قام الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بعمليات تفجير ونسف منازل وتجريف الطرق في بلدات عيتا الشعب وحانين ومارون الراس ومركبا جنوب لبنان.

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية أن “القوات الإسرائيلية نفذت الليلة الماضية عمليات نسف في بلدة مركبا بقضاء مرجعيون، وفجرت منازل وجرفت طرقا ببلدات عيتا الشعب وحانين ومارون الراس جنوب لبنان”.

وتأتي هذه الإجراءات في إطار الخروقات المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه قبل نحو شهرين فيما تشدد السلطات اللبنانية على ضرورة تطبيق الاتفاق وانسحاب القوات الإسرائيلية من القرى الحدودية التي ما زالت تحتلها جنوبي البلاد.

وفي سياق متصل، قال مايك والتز مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، “إننا بحاجة إلى مناقشة مستقبل وفعالية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة اليونيفيل في لبنان”.

كلام مستشار ترامب جاء، قبيل أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب ودخوله البيت الأبيض مجددا، في 20 يناير الجاري.وتعرضت قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، إلى أكثر من استهداف إبان العملية العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على لبنان، وطالبت إسرائيل قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان مرارا إلى مغادرة مواقعها.

ويبلغ عدد الدول التي تتألف منها اليونيفيل 48 دولة، حيث تشارك بما مجموعه 10,150 جنديا لحفظ السلام، فيما أعلنت الأرجنتين مؤخرا انسحابها من اليونيفيل، وهي كانت تشارك بـ3 جنود.

وفي أغسطس الماضي، جدد مجلس الأمن، مهمة قوات اليونيفل المعززة في جنوب لبنان للمرة السابعة عشرة بقرار حمل الرقم 2749. وأقر مشروع تجديد لمدة سنة إضافية، بإجماع كل الأعضاء.

وأكد قرار التمديد الذي صوت عليه مجلس الأمن التزام المجلس بالقرار 1701، وطالب بتنفيذه بالكامل، كما أكد القرار أهمية وضرورة تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط..

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: لبنان وإسرائيل وقف إطلاق النار لبنان جنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

ماضي الاسترليني ومستقبل الدولار

في أبريل من عام 1925، قبل مائة عام، اتخذ ونستون تشرشل، بصفته وزيرا للخزانة، القرار المصيري بإعادة الجنيه الاسترليني إلى معيار الذهب بسعر الصرف المعمول به قبل الحرب العالمية الثانية.

كان تشرشل آنذاك، مثله كمثل وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الآن، حائرا بين هدفين. فمن ناحية، كان يريد الحِـفاظ على وضع الجنيه الاسترليني بصفته العملة الرئيسية التي يدور حولها النظام النقدي الدولي، وصيانة مكانة لندن باعتبارها المركز المالي الدولي الرائد. ومن ناحية أخرى، كان تشرشل، أو على الأقل الأصوات المؤثرة من حوله، يرى ميزة في سعر صرف أكثر تنافسية -بمعنى «خفض قيمة الجنيه الاسترليني»- والذي قد يعزز التصنيع والصادرات البريطانية. لا أحد يستطيع أن يُـجزِم لماذا اختار تشرشل المسار الأول. كان ثِـقَـل التاريخ -التفوق الاقتصادي البريطاني في ظل معيار الذهب قبل الحرب العالمية الأولى- يشير إلى استعادة الوضع النقدي السابق. وكانت مدينة لندن، أي القطاع المالي هناك، تمارس الضغوط لفرض العودة إلى سعر صرف ما قبل الحرب مقابل الذهب والدولار. ولم يكن أكثر المعارضين وضوحا، جون ماينارد كينز، مُـوَفَّـقا عندما أتيحت له الفرصة لعرض حُـجّـته على وزير الخزانة. جاءت التأثيرات متفقة إلى حد كبير مع التوقعات. فقد استعاد الجنيه الاسترليني وضعه كعملة دولية رئيسية، واستعادت المدينة مكانتها كمركز مالي. ولكن عند تلك اللحظة بات لزاما على الاسترليني ومدينة لندن مُـغالَبة نيويورك والدولار الذي اكتسب أهمية بسبب الارتباكات التي شهدتها أوروبا نتيجة للحرب وإنشاء نظام الاحتياطي الفيدرالي لدعم الأسواق المالية الأمريكية. وكما كان متوقعًا أيضا، رَكَـدَت الصادرات البريطانية. فبالأسعار الجارية آنذاك، كانت الصادرات في الفترة 1928-1929 أقل مما كانت عليه في الفترة 1924-1925، عندما اتُّـخِـذ قرار تثبيت سعر الصرف. وهنا، من الواضح أن قوة الجنيه الاسترليني وأسعار الفائدة المرتفعة المطلوبة للدفاع عن سعر صرفه لم تكن مفيدة. ولكن من قبيل التسرع إلى الاستنتاج أن نعزو أداء الاقتصاد البريطاني الضعيف بالكامل إلى سعر الصرف.

فمن ناحية، أصبحت صناعات التصدير التي اعتمدت عليها بريطانيا تقليديا -المنسوجات، والصلب، وبناء السفن- خاضعة لمنافسة شديدة من جانب الدول التي انتهجت التصنيع بعد بريطانيا والتي كانت تمتلك منشآت أكثر حداثة، بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان. لم يكن الوضع مختلفا عن المنافسة التي يستشعرها قطاع التصنيع الأمريكي حاليا من جانب الصين وغيرها من الأسواق الناشئة. في ذلك الوقت كما هي الحال الآن، لم يكن من الواضح أن سعر الصرف الأضعف قد يُـحدث فارقا كبيرا، نظرا لظهور هذه القوى الصاعدة. كما أن التعريفات الجمركية التي فرضتها المملكة المتحدة في ثلاثينيات القرن العشرين لم تنجح في إنعاش صناعاتها القديمة.

علاوة على ذلك، واجهت بريطانيا صعوبة في تطوير الصناعات الجديدة التي شكلت الحدود التكنولوجية آنذاك -الهندسة الكهربائية، والمركبات ذات المحرك، والسلع الاستهلاكية المنزلية المعمرة- حتى بعد خفض قيمة الجنيه الاسترليني في عام 1931. وكانت الولايات المتحدة وبلدان أخرى أسرع في تبني التكنولوجيات وأساليب الإنتاج الجديدة، مثل خط التجميع. وتسبب التشدد النقابي في تثبيط الاستثمار. وكان المعروض من العمال من ذوي المهارات وأخلاقيات العمل المطلوبة منقوصا. ومرة أخرى، لا تختلف هذه الشكاوى عن تلك التي نسمعها اليوم من مشغلي مصنع أشباه الموصلات الجديد التابع لشركة TSMC في أريزونا أو مصانع سامسونج لصناعة الرقائق الإلكترونية في تكساس. وبطبيعة الحال، لم يكن من المفيد أن ثلاثينيات القرن العشرين تميزت بالحروب التجارية والكساد الذي دام عقدا من الزمن. على الرغم من هذه المشكلات، صمد وضع الجنيه الاسترليني كعملة دولية خلال الثلاثينيات. الواقع أن الجنيه الاسترليني استعاد بعضا من مكانته كعملة احتياطية وعملة مدفوعات والتي خسرها لصالح الدولار في العقود السابقة. في حين نجحت بريطانيا على نطاق واسع في صيانة الاستقرار المصرفي والمالي، عانت الولايات المتحدة من ثلاث أزمات مصرفية ومالية منهكة. وحافظت المملكة المتحدة على علاقات تجارية مستقرة مع دول الكومنولث والإمبراطورية في ظل نظام تفضيل إمبراطوري أبطل تأثيرات التعريفات الجمركية التقييدية. وظلت على علاقات طيبة مع الشركاء التجاريين والحلفاء السياسيين خارج نطاق الكومنولث والإمبراطورية، بما في ذلك في الدول الإسكندنافية، والشرق الأوسط، ودول البلطيق، حيث واصلت السلطات النقدية ربط عملات بلدانها بالجنيه الاسترليني. الدروس التي يجب أن يستوعبها أولئك الذين يسعون إلى الحفاظ على مكانة الدولار كعملة عالمية واضحة. تجنّب زعزعة الاستقرار المالي، وهذا يعني في السياق الحالي عدم السماح للمشكلات في مجال العملات الرقمية بالامتداد إلى بقية النظام المصرفي والمالي. الحد من اللجوء إلى التعريفات الجمركية، لأن استخدام الدولار الواسع الانتشار على المستوى الدولي مستمد في جزء كبير منه من علاقات أمريكا التجارية مع بقية العالم. والحفاظ على تحالفات أمريكا الجيوسياسية، خاصة وأن شركاء أمريكا في التحالف هم الذين من المرجح أن ينظروا إلى الولايات المتحدة باعتبارها راعية جديرة بالثقة لأصولهم الأجنبية وأن يحتفظوا بعملتها كدليل على حسن النية.

الواقع أن الولايات المتحدة -كما تشير كل المظاهر- تسير في الطريق المعاكس، حيث تخاطر بالاستقرار المالي، وتفرض الرسوم الجمركية طوعا أو كرها، وتستعدي شركاءها في التحالف. وكل ما تحقق على مدى فترة طويلة بات من الممكن هدمه في غمضة عين ـ أو بجرة قلم رئيس. كان تشرشل مدركا للمخاطر. وعلى حد تعبيره: «قد يكون البناء مهمة بطيئة وشاقة تمتد لسنوات. أما التدمير فربما يكون فعلا طائشا لا يستغرق أكثر من يوم واحد».

باري آيكينجرين .. أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، ومستشارٌ سياسيٌّ سابقٌ في صندوق النقد الدولي. ألّف العديد من الكتب، منها كتاب «في الدفاع عن الدين العام».

خدمة بروجيكت سنديكيت

مقالات مشابهة

  • ماضي الاسترليني ومستقبل الدولار
  • ماذا نفهم من تطورات غزة عن استراتيجية إسرائيل ومستقبل القطاع؟
  • بعد خور دليب.. منطقة جديدة في جنوب كردفان تحت سيطرة الجيش السوداني 
  • بالاتفاق مع قسد.. الجيش السوري يدخل منطقة سد تشرين في ريف حلب
  • إصابة جندي إسرائيلي بانفجار لغم على الحدود.. الجيش اللبناني يسيطر على جنوب الليطاني
  • قطر تشدد على أهمية تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار
  • دوريات مشتركة بين اليونيفيل والجيش لتعزيز الأمن في الجنوب
  • اليونيفيل تبدأ حملتها التوعوية حول مخاطر الذخائر غير المنفجرة في جنوب لبنان
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُدين أوامر الإغلاق التي أصدرتها إسرائيل بحق ستّ مدارس لوكالة “الأونروا” في القدس المحتلة
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُدين أوامر الإغلاق التي أصدرتها إسرائيل بحق 6 مدارس لـ “الأونروا” في القدس المحتلة