مقطع يُظهر لحظة وصول سحابة كارثة سيول جدة الأولى قبل 16 عام .. فيديو
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
جدة
نشر الخبير في المناخ زياد الجهني مقطع فيديو استذكر من خلاله لحظة وصول سحابة كارثة سيول جدة الأولى 1430هـ التي مر عليها حوالي 16 عام .
وأظهر المقطع قوة وثقل السحابة التي كادت تلامس الأرض والمباني من شدتها والتي أعقبتها سيول جدة التاريخية .
وأرفق الجهني تعليق على المقطع جاء فيه “لحظة وصول سحابة كارثة سيول جدة الأولى 1430هـ.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الطقس المناخ زياد الجهني سيول جدة سیول جدة
إقرأ أيضاً:
«لحظة الحسم الأولى» في الابتكارات التكنولوجية
منذ أكثر من عقد من الزمن، ظهرت مقولات مختصرة تستشرف ملامح الابتكارات التكنولوجية، فانتشر في البدء ما مفاده بأن «البرمجيات تلتهم العالم»، وبعد عدة سنوات، تراجعت هيمنة البرمجيات على المشهد العلمي مع تصاعد التقدم المتسارع للخوارزميات وتعلم الآلة، فتحولت المقولة إلى أن «الذكاء الاصطناعي يلتهم البرمجيات»، وتدور الحوارات العلمية في الوقت الراهن حول ماهية التقدم العلمي القادم الذي سوف يلتهم الذكاء الاصطناعي، فدورة التطوير التكنولوجي لن تتوقف، وهنا يكمن التحدي الأكبر الذي يواجه قادة الأعمال والتكنولوجيا على حدٍ سواء، وهو تحديد لحظة الحسم الأولى في الابتكارات وبشكل استباقي.
تعالوا نقترب أكثر من عالم الاستثمار المغامر في التكنولوجيا الذي يستوجب الحس العالي من الاستشراف الاستراتيجي، ونسترجع تصريحات جينسن هوانج، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا (Nvidia)، حيث قال: «التعلم العميق هو ضرورة استراتيجية لكل شركة تكنولوجيا كبرى، فهو يتغلغل بشكل متزايد في كل جانب من جوانب العمل، من البنية الأساسية إلى الأدوات، إلى كيفية تصنيع المنتجات»، وهذا التصريح يلخّص ثقافة وفكر شركة إنفيديا التي حققت نجاحات غير مسبوقة من حيث القيمة السوقية، والإيرادات التي لم تتوقف عن التصاعد حتى في ذروة جائحة كورونا، تأسست هذه الشركة في عام 1993م، وكانت حينها تصمم نوعًا من شرائح الحاسوب القابلة للبرمجة، وبدأت الشركات المنافسة في إنتاج وحدات المعالجة المركزية التي تعمل كأساس لعمليات الحوسبة والبرمجيات الأساسية، وفي تلك المرحلة اتخذت إنفيديا قرار الابتعاد عن خط إنتاج المنافسين، والبدء في خط آخر يتركز حول تطوير وحدات معالجة الرسومات لتمكين دمج ألعاب الفيديو في الحواسيب الشخصية، ومع الوقت تطورت هذه الوحدات للاستخدامات الأخرى مثل معالجة معلومات الصور لأجهزة الاستشعار عن بعد، مما خلق الطلب عليها في قطاعات النقل والصناعة، وأسست إنفيديا سلسة متكاملة للقيمة وللتوريد في مجال الرسومات ثلاثية الأبعاد لأجهزة الحاسوب الشخصية، ثم دخلت عالم الذكاء الاصطناعي، وبذلك حققت الريادة والاستدامة معًا.
كان القرار الحاسم الذي واجهه مؤسسو شركة إنفيديا هو المفاضلة بين الاستثمار في مجال شديد التنافسية حيث يتعين بذل الكثير من الجهود من أجل التميز، أو المبادرة بدخول سوق لم يكن موجودا فعليًا على الواقع، أو كما يُطلق عليه مسمى «سوق بقيمة صفر مليار دولار»، والاستعداد لتحمل المخاطر المحسوبة في استكشاف خطوط إنتاج جديدة، وعلى الرغم من هذا القرار قد تم اتخاذه في وقت مبكر لاستشراف العوائد المجزية من الاستثمار في سوق أجهزة الحاسوب ذات الرسومات ثلاثية الأبعاد، وكان كذلك محفوفًا بالمخاطر التقليدية التي تواجه المستثمرين في المراحل المبكرة، ومعظم شركات التكنولوجيا المدعومة من رأس المال الجريء، إلا أنها كانت بمثابة لحظة الحسم الأولى التي رسمت معالم الطريق لمستقبل الشركة، ووضعت حجر الأساس لجميع القرارات التي تبعتها، ومهدت لتحقيق الإنجازات الاستثنائية التي تميزت بها إنفيديا.
وإذا وضعنا في الحسبان بأن تعريف لحظة الحسم الأولى ليست من الأمور السهلة التي يمكن لأي مبتكر أو شركة ابتكارية تحديدها، فإنه من الأهمية بمكان فهم الموقع الفعلي للمبتكر في البيئة التنافسية، وبحسب مصفوفة الابتكار التي تعتمد على محوري الاستثمار ومجال التركيز؛ هناك أربعة تصنيفات رئيسة، فالمبتكر إما أن يكون من النوع الصياد، أو الباني، أو المستكشف، أو المجرب، ولكل تصنيف متطلبات مختلفة من المهارات من أجل تحديد لحظة الحسم الأولى، فالشركات التي تقع في أعلى يمين المصفوفة هي للمبتكرين البناة الذين يوجهون استثمارات كبيرة، ولكنها تستهدف الابتكارات الداخلية بشكل أساسي، وبعبارة أدق؛ هم يستثمرون في بناء قوة الابتكار، والشركات ذات نمط ابتكار الصياد تنقل التركيز إلى الاستثمار الخارجي، وأما المستكشف والمجرب فيستثمرون بنسبة أقل في قدرات الابتكار مع اختبار مجالات الاستثمار واغتنام الفرص الخارجية، وهنا تأتي الأهمية الكبيرة في فهم موقع الابتكار في المصفوفة قبل افتراض لحظة الحسم الأولى، فكل مربع يحوي عددًا متكافئًا من الفرص والمخاطر، وموقع الابتكار من المصفوفة ليس ثابتًا، فديناميكية التطوير التكنولوجي تفرض التكييف والمواءمة، ولكن الإزاحة من مربع إلى آخر تعني في الوقت ذاته القبول بالمقايضات، وتحمل الرهانات التي يكتنفها عدم الوضوح، وفي المجمل العام، يجب أن تكون نقطة البداية من أسفل المصفوفة، ثم التحرك إلى الأعلى بشكل تدريجي عندما تصل قدرات الابتكار إلى مراحل قابلة للتوسع، واتخاذ قرارات مصيرية في الاستثمار والتوسع في الأعمال.
إن البحث عن اللحظات الحاسمة في مستقبل الابتكار التكنولوجي لا يتوقف عند احتساب الفرص الواضحة والقريبة، ولكنه يتطلب توظيف الرؤية الاستشرافية منذ بداية الرحلة الابتكارية التي هي في جوهرها نتاج مسارات متعددة لتحقيق التفوق والريادة، ولكن هناك دائمًا لحظة واحدة وهي حاسمة وضرورية للبقاء على الخريطة التنافسية، ومن يتأمل قادة التكنولوجيا من الشركات العلمية والتكنولوجية، والباحثين والمبتكرين في المراكز البحثية ووحدات البحث والتطوير يمكنه أن يشاهد كيف تتشكل المحاولات والأفكار الابتكارية إلى برامج ومشروعات وقصص، وأي منها تمكن من الصمود في وجه المتغيرات، وأيها تلاشى عن المشهد بأكمله، وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على الأهمية الكبيرة في معرفة الفرق الشاسع بين الابتكارات التقليدية التي تتطلب القليل من الاستشراف، وبين الابتكارات الرائدة التي تعيد فهم التحديات بمنظور مختلف وعصري، وتضع الحلول المستدامة على عدة سياقات، ولا تكتفي بالحلول العاجلة والسريعة التي يمكن أن تخلق أحيانًا تجربة مجزأة، ولكنها توجه الابتكار إلى التحسين التراكمي مثل تطوير نماذج العمليات على طول سلسلة القيمة، ومسارات اكتساب العوائد، وعلى مستوى الثقافة الابتكارية، ولا يتوقف تركيزها عند هذا الحد، ولكنه يصل كذلك إلى الارتقاء بالمسيرة الابتكارية لخطوات استباقية إلى الأمام، وأفضل قصص الابتكار على مر التاريخ لم تخل من تلك اللحظة المفصلية التي أحدثت النقلة الذهبية، وهذا يفرض على المبتكرين وشركات الابتكار ضرورة إدراك أن الانفتاح على الأفكار الجديدة والمتنوعة هو أساس استشراف المدى البعيد، وتحقيق الاستدامة في الابتكارات التكنولوجية.