية العامرات، يبرز معرض "البسامي للتراث الشعبي" كواحد من أبرز الوجهات الثقافية والتراثية التي تُعيد الزوار إلى صفحات مضيئة من تاريخ عُمان.
المعرض، الذي يُشرف عليه صاحب المقتنيات الأثرية و الأنتيك الجامع مرهون البسامي، يُعد نافذة على جمال الماضي، حيث يحتضن مجموعة فريدة من القطع النادرة التي تروي قصص الأجيال العمانية المتعاقبة.
ويُقدم معرض "البسامي للتراث الشعبي" مجموعة نادرة من التحف والمقتنيات الأثرية التي جمعها مرهون البسامي على مدار سنوات طويلة. هذه القطع ليست مجرد معروضات، بل هي شواهد حيّة على التاريخ العماني الغني، تضم أدوات كانت تُستخدم في الحياة اليومية، ومجسمات تعكس أصالة العمارة العمانية التقليدية، إلى جانب مقتنيات فنية وأثرية نادرة تمثل مراحل مختلفة من التراث الوطني.
كما يحتضن المعرض بين جنباته كنوزا ثمينة اقتناها البسامي بعناية على مدار سنوات طويلة، حيث تتنوع مقتنياته بين الأسلحة والخناجر العمانية التي تتفرد بتصاميمها الدقيقة وتراثها العريق، والدلال النحاسية التي تعكس عبق الضيافة العمانية، وأبرزها "الدلة النزوانية" الشهيرة. كما يضم المعرض فخاريات أصيلة وفضيات ساحرة، منها الحُلي التقليدية التي كانت تتزين بها المرأة العمانية في الزمن الماضي، لتروي قصص الجمال والأصالة. إضافة إلى ذلك، لم يغفل البسامي جمع الأجهزة الإلكترونية القديمة، مثل الراديو الذي كان يومًا المصدر الأول للأخبار المحلية والعالمية، ليضيف بُعدًا آخر من الحنين إلى تاريخ تقني تليد.
رحلة فريدة إلى الماضي
وفي أروقة المعرض، يجد الزائر نفسه مُحاطًا بكنوز أثرية تستحضر أصالة الماضي. تنوع المقتنيات ودقتها يُبرز مدى اهتمام مرهون البسامي بتوثيق التراث والحفاظ عليه. كما يُتيح المعرض فرصة فريدة للتعرف على تفاصيل الحياة العمانية القديمة من خلال شرح دقيق عن كل قطعة وقصتها، ما يُثري الزائر بمعلومات جديدة ويعزز ارتباطه بالهوية العمانية.
وحظي معرض البسامي للتراث الشعبي بإقبال كبير من الزوار، خاصة من مرتادي "ليالي مسقط" في العامرات، حيث يتوافد السياح بشغف لاستكشاف عبق التراث العماني الأصيل.
بنجاح لافت، حيث يُبدع مرهون البسامي في تعريف الزوار بالتراث العماني القديم، مستعرضًا أمامهم تفاصيل تاريخية غنية تشد الأنظار وتُثري العقول.
وما يميز المعرض هو تنوع زواره من مختلف الفئات العمرية؛ فمنهم الشباب الذين يتعرفون للمرة الأولى على ملامح حياة الأجيال السابقة، ومنهم من عاشوا تلك الفترة، ليجدوا في أركان المعرض ذكريات طفولتهم تلامس وجدانهم وتعيدهم إلى أيام خالدة في ذاكرة الزمن. هنا، تتلاقى الأجيال على أرضية التراث، حيث تُحكى القصص وتُنسج الحكايات التي تُعزز الارتباط بالموروث الثقافي العماني.
تعزيز الهوية الوطنية
يتعدى دور معرض البسامي للتراث الشعبي مجرد عرض القطع الأثرية، فهو يحمل رسالة وطنية عميقة تُبرز أهمية التراث كجزء لا يتجزأ من الهوية العمانية، ويسعى المعرض إلى تعزيز الانتماء الوطني من خلال تقديم التراث بأسلوب يُثير الإعجاب ويحفز الجيل الجديد على الاهتمام بجذورهم الثقافية، ويُبرز البسامي من خلال مقتنياته جانبًا من القيم العمانية الأصيلة التي تتجسد في تفاصيل الحياة اليومية، من أسلوب العيش البسيط إلى الهندسة المعمارية المتأصلة في الطابع العماني. هذه الرسالة الحضارية تضع الزوار في حالة تأمل، وتدفعهم إلى إدراك أهمية نقل هذا التراث للأجيال القادمة.
مرهون البسامي، الذي يُعرف بشغفه في جمع المقتنيات الأثرية و الأنتيك، يؤكد أن هذا المعرض يمثل رسالة حضارية تعكس أهمية الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة.
وأضاف: إن القطع المعروضة ليست مجرد تحف، بل هي جزء من ذاكرة وطنية تُجسد قيم الأصالة والهوية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التی ت
إقرأ أيضاً:
فعاليات "ليالي مسقط" تعزز نمو المؤسسات الصغيرة وسط إقبال تجاوز نصف مليون زائر
الرؤية- ريم الحامدية
شهدت الأيام الأخيرة من فعاليات ليالي مسقط 2025، حضورا استثنائيا للاستمتاع بالأنشطة والبرامج الترفيهية والفنية والتثقيفية. كما زار صاحب السمو محافظ ظفار وعدد من كبار الشخصيات البارزة من بينهم معالي السيد محافظ مسقط وسعادة رئيس بلدية مسقط، عددا من مواقع الفعاليات، مؤكدين دعمهم لهذا الحدث الذي يجسد التنوع الثقافي والسياحي لعُمان.
وشملت الجولة زيارة مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، حيث تفقدوا "قرية الطفل" والتي لاقت إعجاب الحضور بما تقدمه من أنشطة ترفيهية وتعليمية للأطفال، وأيضا زيارة حديقة القرم الطبيعية، التي احتضنت فعاليات مبهرة كعروض الدرون بمشاركة أكثر من 1000 طائرة أضاءت السماء، بالإضافة إلى جلسة ثقافية مميزة قدمها الدكتور جاسم المطوع، تناولت مواضيع الإرشاد الزواجي والحوار الأسري.
وتجاوز عدد زوار الفعاليات حاجز نصف مليون زائر، وعبّر المشاركون عن سعادتهم بهذه الفعاليات، كما أشاد أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المشاركة في هذا المهرجان بالتنظيم وإتاحة الفرصة لتعزيز نمو هذه المؤسسات.
وقال أحد ممثلي شركات الأطعمة المحلية: "مشاركتنا في ليالي مسقط كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، حيث استطعنا التعريف بمنتجاتنا لجمهور واسع، وسط أجواء تنظيمية رائعة".
وأوضح أحد أصحاب المؤسسات الحرفية العمانية: "هذا الحدث يمثل منصة حقيقية لدعم الأعمال المحلية، وتقديم الحرف اليدوية بشكل مميز يساهم في تعزيز ثقافة وتقاليد عمان أمام الزوار".
وفي متنزه العامرات، جذبت الأمسية الشعرية اهتمام الجمهور، بمشاركة نخبة من الشعراء الذين أضفوا أجواء ثقافية مميزة، كما شهد متنزه النسيم عقد جلسات حوارية وعروض مسرحية متنوعة نالت استحسان الحضور.
وتثبت ليالي مسقط، بحضور صاحب السمو والدعم الكبير من مختلف الجهات، أنها ليست مجرد فعالية ترفيهية، بل هي مهرجان ثقافي واقتصادي وسياحي يرسخ مكانة السلطنة على خارطة الفعاليات الإقليمية.