أكد معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن قطاع التعدين يؤدي دورًا حيويًا في التغلب على التحديات الكبيرة، ويسهم في استخراج المعادن من أعماق الأرض، مشددًا على أهمية تكامل الجهود البشرية والتقنيات الرأسمالية لاستكشاف المعادن الموجودة في قشرة الأرض وما تحتها، مما يسهم في زيادة الطلب على هذه الموارد.

وبين خلال مشاركته اليوم في جلسة حوارية حول كيفية زيادة الاستثمار في سلاسل الإمداد للمعادن، ضمن أعمال النسخة الرابعة لمؤتمر التعدين الدولي، أن إعادة التدوير تعد مصدرًا مهمًا للمعادن، مما يساعد في تعويض الموارد الأساسية المستخرجة من الأرض، مؤكدًا ضرورة بناء شراكات إستراتيجية لنشر الموارد المناسبة من رؤوس الأموال التي تعد عنصرًا محوريًا لتلبية الاحتياجات الأساسية لهذا القطاع.

وقال: “عند الوصول إلى المناطق الهشة للتعدين، يجب أن يتم ذلك بعناية فائقة وحرص شديد، ويتطلب استثمارات كبيرة تسهم في تسريع كفاءة عمليات التعدين، وتسعى الدول إلى تنفيذ عمليات المعالجة للموارد الطبيعية داخل أراضيها، ومالكي هذه الموارد والمعادن المهمة يحثون على المزيد من المعالجة للمعادن الخام في بلدانهم”.

ونوه معاليه بأهمية التقنية التي أتاحت القدرة على استكشاف أبعاد جديدة لم تُعرف من قبل حيث توجد أشياء معروفة وأخرى غير معروفة، بالإضافة إلى أشياء مجهولة وغير معلومة، ومع تقدم الذكاء الاصطناعي، وتقنيات الاستشعار بالأقمار الاصطناعية، والاستكشاف الجوي، تشكل هذه العوامل مجتمعة فترة مثيرة للاهتمام في مجال التعدين.

اقرأ أيضاًالمملكةتزامنًا مع فعاليات مؤتمر مستقبل التعدين بالرياض.. “المساحة الجيولوجية” تطلق حزم بيانات جديدة

وحول ارتباط الصناعة بأسواق المال، أشار إلى كيفية حركة الأموال فيها حيث كان لدى المستثمرين اهتمامات محددة في قطاعات معينة في أمريكا الشمالية، وأوروبا، ودول مجموعة السبع، مفيدًا بأن الشركات العامة للتعدين في الغرب، وشركات القطاع العام في المملكة والصين، تؤدي دورًا كبيرًا، حيث تشهد هذه الشركات استثمارات من صناديق الثروة السيادية، التي تستثمر بدورها في قطاع التعدين.

وأشار إلى أن هناك توقعات قوية بشأن مستقبل هذا القطاع، وأن الاستثمارات تتوجه إلى الشركات المؤسسية وكذلك الأفراد، مستشهدًا بأداء شركات مثل شركة التعدين العربية السعودية “معادن”، التي حققت نتائج ملحوظة عند استغلال رؤوس الأموال بشكل جيد.

وأكد الفالح أن صندوق الاستثمارات العامة قد بدأ بدور استثماري مهم في أسواق رأس المال، حيث انضم إلى شركة معادن لإنشاء “منارة”، وهي ذراع استثماري تهدف إلى إطلاق موارد جديدة قد لا تكون متاحة في المملكة، وهذا التعاون يسهم في تحسين سلاسل الإمداد، التي تحتاجها جميع القطاعات، عادًا الشراكات الإستراتيجية واحدة من أكبر اهتمامات العمل في هذا المجال، مشددًا على أهمية التعاون المنهجي لتحقيق الأهداف المشتركة.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟

تحظى المعادن النادرة بحضور قوي على طاولة المفاوضات الجارية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أبدت الولايات المتحدة اهتماما بالغا بتوقيع اتفاق مع كييف لإدارة هذه المعادن، وهو ما تم فعلا أمس الأربعاء.

ووفقا لتقرير أعده مراسل الجزيرة في كييف حسان مسعود، فإن هذه المعادن -التي تمتلك الصين نصف الاحتياطي العالمي منها- تعتبر واحدة من أهم ساحات التنافس الدولي نظرا لأهميتها الكبيرة في العديد من الصناعات الإستراتيجية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اشتباكات صحنايا تكشف هشاشة السلام بين الدروز والحكومة السوريةlist 2 of 2الأمن يستعيد السيطرة على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات مسلحةend of list

وإلى جانب خصوبتها، تُعرف الأراضي الأوكرانية بغناها بالفحم والمعادن الثقيلة والنادرة التي تشد أنظار الغرب والشرق على حد سواء، وهو ما أحال السيطرة عليها من صراع إقليمي إلى نزاع دولي.

وبعد أن كانت السيطرة على إقليم دونباس -الذي يحمل اسم المناجم الضخمة التي يزخر بها- واحدة من أهم عوامل اشتعال الحرب قبل ثلاث سنوات، فإن حفاظ كييف على ما تبقى منه قد يكون سببا لتوقف هذه الحرب، كما يقول التقرير.

فقد خسرت أوكرانيا خُمس أراضيها في هذه الحرب، بما فيها أهم المناطق التي تحوي موارد طبيعية تقليدية كالفحم والحديد ورواسب النفط والغاز، وأجزاء من المعادن النادرة والحساسة.

وقف الحرب حفاظا على المعادن

ويبدو السعي الأميركي الحثيث إلى وقف الحرب محاولة لإنقاذ ما تبقى من هذه المعادن خارج السيطرة الروسية، حتى يتسنى لكييف وحلفائها الغربيين الاستفادة منها.

إعلان

وبعد بحث معمق، خلص التقرير إلى أن غالبية هذه المعادن بالغة الأهمية والندرة، تمثل مطمعا للدول الكبرى وكبار صناع التكنولوجيا في العالم- تقع في مناطق لا تزال خاضعة للسيطرة الأوكرانية.

فعلى حدود دونباس مباشرة، تقع مدينة دنيبروبتروفسك التي تسيطر عليها كييف بشكل كامل، وهي مدينة تختزن أرضها عددا من هذه المعادن النادرة مثل النيكل، الكوبالت، اليورانيوم، والمنغنيز وغيرها من المواد التي تدخل في الصناعات النووية والعسكرية الحساسية.

كما تحتضن منطقة "كريفي ريه"، أكبر مناجم الحديد الأوكرانية، الذي تمكنت الجزيرة من الدخول إليه والتعرف إلى طريقته في التنقيب عن الحديد والخامات الأخرى.

ووفقا لمدير منجم الحديد في شركة "بي آي سي" (BIC) بمقاطعة كريفي ريه، أوليغ غرافشينكو، فإن كييف لا تزال تستخرج الحديد منخفض التركيز من أحد محاجر المقاطعة، رغم أنهم لا يعملون بكامل طاقتهم بسبب الحرب.

الفولاذ الإلكتروني

وعلى ضخامتها، فإن المعدات والأجهزة الموجودة في هذا الموقع تظل صغيرة أمام حجم الموارد التي تخفيها الأرض الأوكرانية، وهذا ما جعل "سيرغي" يواصل العمل في مصنع "كريفي ريه ستال"، طوال مدة الحرب.

يقول هذا المواطن الأوكراني للجزيرة، إن خسارة بلاده مصنع آزوف ستال الشهير للصلب، دفعه أكثر إلى مواصلة العمل سبيلا للحفاظ على موارد البلاد.

ويمثل "كريفي ريه ستال"، أكبر مصانع الصلب المتبقية بيد الأوكرانيين، وهو لا يتوقف عن إنتاج ملايين الأطنان سنويا لإطفاء شيء من نار الطلب العالمي على الفولاذ وأنواع الحديد المختلفة.

ورغم أهمية ما ينتجه المصنع من الفولاذ والحديد المتنوع، إلا أن التركيز الأكبر ينصب على ما يسمَّى بالفولاذ الإلكتروني، الذي يدخل في صناعة محركات السيارات الذكية والمحولات وتوربينات الطاقة الكهربائية.

وينتج مصنع "كريفي ريه"، الفولاذ من خام الحديد، بينما تنتج مصانع أخرى أكثر تخصصا الفولاذ الكهربائي من خردة الحديد الذي يعالج بواسطة السيليكون.

إعلان

تريليونات الدولارات

وتقدر المعادن التي تحويها الأرض الأوكرانية بنحو 11 تريليون دولار، وهي قيمة ما تمكن العلماء من تقديره وبحثه حتى الآن، حيث تحتفظ جامعة دينبرو بقرابة 120 نوعا مختلفا منها.

وفي محاولة لتلخيص القصة الكبيرة للمعادن الأوكرانية النادرة، يقول رئيس قسم الجيولوجيا العامة بجامعة دينبرو، سيرغي شافشينكو، إن هذه العناصر الأرضية النادرة "تدخل في كل ما يحيط بنا".

ويضيف شافشينكو "لولا هذه المعادن ما كانت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر موجوة في أيدينا، فضلا عن تقنيات الصواريخ والطائرات ووسائل الفضاء"، مؤكدا أن هذه العناصر "بالغة الأهمية، وهي جزء من الصراع لأن أوكرانيا ثرية بها".

وبعيدا عن مناطق القتال، تزداد قيمة المعادن النادرة الموجودة في وسط وغرب البلاد، بما فيها حقل التيتانيوم الواقع في "جيتومر"، حيث تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطات أوروبا (ما يعادل 7% من الاحتياطي العالمي) من المعدن الذي يعتبر أساسيا في الصناعات الفضائية والطبية والبحرية.

ومع ذلك، فإن ما تمتلكه أوكرانيا من المعادن النادرة يعتبر بسيطا إذا قورن بما تمتلكه الصين التي تمتلك ثلث احتياطات العالم، وهو ما يعكس تمسك الولايات المتحدة بالوصول إلى ما تبقى خارج أيدي خصومها من هذه المعادن، وخصوصا أوكرانيا التي تعوم على بحر مما تحتاجه أميركا لصناعات الذكاء الاصطناعي مثل الغرافيت.

ففي مقاطعة كريفوغراد، جنوب وسط البلاد، حيث يقع أحد أضخم حقول الغرافيت، يبذل الأوكرانيون جهودا لتكرير المعدن الثمين وتجهيزه للاستخدام.

ويرى الخبير في المعادن النادرة، فلوديمير كادولين، أن الصين تعتبر أكبر لاعب عالمي في مجال المعادن النادرة اليوم، مؤكدا أنها تحتكرها تقريبا بعدما أزاحت الولايات المتحدة من سوقها العالمية.

وبالنظر إلى امتلاك أوكرانيا هذه الثروات وعدم قدرتها على استخراجها منفردة، سيكون من الجديد -برأي كادولين- اختيار أفضل الأطراف التي يمكنها تقديم أفضل شروط استثمارية لكييف، ما أدى إلى وضع قوانين خاصة بهذه الاستثمارات.

إعلان

في الوقت نفسه، يقول كادولين "إن هذه المعادن الأوكرانية لا يجب احتكارها من طرف واحد في ظل التنافس العالمي المحتدم عليها".

مقالات مشابهة

  • التحديات التي تواجه اللاجئين السودانيين في مصر
  • أحمد السويدي:وزير المالية يلعب دورًا مؤثرًا فى دفع حركة الاستثمار والنشاط الاقتصادى
  • خبير أوكراني عن صفقة المعادن: أكثر من 60% من الموارد توجد في أراض تحتلها روسيا
  • “وزير الصناعة” يبحث تعزيز التعاون التعديني مع البيرو
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • مناقشة تطوير قطاع التعدين في حسياء الصناعية
  • مدير عام قوات السجون يتفقد سجون ولاية نهر النيل ويتعهد بمعالجة كافة التحديات التي تواجه سجون الولاية
  • "تنظيم الإعلام" تلقي الضوء على تحولات القطاع وفرص الاستثمار فيه
  • “تنظيم الإعلام” تُسلّط الضوء على تحولات القطاع وفرص الاستثمار في مؤتمر الاتصال الرقمي
  • عبد المحسن سلامة: ناقشت مع وزير المالية مشكلات النقابة.. وزيادة البدل ستكون متكررة