"الخوري".. عراقة 90 عامًا تطمسها خفافيش "شلومو" في ليلة
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
عكا - خاص صفا
لم يرق لسلطات الاحتلال الإسرائيلي حالة الانتماء الوطني التي تتوسط الفلسطينيين، تجاه قراهم المهجرة في أراضي الـ48 المحتلة، بل إن هذه الحالة المتنامية، أصبحت تشكل مصدر أرق، مع تصاعد الزحف نحو هذه القرى، لزيارتها ورعايتها.
ولأن "إسرائيل" تدرك أن هذه الحالة الوطنية، تعكس تمسك الفلسطينيين بالإرث المتبقي فيها عن آبائهم وأجدادهم، ومشهدًا من مشاهد العودة؛ قررت تدمير هذا الإرث في جنح الظلام.
وبرز الأرق الإسرائيلي تجاه التمسك الشديد، في الجريمة المتكاملة الأركان، التي ارتكبتها عصابات الاحتلال قبل يومين، بهدم أحد أهم وأبرز المباني في قرية البصّة المهجرة قضاء عكا.
وهذه ليست القرية الأولى ولا المرة الأولى التي تتعرض فيها المبان الأثرية للهدم؛ فقد سبق أن أتت هذه العصابات على مقابر وكنائس ومساجد بقرى أخرى.
وهدمت سلطات الاحتلال، مبنى عائلة الخوري العريق في البصّة، والذي يتميز بهندسته المعمارية العريقة، التي جعلته مدرجًا ضمن منطقة مخصصة للصيانة والترميم، للحفاظ عليه.
إلا أن الاحتلال استبق ذلك، بالانقضاض على المبنى، وهدمه في أوقات الليل، حيث تفاجأ الفلسطينيون بسقوطه، وعمليات تجريف حوله.
إنكار الجريمة
ويقول المحامي وعضو الهيئة الإدارية لجمعية حقوق المهجرين في قرية البصّة، واكيم واكيم: "إن الجريمة التي شهدتها البصّة، لم تخرج عن أيدي بلدية الاحتلال وجرافاته، سيما وأنها تقع ضمن ما يسمى نفوذ مستوطنة شلومو المقامة على جزء من أراضي البصّة".
ويضيف: "هم ينكرون هدم مبنى الخوري بالآليات، ويدعون أنه انهار منتصف الليل، لكن الكلام عار عن الصحة، خاصة وأن جرافات بلدية المستوطنة كانت تجري عمليات تجريف قرب المبنى، وتم بعد جهود منعهم ووقف هذه العمليات".
ويقول: "نحن نتحدث عن مبنى عريق أنشئ بمواد وطرق هندسية جعلته صامدًا منذ 90 عامًا حتى اليوم، ويحمل طابقين فوق الأرض، فلا يمكن أن ينهار وحده".
ويكمل واكيم: "فحص مهندسون المبنى مؤخرًا، حيث كنا نجهز لصيانته وتسييجه، إلا أنهم استبقوا خطتنا بهدمه".
خطوات لردع الاحتلال
ولا يريد الاحتلال الاكتفاء بجريمة هدم أعرق مبنى بالمنطقة؛ بل إن رئيس بلدية مستوطنة شلومو "غابي نعمان"، خرج صباح اليوم الأحد بتصريحات صحفية، قال فيها "نريد تسييج المسجد والكنيسة فيه لمنع الزوار من الدخول إلى هذه الأماكن".
ويشدد واكيم على أن هذه التصريحات تعكس نوايا الاحتلال من هدم المبنى والاعتداء على مباني القرى المهجرة، وتؤكد أن ما يجري هو عمل منظم".
وإزاء هذه الجريمة، تدرس الجهات الفلسطينية من جمعية حقوق المهجرين ولجنة متابعة عليا والأوقاف، وجماهير فلسطينية وناشطين بالإضافة لمحامين، اتخاذ خطوات للرد عليها، ووقف استهداف قرية البصّة.
وحسب واكيم، فإن الخطوات المدروسة "ستكون على مستوى الجريمة المرتكبة، بل إننا سنتخذ الخطوات اللازمة لحماية المقدسات التي تبقت بالقرى المهجرة، وصيانتها، ليس فقط للحفاظ عليها، وإنما تحضيرها لأن يستخدمها الأهالي للعبادة، وهو الهدف الذي نريد الوصول إليه".
وسبق أن استُخدم مسجد وكنيس قرية البصّة، كمكب نفايات وحظيرة أبقار للمستوطنين في مستوطنة "شلومو"، وهو ما أوقفه النضال الفلسطيني بالسنوات الأخيرة.
شبح مسيرات العودة
من جانبه، يقول رئيس جمعية حقوق المهجرين في الداخل المحتل، سليمان فحماوي لوكالة "صفا": "إن ما جرى في قرية البصّة يأتي ضمن سياسة ممنهجة لطمس كل معالم القرى المهجرة، وما تبقى فيها من مباني أو كنائس أو مساجد أو أي معلم فيها".
ويشير إلى أن الاحتلال قبل البصّة، كان قد اعتدى على مسجد قرية الصرفند المهجرة قرب الساحل، والذي كان واقفًا شامخًا منذ عقود، وتم تدميره، في محاولة لطمس المتبق من معالم القرية.
ويريد الاحتلال-وفق فحماوي- أن يمنع أهالي القرى المهجرة، من الدخول إليها والحفاظ على ما تبقى من مقدساتها.
"ونحن كجمعية وأهالي نعمل منذ 30 سنةً للحفاظ على هذه الأماكن؛ سواء بالأعمال التطوعية من تنظيف وزيارات وترميم، أو بطرق أخرى قانونية".
ويستدرك فحماوي حديثه: "لكن خفافيش الليل، تأتي وتهدم وتخرب دون محاسبة، كونها مدعومة وضمن عمل منظم لطمس المعالم، وبالتالي منع تلك الزيارات ومسيرات العودة التي تشتد نحو هذه القرى".
ويقيم معظم سكان قرية البصّة الأصليين الذين هجرتهم عصابات "إسرائيل" عام النكبة 1948، في شمال لبنان، آخرين في قرية معليا، مع العلم أن عدد سكانها بلغ في ذلك العام 3 آلاف نسمة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الانتماء الوطني الجريمة البصة فی قریة
إقرأ أيضاً:
هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال
وقعت أحداث بارزة على الأراضي الإيرانية خلال عام 2024، تنوعت ما بين تفجيرات وعملية اغتيال وتحطم لطائرة الرئيس، ما دفعها لإجراء انتخابات مبكرة وأفرزت رئيسا جديدا للبلاد.
تفجيرات كرمان
وترصد "عربي21" أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال هذا العام، وبدأت بتفجيرين دمويين في مدينة كرمان الإيرانية بتاريخ 3 كانون الثاني/ يناير 2024، أثناء مراسم لإحياء ذكرى اغتيال قاسم سليماني، وأسفرت عن 84 قتيلا و284 مصابا.
أعلنت الحكومة الإيرانية أن الحادث عبارة عن هجوم إرهابي، وهو الأكثر دموية في إيران منذ "الثورة الإسلامية"، ونتج عن تفجير حقيبتين مفخختين بواسطة جهاز التحكم عن بعد، ويُعتقد أن معظم الضحايا قتلوا في الانفجار الثاني، وتعرض عدد من الجرحى للدهس بسبب الذعر الناجم عن التفجير.
وبعد أيام، وتحديدا في منتصف يناير، شن الحرس الثوري الإيراني هجوما بالصواريخ على أهداف في العراق وسوريا، ردا على تفجيرات كرمان.
ضربة إيرانية غير مسبوقة
مثّلت الضربات الصاروخية الإيرانية غير المسبوقة ضد الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 13 نيسان/ أبريل الماضي، حدثا بارزا خلال هذا العام، وردت طهران بما يزيد عن 150 صاروخا وطائرة مسيرة، على قصف إسرائيلي لقنصليتها في دمشق.
أطلق الحرس الثوري الإيراني على عمليته "الوعد الصادق"، ونفذ الهجوم العسكري بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية في العراق وحزب الله اللبناني وأنصار الله الحوثي اليمني ليلة 13 أبريل وحتى فجر 14 أبريل، وكانت هذه الحملة الهجومية رد فعل على الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في 1 أبريل، وأدت إلى استشهاد 16 شخصا بينهم مسؤول إيراني كبير في فيلق القدس.
وكان هذا القصف أول هجوم مباشر لإيران على إسرائيل، وأول ضربات تتعرض لها "إسرائيل" من قبل دولة في المنطقة منذ الضربات الصاروخية التي شنها العراق في فترة حكم الرئيس صدام حسين، إبان حرب الخليج الثانية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وذكر جيش الاحتلال أن إيران أطلقت أكثر من 300 صاروخ منها نحو 170 طائرة مسيرة وأكثر من 120 صاروخ باليستي، وادعى أن الغالبية العظمى من الصواريخ تم اعتراضها بنجاح.
وشاركت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأردن بقوات لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، بينما نشرت فرنسا سفنها البحرية في المنطقة.
استهداف مواقع في أصفهان
بعد الضربات الإيرانية غير المسبوقة، استهدف الاحتلال الإسرائيلي مواقع في مدينة أصفهان الإيرانية بتاريخ 17 نيسان/ أبريل، إلى جانب قصف مواقع في العراق وسوريا، كإجراء انتقامي، وسط تقليل الإعلام الإيراني من شأن الهجوم.
وأكد مسؤولون إيرانيون، وكذلك وسائل إعلام إيرانية رسمية، أنه كانت هناك محاولة لتوجيه ضربة، لكنهم يقللون من شأنها. ولم ترد أي تقارير عن وقوع ضحايا.
وقالت وكالة فارس للأنباء إن انفجارات سُمع دويّها على مقربة من قاعدة عسكرية، وإن أنظمة الدفاعات الجوية جرى تفعيلها.
وتقع محافظة أصفهان على مساحة واسعة في قلب إيران، وتكتسب المحافظة اسمها من اسم أكبر مدينة فيها. وتضم بنية تحتية عسكرية إيرانية مهمة، بينها قاعدة جوية كبرى، ومجمع كبير لإنتاج الصواريخ، فضلا عن العديد من المنشآت النووية.
وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي بعد تحطم طائرته
في صباح 19 أيار/ مايو 2024، زار الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي برفقة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وعدد من المسؤولين، منطقة الحدود مع أذربيجان، وعند عودته فُقدت الطائرة المروحية التي كانت تقله مع وزير خارجيته وبقية المسؤولين.
وبعد أن ظلت الطائرة مفقودة قرابة 12 ساعة، أفادت مجلة "ذي إيكونوميست" بأنه "من المرجح أن الرئيس الإيراني قد توفي، مع وزير الخارجية"، ووقع الحادث في منطقة نائية وكانت درجات الحرارة منخفضة في الليل، وهي منطقة جبلية كثيفة الضباب.
وفي صباح 20 مايو 2024، أعلنت التلفزة الرسمية الإيرانية وفاةَ الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين، إثر تحطُّم الطائرة المِروحية التي كانت تُقِلُّهم في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران.
فوز مسعود بزشكيان
ترشح بزيشكيان للانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2024 التي أجريت مبكراً بعد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة، وقد قبل ترشحه وتنافس مع ثلاثة مرشحين بعد انسحاب اثنين منهم، وأجريت الجولة الأولى للانتخابات يوم الجمعة 28 يونيو 2024. وأظهرت النتائج الرسمية للجولة الأولى تأهل كل من بزشكيان وسعيد جليلي اللذان تنافسا خلال الجولة الثانية في 5 يوليو.
وقد أجريت الجولة الثانية في 5 يوليو 2024 بنسبة مشاركة بلغت 49.8 % وهي أعلى منها في الجولة الأولى، تنافس فيها المرشحان وأظهرت نتائج الانتخابات التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية صباح اليوم التالي 6 يوليو 2024 فوز مسعود بزشكيان بمنصب رئيس الجمهورية متقدماً بنسبة تقارب 55 % على منافسه سعيد جليلي الذي حصل على نسبة 45%.
واستهلّ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان عمله بخطابٍ اختار له أن يكون من ضريح الخميني في العاصمة الإيرانية طهران، وأمام حشدٍ من المواطنين والمسؤولين، أكّدَ في خطابه أن تحدياتٍ كبيرةٍ تواجه إيران اليوم ولكنه سيواجهها بالحوار والانفتاح والوحدة الوطنية. ووعد بأنه وفريق عمله سيكونون في خدمة الشعب الإيراني من أجل مواصلة مسيرة الشهداء في البناء والعمل. وزار بزشكيان علي خامنئي الذي تمنّى له التوفيق مقدّما له بعض التوصيات.
اغتيال إسماعيل هنية
في 31 تموز/ يوليو اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسماعيل هنية، في الاعصمة الإيرانية طهران، بعدما كان في زيارة لها للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
استشهد هنية برفقة حارسه الشخصي وسيم أبو شعبان، وكان هنية من أبرز قادة حركة حماس، وله باع طويل مع الحركة، وقد انضم لها منذ بداية تأسيسها في أعقاب الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 1987، وتولى رئاسة المكتب السياسي للحركة عام 2017، وغادر قطاع غزة عام 2019.
ساهم هنية في تعزيز مكانة حركة حماس في الخارج، ولعب دورا في كل المراحل التي مرت منها الحركة في السنين الأخيرة، علما أنه تعرض لعدد من محاولات الاغتيال السابقة، وقد نجا في ثلاثة منها على الأقل.
هجوم إيراني واسع
في 1 تشرين الأول/ أكتوبر، نفذت إيران هجوما صاروخيا موسعا بأكثر من 250 صاروخا على الاحتلال الإسرائيلي، في عملية أطلقت عليها اسم عملية "الوعد الصادق2"، ردا على اغتيال هنية واغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن إيران أطلقت حوالي 200 صاروخ في موجتين على الأقل، وشملت مواقع الإطلاق الإيرانية تبريز وكاشان وأطراف طهران.
واستخدمت إيران صواريخ باليستية وفرط صوتية خلال هجومها، وبسبب هذا عبرت الصواريخ المسافة بين إيران وإسرائيل خلال أقل من ربع ساعة، وسمح هذا للغالبية العظمة من الصواريخ بتخطي الدفاعات الإسرائيلية وحلفائها.
وانتشرت العديد من الفيديوهات التي تثبت سقوط عشرات الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، وسقوط عشرات الصواريخ على قاعدة نيفاتيم، وسقوط عدة صواريخ على قاعدة تل نوف، ومواقع وقواعد عسكرية إسرائيلية أخرى.
ورد الاحتلال الإسرائيل على هذه الهجمات بتاريخ 26 أكتوبر، واستهدف العاصمة الإيرانية طهران، وأطلق عليها جيش الاحتلال اسم "أيام التوبة".