التوسل بالنبي لقضاء الحاجة .. قربات شرعية لا تغفلها
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
التوسل بالنبي لقضاء الحاجة، التوسل هو التقرب إلى الله تبارك وتعالى بوسيلة من الوسائل يقول الجوهري في صحاحه:" الوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير، والجمع: الوسيل والوسائل والتوسل واحد وسل فلان إلى ربه وسيلة وتوسل إليه بوسيلة أي تقرب إليه بعمل"، وفي القاموس:" الوسيلة والواسلة: المنزلة عند الملك، والدرجة والقربة ووسل إلى الله توسيلاً: عمل عملاً تقرب به إلى الله كتوسل.
والتوسل إلى الله تبارك وتعالى بنبيه المصطفى وخاتم رسله هو من الأمور التي وصفتها دار الإفتاء المصرية بأعظم القربات، حيث يقول الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، رداً على سائل يقول: ما حكم التوسل بالنبي وهل التوسل به بدعة؟، من أقرب القربات وأولى الطاعات ونص عليه المولى عز وجل في كتابه الكريم.
واستدل بقول الله تبارك وتعالى:" الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ"، وليس من وسيلة أقرب إلى الله تبارك الذي قرن الإيمان به الإيمان بنبيه، وذكر الله مقرون به، "واستغفر لهم الرسول" أي أن استغفار النبي وسيلة من الوسائل التي نتقرب بها إلى الله.
واستطرد: “هناك من يقول “استغفر لهم أو لا تستغفر لهم”، وهذا أمر مستقبح فالآية تتحدث عن ناس منافقين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر فلا مقارنة بينهم وبين المؤمن، ولا يجوز الاستشهاد بما نزل في المنافقين ونلقي بها على عموم المسلمين، شأن ما فعله الخوارج”.
ومن دعاء التوسل إلى الله بنبيه قول الأعمى :"اللهم إني اسألك وأتوجه إليك بنبيك سيدنا محمد نبي الرحمة، يا سيدي يا محمد رسول الله أتوسل إليك إلى حبيبك رب العزة"، مؤكداً :"لولا توسل النبي لما نجونا يوم القيامة وذلك بطلب شفاعته، وهناك جماعة تغار من النبي وتحس في قولتهم بالمشاكل".
التوسل بالنبي لقضاء الحاجةمن جانبها، قالت دار الإفتاء المصرية في بيانها عن حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر مشروع، جرى عليه المسلمون سلفًا وخلفًا، ولا يجوز إنكار ذلك؛ دل على ذلك ما أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم: "أن أعمى أتى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني أُصِبتُ في بَصَرِي، فادعُ اللهَ لي، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «تَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَين ثم قُل: اللَّهُمَّ إني أَسألُكَ وأَتَوَجَّه إليكَ بنبيكَ مُحَمَّدٍ، يا مُحَمَّدُ، إنِّي أَستَشفِعُ بكَ في رَدِّ بَصَرِي، اللهم شَفِّع النبيَّ فِيَّ، وقال: فإن كان لكَ حاجةٌ فمِثلُ ذلكَ»، فرَدَّ اللهُ تعالى بصرَه.
وبين الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، معنى التوسل قائلاً: " من المعاني التي أُسيء فهمها في الإسلام في عصرنا الحديث معنى «التوسل» مما يوجب علينا أن نعود للأصل اللغوي والمعنى الشرعي للتوسل قبل الحديث عن حكم التوسل بالنبي الكريم.
ولفت إلى أن الوَسِيلةُ في اللغة: المَنْزِلة عند المَلِك، والوَسِيلة: الدَّرَجة، والوَسِيلة: القُرْبة، ووَسَّل فلانٌ إِلى الله وسِيلةً إِذا عَمِل عملاً تقرَّب به إِليه، والواسِل: الراغِبُ إِلى الله؛ قال لبيد: أَرى الناسَ لا يَدْرونَ ما قَدْرُ أَمرِهم بَلى كلُّ ذي ... رَأْيٍ ... إِلى الله واسِلُ وتوَسَّل إِليه بوَسِيلةٍ إِذا تقرَّب إِليه بعَمَل. وتوَسَّل إِليه بكذا: تقرَّب إِليه بحُرْمَةِ آصِرةٍ تُعْطفه عليه. و الوَسِيلةُ: الوُصْلة والقُرْبى، وجمعها الوسائل (لسان العرب).
وأوضح أنه لا يخرج معنى الوسيلة الشرعي عن ذلك المعنى اللغوي، فإن قضية حياة المسلم هي أن يتقرب إلى الله ويحصل رضاه وثوابه، ومن رحمة الله بنا أن شرع لنا كل العبادات وفتح باب القرب إليه، فالمسلم يتقرب إلى الله بشتى أنواع القربات التي شرعها الله عز وجل، وذلك عندما يصلي المسلم فإنه يتقرب إلى الله بالصلاة، أي أنه يتوسل إلى الله بهذه الصلاة، وعليه فإن القرآن كله يأمرنا بالوسيلة (بالقرب) إلى الله.
وذكرت الوسيلة في كتابه العزيز في موضعين؛ الموضع الأول: يأمر بها قال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} ، والثاني: يثني الله على الذين يتوسلون إليه في دعائهم قال تعالى {الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ }.
ومن الدعاء والتوسل بالنبي قولك :
- " اللهم بحق نبيك ومصطفاك محمد .. يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تقضي حاجتي".
- اللهم يا من أرسلت محمد برسالتك إلى الثقلين.. سبحانك المنفس عن كل مديون، سبحانك المفرج عن كل محزون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، يا مفرج فرج يا مفرج فرج يا مفرج فرج يا مفرج فرج، فرج عني همي وغمي فرجاً عاجلاً غير آجل برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهمّ إنّا نستعينك، ونستهديك، ونستغفرك، ونؤمن بك، ونتوكّل عليك، ونثني عليك الخير كلّه، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، بحق النبي المصطفى اقض حاجتي.
- اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت واصرف عني شر ما قضيت تباركت ربنا وتعاليت.
- اللهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
- اللَّهمَّ إنِّي أسألُك بمعاقدِ العزِّ من عرشِك ومنتهَى الرَّحمةِ من كتابِك، واسمِك الأعظمِ، وجَدِّك الأعلَى، وكلماتِك التَّامَّةِ، ثمَّ سلْ حاجتَك، ثمَّ ارفعْ رأسَك، ثمَّ سلِّم يمينًا وشمالًا، ولا تُعلِّموها السُّفهاءَ فإنَّهم يدعون بها فيستجابُ).
- من كانت لَهُ إلى اللَّهِ حاجةٌ أو إلى أحدٍ من بَني آدمَ فليتوضَّأ، فَليُحسِنِ الوضوءَ، ثمَّ ليصلِّ رَكْعتينِ، ثمَّ ليُثنِ على اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وليصلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، ثمَّ ليقُل: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللَّهِ ربِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ، أسألُكَ موجباتِ رحمتِكَ وعزائمَ مغفرتِكَ، والغَنيمةَ من كلِّ برٍّ، والسَّلامةَ من كلِّ إثمٍ، لا تدع لي ذنبًا إلَّا غفرتَهُ، ولا همًّا إلَّا فرَّجتَهُ، ولا حاجةً هيَ لَكَ رضًا إلَّا قضيتَها يا أرحمَ الرَّاحمينَ).
- اللهمَّ إني أسالُك بأنَّ لك الحمدُ، لا إله إلَّا أنتَ وحدَك لا شريكَ لك، المنّانُ، يا بديعَ السماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيومُ، إني أسالكَ الجنة، وأعوذُ بك من النارِ.
-اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التوسل بالنبي المزيد الله تبارک وتعالى إلى الله تبارک علیه وآله وسلم النبی صلى الله التوسل بالنبی مفرج فرج إلى الل فرج فرج
إقرأ أيضاً:
عضو «الأزهر العالمي للفتوى»: سيدنا النبي كان حريصا على تجنب ما يثير الشكوك بالقلوب
أكدت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن من جميل خصال الفطرة الإنسانية وآداب الشريعة الإسلامية اجتناب مواطن التهم واتقاء الشبهات، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «فمن اتقى الشبهات فقد استبرا لدينه وعرضه».
وأشارت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حلقة برنامج فطرة، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إلى أن الإمام النووي فسر هذا الحديث بمعنى أن من يتجنب الشبهات يحصل على البراءة لدينه وصيانة لعرضه من كلام الناس.
وأضافت أن اجتناب الإنسان لمواطن التهمة والشك فيه يعد خلقًا أكّد عليه الإسلام، لأنه لا يحمي فقط الشخص من الاتهام والتقول عليه، بل أيضًا يصون الناس من الوقوع في سوء الظن أو الغيبة المذمومة التي نهى عنها الشرع، مشيرة إلى حديث السيدة صفية رضي الله عنها التي جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء اعتكافه في المسجد، وحدثت معه، ثم قررت العودة إلى منزلها، وعندما مرَّ رجلان من الأنصار، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرافقتهما لتوضيح الموقف قائلاً لهما: «على رسلكما إنها صفيّة بنت حيي»، رغم أنه كان بإمكانه ألا يبرر ويكتفي بالثقة في نيته.
وأكدت أن النبي كان حريصًا على تجنب ما قد يثير الشكوك في قلوب الناس، رغم علمه ببراءته التامة، مستشهدة بقول الإمام الخطابي رحمه الله، الذي أكد على ضرورة الحذر من الظنون والأفكار التي قد تجرى في القلوب، وأنه من الأفضل للإنسان أن يبادر بإزالة الشبهة عن نفسه وابتعاد عن مواقف يمكن أن توضع فيها موضع التهمة.
وقالت: «من سلامة الفطرة الإنسانية وأوامر الشريعة الإسلامية أن يبادر الإنسان بدفع الشبهة عن نفسه، وأن يبتعد عن مواطن التهم ويحرص على طهارة قلبه من الفتنة»، موضحة أن كل فرد عليه أن يتجنب التصرفات أو الأقوال التي قد تثير التهمة عليه، حتى وإن كانت نابعة من حسن نية أو الثقة في مكانته.