الجزيرة:
2024-09-19@23:02:05 GMT

مدينة نوفوروسيسك الروسية

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

مدينة نوفوروسيسك الروسية

مدينة نوفوروسيسك تعني بالروسية "روسيا الجديدة"، تقع في الجنوب الغربي الروسي، ويطلق عليها أيضا "المدينة البطلة" وتتبع النطاق الفدرالي لمدينة كراي كراسنودار.

تضم أحد أكبر الموانئ الروسية المطلّة على البحر الأسود، وتعد بوابة الحبوب والنفط نحو دول العالم، إضافة إلى ثقلها الصناعي الذي جعلها تلعب دورا هاما في الحركة الاقتصادية الروسية.

تعرّض ميناء نوفوروسيسك في الرابع من أغسطس/آب 2023 لهجوم بالزوارق المسيرة من الجانب الأوكراني، أدى إلى تعطيل شحنات الحبوب والنفط مع اشتداد القتال في البحر الأسود، مما سبب اضطرابا في أسواق الغذاء والطاقة العالمية.

الموقع

تقع مدينة نوفوروسيسك جنوب غربي روسيا وتتقاسم الواجهة البحرية المطلّة على البحر الأسود مع كل من أوكرانيا ورومانيا وبلغاريا وتركيا وجورجيا، إضافة إلى تموقعها على ضفاف خليج المياه العميقة "تسمسكايا".

موقعها الجغرافي البعيد عن الأجواء السيبيرية الروسية القاسية جعل منها مدينة لا تعرف الجليد والتجمد الشتوي، ومنحتها هذه الخاصية المناخية الفريدة في المجال الروسي حركة وثقلا اقتصاديا كبيرين على المستويين المحلي والعالمي.

تتكون مدينة نوفوروسيسك من 5 مناطق إدارية: المنطقة الوسطى، والمنطقة الشرقية، والمنطقة الجنوبية، وبريموسكي، ونوفوروسيسك، وتبلغ مساحتها 83 ألفا و494 هكتارا.

ميناء نوفوروسيسك تعرّض لهجوم بالزوارق المسيرة من أوكرانيا مما أدى إلى تعطيل شحنات الحبوب والنفط (شترستوك) السكان

تشير الإحصاءات الرسمية لعام 2015 إلى أن تعداد سكان مدينة نوفوروسيسك بلغ 260 ألف نسمة، وهو ما يعادل 0.18% من عدد سكان روسيا، وبمعدل نمو 1.60% كل 10 سنوات.

التاريخ

تأسست مدينة نوفوروسيسك لتحقيق أهداف إستراتيجية عسكرية وتجارية مهمة للدولة الروسية في تلك المنطقة، لذلك كان قرار حكومة الإمبراطورية سنة 1838 إنشاء تحصينات عسكرية على ساحل البحر الأسود، ومن ضمنها إنشاء تحصينات على ضفاف خليج تسيمس، الذي تتيح له الظروف المناخية عدم التجمد في فصل الشتاء، وفي سنة 1839 أُطلق على هذه التحصينات اسم نوفوروسيسك.

ضمنت التحصينات دورا دفاعيا عسكريا فعالا ومهما تواصل حتى سنة 1845، حين أنشئ ميناء تجاري كبير قادر على استقبال السفن التجارية والحربية الروسية والأجنبية التي تصل سواحل البحر الأسود لتوريد واستيراد البضائع.

ومنح الميناء البلدة عام 1869 صفة المدينة التي بدأت شيئا فشيئا في جذب العمال الذين استوطنوها، خاصة بعد اكتشاف مناجم للمواد الخام الأساسية في صناعة الإسمنت، وبعدها إنشاء أول مصنع للإسمنت دخل طور الإنتاج عام 1882.

أنشئت أولى السكك الحديد بالمدينة عام 1888، وربطت نوفوروسيسك مع مدينة كراسنودار، وفي عام 1893 بدأت أول محطة كهربائية في المدينة بإنتاج التيار الكهربائي.

بعد الثورة البلشفية في أكتوبر/تشرين الأول 1917، كانت المدينة ساحة للصراع بين الشقّين المناصر والمعارض للسلطة السوفياتية، والذي انتهى سنة 1920 إثر مغادرة الجنرال أنطون دينيكين وداعميه المدينة عن طريق البحر، واستعادت استقرارها مجدّدا، وتم البدء في تطوير المؤسسات الضرورية لعيش السكان مثل المدارس والمستشفيات والمصانع، مما أسهم في توسّع المدينة.

سنة 1942 وخلال الحرب العالمية الثانية، مثّلت مدينة نوفوروسيسك آخر الخطوط الدفاعية التي أوقفت زحف القوات الألمانية المتوجهة نحو مناطق القوقاز، على الرغم من تمكن القوات الألمانية من احتلال بعض المناطق والأحياء من المدينة.

وفي بداية فبراير/شباط 1943، قامت القوات السوفياتية بعملية إنزال جوي استطاعت من خلالها احتلال منطقة صغيرة تسمى "ملايا زمليا"، أطلق عليها فيما بعد اسم "الأرض الصغيرة"، وتمكنت قوات الإنزال من الدفاع عن هذه الأرض لمدة 225 يوما، وكبدت الجيش الألماني خسائر فادحة وحررت المدينة في سبتمبر/أيلول 1943.

بعد تحرير المدينة، بدأت عمليات إعادة الإعمار التي أسهم فيها سكان نوفوروسيسك، وتثمينا لجهودهم منحت المدينة وسام الحرب من الدرجة الأولى ولقبت بـ"المدينة البطلة".


الاقتصاد

تمثل مدينة نوفوروسيسك محورا رئيسيا في أنشطة النقل والملاحة، وركيزة اقتصادية مهمة بالنسبة للجنوب الروسي، إذ تنتج 15% من الناتج المحلي الخام للمنطقة، وتحتل في ذلك المركز الثاني بعد مدينة كراسنودار من ناحية المواد المصنعة والخدمات.

وحسب إحصاءات سنة 2014، فإن عدد المؤسسات الصغرى والمتوسطة بلغ 502 مؤسسة لكل 10 آلاف ساكن في نوفوروسيسك، وهو مؤشر إيجابي مقارنة بأرقام سنة 2013، نظرا لتحقيق نمو قدّرت نسبته بـ0.2% كمعدّل نمو متوسّط لكافة مؤسسات المدينة.

عام 2013 بلغ إجمالي عدد المؤسسات والمصانع في نوفوروسيسك 15 ألفا و693. ثم في عام 2015 بلغ عددها 16 ألفا و16 مؤسسة ومصنعا بنسبة تطور للبنية الصناعية والخدماتية بلغت 2.1%.

رؤوس الأموال المركّزة في المدينة ارتفعت سنة 2014 لتصل إلى 102445 مليار روبل روسي متجاوزة أرقام سنة 2013 بـ8.4%.

سنة 2014، بلغت قيمة الاستثمارات المرصودة من جميع موارد المدينة 49935 مليار روبل بنسبة تطوّر بلغت 18% عن السنوات الفارطة.

من أهم المشاريع التي استكملت في نوفوروسيسك حتى عام 2014 بناء خطوط معالجة الإسمنت بطاقة إنتاجية بلغت 6 آلاف طن في اليوم الواحد.

بالإضافة لبناء محطة مركزية للنفط بقيمة استثمارية بلغت 6 مليارات روبل، إلى جانب مشروع خطوط الأنابيب العملاق لنقل الطاقة الذي تمت توسعته سنة 2015 لتبلغ طاقته الإنتاجية القصوى 67 مليون طن سنويا، بعد أن كانت 28 مليون طن عام 2013 سنة افتتاحه.

حققت مدينة نوفوروسيسك نموا في الاستثمار على الأصول الثابتة سنة 2014 بلغ نسبة 39.3% لكل ساكن واحد، وخلال منتدى سوتشي للاستثمار قدمت 29 مشروعا استثماريا وهيأت 32 موقعا صناعيا، مما مكنها من توقيع 15 اتفاقية استثمارية بقيمة 64 مليار روبل.

وانطلاقا من عام 2018 حتى 2022، تمكنت نوفوروسيسك من إنشاء 85 مشروعا ضخما في عديد من المجالات، مثل الفلاحة والصناعة والخدمات، بقيمة استثمارية بلغت 226 مليار روبل، منها 44 مشروعا بلغ أقصى درجاته الإنتاجية.

النصب التذكاري في ملايا زمليا المطل على البحر الأسود بمدينة نوفوروسيسك (شترستوك) معالم

تحتفي مدينة نوفوروسيسك بتاريخها البحري، وبها عدد من التماثيل التي تجسّد شخصيات ومواقف وملاحم عرفتها منذ تأسيسها عام 1838، منها:

تمثال "زوجة البحّار" المطل على معبر البواخر التي تغادر ميناء نوفوروسيسك. تمثال "البحّار المجهول". تمثال "الأميرال سربرياكوف". النصب التذكاري في ملايا زمليا المطل على البحر الأسود. نصب تذكاري لـ"عمال الموانئ". إضافة إلى تمثال "مؤسسي المدينة" وهم الجنرال نيكولاي رائيفسكي والأميرال ميكائيل لازاريف والأميرال لازار سربرياكوف.

تعرف مدينة نوفوروسيسك أيضا بمتاحفها التي تبلغ 8 متاحف، وهي:

متحف "ستاروشيركاكسك"، وهو عبارة عن تحصينات اعتمدها الجيش الأبيض في مواجهة العثمانيين. متحف الكاتب الروسي ألكسندر سولجيليتسين، وهو البيت الذي عاش فيه ويضم أهم مؤلفاته. متحف الفنون الجميلة. متحف التاريخ الوطني الذي شيّده جوزيف ستالين، ويؤرّخ لتعايش القوقازيين والأتراك في روسيا. متحف الرسام والكاتب والشاعر الروسي ليرمنتوف، وهو في الأساس المنزل الذي عاش فيه. المتحف المحلي بنوفوروسيسك الذي خصّص لتاريخ المنطقة ولتبيان ثرواتها الطبيعية والحيوانية. متحف الرسّام يوروشينكو رائد الواقعية في روسيا. متحف التاريخ والآثار "آزوف"، الذي يضم في ردهاته حفريات وبقايا حيوان الماموث وكائنات منقرضة وجدت هياكلها العظمية في عديد من المواقع في المدينة.

كما أن المدينة تضم عديدا من المتنزهات والحدائق، مثل حديقة بوشكين المركزية، ومتنزه لينين ومتنزه فرونزه ومتنزه ماركس، والعديد من المتنزهات والحدائق العامة. كما توجد في المدينة القبة الفلكية وحديقة مائية (أكوابارك).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على البحر الأسود

إقرأ أيضاً:

الخارجية الروسية: تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان يتطلب تحقيقا دوليا 

قالت وزارة الخارجية الروسية، عن تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان، إن هذا يتطلب تحقيقا واهتماما دوليا، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل منذ قليل. 

مقالات مشابهة

  • نائب محافظ البحر الأحمر تتفقد مدينة القصير
  • نائب محافظ البحر الأحمر تتفقد مدينة القصير لدعم الهوية البصرية وحماية التراث الثقافي
  • بوتين: القوات المسلحة الروسية ستتزود بـ1.4 مليون طائرة مسيرة هذا العام
  • أمير المدينة المنورة: الخطاب الملكي يؤكد على الخطوات الثابتة التي قادت إلى تحقيق الكثير من المنجزات والمستهدفات
  • أمير منطقة المدينة المنورة: الخطاب الملكي يؤكد على الخطوات الثابتة التي قادت إلى تحقيق الكثير من المنجزات والمستهدفات
  • أ ف ب عن مسؤول أوكراني: هناك آلاف المدنيين في كورسك الروسية الخاضعة لسيطرتنا
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • الخارجية الروسية: تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان يتطلب تحقيقا دوليا 
  • الروسية التي أصبحت سلطانة مصر
  • «الدفاع الروسية»: إسقاط 7 مسيّرات أوكرانية فوق منطقة بريانسك