جلالة السلطان يودع ملك البحرين بعد زيارة دولة استغرقت يومين
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
عاهلا البلدين يستعرضان أوجه التعاون الوثيق في مختلف المجالات
العُمانية: ودّع حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظه الله ورعاه- أخاه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفـة ملك مملكة البحريـن لدى مغادرته المطار السُّلطانيّ الخاص اليوم، بعد زيارة "دولة" لسلطنة عُمان استغرقت يومين، وقد تمنّى جلالته -أيّده الله- لأخيه ملك البحريـن عَودًا حميدًا إلى بلاده.
كما كان في الوداع بمعيَّة جلالةِ السُّلطان المعظّم -أيّده الله- صاحبُ السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع ومعالي السّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السُّلطاني ومعالي الفريق أول سُلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السُّلطاني ومعالي السّيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية (رئيس بعثة الشرف)، ومعالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وسعادة السفير السّيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة البحرين، وسعادة السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي سفير مملكة البحرين المعتمد لدى سلطنة عُمان، وأعضاء بعثة الشرف المرافقة لجلالة الملك.
وقد رافق جلالة ملك البحرين خلال الزيارة وفدٌ رسميّ رفيع المستوى.
وكان قد عقد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم وأخوه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفـة -حفظهما الله ورعاهما- لقاءً أخويًّا بقصر البركة العامر اليوم.
تبادل القائدان خلال اللقاء الأحاديث الوديّة، وتم استعراض مسيرة العلاقات التاريخية المتجذرة التي تربط البلدين وأوجه التعاون الوثيق بينهما، وأكّدا تطلّعهما المستمر وحرصهما الدائم للدفع بها نحو آفاق أرحب في شتى المجالات بما يعود بالنفع والخير والنماء على شعبيهما الشقيقين.
حضر اللقاء عددٌ من أصحاب السّمو والمعالي والسعادة، فيما حضره من الجانب البحريني أعضاء الوفد الرسميّ المرافق لجلالة الملك.
بعدها أقام جلالة السُّلطان المعظّم -أعزّه الله- مأدبة غداء خاصّة، تكريمًا لأخيه جلالة الملك والوفد المرافق.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جلالة الملک المعظ م
إقرأ أيضاً:
بياضٌ وابتسامة
المعتصم البوسعيدي
يبحثُ الإنسان طوال حياته عن راحةٍ أبديةٍ، فلا يجدها في دنيا البشر. يكبرُ فتكبرُ مسؤولياته، وتزدادُ احتياجاته، وكلما اقتربَ ابتعد؛ إذ يرحلُ عنه الأحبةُ والأصحاب، أو يُودعهم هو، ويبقى الأثر.
كان هُنا في بلدته الأخضر يكتبُ من الفلجِ النقاء، ومن النخلةِ العطاء، ومن القلعةِ الشموخَ والإباء، ومن المسجدِ السلامَ والطمأنينة. هادئٌ لا يشعرك بالضوضاء، هادرٌ بالحضورِ السمحِ والابتسامةِ التي لا تُفارقه، وبياضُ ثوبه يختلطُ ببياضِ لحيته، مظهره دليلٌ على جوهره. ذلك هو العمُّ سعود بن محمد بن حمود الفرعي، إنسانٌ من الزمن الجميل.
قبل أسبوعٍ من اليوم؛ يطوي الليلُ راحلته، ورائحةُ العيدِ لا زالت عالقة، عائدًا إلى العاصمةِ مسقط، نائمًا على موعدِ العمل، نزقٌ يوقظني، رسائلُ تتسابقُ في منتصفِ الليلِ تنقلُ الخبرَ الحزينَ: في ذمةِ الله. سريعًا خلف مقود السيارة، أقربُ ذكرى كانت قبل يومٍ واحدٍ فقط؛ كان هُناك في عقدِ القرانِ بمجلسِ القلعة، ناديته مُمازحًا: لتجلس وتأخذ الثالثة. ابتسامته المعتادة، قال: فلتجلس أنت!
وُلد في أربعينيات القرنِ العشرين، وكان أحدَ تلاميذِ الشيخِ ناصر بن حميد الراشدي في بيتِ الخبيب، امتشقَ سلاحه شابًا يافعًا في الجيشِ السلطاني العُماني ضد المدِّ الشيوعي في أقاصي جنوبِ عُمان، وكان -رحمه الله- في الصفِّ الأولِ من طابورِ استقبالِ السلطانِ الجديدِ قابوس بن سعيدٍ - طيب الله ثراه- في صلالة، وهو الذي عاصرَ عهدَ السلطانِ سعيد بن تيمور، وكان شاهدًا على العهدِ الجديدِ للسلطانِ هيثمَ -حفظه الله ورعاه-.
عرفَ التجارةَ بعد التقاعدِ قبل أن يتركَ مغامرتها، ظلهُ يُسابقهُ للخير، تجده في البساتينِ إخضرارَ غرسه وحصاده، ووسط عائلته منارةً وبوصلة، وفي الناسِ سيرةً ومسيرة، مكلومٌ على فقدِ ابنه البكرِ الشابِّ إمام وخطيب جامعِ السلطانِ قابوس الأكبر، كما إنه فخورٌ بأحمدَ وإخوته وأخواته.
في مشهدِ العيدِ، وحين يمرُّ الجميعُ للسلامِ على بعضهم، كانت هُناك وقفةٌ تعطلُ الحركةَ قليلاً؛ العمُّ سعودٌ يصافحُ الجمعَ، وكبارهم وصغارهم يمازحونه. بينِي وبينه قصةُ قلمٍ أحاولُ منذ زمنٍ أخذه منه، ثم اختفى من صدرِ دشداشته تجنبًا لأي عمليةِ خطف. بينِي وبينه - أيضًا- شرفُ اطلاعه على كتابي، وخطه الكريمُ: "مهدى من الولدِ المعتصم بن حمود البوسعيدي" كان شغوفًا بالقراءة، لم يتجاوزه الزمن؛ إذ إنَّ لديه حسابًا على منصةِ "أكس" يعبرُ فيه عن آرائه، منتصرًا لدينه وأمته، متابعًا لقضيةِ المسلمين الأولى، داعمًا لأبطالِ المقاومةِ في غزةَ العزة، ولأهلها وناسها المستضعفين.
العمُّ سعود -رحمه الله- حكايةٌ جميلةٌ عن بساطةِ الحياة، فيه بياضٌ لا تخطئه العين، وابتسامةٌ أرقُّ من قطرةِ الندى. رحل بلا مُقدماتٍ -ربما- حتى لا نعتب عليه تقصيرَ الوداع، وبفقده رزئت البلادُ، وانفطرت قلوبٌ، واستوحشت سكةُ "الخزينة" دربها حين كان ينيرها بخطواته نحو مزرعته الأثيرة. ولا اعتراض على قضاءِ الله وقدره، ونحسبه -ولا نزكي على الله أحدًا- مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
رابط مختصر