حضارة يابانية قديمة شوهت جماجم أطفالها عمدا ولا أحد يعرف السبب
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
توصلت دراسة جديدة إلى أن مجموعة من السكان الأصليين الذين عاشوا في اليابان، منذ 400 عام، قاموا بتشويه جماجم أطفالهم الرضع عمدا.
إقرأ المزيد تحليل جينوم "رجل الجليد" يكشف عن صفاته وأصولهوأقام شعب هيروتا في جزيرة تانيغاشيما جنوب اليابان بين عامي 200 و600 ميلادي، وكانت لديهم رؤوس أقصر بشكل ملحوظ وكانت مسطحة من الخلف، وتحديدا العظم القذالي (العظم المستدير الكبير في مؤخرة وقاعدة الخرزة) والأجزاء الخلفية للعظم الجداري (هناك نوعان من العظام الجدارية، كل جانب يشكل سقف وجوانب الجمجمة).
وبين عامي 1957 و1959، وفيما بعد بين 2005 و2006، عثر الباحثون على العديد من الهياكل العظمية من موقع هيروتا في تانيغاشيما ووجدوا أن معظم جماجمها مشوهة.
وحتى الآن، لم يكن واضحا ما إذا كانت الجماجم تشوهت بسبب عملية طبيعية غير معروفة أو تم تشويهها عمدا من خلال عملية تُعرف باسم التشويه القحفي الاصطناعي (ACD) والتي تتضمن عادة لف جمجمة الرضيع أو الضغط عليها لتغيير شكلها بعد فترة وجيزة من الولادة. ويُعرف التشويه القحفي الاصطناعي (ACD) أيضا باسم تشويه الجمجمة المتعمد، ومع ذلك، يتم استخدام هذا المصطلح في كثير من الأحيان، لأن معظم الأفراد لا يتخذون هذا القرار بأنفسهم.
وحتى الآن، لم يكن علماء الآثار متأكدين مما إذا كان الشكل تشوها طبيعيا أو تشويها متعمدا.
وكما هو معلوم، فإن رؤوس الأطفال تشتهر بالنعومة والطراوة عند ولادتهم. ويرجع ذلك إلى وجود فجوات بين عظام الجمجمة الكبيرة التي تتيح "مرونة الجمجمة"، وهو أمر غريب تطور للمساعدة بشكل أفضل في الضغط على الرأس الكبير عبر قناة الولادة.
إقرأ المزيد روسيا..العثور على سكين تعود لإنسان النياندرتال عمرها حوالي 80.000 عاموبسبب هذه المرونة، كان الآباء قادرين منذ فترة طويلة على تشكيل جماجم أطفالهم من خلال ربط رؤوس الأطفال بقطعة قماش أو قطع من الخشب، وغالبا ما يطولونها، وهي ممارسة شوهدت في العديد من الحضارات عبر التاريخ، حتى في العصور القديمة مثل إنسان النياندرتال.
في البداية، قد تكون هذه الممارسة غير مقصودة، بالنظر إلى مدى سهولة تشكيل الجمجمة، مثل ترك الطفل يستريح على ظهره لفترات طويلة من الزمن. ومع ذلك، فقد أصبحت ممارسة مقصودة، واستمرت في العصر الحديث، وشوهدت في العديد من الثقافات في السنوات الأخيرة.
وقال المؤلف المشارك وقائد الفريق الدكتور نوريكو سيغوتشي، من جامعة كيوشو، إن أحد المواقع في اليابان التي ارتبطت منذ فترة طويلة بتشويه الجمجمة هو موقع هيروتا في جزيرة تانيغاشيما اليابانية، في محافظة كاجوشيما.
وأضاف: "هذا موقع دفن واسع النطاق لشعب هيروتا الذين عاشوا هناك خلال نهاية فترة يايوي، حوالي القرن الثالث الميلادي، حتى فترة كوفون، بين القرنين الخامس والسابع الميلادي.
ولفهم التشوهات بشكل أكبر، حلل الفريق صورا ذات بعدين لمخطط الجماجم ومسحا ثلاثي الأبعاد لسطحها. وقارنوا المجموعة أيضا بالجماجم من المواقع الأثرية الأخرى في اليابان.
إقرأ المزيد فرنسا.. العثور على عظام تعود لطفل مجهولوأوضح الدكتور سيغوتشي: "كشفت نتائجنا عن التشكل القحفي المتميز والتباين الإحصائي الكبير بين أفراد هيروتا مع عينات جزيرة كيوشو جومون ودويجاهاما يايوي. إن وجود خلفية مسطحة من الجمجمة يتميز بتغيرات في العظم القذالي، إلى جانب انخفاضات في أجزاء من الجمجمة تربط العظام معا، وتحديدا الدرز السهمي (نسيج ضام يقع بين العظام الجدارية في الجزء العلوي من الجمجمة) واللامي (أو الدرز اللامي السفلي هو نسيج ضام ليفي من الجانب الخلفي للجمجمة، الذي يربط بين العظام الجدارية والعظم القذالي)، يقترح بشدة تعديل الجمجمة المتعمد".
وتابع الدكتور سيغوتشي: "تساهم النتائج التي توصلنا إليها بشكل كبير في فهمنا لممارسة التعديل المتعمد في الجمجمة في المجتمعات القديمة".
ولا يُعرف سبب مشاركة شعب هيروتا في مثل هذا التعديل الشديد للجسم، ولكن قد يكون أحد الأسباب هو المساعدة في الحفاظ على هوية المجموعة.
وأضاف الدكتور سيغوتشي: "نأمل أن تقدم التحقيقات الإضافية في المنطقة رؤى إضافية حول الأهمية الاجتماعية والثقافية لهذه الممارسة في شرق آسيا والعالم".
نُشرت الدراسة في مجلة PLoS One.
المصدر: مترو
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا آثار اطفال اكتشافات
إقرأ أيضاً:
بعد سقوطها من علو.. إنقاذ حياة طفلة في مستشفى بلبيس
أكد الدكتور هاني جميعة وكيل وزارة الصحة بالشرقية أن الفريق الطبي بقسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى بلبيس المركزي نجح في إنقاذ حياة طفلة تبلغ من العمر ٣ سنوات، بعد إجراء عملية جراحية دقيقة لها بالمخ، إثر إصابتها بكسر في عظام الجمجمة ونزيف بالمخ، نتيجة سقوطها من علو.
واضاف الدكتور هاني جميعة وكيل وزارة الصحة بالشرقية، بأن الطفلة حضرت إلى المستشفى، عن طريق سيارة الإسعاف فاقدة للوعي تمامًا، وتظهر عليها آثار الإصابة بكسر بالجمجمة، وبمجرد وصول الحالة تم إجراء الأشعات والفحوصات الطبية والمعملية اللازمة، والتي أكدت وجود كسر بعظام الجمجمة ونزيف حاد خارج الأم الجافية، وتم على الفور تجهيز غرفة العمليات وإجراء جراحة عاجلة دقيقة للطفلة، حيث قام فريق جراحة المخ والأعصاب بتفريغ النزيف تمامًا، وعمل تثبيت تجميلي لعظام الجمجمة بمكانها الطبيعي مرة أخرى للحفاظ على الهيئة الطبيعية والشكل الجمالي للجمجمة بعد الجراحة؛ حرصًا من الفريق الطبي على عدم ترك أي أثر للجراحة لاحقًا، والحالة الآن مستقرة وتتلقى الرعاية الصحية تحت إشراف أطباء المخ والأعصاب وأطباء العناية المركزة للأطفال بالمستشفى.
وأوضح محمود عبدالفتاح مدير المكتب الإعلامي بالمديرية، بأن ذلك يأتي في ضوء توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، برفع كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والمواطنين بمحافظة الشرقية، وضرورة التدخل السريع وسرعة إتخاذ القرار المناسب للحالات الطارئة، وبذل كامل الطاقة والجهود لتقديم أفضل خدمة طبية ممكنة للمرضى والمواطنين، لافتاً أن وكيل وزارة الصحة بالشرقية قدم الشكر للدكتور شريف شاهين مدير عام الطب العلاجي، والدكتور إياد درويش مدير إدارة المستشفيات بالمديرية، وللدكتور أنور شاهين، والدكتور توفيق أبو لبن، والأطباء بأقسام جراحة المخ والأعصاب والعمليات والعناية المركزة للأطفال والاستقبال والطوارئ، وهيئة التمريض والفنيين والخدمات المعاونة ولجميع القائمين على هذا العمل، نظراً لجهودهم المخلصة المبذولة لخدمة المرضى والمصابين بمركز ومدينة بلبيس والمراكز المحيطة بها.