رازي الحاج: للتعاطي الإيجابي مع ملف تشكيل الحكومة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
دعا عضو تكتل "الجمهورية القوية " النائب رازي الحاج، "حزب الله" الى "العودة الى كنف الدولة، وان يكون حزبا سياسيا لبنانيا غير مسلح"، معتبرا ان "حزب الله" و"حركة امل" لا يحتكران التمثيل الشيعي في الحكومة".
وأشار في حديث الى اذاعة "سبوتنيك"، الى انه في حال قرر "الثنائي الشيعي" ألا يتمثلا بالحكومة فهذا لا يعني انه ليس هناك شيعة يمكن ان يمثلوا الطائفة الشيعية".
وشدد النائب الحاج على "ضرورة ان تتعاطى القوى السياسية بإيجابية مع تشكيل الحكومة للانتقال بلبنان الى مرحلة جديدة"، معتبرا "ان التعاطي مع هذه الحكومة لا يجب ان يكون كما السابق، وان يكون بيانها الوزاري نسخة معدلة عن بيان القسم، وان يعكس حقيقة مواقفها".
وعن الاستشارات النيابية غير الملزمة ولقاء الكتل النيابية مع رئيس الحكومة المكلف، شدد الحاج على ان تكتل "الجمهورية القوية" وبصفته اكبر تكتل نيابي سيشارك بالحكومة بحصة وازنة، ولن يطلبوا أكثر مما يحق لهم ولن يقبلوا ايضا بأقل مما يحق لهم".
وعن إمكانية مطالبتهم بوزارة الطاقة، أكد النائب الحاج "انهم لا يفكرون بهذه الذهنية، والنواب عليهم ايداع الاسم الذين يرونه مناسبا للمشاركة في الحكومة".
واضاف: "نحن ككتلة ندعم رئيس الجمهورية حوزاف عون بتوجهه بألا يكون أي طرف مكسورا او مستبعدا، واذا أراد الثنائي الا يتمثل بالحكومة فهذا لا يعني انه ليس هناك شيعة يمكن ان يمثلوا الطائفة الشيعية".
وشدد على "ان الميثاقية في الحكومة هي بين الطوائف اي بين المسلمين وبين المسيحيين وليس بين المذاهب"، داعيا "الثنائي الشيعي" الى "التلاقي تحت غطاء الدستور".
وتابع:"ليس هنالك من تفاهمات مسبقة بين النواب والكتل لبقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في منصبه بل كان ترويجا اعلاميا، ونحن ما قمنا به هو عملنا الدستوري واخترنا الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة، فهذه التفاهمات المسبقة امر غير مقبول في العمل الديموقراطي".
وختم الحاج :"هناك تحديات كبيرة أمام الحكومة الجديدة، عليها أولا تجسيد حضور الدولة قولا وفعلا، ومن بين التحديات ايضا القيام باعادة اعمار سريعة والتحضير لمؤتمر دولي لدعم إعادة الاعمار، اضافة الى ضرورة معالجة أزمة الودائع واطلاق الاصلاحات الاقتصادية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دور رئيس الجمهورية في الاستشارات: صندوق بريد أم شريك في التسمية؟
كتب جاد فقيه في" النهار": الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة، صلاحية أولاها الدستور لرئيس الجمهورية حصرا، لكن الإشكالية تكمن في دور الرئيس في هذه العملية، وما إذا كان يقتصر على جمع أصوات النواب ثم إعلانها، أو يمكنه الاعتراض على اسم وعرقلة وصوله إلى السرايا الحكومية. والحال أن نجاح أي عهد يقتضي تناغما ووئاما بين كل من الرئاسة الأولى والثالثة.
إنفاذا لأحكام الفقرة الثانية من المادة 53 من الدستور، يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب، بالاستناد إلى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسميا على نتائجها. هذه الفقرة أقرت مع التعديلات الدستورية التي رافقت اتفاق الطائف عام 1990، ومن حينها ساد تساؤل عما إذا كانت صفة "الملزمة" التي وردت في هذا النص يقصد بها ملزمة من حيث إجراؤها أو من حيث نتائجها.
يرى المحامي والأستاذ الجامعي في الدستور والقانون الدكتور عادل يمين أن "الرأي قر على أن هذه الاستشارات ملزمة للرئيس من حيث إجراؤها ومن حيث نتائجها أيضا، وجرت الممارسة على أن الرئيس يتقيد بنتائجها كما هي، ويسمي الشخصية التي نالت أعلى الترشيحات النيابية خلالها، بمعزل عما إذا كان هذا التأييد يشكل أغلبية مطلقة أو أغلبية عادية أو أغلبية موصوفة، وتاليا رئيس الجمهورية عليه أن يسمي الشخص الذي نال أكبر عدد من الأصوات حتى لو لم ينل الـ65".
وبحسب يمين "هذا النص يثير الجدل، إذ إنه لم يحدد الأغلبية المطلوبة للتسمية ولم يحدد ما إذا كان رئيس الجمهورية ملزما إجراء الاستشارات وملزما التقيد بنتائجها أو تحليلها واستخلاص العبر والتزام توجهها السياسي بغض النظر عن صاحب الرقم الأعلى، أما إذا تعادل مرشحان لرئاسة الحكومة في الأصوات فحينها على رئيس الجمهورية أن يؤدي دوره في هذه الاستشارات، ويفترض ألا يقتصر على كونه صندوق بريد".
ويضيف: "هذا الأمر خاضع لآراء فقهية واجتهادات مختلفة، ولكن في رأيي الشخصي، بعيدا من الممارسة المتبعة يستطيع رئيس الجمهورية أن يختار الشخصية التي يراها مناسبة بعد تقويم الاستشارات وخريطة المجلس وتوجهاته، لكي تحصل الحكومة في ما بعد على أكبر عدد أصوات في المجلس، كما أن لرئيس الجمهورية صلاحية إعادة إجراء الاستشارات إذا ارتأى أن نتائجها الأولى متقاربة.
أما في حال تسمية النواب بأغلبيتهم المرموقة، التي تفوق الأغلبية المطلقة (أي أكثر من 65 صوتا) اسما لتأليف الحكومة، فحينها لا يمكن رئيس الجمهورية أن يتنصل من هذه النتائج حتى لو كان لا يتفق مع الشخصية المرشحة من النواب، ولكن يبقى أمامه خيار عرقلة التأليف والتشدد في هذا الأمر".
ليس أكيدا أن الأمور ستتعقد في الاستشارات، وإن لم يتم الاتفاق على اسم لرئيس الحكومة حتى الآن. ويرى متابعون أن الضغوط الخارجية التي أدت إلى إنتاج رئيس في الدورة الثانية ستنجح أيضا في التوصل إلى اسم لترؤس الحكومة في اليوم الأول من الاستشارات النيابية. وما يرجح عدم العرقلة أيضا أن هذه الحكومة لن تبقى طوال فترة العهد الجديد، وستستقيل حال إجراء الانتخابات النيابية بعد نحو سنة وأربعة أشهر من اليوم.