حماية الأنواع المهددة بالانقراض في الإمارات.. جهود ومبادرات لصون التنوع البيولوجي
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
تولي دولة الإمارات أولوية قصوى للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها وإعادة توطينها في مناطق انتشارها الطبيعية داخل الدولة وخارجها.
وسجلت الدولة نجاحات كبيرة على صعيد المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، نتيجة اعتماد بنية تشريعية متكاملة، تشمل قوانين لحماية هذه الأنواع وطبيعة التعامل معها، وتواكب الاتفاقات والمعاهدات الدولية، إضافة إلى زيادة أعداد المحميات الطبيعية والتوسع فيها، وإطلاق العديد من برامج الإكثار للأنواع المهددة بالانقراض، فضلاً عن تبني تقنيات عدة للمحافظة على البيئة والأنواع المختلفة من الكائنات.
ويُقصد بالأنواع المهددة بالانقراض بأنها أنواع الحيوانات والنباتات التي تواجه خطر الانقراض، ويتم تصنيفها في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض وفق تصنيف الاتّحاد الدولي لصَوْن الطبيعة، في حين تُعرف القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض بأنها منهجية أو طريقة تُعنى بتقييم ومراقبة وضع التنوع الحيوي على كوكب الأرض، وتدعم هذه القائمة مجموعة من المؤسسات الدولية على رأسها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) وبشكل خاص “هيئة بقاء الأنواع (SSC)، والمجلس العالمي للطيور وغيرها، وتعمل هذه المؤسسات معاً لتقييم وضع الأنواع الحية في العالم.
ويبرز محور “المحمية” ضمن حملة “استدامة وطنية” التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28″ الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، جهود دولة الإمارات في حماية البيئة من خلال مجموعة من المبادرات والحلول المبتكرة.
وتهدف حملة “استدامة وطنية” إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً إلى مجتمع واعٍ بيئياً.
– بنية تشريعية متكاملة..
وتتمتع دولة الإمارات بتنوع بيولوجي فريد يشمل مجموعة من النباتات والكائنات البرية والمائية، وعليه أصدرت الدولة العديد من التشريعات الخاصة بحماية تنوعها البيولوجي؛ مثل القانون الاتحادي رقم (23) لسنة 1999 في شأن استغلال وحماية وتنمية الثروات المائية الحية في دولة الإمارات، والقانون الاتحادي رقم (24) لسنة 1999 بشأن حماية البيئة وتنميتها والذي يحظر صيد أو نقل أو قتل أو إيذاء الكائنات البرية أو البحرية أو القيام بأعمال من شأنها القضاء عليها وإتلاف أو تدمير التكوينات الجيولوجية أو الجغرافية أو المناطق التي تعد موطناً لفصائل الحيوان أو النبات أو لتكاثرها وإدخال أجناس غريبة للمنطقة المحمية وتلويث تربة أو مياه أو هواء المنطقة المحمية، كما أصدرت في هذا الخصوص القانون الاتحادي رقم (11) لسنة 2002 بشأن تنظيم ومراقبة الاتجار الدولي بالحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض ولائحته التنفيذية.
وانضمت دولة الإمارات إلى العديد من الاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى حماية الأنواع المهددة بالانقراض، أهمها اتفاقية تنظيم الاتجار بأنواع النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض (CITES)، والاتفاقية الدولية المتعلقة بالتنوع البيولوجي (CBD) وبروتوكولاتها الخاصة بالسلامة الأحيائية من الموارد المحورة وراثياً، وبروتوكول التقاسم العادل الناشئ عن الموارد الوراثية، واتفاقية الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية “رامسار”، واتفاقية المحافظة على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافةً إلى ذلك انضمت الدولة إلى المعاهدة الدولية للأنواع المهاجرة، والاتحاد الدولي لصون الطبيعة وغيرها من التحالفات العالمية.
– القائمة الحمراء الوطنية للأنواع المهددة بالانقراض..
وفي إطار استراتيجية دولة الإمارات للحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة في عام 2022 القائمة الحمراء الوطنية للأنواع المهددة بالانقراض، والتي تضم تقييماً شاملاً لحالة الأنواع في البيئة المحلية.
وتهدف القائمة الحمراء الوطنية إلى تعزيز تحقيق المؤشرات التنافسية الدولية، وتأتي تنفيذاً للاستراتيجيات والخطط الوطنية مثل والاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي التي تم إصدارها عام 2014.
واستهدفت القائمة تقييم حالة الأنواع البرية الموجودة في الدولة وقياس فاعلية السياسات المطبقة لحمايتها والاحتياجات والمتطلبات اللازمة للحفاظ عليها، كما تساهم القائمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 رقم 14، و15 بشأن الحفاظ على الأنواع البرية.
وشمل مشروع القائمة الحمراء الوطنية تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتقييم خطر انقراض الأنواع البرية على مستوى الدولة، وضمت القائمة تقييماً لحالة 1167 نوعاً من الأنواع الحية في البيئة المحلية، حيث تحتضن الدولة 58 نوعاً محلياً من الثدييات، 39 نوعاً منها برية و19 نوعاً بحرية، كما توجد أنواع أخرى من الثدييات في الدولة إلا أنها أنواع دخيلة، وتوجد كذلك زواحف وبرمائيات بعدد إجمالي 72 نوعاً منها 57 زواحف برية، و13 زواحف بحرية، و2 برمائيات.
كما عمل المشروع على تقييم حالة أنواع مختارة من الأنواع البحرية منها 126 من الأسماك العظمية و80 نوعاً من الأسماك الغضروفية و66 نوعاً من الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى 167 نوعاً من الطيور المحلية في الدولة.
وتوفر القائمة الحمراء الوطنية للأنواع المهددة بالانقراض بيانات وإحصاءات تساهم في تطوير واعتماد خطط وبرامج مستقبلية من دورها تعزيز حماية التنوع البيولوجي المحلي وضمان استدامته، والحفاظ على العديد من الأنواع المهددة بالانقراض، وتساهم أيضاً في إبراز قيمة الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة في هذا المجال، إضافة إلى أنها توفر مادة ذات قيمة علمية مهمة للباحثين والأكاديميين في الدولة، كما تمثل دافعاً قوياً لتركيز أبحاثهم المستقبلية على الأنواع التي لا تتوفر بياناتها في الوضع الحالي مما يساعد على تغذية قاعدة البيانات الوطنية للأنواع المهددة بالانقراض.
وخلصت عمليات التقييم التي شملتها القائمة إلى أن متوسط نسبة أنواع الثدييات المهددة بالانقراض في الدولة يبلغ 46.7 في المئة، كما أظهرت عمليات التقييم والرصد التي شملها مشروع القائمة الحمراء تنوعاً كبيراً للثدييات البرية في الدولة باختلاف البيئات المتواجدة فيها، حيث تشكل الحيوانات آكلة اللحوم نسبة 28.2 في المئة، والقوارض 20.5 في المئة، بينما تشكل الخفافيش 30.7 في المئة من الأنواع المحلية المؤكد تواجدها، ويعد الطهر العربي هو النوع الوحيد المتوطن في المنطقة من الثدييات، بينما يتواجد في الدولة خمسة أنواع من الثدييات المتوطنة في شبه الجزيرة العربية وهي المها العربي والغزال العربي والغزال الرملي والجربوع والجرذ العربي.
كما أظهرت القائمة أن الدولة تعد موطناً لمجموعة متنوعة من الثدييات البحرية، حيث تم تسجيل 18 نوعاً من الحوتيات ونوع واحد من الخيلانيات (أبقار البحر)، بالإضافة إلى مجموعات مهمة لأربعة أنواع من الثدييات البحرية على الأقل ومنها الدولفين الأحدب.
وبحسب القائمة الحمراء الوطنية؛ تضم دولة الإمارات ما يقارب 60 نوعاً من الزواحف البرية، حيث بلغت نسبة الزواحف الموجودة في الدولة المهددة بالانقراض 19 في المئة، منها نوع واحد متوطن وهو الوزغ ذو الأصابع الورقية، بالإضافة إلى نوعين من البرمائيات، كما تضم ثمانية أنواع من الثعابين البحرية وخمسة أنواع من السلاحف البحرية، وأظهرت نتائج تقييم حالة الزواحف في الدولة أن 69 في المئة منها تعتبر أقل تهديداً بالانقراض.
وكشفت القائمة أن البيئة المحلية للدولة تضم 459 نوعاً من الطيور، وتم تقييم 167 نوعاً حيث تتوزع الطيور في الدولة على مجموعتين هما الطيور المتواجدة بشكل منتظم، والطيور المستوطنة، وأوضحت نتائج التقييم أن 53 في المئة من أنواع الطيور المتواجدة في الدولة هي مهددة بالانقراض، بينما 14 في المئة منها تحت التهديد بالانقراض، و33 في المئة أقل تهديداً.
وتم تسجيل ما يقارب 945 نوعاً من النباتات في الدولة، حيث تم تحديد وتقييم 598 نوعاً من النباتات الوعائية المحلية، وقد تبين أن 8 في المئة من أنواع النباتات في الدولة مهددة بالانقراض، و3 في المئة أقل تهديداً بينما 62 في المئة منها غير مهدد.
– قائمة حمراء لأنواع الحياة الفطرية في أبوظبي..
وفي عام 2021 أصدرت هيئة البيئة – أبوظبي أول قائمة حمراء لأنواع الحياة الفطرية في إمارة أبوظبي، والتي تعتبر تقييماً لحالة التهديد للأنواع البرية والبحرية في الإمارة.
وتكمل قائمة أبوظبي الحمراء، القائمة الوطنية الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، التي تضطلع بها وزارة التغير المناخي والبيئة، وتتماشى مع تطوير هذه القوائم على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية.
وتضمنت قائمة أبوظبي الحمراء تقييم 244 نوعاً، بما في ذلك 101 نبات، و49 طائراً، و9 أنواع بحرية، و32 نوعاً من الثدييات البرية، و25 نوعاً من اللافقاريات، و26 نوعاً من الزواحف، ونوعين من البرمائيات.
ومن بين 244 نوعًا تم تقييمها، يوجد 74 نوعاً تندرج تحت فئات تهديد مختلفة، مثل المهددة بشكل حرج بالانقراض والمهددة بالانقراض والأنواع المعرضة للانقراض.
وتساعد قائمة أبوظبي الحمراء لأنواع الحياة الفطرية، هيئة البيئة – أبوظبي في إعطاء الأولوية لإجراءات الحفاظ على بعض الأنواع الأكثر عرضة للتهديد في الإمارة، والتي قد تشمل تطوير مراقبة أكثر منهجية بالإضافة إلى الحفاظ على أنواع محددة ووضع خطط عمل لحمايتها.
وتنفذ هيئة البيئة – أبوظبي عدداً من المشاريع الأكثر نجاحاً على مستوى العالم لإعادة توطين الأنواع التي كانت على حافة الانقراض مثل المها العربي والمها الأفريقي /أبو حراب/، وتأوي أبوظبي الآن أكبر مجموعة من المها العربي في العالم.
وتنفذ هيئة البيئة – أبوظبي عدداً من المشاريع الأكثر نجاحاً على مستوى العالم لإعادة توطين الأنواع التي كانت على حافة الانقراض مثل المها العربي والمها الأفريقي أبو حراب الذي بلغت أعدادها في البرية أكثر من 550 رأساً، وتؤوي أبوظبي الآن أكبر مجموعة من المها العربي في العالم وذلك من خلال مراكز إكثار الحياة البرية التي تديرها الهيئة.
– إنشاء المحميات الطبيعية والتوسع فيها..
وتتعدد جهود دولة الإمارات على صعيد حماية الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك إنشاء المحميات الطبيعية والتوسع فيها، حيث تتمتع هذه المحميات بتنوعها البيولوجي وحيواناتها ونباتاتها النادرة، إضافة إلى الشعاب المرجانية الزاخرة بالكائنات البحرية الفريدة من نوعها، وأسهمت عملية التوسع في المحميات الطبيعية في تحقيق نجاحات كبيرة على صعيد المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض.
وتحتضن دولة الإمارات 49 محمية طبيعية، تمثل نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة، وتنقسم هذه المحميات الطبيعية إلى 16 محمية بحرية تمثل نحو 12.01 % من المناطق البحرية والساحلية، و33 محمية برية تمثل 18.4% من المناطق البرية في الدولة.
– برامج إكثار الأنواع المهددة بالانقراض..
وفي إطار مبادراتها لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، أولت دولة الإمارات برامج إكثار الأنواع المهددة بالانقراض أهمية بالغة من خلال توفير مراكز الإكثار ذات السمعة المرموقة على الصعيدين المحلي والعالمي، إضافة إلى تنظيم الجهات المختصة في الدولة العديد من حملات التوعية حول حماية الأنواع المهددة بالانقراض والحد من الممارسات الخاطئة ضدها، فضلاً عن تنفيذ دراسات وأبحاث لمراقبة وتتبع وتقييم هذه الأنواع.
كما اعتمدت دولة الإمارات على أحدث التقنيات في حماية الأنواع المهددة بالانقراض، من خلال تقنيات التتبع عبر الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى استخدام الطائرات من دون طيار لمسح مجموعات كبيرة من أنواع الطيور المتكاثرة وتعدادها، للحصول على نتائج شديدة الدقة وخلال فترات زمنية قصيرة بالمقارنة مع الطرق التقليدية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المحمیات الطبیعیة التنوع البیولوجی الحیاة الفطریة دولة الإمارات بالإضافة إلى هیئة البیئة من الثدییات على الأنواع فی المئة من من الأنواع إضافة إلى فی الدولة مجموعة من العدید من أنواع من من خلال
إقرأ أيضاً:
عاشور: مبادرة «كن مستعدًا» تعكس إيمان الدولة بدور الشباب كمحرك رئيسي للتنمية
أكد الدكتور أيمن عاشور، أن مبادرة « كن مستعدا» تأتي لتقديم الدعم الكامل للطلاب عبر منظومة شاملة تلبي احتياجاتهم من المهارات والجدارات اللازمة للتأهل لسوق العمل، مشيرا إلى أن المبادرة تتكامل مع مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والإستراتيجية الوطنية للابتكار المستدام التي أطلقتها الوزارة، وذلك ضمن جهود تحقيق أهداف المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية".
وجاء ذلك خلال كلمة له، بمناسبة إطلاق النسخة الثانية من مبادرة "كن مستعدًا" تحت شعار "مليون مبتكر مؤهل" (Be Ready - 1M) بحضور نخبة من الشركاء الدوليين والإقليميين، من بينهم منظمة العمل الدولية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ومعهد الابتكار العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، بالإضافة إلى عدد من قيادات الوزارة والقيادات الأكاديمية وصُنّاع القرار ورواد الأعمال والإعلاميين.
وأكد عاشور، أن المبادرة تعكس إيمان الدولة بدور الشباب كمحرك رئيسي للتنمية، وتسعى لبناء قدرات وتأهيل مليون من طلاب الجامعات وحديثي التخرج، مع إطلاق منصة رقمية متكاملة توفر مسارات متعددة للتأهيل المهني والابتكاري للشباب، مشددًا على سعي الوزارة لتقديم الدعم للطلاب من خلال منظومة شاملة ومتكاملة تؤهلهم لسوق العمل
وقدم الوزير الشكر إلى كافة الداعمين للمبادرة ومراكز التوظيف بالجامعات، داعيًا الطلاب إلى الاستفادة القصوى من المبادرة والفرص التدريبية المتاحة، مؤكدًا أن سوق العمل لم يعد يعتمد فقط على الشهادات الجامعية بل أصبح يتطلب مهارات متقدمة.
واستعرض الوزير خلال اللقاء عرضًا تفصيليًا حول المبادرة وأهدافها والتغيرات الحاصلة في سوق العمل، مشيرًا إلى أن الوزارة تتابع التقارير الدولية المتعلقة بالمهارات المطلوبة، وتسعى لمواكبة متطلبات سوق العمل الإقليمي والدولي، لتعزيز قدرة مصر على تصدير العمالة المؤهلة، مؤكدًا على الإشادة الدولية بالكفاءات المصرية.
وأشار الوزير إلى أن المبادرة تهدف إلى إطلاق منصة رقمية متكاملة توفر مسارات متنوعة للتأهيل المهني والابتكاري، وإتاحة فرص تدريب وتوظيف حقيقية للشباب بالتعاون مع شركاء التنمية من المؤسسات الدولية والقطاع الخاص.
من جانبه، أكد الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، أهمية إطلاق النسخة الثانية من مبادرة "كن مستعدًا" تحت مظلة المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، موضحًا أن المبادرة تسعى إلى تأهيل مليون مبتكر ومؤهل بالشراكة مع منظمات دولية، وربط البرامج الدراسية بسوق العمل، كما أشار إلى حرص الجامعات المصرية على تعزيز الشراكات الدولية ونشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، بما يسهم في سد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، مقدمًا الشكر لجميع الداعمين للمبادرة.
وأعرب السيد إيريك أوشلين، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، عن سعادته بالشراكة مع وزارة التعليم العالي المصرية لدعم قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل، مؤكدًا أهمية تكامل جهود الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للتعامل مع تطورات سوق العمل، خاصة المهارات الرقمية والتكنولوجية، بما ينعكس على تحقيق أهداف التنمية في مصر.
وفي كلمة مُسجلة، أشار الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، إلى أهمية صقل مهارات الشباب وخبراتهم في ظل التغيرات المتسارعة، مثمنًا إطلاق النسخة الثانية من مبادرة "كن مستعدًا"، ومؤكدًا على الشراكة المثمرة مع وزارة التعليم العالي، داعيًا الشباب إلى الإعداد الجيد للمستقبل وتنمية مهاراتهم لدعم جهود التنمية.
كما أعرب الدكتور جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، عن سعادته بالمشاركة في هذه المبادرة، مؤكدًا أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل، في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يتطلب إعادة تأهيل وتنمية المهارات لتلبية احتياجات وظائف المستقبل، مستعرضًا جهود المؤسسة في دعم الشباب.
وعبر تقنية الفيديو كونفرانس، أكد السيد أنتوني ميلز، مدير معهد الابتكار العالمي، أهمية تطوير قدرات الطلاب وتنمية مهاراتهم الابتكارية والإبداعية لفتح آفاق جديدة لهم بسوق العمل، موضحًا أن التنمية يجب ألا تقتصر على تطوير الفرد فقط بل تمتد إلى دعم العمل الجماعي والتحولات التنظيمية اللازمة بسوق العمل.
كما أكد الدكتور عبد الله الدردري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أهمية المبادرة ودور التعاون الدولي في بناء قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل المستقبلي.
وأوضحت الدكتورة رشا شرف، أمين عام صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعمل بكل قوة لتعزيز جهود الدولة في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى أهمية تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وتزويد الشباب بالمعارف والمهارات اللازمة لسوق العمل، مؤكدة دعم الصندوق الكامل للمبادرة وتسخير كافة الإمكانات لخدمة الوطن وتحقيق رؤية مصر 2030.
وتشهد الفعاليات عددًا من الجلسات الحوارية بمشاركة قيادات الوزارة وخبراء التعليم العالي والبحث العلمي، لمناقشة قضايا التوظيف والجاهزية المستقبلية، ومهارات المستقبل لبناء مجتمع المعرفة، والتحديات والفرص المرتبطة بتطوير المهارات الرقمية والابتكارية، ومسارات الابتكار والتوظيف في المستقبل، بالإضافة إلى تصميم مسارات مهنية مرنة تلبي احتياجات سوق العمل المتغير.
جدير بالذكر أن مبادرة "كن مستعدًا" أطلقت نسختها التجريبية الأولى في عام 2023، واستهدفت أكثر من 18 ألف طالب وطالبة من 20 جامعة حكومية مصرية، وحققت نجاحًا كبيرًا في رفع جاهزية الخريجين للالتحاق بسوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، مما مهد الطريق لإطلاق النسخة الموسعة الحالية "مليون مبتكر مؤهل"، التي تمثل خطوة إستراتيجية لدعم خطط التنمية المستدامة، وبناء مجتمع المعرفة، وتعزيز دور مصر كمركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال.
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الوزارة لتنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، لبناء قدرات وتأهيل مليون شاب وشابة من طلاب الجامعات وحديثي التخرج، من خلال تطوير المهارات الرقمية، وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، بما يسهم في سد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، تماشيًا مع رؤية مصر 2030، والإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.