هيئة مكافحة الفساد تُحيي عيد جمعة رجب
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
الثورة نت|
نظمت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، اليوم، فعالية احتفائية بعيد جمعة رجب، وتدشين المشروع التوعوي لتعزيز الهوية الإيمانية ضمن مشاريع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.
وفي الفعالية ، التي حضرها نائب رئيس الهيئة ريدان المتوكل، وأعضاء الهيئة المهندس حارث العمري، والدكتور احمد عبدالله الشيخ، والدكتورة مريم الجوفي، وسليم السياني، أكد أمين عام الهيئة أحمد عاطف، أن الاحتفاء بهذا اليوم يأتي تعبيراً عن فخر اليمنيين واعتزازهم بهويتهم الإيمانية الأصيلة، وارتباطهم المتين برسول الله، واستذكار مواقفهم مع الإسلام منذ بزوغ فجر الرسالة.
واعتبر إحياء هذا اليوم محطة مهمة لتعزيز الموقف الإيماني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والوقوف حاجزاً منيعاً في مواجهة قوى التطبيع، داعيا أبناء الشعب اليمني للتمسك بالهوية الإيمانية والتأكيد على الاعتزاز بها وتجسيدها من خلال تعزيز الصمود المجتمعي والتلاحم وتماسك الصف الداخلي لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته، وتفويت الفرصة على العدو والمتربصين بوحدة الصف والنسيج الاجتماعي.
وأشار إلى أهمية رفع مستوى الوعي وتحصين الشباب والأجيال من خلال التربية الإيمانية وغرس القيم والمبادئ في نفوسهم، والاستمرار في مواجهة الحرب الناعمة والغزو الثقافي الغربي ومواجهة مؤامرات ومخططات العدوان وإفشالها، عبر ترسيخ الهوية الإيمانية والعودة إلى القرآن الكريم، لاسيما في ظل ما يتعرض له اليمن من مؤامرات تستهدف النيل من شعبه وهويته.
وأكد عاطف وقوف هيئة مكافحة الفساد قيادة وموظفين إلى جانب أبناء الشعب اليمني وقيادته الحكيمة في مواجهة قوى العدوان والبغي والاستكبار العالمي، دفاعاً عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وفي الفعالية التي حضرها رؤساء الدوائر ومدراء العموم وموظفو وموظفات الهيئة، ألقى الناشط الثقافي يحيى أبو عواضة محاضرة حول الهوية الإيمانية، مشيراً إلى أن جمعة رجب من أعظم وأقدس الذكريات للشعب اليمني لأَنَّها مناسبة تاريخية مهمة تحكي دخول اليمنيين في الإسلام وتذكرهم بهويتهم الإيمانية العظيمة.
واعتبر موقف الشعب اليمني اليوم في نصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة قوى الاستكبار والطغيان العالمي، دليل على صدق رسول الله في قوله “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
ولفت أبو عواضة إلى أنه في الوقت الذي يشهد العالم أكبر تراجع عن القيم الانسانية، هيأ الله للشعب اليمني بأن يكون في مقدمة المدافعين عن دين الله وقيم العدالة والكرامة والإنسانية.
وأوضح أن الحفاظ على الهوية الإيمانية هي سر تمسك الشعب اليمني وعدم قدرة العدو على اختراقه وغابت معها النعرات الطائفية والمناطقية حتى أصبح اليمن يقود متغيرات عالمية جديدة ولم تعد أمريكا سيدة البحر والعالم.
وحث على أخذ الحيطة والحذر من أي مشاريع تستهدف الهوية الإيمانية التي تحمل مجموعة قيم ذو نهج قرآني يصل إصحابها بالله عز وجل، مؤكداً أن الله سينصر اليمنيين في معركتهم ضد أمريكا واسرائيل طالما وأنهم يناصرون المظلومين.
تخلل الفعالية موشحات دينية معززة للهوية الإيمانية وتحمل دلالات عيد جمعة رجب في نفوس الشعب اليمني.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: عيد جمعة رجب الهویة الإیمانیة الشعب الیمنی جمعة رجب
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: التمكين الدنيوي للظالمين لا يعني رضا الله عنهم فلا تيأس وثق فى الله
قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الثقة بالله سبحانه وتعالى دَيدَن المؤمنين، وهي ركن من أركان الإيمان، وصِلة واضحة جليّة بين العبد وربه.
ونوه جمعة عبر صفحته الرسمية على فيس بوك أن الثقة بالله تجعلنا نؤمن بما عند الله أكثر من تصديقنا لما بين أيدينا، لأن الله سبحانه وتعالى فعالٌ لما يريد، وهو على كل شيء قدير، رب السماوات والأرض وما بينهما، وهو الذي خلقنا وأحيانا ويميتنا، وهو الذي رزقنا وهدانا إلى سواء الصراط المستقيم.
واضاف: لا ينبغي أن يدخل الشك إلى قلب أحدٍ من المؤمنين في ربه، فإن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن هدايةً للعالمين إلى يوم الدين، وبيّن لنا فيه سننًا إلهيةً جرت عبر التاريخ، لا لمجرد الاستماع إلى القصص، بل للاهتداء بها، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ﴾، وقال: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾.
وبين ان القرآن الكريم نزل هدىً للمتقين، وعمىً على الكافرين. وقد خصّ الله قصة موسى عليه السلام بذكرها في مواضع كثيرة من القرآن، حتى شغلت جزءًا كبيرًا من قصص الأنبياء، لما فيها من عبرٍ وحكم وهداية تُصلح حياة الأفراد والأمم.
ولفت الى ان من هذه الهداية: أن الله تعالى وصف موسى عليه السلام بالقوة؛ فقد كان قويّ البنية، كما قال تعالى: ﴿فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ﴾، ضربة واحدة أنهت حياة عدوه، وهي ليست ضربة بل "وكزة"! مما يدل على شدة قوته.
ولم يكن موسى قويّ الجسد فقط، بل كانت له نفسية قوية، وهيبة في الناس، فقد احتمى به الناس { فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ}. ولما ذهب إلى مدين سَقَى لبنات شعيب مع رعاء الناس في وسط الزحام.
ومع هذه القوة الظاهرة والباطنة، كان موسى عليه السلام يخاف، فقد ورد الخوف في كل مراحله:
• بعد القتل: ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾
• بعد التحذير وعند الخروج: ﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾
• عندما أمره الله بالذهاب إلى فرعون: ﴿ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ﴾، ﴿ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ﴾
• وعند مواجهة السحرة: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى﴾، فقال له ربه: ﴿ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى﴾
وبين ان موسى، رغم قوته الجسدية والنفسية والإيمانية، كان خائفًا، لأن العدو (فرعون) كان طاغية فاجرًا، يحكى عنه أنه كان يقتل بالنظرة، ويقول: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾، فقال الله فيه وفي من كان مثله من الجبابرة الطغاة على مر التاريخ: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى﴾.
وقد قرر القرآن قاعدة عظيمة تُورث الثقة بنصره في قلوب المؤمنين، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ﴾
فالخطاب تحول من الغائب ﴿أَلَمْ يَرَوْاْ﴾ إلى الخطاب المباشر ﴿مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ﴾، ليخاطب المؤمنين إلى يوم الدين.
هذه الآية تؤكد أن التمكين الدنيوي للظالمين لا يعني رضا الله عنهم، فهو القادر على إزالتهم في لحظة، ويخاطبك ربك قائلاً: "لا تخف".
وإن وقع الخوف في قلبك، فلا تيأس، فقد خاف موسى وهو كليم الله.
فكن ككليم الله موسى في الثقة والتصديق بأمر الله ولا تخف، واجعل حياتك لله: اجعله هو مقصودك.. وناصرك.. واعتمادك.. وذكرك.. وتوجهك، حتى لو لم يكن معك أحد.
فالنبي يأتي يوم القيامة ومعه الرجل والرجلان، وربما ليس معه أحد، فعامل لله، وثق بالله، ترى من عجائب قدرته ما يدهشك.