بغداد اليوم – بغداد

دعا القيادي في الإطار التنسيقي، رعد التميمي، اليوم الأربعاء (15 كانون الثاني 2025)، إلى إنهاء ظاهرة ما أسماها بـ"المعابر الشبح"، مشيراً إلى أنها ستؤدي إلى انهيار قطاع يوفر 50 % من مصادر رزق الأيدي العاملة في العراق.

وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "كل الوعود التي أطلقتها الحكومات المتعاقبة بشأن حماية الإنتاج الزراعي المحلي بقيت حبراً على ورق، في ظل استمرار نشاط المعابر الشبح، وهي معابر غير رسمية تنتشر في عدّة محافظات من إقليم كردستان مع دول الجوار، وتسمح بتدفق كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية في وقت ذروة الإنتاج الوطني، مما يؤدي إلى إغراق الأسواق وانخفاض كبير في الأسعار".

وأضاف، أن "هذا الوضع يُكبّد المزارعين خسائر جسيمة تُخلّ بميزان الإيرادات والتكاليف، مما يدفع الكثيرين إلى التخلي عن مهنة الآباء والأجداد"، موضحاً أن "هذه الأيام تمثل ذروة إنتاج محصولي البرتقال والطماطم، لكن تدفق كميات كبيرة من المستورد إلى الأسواق يفاقم معاناة شريحة واسعة، خصوصاً أن الزراعة توفّر مصادر رزق لنحو 50% من الأيدي العاملة في العراق".

ولفت التميمي إلى أن "فقر الأرياف له تداعيات خطيرة، ويجب أن يُنظر له باهتمام، وعلى الحكومة فرض إرادتها على جميع المعابر وإنهاء ظاهرة المعابر الشبح، التي تنفي السلطات في الإقليم وجودها، لكن الواقع يؤكد عكس ذلك".

وأكد أن "الإنتاج الوطني، سواء في الزراعة أو القطاعات الصناعية الأخرى، يدفع ثمن وجود هذه المعابر التي لا تلتزم بالروزنامة الاتحادية المتعلقة بمنع دخول المحاصيل والمواد في وقت ذروة الإنتاج، مما ينعكس سلباً على الفلاحين ويؤدي إلى تعقيدات اجتماعية وأمنية خطيرة".

يشار الى أن هناك عدة منافذ حدودية ضمن إقليم كردستان غير خاضعة لسلطة بغداد الاتحادية، ما يسمح بدخول كميات كبيرة من المحاصيل المستوردة، وخاصة في ذروة الإنتاج الوطني، وهو ما يؤدي إلى إغراق الأسواق".

النائب رفيق الصالحي، من جهته دعا في وقت سابق من يوم الثلاثاء، إلى اعتماد خارطة طريق لحماية المنتج الوطني من المحاصيل الزراعية في البلاد، مؤكدا أهمية هذا القطاع الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني.

الصالحي قال في تصريح  تابعته "بغداد اليوم" إن "قطاع الزراعة يستقطب نحو نصف الأيدي العاملة على مستوى البلاد، وهو قطاع مهم وحيوي، وبالتالي لابد من وجود خارطة طريق وطنية لحماية المحاصيل الزراعية، في ظل وجود منافذ حدودية لا تلتزم بالروزنامة الصادرة من وزارة الزراعة، مما يؤدي إلى تدفق المحاصيل المستوردة بشكل يُغرق الأسواق ويكبد المزارعين خسائر فادحة".

وأضاف أن "الأيام المقبلة ستشهد ذروة إنتاج محصول الطماطم من مزارع جنوب البلاد، وخاصة الزبير، مما يستدعي تحركًا لضبط المنافذ الحدودية، لاسيما في إقليم كردستان، حيث توجد منافذ لا تخضع للإجراءات الاتحادية، ما يسمح بدخول كميات كبيرة من المحاصيل المستوردة، ويؤدي إلى ضرر كبير للمزارعين الذين يعتمدون على هذه الفترة لتسويق محاصيلهم وتحقيق التوازن بين التكاليف والإيرادات".

وأشار الصالحي إلى "ضرورة وجود سلسلة إجراءات لحماية المنتج الوطني في قطاع الزراعة، باعتباره قطاعًا حيويًا يمثل مصدر رزق لشريحة واسعة من سكان المناطق الريفية".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: کمیات کبیرة من من المحاصیل

إقرأ أيضاً:

هل يصبح جنون راعي البيت الأبيض طوق الإنقاذ أو الإغراق لمتطرفي الاحتلال؟!

اشتهر الحزب الجمهوري عن الديمقراطي بتطرفه في دعم الاحتلال وإن خالف في تلك المقاربة الرئيس الديمقراطي"جو بايدن" من خلال تواطئه مع الإبادة التي شنتها إسرائيل بعد انطلاق "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن استشهاد ما يقارب 50 ألف فلسطيني من الأطفال والنساء من المدنيين العزل..

لكن الرئيس الحالي "دونالد ترامب" قد تخطى جميع من سبقوه حتى منذ تأسيس الولايات، بشخصيته التي تفتقد الدبلوماسية والذوق وخلفيته كمقاول عقارات ومالك لاتحادات المصارعة، مع فقدانه البُعد الأخلاقي في تفكيره ومنهجه، لتصبح هذه كلمة السر في جميع قراراته التي تتسم بالتعالي الممجوج وعدم الاحترام لأي بُعد إنساني؛ خلال عهدته الأولى بالبيت الأبيض ومطلع رئاسته الثانية التي بدأت قبل قليل.

وناقض "ترامب" نفسه بعد تدخله في نهاية عُهدة "بايدن" ليفرض على حكومة الاحتلال القبول بعقد الصفقة مع المقاومة من خلال الوسطاء، ثم عاد أدراجه مشجعا "نتنياهو" على قلب الطاولة مرة أخرى بالحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة، ليعود رئيس الكيان أقوى مما ذهب بعدما كان منكسرا ذليلا مُجبرا على تكملة المراحل الخاصة بالصفقة، حتى أصبح العنصر الرئيس في جدول أعمال الكابينيت الحكومي هو مناقشة قرارات الرئيس الأمريكي الخاصة بالتهجير وطرق تنفيذها، وتوقف الاحتلال عن الحديث عن أسراه لدى المقاومة!

وثمّة محطات للرئيس الأمريكي تُظهر تمييزا مبالغا فيه في علاقة إدارته بالاحتلال وربما لم يفعلها رئيس قبله، وهي:

1- الاعتراف الأمريكي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل كأحد أهم وأخطر القرارات التي اتخذها "ترامب"، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

2- الزيارة التي قام بها "دونالد ترامب" كأول رئيس أمريكي يزور حائط البراق في البلدة القديمة في القدس الشرقية، خلال شغله منصبه.

3- ارتداؤه ثوب الحكمة ومطالبته الفلسطينيين بالتخلص من بعض الكراهية التي يتعلمونها وهم في عمر صغير للغاية ضد الإسرائيليين! على أساس أن الصهاينة يتحلون بالتسامح والمحبة التي يشهد لهم بها العالم!

4- تصريح ترامب عام 2018 خلال مقابلته لنتنياهو بالقول: إن حل الدولتين ليس الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط!

5- تصريحه بأن مساحة الدولة العبرية صغيرة وغير كافية وأن إسرائيل تستحق مساحة أكبر من تلك الحالية، في إشارة لمباركته عمليات توسع في دول الطوق كالأردن ومصر وسوريا لمصلحة الكيان..

6- تعهُّد سفيرته السابقة لدى الأمم المتحدة "نيكي هايلي" في خطابها أمام المؤتمر السنوي لمنظمة "إيباك"، أكبر لوبي داعم للاحتلال داخل أمريكا، قائلة: زمن تقريع إسرائيل قد ولى!

7- وصف السفير الأمريكي في الأراضي المحتلة -في عهدة ترامب الأولى- "ديفيد فريدمان"، الاحتلال الإسرائيلي بالاحتلال المزعوم! مما أثار غضب الفلسطينيين. يذكر أن والد السفير "فريدمان" كان حاخاما معروفا بدعمه للمستوطنات في الضفة الغربية.

والسؤال الذي يحتاج منّا إلى الإجابة عليه:

ما الذي يشجع "دونالد ترامب" على قراراته التمييزية بتلك الصفاقة لمصلحة الكيان الصهيوني؟!

- شخصية ترامب التي تؤمن بالصدمة ولا تراعي ردود الفعل لقراراته التي تعتمد على امتلاكه للقوة، كما جاء في معرض رده على أحد الصحفيين حينما سأله في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالعاهل الأردني قائلا له: أي السلطات المخوّلة لك للزعم بتملك أرض غزة؟! فرد عليه بكل بساطة قائلا: بموجب السلطة الأمريكية!

- غياب المجتمع الدولي تماما وضعف المؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن المنبثق عنها، وانفراد الولايات المتحدة -المنحازة للاحتلال- بالوساطة القسرية دون مزاحمة من أحد!

- ضعف الحكومات والأنظمة العربية عن مجابهة الإدارات الأمريكية ولو بموقف سياسي موحد، واستخفاف الرئيس الأمريكي الحالي بهم حيث لا يرى فيهم غير أدوات تساعده على تنفيذ شطحاته ورغباته الصهيونية التي تتسق مع جموح أعضاء إدارته من اليمين المتطرف!

- وقوف المقاومة ومعها حاضنتها الشعبية من أبناء الشعب الفلسطيني وحدهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي والمخططات الأمريكية دون دعم رسمي، وانحسار الدعم الشعبي والذي جرّمته الحكومات إلا النذر اليسير الذي يخرج بطريقة ذر الرماد في العيون!

ختاما:

يبدو أن اتفاقا سريا -في عُهدة بايدن- أعلنه بعض الصحفيين الأمريكيين يفيد بأن بعض الأنظمة العربية كانت ترحب بالخلاص من المقاومة والإجهاز عليها، ونقل تبعية غزة وشعبها إلى وصاية السلطة الفلسطينية ورئيسها "عباس" ليعيد الاحتواء والتركيع لها كما فعل مع الضفة الغربية، لكنهم فوجئوا بأن اتفاقهم السري قد تغير بما أعلنه ترامب بترحيل أهل غزة إلى داخل أقطارهم العربية، وبذلك تتحول غزة بصلابتها وممانعتها في وجه الاحتلال إلى قنبلة موقوتة في وجه الأنظمة! فماذا تفعل الحكومات العربية مع شعبٍ واجه كل العالم الغربي تحت بيارق وأعلام الكيان الصهيوني وانتصر عليه؟!

هذا ما حمل الأنظمة العربية على رفض مقترحات ترامب من خطة التهجير لمعرفتهم بانتهازية ترامب ورغبته الجامحة في استنزاف ثراوتهم وتصدير المشاكل إليهم خدمة للاحتلال، وهكذا فشلت الخطة التي تدثرت ببعض العبارات المعسولة عن السعي لإيجاد حياة أفضل للفلسطينيين وتعويضهم بعد الجحيم الذي عاشوه طوال السنين والعقود الماضية.

ورب ضارة نافعة!

مقالات مشابهة

  • محافظ بني سويف يتابع جهود مديرية الزراعة لتحسين الإنتاج ومواجهة التعديات
  • البيض المدبلج يغزو أسواق بغداد: تشويه لصورة المنتج المحلي الوطني
  • اليوم.. محاكمة كروان مشاكل بتهمة سب وقذف ليلى الشبح
  • فتح السوق الأسترالية أمام الموالح والتمور المصرية.. خبراء: يعزز الصادرات الزراعية ويوفر فرص العمل
  • وزير الزراعة يشارك في اليوم الوطني لجمهورية صربيا
  • "البنك الوطني" ينظم جلسة حول توقعات الأسواق لـ2025
  • هل يصبح جنون راعي البيت الأبيض طوق الإنقاذ أو الإغراق لمتطرفي الاحتلال؟!
  • الدراما العُمانية ما لها وما عليها
  • عضو الشيوخ: القطاع الصناعي أحد المحركات الأساسية للاقتصاد الوطني
  • مع قرب شهر رمضان.. هل تسيطر الحكومة على أسعار المواد الغذائية؟ - عاجل