قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط، الأربعاء، إن أحدث جولة من العقوبات الأميركية على النفط الروسي، والتي أعلنت عنها الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، قد تعطل سلاسل إمدادات النفط الروسية بشكل كبير.

ولا تزال توقعات سوق النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، والتي تقدم المشورة للدول الصناعية، تشير إلى أن السوق العالمية سوف تسجل فائضا هذا العام بسبب نمو المعروض بما يتجاوز زيادة ضعيفة في الطلب.

وقالت الوكالة إن العقوبات الأميركية الجديدة على إيران وروسيا تشمل كيانات تعاملت مع أكثر من ثلث صادرات النفط الخام الروسية والإيرانية في عام 2024.

وأضافت الوكالة: "نبقي على توقعاتنا لإمدادات كلا البلدين حتى يصبح التأثير الكامل للعقوبات أكثر وضوحا، لكن الإجراءات الجديدة قد تؤدي إلى خلل في توازنات النفط الخام والوقود".

وتابعت: "التأثير الكامل على سوق النفط وعلى إمكانية الحصول على الإمدادات الروسية غير مؤكد رغم أنه شامل".

وتستهدف حزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن أكثر من 160 ناقلة نفط، تقول وكالة الطاقة الدولية إنها شحنت نحو 22 بالمئة من صادرات النفط الروسية المنقولة بحرا في عام 2024.

وذكرت الوكالة أن العقوبات السابقة على السفن كانت "فعالة للغاية، إذ قلصت نشاط الناقلات المستهدفة بنسبة 90 بالمئة".

وقالت الوكالة إن أسعار النفط الخام تجاوزت 80 دولارا للبرميل في أوائل يناير بسبب تشديد العقوبات وموجة الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي.

ومع ذلك، قالت إن مكاسب الأسعار قد تتأثر بالنمو القوي في الإمدادات من خارج تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، وكذلك بتطلع التحالف إلى التراجع عن التخفيضات، والقدرة على السحب من المخزونات بسرعة إذا لزم الأمر.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية الآن أن يصل نمو المعروض العالمي من النفط إلى 1.8 مليون برميل يوميا في عام 2025، وأن يشكل إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ أغلبية بواقع 1.5 مليون برميل يوميا.

وهذا أسرع من توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام البالغة 1.05 مليون برميل يوميا، بعد تعديل طفيف بالخفض من 1.1 مليون برميل يوميا في تقرير الشهر السابق.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت قليلا اليوم الأربعاء إلى 79.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش، بانخفاض 21 سنتا عن الإغلاق السابق.

وذكرت الوكالة أن صادرات روسيا من النفط الخام والمنتجات النفطية انخفضت بواقع 350 ألف برميل يوميا العام الماضي، رغم أن عوائدها من الصادرات ارتفعت ما بين مليارين و3.8 مليار دولار.

وقالت الوكالة في التقرير إن إيرادات روسيا من تصدير النفط الخام والمنتجات النفطية بلغت 192 مليار دولار في عام 2024.

وتابعت تقول إن إيرادات تصدير النفط الخام زادت 4.5 مليار دولار، فيما انخفضت إيرادات المنتجات النفطية 0.8 مليار دولار.

وأضافت أن إمدادات روسيا من النفط الخام في ديسمبر انخفضت بمقدار 40 ألف برميل يوميا إلى 9.28 مليون برميل يوميا لكنها لا تزال أعلى من الحصة التي حددها تحالف أوبك+، وهي 8.98 مليون برميل يوميا.

وانخفضت صادرات الخام الشهر الماضي عن كمية نوفمبر بمقدار 250 ألف برميل يوميا إلى 4.6 مليون برميل يوميا لتطغى كثيرا على زيادة صادرات المنتجات النفطية البالغة 210 آلاف برميل يوميا.

ويبدو أن التحول في التدفقات يتماشى مع زيادة موسمية في إنتاج المصافي قدرها 200 ألف برميل يوميا.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات النفط وكالة الطاقة الدولية إيران روسيا النفط أوبك برنت روسيا نفط النفط اقتصاد عالمي وكالة الطاقة الدولية روسيا النفط وكالة الطاقة الدولية إيران روسيا النفط أوبك برنت روسيا نفط وکالة الطاقة الدولیة ملیون برمیل یومیا ألف برمیل یومیا النفط الخام ملیار دولار فی عام

إقرأ أيضاً:

كم هي كلفة الحرب وكيف تؤثر على اقتصاد الاحتلال؟.. 88 مليون دولار يوميا

أكد الكاتب الإسرائيلي نيتسان كوهن، أن الاحتلال دفع ثمنا باهظا في الجانب الاقتصادي بسبب الحرب ضد غزة، قائلا: "حين نتحدث عن حرب بحجم الحرب التي نشبت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر يتوجب أن نتحدث أيضا عن الكلفة المالية الهائلة لها".

وأوضح كوهن في مقال له نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أنه "في واقع الأمر نحن نتحدث عن أنواع مختلفة من الكلفة، وتوجد الكلفة المباشرة لوزارة الدفاع (الحرب) تتمثل بالدفع عن أيام الاحتياط، والدفع على الذخائر وتعبئة مخزونات الوقود وغيرها، كما توجد أيضا الكلفة الاقتصادية للحرب وهذا يعني أنه يجب أن يدخل إلى الحساب فقدان الناتج، كلفة تشويش الحياة اليومية الطبيعية وغيرها".


وقال: "كيفما نظرنا إلى الأمور، نجد كلفة اقتصادية لا بأس بها، وقبل أن ندخل إلى الأرقام يجدر بنا أن نذكر أن الاقتصاد الإسرائيلي دخل الحرب وهو في حالة جيدة، هذا يعني أنه كانت لحكومة نتنياهو مصادر تستمد منها المال دون تلقي مساعدات خارجية بتعابير دولارية، وماذا يعني هذا؟ أولا وقبل كل شيء، نسبة دين إسرائيل كانت متدنية بحيث كان ممكنا اقتراض المال حتى وإن كان بأسعار عالية".

وذكر أن "بنك إسرائيل يحافظ على أرصدة عملة أجنبية عالية، كانت تدور حول 215 مليار دولار، وهذا يتيح لإسرائيل سيولة من العملة الأجنبية، ما يعني أنه عندما كانت حاجة للدولارات لشراء الذخائر في الخارج كانت تلك الدولارات موجودة، وعندما يذعر المستثمرون الأجانب من الحرب ويريدون سحب أموالهم – يكون هذا الرصيد موجودا وهذا معطى هام جدا للإبقاء على سير حرب لا تجر الاقتصاد إلى التدهور".

جملة سيناريوهات
بشكل مبدئي، أكد الكاتب أن "البحث الشامل والأكثر مصداقية حول كلفة الحرب هو ما أجراه بنك إسرائيل – والمقصود هو دائرة البحث في البنك التي يترأسها عدي برندرن اقتصادي ذو قامة، وثمة غير قليل من السيناريوهات للحرب وكل سيناريو يحتاج إلى تعبير اقتصادي لكن بنك إسرائيل استوعب الحدث، وفصله إلى شواكل ووصل إلى عدد 255 مليار شيكل (71 مليار دولار) أي كل يوم يمر دون أن تنتهي الحرب يكلف بائع الضرائب الإسرائيلي 315 مليون شيكل (88 مليون دولار).

وأكد: "نعم، هذه كلفة الحرب صحيح حتى اليوم وحتى نهاية العام 2025، لكن توجد هنا "لكن" كبيرة، هذه الكلفة لا تأخذ بالحسبان سيناريو حرب شاملة مع إيران، وهنا تقدر محافل اقتصادية مطلعة على التفاصيل بأنه لن تكون كلفة اقتصادية عالية جدا لمثل هذه الحرب إذ إنه في ضوء التجربة المتراكمة في جهاز الأمن من هجومين إيرانيين على إسرائيل وهجوم إسرائيلي مضاد فإننا نتحدث عن معركة يفترض أن تكون قصيرة نسبيا".

وأشار إلى أن "سيناريو آخر لا يؤخذ بالحسبان هو اشتعال إضافي مع حزب الله، لكن هنا أيضا، انتزع الجيش من حزب الله الذي يقف على حدودنا الشمالية غير قليل من القدرات التي كان يفترض أن تخفض جدا كلفة هذا السيناريو".


وبين أن "سيناريو ثالثا لا يؤخذ الآن في الحسبان الاقتصادي هو اشتعال الجبهة الجنوبية، وهنا أيضا نزع الجيش غير قليل من قدرات المنظمات في غزة، وعليه فإن حربا بقوة عالية لن تكون مثلما رأينا في بداية الحرب وهنا أيضا الميزانية المالية لن تكون مشابهة، وكذا سيناريو تشتعل فيه كل الجبهات بالتوازي لم يؤخذ بالحسبان بتعابير اقتصادية".

وبين أن "ما أُخذ حقا بالحسبان هو استمرار الحرب في الجبهة الجنوبية والشمالية بقوى متغيرة – أي اشتعال، هدوء واشتعال متجدد، وهذا يعني أنه لن تجند كل قوة الاحتياط التي جندت في بداية الحرب، ومن هنا بأن يستخدم الجيش الذخائر استخداما أقل وهكذا دواليك".

وأضاف أن "هذا السيناريو يأخذ بالحسبان تأهب وحدات احتياط كبيرة لكن ليس في مداها الأقصى. يأخذ بالحسبان تشوشا جزئيا جدا للحياة في الجبهة الداخلية ومن هنا أيضا فإن فقدان الإنتاج سيكون محدودا ومن هنا أيضا فقدان المداخيل من الضرائب للدولة وهكذا دواليك".

وختم أنه "الآن ينبغي أن نفهم الوضعية، إسرائيل توجد في مستوى عال من انعدام اليقين، وكل سيناريو لم نفكر فيه يمكن أن يفاجئ، لكن الآن أيضا، الاقتصاد الإسرائيلي قوي، والجبهة الإسرائيلية الداخلية قوية، وإسرائيل معتادة على الانتقال السريع من الحياة الطبيعية إلى الطوارئ ومن ثم إلى الحياة الطبيعية، وعليه فيجب أن يقال كل شيء بتحفظ، كل الجهات الاقتصادية تعيش بسلام مع سيناريوهات بنك إسرائيل التي أخذت بالحسبان كل احتياجات الجيش كما عرضت ومع هوامش أمان معقولة".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإمدادات الأمريكية والروسية
  • النفط يرتفع وسط تعطل في الإمدادات الأمريكية والروسية
  • النفط يرتفع مع تعطل الإمدادات في أميركا وروسيا
  • وسط ترقب قرارات «أوبك بلس» أسعار النفط ترتفع.. ماذا عن «الدولار والذهب»؟
  • العراق يضع خطة لزيادة إنتاجه النفطي إلى 7 ملايين برميل يومياً
  • أسعار النفط تستقر وسط ترقب لقرارات "أوبك+" بشأن الإمدادات
  • ارتفاع أسعار النفط
  • كم هي كلفة الحرب وكيف تؤثر على اقتصاد الاحتلال؟.. 88 مليون دولار يوميا
  • النفط يتراجع وسط توقعات بارتفاع المعروض
  • النفط يتراجع مجددا