عواصم- رويترز

 

قال مسؤول إسرائيلي لوكالة رويترز إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أعطت الضوء الأخضر لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

ويحاول المفاوضون الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق معقد ومرحلي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة اليوم الأربعاء بعد محادثات مكثفة في قطر بهدف وقف القتال الذي تسبب في استشهاد وإصابة عشرات الآلاف إلى جانب دمار واسع النطاق وقلب الشرق الأوسط رأسًا على عقب.

وبثت محادثات استمرت لأكثر من 8 ساعات في الدوحة حالة من التفاؤل. وقال مسؤولون من دول الوساطة: قطر ومصر والولايات المتحدة، وكذلك من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في القطاع المحاصر وإطلاق سراح الأسرى أصبح أقرب من أي وقت مضى.

لكن مسؤولا كبيرا في حماس قال لرويترز في وقت متأخر من أمس الثلاثاء إن الحركة الفلسطينية لم تسلم ردها بعد لأنها ما زالت تنتظر تسليم إسرائيل لخرائط توضح كيفية انسحاب قواتها من غزة.

وخلال أشهر من المحادثات المتقطعة الرامية للتوصل إلى هدنة في الحرب المدمرة المستمرة منذ 15 شهرا، سبق أن قال الجانبان إنهما قريبان من وقف إطلاق النار ثم واجها عقبات في اللحظات الأخيرة. والخطوط العريضة للاتفاق الحالي قائمة منذ منتصف عام 2024.

وإذا نجحت تلك المساعي، سيؤدي الاتفاق المرحلي إلى وقف حرب أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمرت معظم أنحاء قطاع غزة وأجبرت معظم سكانه البالغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة على النزوح، ولا تزال تقتل العشرات كل يوم.

ومن شأن هذا بدوره أن يخفف التوتر في الشرق الأوسط حيث أشعلت الحرب مواجهات في الضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق، وأثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.

وشنت إسرائيل هجومها على غزة بعد أن هاجم مقاتلون بقيادة حماس بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.

ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت منذ ذلك الحين أكثر من 46700 فلسطيني في غزة.

وتجددت آمال الفلسطينيين في أن تؤدي المحادثات إلى وقف معاناتهم من الضربات الإسرائيلية وتخفيف الأزمة الإنسانية.

وقالت أمل صالح (54 عاما)، وهي من سكان غزة النازحين بسبب الحرب "بننتظر وقف إطلاق النار والهدنة. يا رب الله يكملها علينا بالخير ويعم علينا السلام، ونرجع على مكانا". وأضافت "معلش يعني حتى لو كانت بيوتنا مقصوفة ومدمرة... إلا إنه نعرف إنه خلاص احنا عايشين بحالة سلم".

وبموجب خطة الاتفاق ستستعيد إسرائيل نحو 100 أسير لا يزالون في غزة وجثث أسرى من بين الذين تم اقتيادهم إلى القطاع في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي شنته حماس واندلعت بعده الحرب. وفي المقابل ستفرج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين.

وأحدث مسودة للاتفاق معقدة، إذ تتضمن الخطوات الأولى بموجبها وقفا مبدئيا لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع.

وتتضمن الخطة أيضا انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من وسط غزة وعودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع. كما سيكون على حماس أن تطلق سراح 33 من الأسرى.

وتنص المسودة على بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق بحلول اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى. وتتضمن المرحلة الثانية إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين ووقف إطلاق النار بشكل دائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.

وحتى إذا وافقت أطراف القتال على الاتفاق المطروح، يتعين إجراء المزيد من المفاوضات قبل التوصل لوقف نهائي لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى.

وإذا مضت الأمور بسلاسة، سيظل يتعين على الفلسطينيين والدول العربية وإسرائيل الاتفاق على رؤية لغزة ما بعد الحرب، وهي مهمة ثقيلة تشمل توفير ضمانات أمنية لإسرائيل واستثمار مليارات الدولارات لإعادة الإعمار.

ورغم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، ذكر بيان أصدره جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) والجيش اليوم الأربعاء أنهما نفذا هجمات مع القوات الجوية على نحو 50 هدفا في أنحاء غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأسفرت ضربات إسرائيلية عن مقتل 13 فلسطينيا على الأقل في أنحاء قطاع غزة. وقال مسعفون إن من بين هؤلاء سبعة قتلوا في مدرسة تؤوي عائلات نازحة في مدينة غزة، وستة قتلوا في غارات جوية منفصلة على منازل في دير البلح ومخيم البريج ورفح.

ووجدت عائلات الأسرى في إسرائيل نفسها ممزقة بين الأمل واليأس.

وقالت هاداس كالديرون التي اختُطف زوجها وطفلاها "لا يمكننا أن نضيع هذه الفرصة. هذه هي الفرصة الأخيرة، يمكننا إنقاذهم".

وتقول إسرائيل إن 98 أسيرًا ما زالوا محتجزين في غزة، ويعتقد أن نصفهم تقريبا على قيد الحياة. ويشمل العدد إسرائيليين وأجانب. وتم أسر 94 من هؤلاء الأسرى خلال هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، بينما لا يزال أربعة محتجزين في غزة منذ عام 2014.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟

بينما تبدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استعدادها لإكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة والانخراط في المرحلة الثانية، تواصل إسرائيل مماطلتها بمحاولة فرض شروط جديدة للمرحلة الثانية من الاتفاق.

وبرأي الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، فإن حركة حماس تقدم ما يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يطالب بالإفراج عن الأسرى دفعة واحدة.

وكان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحية -في كلمة له أمس الثلاثاء- قد أعلن عن عزم الحركة تسليم جثامين 4 من أسرى الاحتلال الإسرائيلي غدا الخميس و6 من الأسرى الأحياء السبت القادم، وذلك في إطار تنفيذ بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

ويرى الحيلة أن حماس قدمت خطوة "استباقية ذكية" بالتوافق مع القاهرة وحتى مع حركة التحرير الوطني (فتح)، من خلال الموافقة على الذهاب إلى لجنة تكنوقراط مستقلة تأخذ شرعيتها من التوافق الفلسطيني الداخلي، ليصبح عنوان اليوم التالي "فلسطينيا" ويلبي رغبة من يقولون إنهم لا يريدون رؤية حماس في السلطة.

وأشار الحيلة إلى أن حماس وافقت فنيا على ربط هذه اللجنة بالحكومة في رام الله، وأن تشكل بمرسوم رئاسي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، و"بالتالي فهذه الخطوة تقدم حلا للإشكال المطروح بشأن حكم غزة".

إعلان

وبحسب الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، فقد بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإشارتين مهمتين، الأولى تتعلق بما قاله وزير خارجيته جدعون ساعر في تصوره لليوم التالي من أن إسرائيل لا تريد رؤية حماس داخل غزة، والثانية في تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر لقيادة مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو الرجل المقرب من الأميركيين.

وقال جبارين إن ديرمر سوف يقود المفاوضات مع إدارة الرئيس ترامب بشكل مباشر، وهو ما يعكس أن هناك ضغوطا أميركية تمارس على نتنياهو.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قال -في وقت سابق أمس- إن "إسرائيل ستبدأ هذا الأسبوع المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وإنها تطالب بإخلاء القطاع من السلاح تماما". وزعم أن حماس لديها خطة للدفع نحو تبني نموذج حزب الله في غزة، وأنها ستنقل الحكم المدني إلى السلطة الفلسطينية أو أي جماعة أخرى، لكنها ستظل القوة العسكرية المهيمنة في قطاع غزة".

وشدد الوزير الإسرائيلي على إصرار حكومة نتنياهو على نزع السلاح بشكل كامل من غزة. و"لن تقبل إسرائيل استمرار وجود حماس أو أي جماعة أخرى في غزة. ونطالب بآلية تنفيذية لضمان حدوث ذلك".

ولفت جبارين إلى أن إسرائيل لا تتحدث عن تواجدها في غزة، ولكنها تماطل وتناور بأن يأتي البديل من الولايات المتحدة الأميركية التي يرى – أي جبارين- أنها رمت بالكرة إلى دول الإقليم العربية كي تطرح البديل، مشيرا إلى أن أي بديل تطرحه الدول العربية ستقبل به إسرائيل.

وفي تصور الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن البديل الذي ستطرحه الدول العربية سيحظى بدعم أميركي، ولذلك لن ترفضه إسرائيل، وهو "المطب الذي وقع به نتنياهو"، مشيرا إلى أن السؤال الأهم يتعلق بما إذا كانت إسرائيل ستوقع على وقف إطلاق النار في غزة بشكل كامل خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل حكومة بديلة تتولى إعادة الإعمار.

إعلان

وأشار الحيلة إلى أن أحد استحقاقات المرحلة الثانية هو الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار المستدام، في مقابل تسليم حماس لجميع الأسرى الإسرائيليين،" لكن الإشكال أن الطرف الإسرائيلي يواصل المماطلة من خلال إعادة النقاش والجدل حول قضايا أخذت جهدا من الوسطاء طوال عام كامل.

ويذكر أن خليل الحية أوضح في كلمته أن حماس جاهزة للتفاوض الفوري حول بنود المرحلة الثانية، والتي تشمل "وقفا تاما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإتمام صفقة تبادل أسرى شاملة في رزمة واحدة"، مع ضرورة تحصين ذلك بضمانات دولية ملزمة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2735.

مقالات مشابهة

  • تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
  • حماس: إطلاق سراح عدد من الأسرى أصحاب المؤبدات والأحكام العالية السبت
  • حماس: جاهزون لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تنشئ مديرية خاصة لترحيل الفلسطينيين لتطبيق خطة ترامب
  • إسرائيل تنشيء مديرية خاصة لترحيل الفلسطينيين لتطبيق خطة ترامب
  • إسرائيل تعلن بدأ المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • 500 يوم على العدوان الصهيوني على غزة.. أرقام ووقائع
  • 500 يوم على حرب غزة.. أرقام ووقائع
  • ترامب: إعطاء الضوء الأخضر سبب إفراج حماس عن الرهائن الإسرائيليين الثلاثة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارة على مسلحين شرق رفح وحماس تُعقّب