قالت صحيفة إيكونوميست، في تقرير حديث لها، إن إيران تواجه تهديدًا اقتصاديا كبيرا مع استعداد الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب لتكثيف العقوبات الاقتصادية عليها.

ووفقا للصحيفة، تتصاعد الضغوط على إيران بعد قرارات الإدارة الأميركية السابقة، حيث تركز الجهود الآن على تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى مستويات غير مسبوقة.

انخفاض حاد في صادرات النفط

وفي الأشهر الأخيرة من إدارة جو بايدن، تم تشديد العقوبات على ناقلات النفط الإيرانية، مما أدى إلى انخفاض صادراتها إلى الصين بنسبة 25% لتبلغ 1.3 مليون برميل يوميا.

ومع وجود 20 مليون برميل من النفط الإيراني عالقا في البحر، خاصةً قبالة سواحل ماليزيا وسنغافورة، تواجه طهران تحديا كبيرًا في العثور على ناقلات جديدة لتحل محل الناقلات المدرجة في قائمة العقوبات الأميركية، وفق الصحيفة.

وتعمل إدارة بايدن -وفقا لإيكونوميست- على استهداف ناقلات النفط التي تقوم بآخر مرحلة من نقل النفط الإيراني إلى الصين، حيث بدأت موانئ صينية رئيسية مثل مجموعة موانئ شاندونغ بحظر استقبال هذه الناقلات.

وأثر هذا القرار على الطلب الصيني على النفط الإيراني، مما أدى إلى تقليص الفجوة السعرية بين الخام الإيراني وخام برنت العالمي من 6.50 دولارات إلى 1.50 دولار فقط، حسب الصحيفة.

إعلان سيناريوهات إدارة ترامب

وتشير التوقعات إلى أن إدارة ترامب قد تصعد من إستراتيجيتها عبر إدراج المزيد من الناقلات والتجار في قائمة العقوبات.

وأحد الخيارات المطروحة -بحسب الصحيفة- يشمل فرض عقوبات على أي ميناء صيني يستقبل شحنات النفط الإيراني، أو حتى فرض تعريفات جمركية ضخمة على الصين حتى تلتزم بوقف وارداتها من النفط الإيراني.

ويتوقع خبراء أن يؤدي خفض صادرات النفط الإيرانية بمقدار مليون برميل يوميًا بحلول الصيف إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا بمقدار 5-10 دولارات للبرميل في السيناريو الأفضل.

لكن السيناريو الأسوأ قد يشهد تصعيدًا من إيران قد يصل حتى إغلاق مضيق هرمز، الممر الحيوي الذي يمر عبره 30% من النفط المنقول بحرًا عالميا.

ويحذر التقرير من التداعيات الجيوسياسية المحتملة بما في ذلك ردود أفعال عنيفة من الجانب الإيراني قد تؤدي إلى اضطرابات أوسع في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات النفط الإیرانی

إقرأ أيضاً:

نائب وزير الخارجية الإيراني يتحدث عن قضايا “غير قابلة للتفاوض” مع الأمريكيين

إيران – دعا كاظم غريب آبادي، عضو فريق التفاوض الإيراني ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، الولايات المتحدة إلى تقديم “مطالب معقولة” في إطار المحادثات الإيرانية الأمريكية.

وقال غريب آبادي، في تصريحات تلفزيونية، إن “نشاط التخصيب ليس نشاطا لا يمكن مناقشته على طاولة المفاوضات. إذا كان قلقهم هو أن تصبح إيران دولة مسلحة، فهذا أمر قابل للنقاش، ولكن إذا كان هدفهم هو إغلاق الصناعة النووية والتخصيب بهذا الادعاء الكاذب، فهذا أمر غير قابل للنقاش بطبيعة الحال، فهذه ليست قضايا يمكن مناقشتها على طاولة المفاوضات، وقد تم توضيح ذلك بوضوح للطرف الآخر (الولايات المتحدة) في الجولة الجولة الأولى من المحادثات في عمان.

وأضاف: “مطلبنا هو أنه إذا كان الطرف الآخر جادا بشأن المحادثات، فعليه أن يقدم مطالب معقولة، لا غير واقعية من شأنها أن تزيد من عدم الثقة بإيران.”

ولفت غريب آبادي إلى أن “سياسة الولايات المتحدة هي التهديد والعقوبات، ولدينا أيضا سياستنا الخاصة، فإذا هددوا، فإن لإيران آلياتها وأدواتها الخاصة لمواجهة أي دولة تهددنا. إذا اتخذوا إجراءات ضد أمننا القومي، فسنتخذ إجراءات ضد أمنهم القومي أيضا.”

وأضاف المسؤول الإيراني أن “جمهورية إيران الإسلامية لم تقبل قط الإملاءات والتهديدات، بل وقفت في وجهها بحزم. وقبولها المفاوضات، وعرضها عليها في البداية، يعود إلى أن إيران لا تزال في موقع قوة، ولا تزال دولة مؤثرة، وأن العقوبات لم تُجدِ نفعًا. لو كان الأمر كذلك، لاستمرت في سياسات العقوبات ولم تجلس على طاولة المفاوضات. هذا ليس في مصلحة أي من الطرفين. وبطبيعة الحال، فإن التوصل إلى تفاهم، تفاهم يُبدد مخاوف الطرفين، يتطلب تفاوضا من الطرفين. وإذا أخذ هذا التفاهم مخاوف الطرفين في الاعتبار، فسيكون مفيدا لكلا الطرفين.”

وشدد غريب آبادي، على أن “امتلاك الأسلحة النووية ليس جزءا من برنامجنا أو عقيدتنا النووية أو عقيدتنا العسكرية. وقد أظهر سلوكنا العملي هذا بوضوح حتى الآن. إذا كان هذا ما يريدونه حقا (عدم امتلاك إيران للأسلحة النووية) ولم يتجاوز ذلك، فلا ينبغي أن يتجاوزه، لأن أي شيء يتجاوز ذلك لن تقبله جمهورية إيران الإسلامية. هذا يعني أن موضوع المفاوضات سيكون حول المسائل النووية ورفع العقوبات. لدينا حل لهذه المسألة، وهو مناقشة بناء الثقة مقابل رفع العقوبات بطريقة عملية وملموسة تعود بفوائد اقتصادية على شعب بلدنا. ويمكن أيضا مناقشة هذه القضية وتحديد عناصرها”.

وأضاف أنه “عند التوصل إلى اتفاق، ستدعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بطبيعة الحال لمناقشة مسألة التحقق والتوصل إلى اتفاق معها. وبالمثل، ينبغي أن تتم هذه العملية فيما يتعلق برفع العقوبات. وفي نهاية المطاف، يجب أن تكون هناك آليات قائمة لتحديد ما إذا كان الطرف الآخر يفي بالتزاماته المتعلقة برفع العقوبات. ويتناول وفد جمهورية إيران الإسلامية المفاوض هذه المسألة خلال المحادثات.”

وقال غريب آبادي “ينبغي للوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ موقف واضح بشأن التهديدات التي تواجهها المنشآت النووية الإيرانية، وعدم الانجرار وراء سياساتها الخاصة، والتشدد في تطبيق الضمانات التي نلتزم بها، والصمت أمام المؤسسات التي تتحقق منها والتي تتعرض للتهديد.”

وتابع أن “الدولة التي فرضت عقوبات على الجمهورية الإسلامية هي الولايات المتحدة. لذا، إذا كنتم ستتفاوضون لرفع العقوبات، فمن الطبيعي أن تكون الدولة التي فرضت العقوبات محور المحادثات وأن تلتزم برفعها. أوروبا مهمة، لكنها أقرت لنا دائمًا، قبل دخول الولايات المتحدة في محادثات غير مباشرة مع إيران، بأنه إذا لم تشمل هذه المحادثات الولايات المتحدة، فلن يتمكن الأوروبيون من الوفاء بمسؤولياتهم في مجال العقوبات، ونحن أيضًا ندرك ذلك”.

ولفت إلى أنه “إذا دخلت الولايات المتحدة بنفس نهج مسقط في الجولة الأولى، واستمرت على هذا النهج، برأيي، فلن يستغرق التوصل إلى تفاهم وقتا طويلا. ومع ذلك، إذا لاحظنا تغيرات في هذه المواقف، فلن يكون ذلك بناء بطبيعة الحال، وسيعقد عملية المفاوضات. دعوني أتحدث بثقة في هذا الصدد، ولنر ما سيحدث في الجولة الثانية، لعلنا بعد ذلك نتمكن من التنبؤ بدقة أكبر بما إذا كنا نتجه نحو تفاهم أم لا، وكم من الوقت سيستغرق التوصل إلى تفاهم مقبول لدى الطرفين، ثم نعلق على ذلك.”

وأضاف أن “نجاح الجولة الأولى لا يعني أننا سنستمر في توقع نهاية المحادثات على هذا الأساس. لا، هذا في رأيي ساذج للغاية. التفاوض والحوار عملية مستمرة؛ في الواقع، علينا أن نرى كيف وما هي القضايا التي سنواجهها في الجولات القادمة من المحادثات. سواء كان الطرف الآخر جادًا في نيته مواصلة المحادثات للوصول إلى نتيجة تفاهم مقبولة لكلا الطرفين أم لا، وإلى أي مدى سيتأثر بضغوط أطراف ثالثة، فهذه نقاط ستُحدد في الجولات القادمة”.

وفي شأن زيارة عراقجي إلى موسكو، قال غريب آبادي، إن لها هدفين رئيسيين. الأول هو نقل رسالة المرشد آية الله علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سينقلها بدوره، وسيلتقيان. والثاني هو دراسة سبل توسيع وتعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف والدولي. ينبغي على الدولتين اللتين تربطهما علاقات استراتيجية أن تتفاعلا مع بعضهما البعض على مستويات مختلفة وأن يكون لديهما خطط مختلفة. كما أن لدينا تفاعلات وثيقة مع روسيا والصين بشأن القضية النووية.”

 

المصدر: التلفزيون الإيراني

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية الإيراني يتحدث عن قضايا “غير قابلة للتفاوض” مع الأمريكيين
  • أسعار النفط تواصل الصعود بدعم من العقوبات على إيران وتعهدات “أوبك”
  • النفط يتجه لارتفاع أسبوعي مع تصاعد العقوبات ضد إيران
  • تتعلق بالنفط الإيراني.. عقوبات أمريكية جديدة ضد الصين
  • عقوبات أميركية جديدة تستهدف مستوردي نفط إيران في الصين
  • واشنطن تحذر العالم: التعامل مع النفط الإيراني سيُكلفكم غاليا
  • جامعة كولومبيا تواجه المقاطعة بعد ركوعها أمام ضغوط ترامب
  • أمريكا تفرض عقوبات على المستوردين الصينيين للنفط الإيراني
  • إيران: الهجمات العسكرية الأمريكية على اليمن تهديدا للسلام والأمن الدوليين
  • أكثر من 98% لإمدادات العالم في زيت الزيتون تواجه تهديدا بيئيا غير مسبوق.. مصر تمتلك فرصة ذهبية