بعد إعلان كيت ميدلتون شفائها التام.. هل يمكن عودة السرطان بعد العلاج منه؟
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
بعد أقل من عام على إعلانها تشخيص إصابتها بالسرطان وتحديدًا في مارس 2024، تحدثت كيت ميدلتون، أميرة ويلز، مرة أخرى عن مرضها، ولكنها زفّت إلى محبيها خبرًا سارًا، بعدما أعلنت ميدلتون في منشور على منصة X أنّها في مرحلة الشفاء من مرض السرطان الذي تعاني منه، وذلك بعد زيارة للمستشفى الذي تلقت فيه العلاج في وقت سابق من العام الجاري.
وشاركت كيت ميدلتون صورة لها من مستشفى رويال مارسدن لمرضى السرطان، لتكشف عن شفائها التام من المرض، إذ قالت في المنشور: «أشعر بالارتياح الآن لأنني في مرحلة هدوء المرض وما زلت أركز على التعافي، كما يعلم أي شخص عانى من تشخيص إصابته بالسرطان، فإن الأمر يستغرق وقتًا للتكيف مع الوضع الطبيعي الجديد. ومع ذلك، أتطلع إلى عام مليء بالإنجاز، هناك الكثير مما نتطلع إليه. شكرًا للجميع على دعمكم المستمر».
I wanted to take the opportunity to say thank you to The Royal Marsden for looking after me so well during the past year.
My heartfelt thanks goes to all those who have quietly walked alongside William and me as we have navigated everything.
We couldn’t have asked for more.… pic.twitter.com/f3sA7yZdOi
وشكرت الأميرة طاقم مستشفى رويال مارسدن، الذين حرصوا على علاجها ورعايتها الجيدة خلال العام الماضي، وقد حدّت أميرة ويلز من واجباتها الملكية منذ تشخيص حالتها، لكنها ظهرت مؤخرًا في قداس عيد الميلاد السنوي للعائلة في ساندرينجهام واستضافت قداس ترانيم «معًا في عيد الميلاد» في وستمنستر آبي في أوائل ديسمبر.
رحلة كيت ميدلتون مع السرطانرحلة كيت ميدلتون مع السرطان، بدأت عندما اكتشف الأطباء إصابتها بالمرض الخبيث بشكل غير متوقع في مارس من العام الماضي، عندما خضعت لعملية جراحية في البطن، ولم تكشف عن نوع السرطان الذي تعاني منه، ولا عن مدى تقدمه عندما جرى اكتشافه، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز».
وفي سبتمبر 2023، قالت أميرة ويلز إنّها خضعت للعلاج الكيميائي وأكملت مراحل العلاج، وكشفت لوكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» عن خضوعها لعملية جراحية باستخدام منفذ، وهو جهاز صغير يجري زرعه تحت الجلد ومتصل بقسطرة تمر عبر وريد كبير، ويسمح هذا الجهاز بتوصيل الأدوية مثل أدوية العلاج الكيميائي مباشرة إلى أوردة الصدر، ما يجنب المريض وخز الإبر.
ووصفت كيت ميدلتون معاناتها وأسرتها مع مرض السرطان طيلة الفترة الماضية، قائلة: «إنّ الأشهر التسعة الماضية كانت صعبة للغاية بالنسبة لنا كعائلة، رحلة السرطان معقدة، مخيفة وغير متوقعة للجميع، خاصة لأولئك الأقرب إليك، وطريق الشفاء والتعافي الكامل لا يزال طويلًا».
وقال الدكتور كيمي نج، نائب رئيس قسم أورام الجهاز الهضمي في معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن، إن إعلانها يعتبر بالتأكيد خبرا جيدا ومطمئنا، مشيرًا إلى أنّ معنى الشفاء لدى المريض قد يختلف، وبشكل عام عندما يتحدث الأطباء والمرضى عن الشفاء، فإنهم يقصدون عدم وجود دليل على وجود السرطان في فحوصات الدم أو المسح الضوئي، وفقًا لمجلة «Time» الأمريكية.
الدكتور سيكندر أيلاوادي، أخصائي الأورام وأستاذ الطب في «مايو كلينيك»، يقول إنّ الشفاء من السرطان يعني ببساطة أنه في هذه المرحلة، لا توجد أي علامة يمكن اكتشافها على وجود السرطان في الجسم في جميع الاختبارات التي أجريت، وهذا لا يعني بالضرورة أنّ السرطان قد اختفى تمامًا، ولكنه يعني أن الأطباء لا يستطيعون اكتشافه بعد إجراء اختبارات شاملة عليه.
أما الدكتورة مارلين مايرز، أستاذة الطب ومديرة برنامج النجاة في مركز بيرلموتر للسرطان التابع لمركز لانجون الصحي بجامعة نيويورك تقول: «إن كلمة الشفاء معقدة للغاية، والاستخدام الشائع لهذه الكلمة حتى بين أطباء الأورام، إذا قالوا إن شخصاً ما في حالة شفاء يعني أننا نعلم أن المرض قد يعود، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد دليل على وجود السرطان».
الدكتور كريستوفر فلاورز، رئيس قسم الأورام اللمفاوية والنخاعية ورئيس قسم طب السرطان في مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس علق على مصطلح «الهدوء مع المرض» الذي استخدمته كيت ميدلتون قائلًا: «إن الطريقة التي يتم بها استخدام مصطلح الهدوء قد تختلف من شخص لآخر، ومن طبيب لآخر»، فعلى سبيل المثال، يحدد المعهد الوطني للسرطان نوعين من التحسن؛ التحسن الجزئي والتحسن الكامل، ففي التحسن الكامل تختفي كل علامات وأعراض السرطان، أما في التحسن الجزئي، فقد يقل حجم السرطان ولكنه يظل في الجسم (ولم يتضح من منشور ميدلتون أي نوع من التحسن كان السرطان في جسدها)، وإذا ظل الناس في حالة شفاء تام لمدة خمس سنوات على الأقل، فقد يعني هذا أنهم شُفوا من السرطان.
الدكتور سيكندر أيلاوادي، أخصائي الأورام، يقول إنّ السرطان معروف بتكرار ظهوره حتى بعد الشفاء منه، وهناك بعض أنواع السرطان هي أكثر عرضة لذلك من غيرها، موضحًا: «بعض أنواع السرطان، مثل الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال سرطان الدماغ، حتى لو اختفى، فإنه سيعود قريبًا جدًا. وبالمثل، فإن سرطان البنكرياس وسرطان المثانة وسرطان المبيض معرضون لخطر كبير جدًا للعودة على الرغم من العلاج، وعلى الرغم من الاستجابات الكاملة، وعلى الرغم من الشفاء»، إذ قد تبدأ أعداد صغيرة من الخلايا السرطانية التي لا يستطيع الأطباء اكتشافها في النمو في أي وقت، لذا يستمر معظم المرضى في العمل مع أطبائهم لمراقبة أي علامات على هذه الانتكاسات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كيت ميدلتون نوع سرطان كيت ميدلتون سرطان كيت ميدلتون كيت ميدلتون السرطان السرطان مرض السرطان کیت میدلتون من السرطان السرطان فی الشفاء من
إقرأ أيضاً:
حرب لا يمكن الفوز بها.. وواشنطن تضع نهاية "اللعبة" في أوكرانيا!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذّر الكثيرون منذ وقت مبكر من أن الحرب الأوكرانية لا يمكن لأي طرف الفوز فيها وأن الجميع خاسر، بل ذهب صمويل شارب إلى أكثر من ذلك؛ وهو عضو فريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية خلال إدارة أوباما ومؤلف مشارك لكتاب "الجميع يخسر: الأزمة الأوكرانية والمسابقة المدمرة لأوراسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي". وقد تنبأ "شارب" قبل ثلاث سنوات بنهاية قد تكون صادمة للحرب في أوكرانيا بسبب غموض الهدف والخطة. يقول: "كان الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 لحظة فارقة للولايات المتحدة وحلفائها، وكانت أمامهم مهمة عاجلة وهي مساعدة أوكرانيا في الرد على روسيا، لكن دون أن يكون هناك وضوح لكيفية وموعد وقف الحرب".
ولعل من يتأمّل موقف واشنطن داخل مربع الحرب الأوكرانية يضع يده على الفور على سمة من سمات التحرك الأمريكي الخارجي وهي الغموض، وهذا لا يقع تحت بند ارتكاب أخطاء سياسية بل هو غموض مقصود ومتكرر، ومن يفحص الحروب التي أعلنتها وشاركت فيها الولايات المتحدة خلال القرن الأخير يتأكد أن الغموض حول نهاية المهمة كان سمة دائمة لتلك التدخلات. الحرب الأفغانية وحرب العراق نموذجان مليئان بالدروس المشابهة، ومن قبلهما حرب فيتنام التي تحولت إلى كابوس للأمريكيين وفشل ذريع للتدخل الأمريكي الخارجي.
وقد اتفق مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في يونيو 2022، مع ما قاله شارب، عندما أشار إلى أن الولايات المتحدة "امتنعت في الواقع عن وضع ما تعتبره نهاية اللعبة؛ لقد ركزنا على ما يمكننا القيام به اليوم، وغدًا، والأسبوع المقبل، لتقوية يد الأوكرانيين في ساحة المعركة إلى أقصى حد ممكن.. وكان مسار الحرب بعيدًا عن الوضوح في تلك المرحلة. ومع امتداد المعارك وزيادة الخسائر أصبح من الصعب على الولايات المتحدة التحدث عن وجهة نظرها بشأن هدف الحرب التي لا تخوضها قواتها".
صحيح أن التوقعات بانتهاء "اللعبة"-كما وصفها سوليفان-تفترض أن يقرر الأوكرانيون متى يتوقفون، لأنهم هم من يموتون من أجل بلدهم، بغض النظر عما قد تريده واشنطن. لكن كييف ظلت تبحث عن النصر المزعوم رغم تعاظم الخسائر. وجاء قرار وضع حدّ للسيناريو الأسوأ مع وصول ترامب للبيت الأبيض، لأن الولايات المتحدة ضجرت من دفع المزيد من التمويلات بالمليارات دون جدوى، خاصة بعد أن أوضحت سنوات القتال أن أيًا من الطرفين لا يملك القدرة-حتى بمساعدات خارجية-لتحقيق نصر عسكري حاسم على الطرف الآخر.
ومن الواضح أن العوامل المؤدية إلى صراع مدمر كانت مؤهلة للاستمرار لسنوات مقبلة دون نتيجة نهائية. وظل العالم ينظر ويتأسى ويتأسف لأنه مجرد رقم صغير في هذه الحرب. والجميع يعلم في الحرب والسلم أن الأرقام الصغيرة لا تحدد نهاية اللعبة، وبالتالي قررت الولايات المتحدة البدء في توجيه الحرب نحو نهاية تفاوضية في القريب العاجل، ولا يهمها الآن الاستراتيجية المستقبلية لحلفائها الأوروبيين أو حتى موقف كييف. ولن يكون أمام الجميع خيار الانتظار بعد تضاعف تكاليف الحرب البشرية والمالية والعسكرية. كما أنه لا مجال الآن لأي دور لمن كانوا يروجون للعكس بعد أن أهلكت تداعيات الحرب التماسك الغربي وتضررت بشكل عميق الاقتصادات الأوروبية، خاصة مع تبخّر الأمل لدى العواصم الغربية من تحقيق كييف لمكاسب في ساحة المعركة، من شأنها أن تجبر بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
كما اتضح لواشنطن أيضا أن رغبة أوكرانيا هي الاستمرار في القتال حتى لو كانت ستقودها للخسارة. وقد كشف التاريخ أن الدول قد تختار الاستمرار في القتال على الرغم من الاعتراف بحتمية الهزيمة، وألمانيا كانت خير مثال لذلك إبان الحرب العالمية الأولى. باختصار، لن تؤدي المكاسب أو الخسائر في ساحة المعركة بالضرورة إلى إنهاء الحرب.
الجميع يتذكرون ما قاله الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، عن الرئيس بوتين، وبثقة منقطعة النظير: "هذا الشخص لا يمكن أن يظل في السلطة". كان ذلك بعد شهر من اندلاع الحرب في فبراير 2022؛ وها هو بايدن اليوم يجلس في نادي المتقاعدين، بينما بوتين مازال في مركزه يدير دفة الحكم بل وارتفعت شعبيته لأن الناس يلتفون حول الزعيم والعلم في أوقات الحرب. وهذا في حد ذاته مؤشر على أن الولايات المتحدة كثيرا ما تندفع في الحروب دون قدرة على حسمها. وجاء ترامب وسعى إلى التراجع وكانت عملية إخراج القرار على طريقته الدرامية، وشاهد العالم المؤتمر الصحفي الذي حاول خلاله مع نائبه إهانة حليفهما زيلينسكي بشكل متعمد حتى يستسلم لقرار وقف الحرب. بينما فشل الافتراض السابق لدول حلف الناتو وأوكرانيا بأن العلاقات بين روسيا والغرب لا يمكن أن تتحسن طالما ظل بوتين في منصبه. لكنها تتجه إلى التحسن رغما عنهم ولأن ترامب يريد ذلك!
وسيثبت أن هناك معادلة أخرى في العالم –وهي أدوات السلم وليس الحرب-وشرط الرحيل ربما كان أحد السيناريوهات التي تجول في ذهن الحكام الغربيين –ويحلمون بها لتخليصهم من الكابوس-عندما كان بايدن في الحكم لكن سجلُّ التحولات السياسية التي أعقبت خروج بايدن وفريقه لم يوفر مساحة للتفاؤل الأوروبي لأن الطريق إلى روسيا "أفضل"، من وجهة نظر المصالح الغربية، اختفى تماما!