أوليفييه غروندو، سيسيل كوهلر، وجاك باريس، المُعتقلون الفرنسيون في إيران منذ 2022، هم ليسوا أوّل من يُستخدم كورقة مُساومة من قبل نظام طهران، الذي يُمارس منذ وصوله عام 1979 استراتيجية الرهائن كأحد العناصر الأساسية للابتزاز وزعزعة الاستقرار.

وقبل أيّام دعت باريس طهران إلى إطلاق سراح جميع المواطنين الفرنسيين الذين احتجزتهم الجمهورية الإسلامية كرهائن بتُهم مُختلقة، بينما اكتفت بتوجيه نصيحة رسمية بعدم السفر إلى إيران.

وفي مواجهة احتجاز مواطنيهم، يبدو الأوروبيون مشلولين عاجزين عن التصرّف، برأي محللين فرنسيين يؤكدون أنّ دول الاتحاد الأوروبي لا تملك اليوم في الواقع سوى القليل من أدوات تحرير الرهائن.

ومع ترقّب تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ربما يُخاطر بممارسة أقصى قدر من الضغط على طهران، يحرص الإيرانيون على الاحتفاظ بكل وسائل المُساومة المُتبقّية لديهم.

الإفراج عن مُجرمين إيرانيين

وبحسب همدان مصطفوي، نائبة مدير التحرير في "ليكسبريس" الفرنسية والمتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، فإنّ هذه الاستراتيجية لها العديد من الأهداف بالنسبة لطهران، ومن أهمّها استعادة السيطرة على الإيرانيين المسجونين في أوروبا في قضايا جنائية وإرهابية.
ومن دون ورقة المُساومة هذه، لبقي العديد من الإيرانيين المُقرّبين من النظام قابعين في سجون الدول الأوروبية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ إيران أعلنت إطلاق سراح محمد عابديني، وهو إيراني اعتقل في إيطاليا، بعد 4 أيّام فقط من إطلاق سراح الصحفية الإيطالية سيسيليا سالا.
وذلك على الرغم من أنّ عابديني كان مُتّهماً بتسريب مُكوّنات إلكترونية إلى مليشيات إيرانية مسلحة استخدمتها في هجوم أسفر عن مقتل جنود أمريكيين.

Face à la détention de leurs ressortissants, les Européens semblent paralysés. L’alliance de Téhéran avec Moscou pourrait faire bouger les lignes
✍️ par @Hamdam
➡️ https://t.co/FK0mSF3Lnn pic.twitter.com/qAvEx5MQ4L

— L'Express (@LEXPRESS) January 13, 2025 تصنيف الحرس الثوري

كما أنّ وسيلة الضغط هذه تسمح قبل كلّ شيء لطهران بتجنّب تصنيف الحرس الثوري، كمنظمة إرهابية. وبينما يقول العديد من النواب الأوروبيين إنّهم يؤيدون هذا التصنيف، إلا أنّه لا شيء يسير قُدماً في هذا الاتجاه.

ولكي تتم الموافقة على إدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، هناك حاجة إلى إجماع السبعة والعشرين دولة في الاتحاد الأوروبي. وهو أمر يكاد يكون من المستحيل الحصول عليه، لا سيّما بسبب "استراتيجية الرهائن" الإيرانية، كما يقول دبلوماسي أوروبي.

La France appelle ses ressortissants à ne pas aller en Iran jusqu’à la libération de ses «otages» https://t.co/iETn7NvOyv

— Libération (@libe) January 7, 2025 الخوف من إعدام الرهائن

وحول ذلك يقول إيمانويل رضوي، مؤلف كتاب "الوجه الخفي للملالي" إنّ "التكنوقراط في بروكسل يرفضون القيام بذلك، خوفاً من الابتزاز بشأن مسألة الرهائن الأوروبيين، والخشية من بقائهم سنوات طويلة في السجون الإيرانية، أو حتى الحُكم عليهم بالإعدام".

ويُذكر أنّه في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، أُعدم المُعارض الألماني من أصول إيرانية جمشيد شارمهد، الذي كان مُعتقلاً منذ عام 2020.

ولذلك، فإنّ البلدان التي لديها مواطنون مُعتقلون في إيران لن تكون مُستعدّة أبداً لتحمّل مخاطر تفعيل تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، حيث لدى الجمهورية الإسلامية سجل مؤسف في حقوق الإنسان وعدد عمليات الإعدام (901 شخصاً في عام 2024، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين).

Alors que le nom d'un troisième otage français en#Iran a été révélé, pourquoi les Européens sont-ils si tétanisés devant la stratégie de Téhéran ?
Mon analyse à lire @LEXPRESS en accès libre >> https://t.co/7WSZ8N2jeP

— Hamdam (@Hamdam) January 13, 2025 وسيلة الضغط الأوروبية الوحيدة

ومع استئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني في جنيف في 13 يناير (كانون الثاني)، فإنّ هاجس الاتحاد الأوروبي يتلخّص في الحفاظ على خط الحوار من أجل تجنّب تصعيد هذا البرنامج.

ومع ذلك، ترى همدان أنّ عنصراً واحداً هو ما يُمكن أن يدفع الأوروبيين إلى زيادة الضغط على الجمهورية الإسلامية، وهو التحالف بين موسكو وطهران.

فمع اقتراب سنوات الحرب الثلاث في أوكرانيا، يُدرك الأوروبيون أنّ الدعم اللوجستي الذي تُقدّمه طهران لموسكو، لا سيّما عبر الطائرات بدون طيار، والتحالف كذلك مع بيونغ يانغ، يسمح لروسيا بمواصلة الصراع. لذا فإنّ مُهاجمة إيران اليوم يُمكن أن يُرسل بشكل غير مباشر رسالة قوية إلى روسيا.

وكانت أفريل هاينز، مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، قد حذّرت حديثاً من هذا التحالف بين روسيا وإيران وكوريا الشمالية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية النووية.

لذا فإنّ هذا الملف برأي خبراء ومحللين سياسيين هو الاحتمال الأكثر إثارة للقلق بالقدر الكافي لإخراج الأوروبيين من حالة الشلل تجاه التصدّي لاستراتيجية إيران في اختطاف الرهائن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران أوكرانيا روسيا أوكرانيا روسيا إيران الحرس الثوری

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تعلن احتجاز اثنين من مواطنيها في إيران

أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، يوم الخميس، أن السلطات الإيرانية احتجزت مواطنين بريطانيين.

وقالت صحيفة الجارديان، إن السلطات الإيرانية سمحت للمواطنين البريطانيين بالوصول إلى السفير البريطاني في طهران هوجو شورتر.

ونشرت وسائل إعلام رسمية إيرانية صورا تظهر شورتر وهو يلتقي اثنين من المشتبه بهم البريطانيين في مكتب المدعي العام والثوري في محافظة كرمان، على بعد حوالي 500 ميل جنوب شرق طهران.

وتظهر الصورة المنشورة أن الاجتماع عقد يوم الأربعاء بحضور المدعي العام في كرمان مهدي بخشي ونائب محافظ كرمان للأمن وإنفاذ القانون رحمن جلال.

تم طمس وجوه الشخصين الجالسين على طاولة مقابل شورتر حتى لا يمكن التعرف عليهما.

مقالات مشابهة

  • إيران ترد على منع هبوط طائرتها في بيروت
  • حرب الرحلات الجوية.. إيران ترد على منع هبوط طائرتها في بيروت
  • أسباب منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري .. تقرير
  • هل تتفاقم الأزمة..إيران ترد على لبنان وتمنع طائرتين من الهبوط في طهران
  • طهران ترد بالمثل.. أزمة الطيران تتسع بين إيران ولبنان
  • إيران ترفض هبوط طائرتين لبنانيتين في مطار طهران.. وهذا ما طلبته
  • بريطانيا تعلن احتجاز اثنين من مواطنيها في إيران
  • بعد منع الطائرة من الهبوط في المطار.. هذا ما حلّ باللبنانيين في إيران (فيديو)
  • المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: إيران لا تخضع للضغوط والكلام المزدوج
  • بعد تهديدات ترامب.. خامنئي يطالب بزيادة دقة الصواريخ الإيرانية ويؤكد: التقدم العسكري يجب ألا يتوقف