إعلام إسرائيلي: الجيش يعاني وعناصر حماس يتحصنون في الأنفاق وبين الركام
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
مع اقتراب الإعلان المحتمل لصفقة تبادل الأسرى في قطاع غزة، عبّر محللون وخبراء عسكريون إسرائيليون عن القلق من تقديرات الجيش التي تشير إلى فقدانه 15 جنديا في القطاع خلال أسبوع. كما ركز الإعلام الإسرائيلي على استمرار مطاردة جنود وضباط في الخارج.
وعرضت قناة 13 تقريرا لمراسلها للشؤون العسكرية أور هيلر، أشار فيه إلى ما وصفه بحدث صعب وقع في بيت حانون شمالي قطاع غزة، وقال إن 5 من جنود نخبة لواء ناحال قتلوا، وأصيب 8 جنود بجروح خطيرة، وآخرون بجروح طفيفة ومتوسطة.
ويقر التقرير بأن "لواء ناحال تعرض إلى ضربة قاسية في بيت حانون في اﻻقتحام الثالث لها، فقد قتل 15 جنديا خلال أسبوع".
وحسب تقديرات الجيش -يواصل تقرير- يوجد في بيت حانون العشرات من عناصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهم يتحصنون في اﻷنفاق وبين الركام، ويسعون إلى استهداف الجيش بقذائف "أر بي جي"، وبشكل أساسي بسلاح العبوات المتفجرة التي يواجه الجيش مهمة صعبة ومعقدة في رصدها.
ومن جهته، يقول يوسي يهوشوع، وهو محلل الشؤون العسكرية في قناة "آي 24″ و"يديعوت أحرونوت" إن "قوات الجيش تعاني من مشاكل، وقد أبلغت أن لديها مشاكل في تفعيل القوة، ونقص في القوات ونقص في المعلومات اﻻستخبارية وفي أمور كثيرة".
إعلان أمر باعتقال ضابطوفي موضوع آخر، عادت قناة 13 إلى موضوع مطاردة جنود وضباط إسرائيل في الخارج، وذكرت أنه "للمرة اﻷولى يتم تقديم طلب إصدار أمر اعتقال ضد ضابط برتبة لواء وهو في منصبه في الجيش اﻹسرائيلي من قبل منظمة تدعى هند رجب".
وحسب رئيسة قسم اﻷخبار الدولية في قناة "آي 24″، يانا سوريادنه، فإن اللواء غسان (عليان)، وهو منسق عمليات الحكومة اﻹسرائيلية في المناطق الفلسطينية، هو من أعلن أن مؤسس منظمة "هند رجب" قدمت طلبا إلى المحكمة الجنائية الدولية في ﻻهاي ضده بهدف إصدار أمر باعتقاله.
وطلب مؤسس منظمة "هند رجب" بإصدار أمر باعتقال غسان لتورطه في الحصار على غزة، وبسبب تصريحات أدلى بها في بداية الحرب، كما وجه طلبا للسلطات اﻹيطالية ﻻعتقاله خلال وجوده على اﻷراضي اﻹيطالية لعقد اجتماع سري، كما توضح سوريادنه.
ويقول الصحفي في قناة 13، يوسيف يسرائيل إن "هند رجب هو اسم طفلة فلسطينية، وهناك ادعاء بأنها قتلت من قبل قوات الجيش اﻹسرائيلي وأصبحت رمزا في غزة، وتم إطﻼق اسمها على المنظمة التي يقودها شخصان بلجيكيان من أصول لبنانية ومواليد لبنان".
وزعم تقرير لقناة 12 أن إسرائيل تمكنت حتى اﻵن من إحباط كل محاوﻻت هذه المنظمة، "لكن مؤسسها ذياب أبو جعجع يقول إن لديه أكثر من ألف قضية ضد جنود الجيش اﻹسرائيلي ووسائل تقنية لرصد اللحظة التي يدرك فيها الجنود أنهم في ورطة". كما يقول أبو جعجع إنه لن يتوقف اﻵن عما يصفها بأنها مهمة حياته، تضيف القناة الإسرائيلية.
ويذكر أن الطفلة هند رجب (5 سنوات) كانت قد قتلتها دبابة إسرائيلية بغزة في يناير/كانون الثاني 2023، بعد محاصرتها في مركبة محاطة بجثامين أفراد عائلتها. وقد قتلهم الاحتلال أمام ناظريها، ولاحقا عُثر على جثامين المسعفين الذين حاولوا إنقاذها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: هذه التغيرات التي عجّلت بإنجاز صفقة تبادل الأسرى
بات واضحا أن مخطط صفقة تبادل الأسرى الحالية بين الاحتلال وحماس يعتمد على النسخة التي تم تقديمها بالفعل في شهر أيار/ مايو، لكن أشياء كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين، أهمها انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وانهيار المحور الإيراني، بجانب الاعتبار الحزبي داخل الاحتلال، حيث سيتم تمرير الصفقة عبر الائتلاف الحكومي بسهولة، فيما لا يمنح ترامب "إسرائيل" وحماس أي فرصة للتراجع.
نداف آيال مراسل الشؤون الدولية بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين إسرائيل وحماس لا يختلف بشكل أساسي عن اقتراح نتنياهو وبايدن في أيار/ مايو 2024، بل إن الخطوط العريضة متشابهة، حتى في الأرقام المذكورة: 33 مختطفًا سيتم إطلاق سراحهم معظمهم على قيد الحياة، لكن الفرق أنه منذ ذلك الحين مات العديد من المختطفين، وسقط أكثر من 120 جنديًا في المعارك، واتسع نطاق الدمار في غزة، وأسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين، وضعفت مكانة إسرائيل الدولية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" إن "الإنجازات العسكرية التي حققها الاحتلال كان يمكن أن تتحقق في وقت أبكر لو تم توجيه الاهتمام للاعتبارات الاستراتيجية، وليس لسباق القط والفأر في غزة، مع ما يعنيه ذلك من مصالح سطحية للحكومة، مما أظهر إخلاء محور نتساريم وعودة الفلسطينيين لشمال القطاع، على أنها إنجازات لحماس، لكن الحركة حينها لم توافق على الصفقة برمتها خشية ألا تؤدي لوقف الحرب".
وأشار إلى أنه "كانت هناك فرصة للتوصل لاتفاق مع حماس من قبل، وبالتالي فإن الاحتلال لم يحقق أي إنجازات كبيرة خلال الأشهر الماضية، مقارنة بالظروف التي تحدثنا عنها قبل أشهر قليلة، لكن الظروف تغيرت تماما، وبثمن باهظ للغاية، فيما تمثلت أمامنا ثلاثة مكونات رئيسية: أولاها أن ترامب الفائز في الانتخابات قرر وقف حرب غزة، وكان موقفه منها ثابتا طوال الوقت، وينبغي النظر بجدية لتهديده بـ"الجحيم" إذا ظل المختطفون، صحيح أنها في ظاهرها رسالة لحماس، لكنها أيضًا رسالة لإسرائيل".
وأشار إلى أن "مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف علم تفاصيل الصفقة بسرعة، وهو يتمتع بقدرة على عدم الاستماع لـ"الهراء، ولذلك لم يوافق على منح الوسطاء وإسرائيل وحماس لحظة من الراحة، وبسبب فعاليته، نشأ أساس للتقدم السريع، وإزالة أي شك".
وأوضح أن "التغير الثاني الذي عجّل بالصفقة هو الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمحور الإيراني، حيث لم يتبق الكثير منه، وتلاشت آمال حماس بأن يحرك الطوفان المنطقة بأسرها، وتحطّمت الحرب الشاملة ضد إسرائيل، التي رأت هي الأخرى خسائرها الفادحة، كما تعيش حماس في غزة وضعاً صعباً، تخسر مقاتلين بمعدل مرتفع للغاية، ومع ذلك فلم يكن ممكنا دفعها للتوصل إلى اتفاق عبر الضغوط العسكرية".
وأشار إلى أن "حماس لديها مصلحة علنية كبيرة بوقف القتال الآن، خاصة مع تسريب جيش الاحتلال بتحضيره لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق إذا فشلت المفاوضات، وشعورها بأن ترامب قد يضرّ بالمساعدات الإنسانية المقدمة لغزة، وتضاؤل الاهتمام العالمي بما يحدث في غزة".
وأكد أن "العنصر الثالث لإبرام الصفقة يتعلق بالسياسة الإسرائيلية الداخلية، حيث يستمتع نتنياهو بالنجاحات في الشمال وضد إيران، وتم تعزيز مكانته بشكل كبير، وتوسّع ائتلافه بشكل كبير، مع إضافة كتلة غدعون ساعر، وبذلك فلا يمكن لاستقالة بن غفير الإطاحة به، وأصبحت تقديرات عدم اجتياز بتسلئيل سموتريتش لنسبة الحسم الانتخابي ثابتة في استطلاعات الرأي، ولذلك اعتقد نتنياهو أن معارضي الصفقة من اليمين المتطرف لن يقدموا على الانسحاب من الحكومة".
وكشف أن "تصريحات نتنياهو العدوانية كانت منسقة مع فريق التفاوض؛ بما فيها تلك المهدّدة بتجديد الحرب، ويكفي أن نلقي نظرة واحدة على استطلاعات الرأي التي كشفت أن الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي تريد وقف الحرب بالكامل لصالح عودة المختطفين".
وختم بالقول أن "نتنياهو يدرك جيداً أن صور قادة حماس وهم يرفعون أيديهم ويخرجون من الأنفاق ليست هنا، ولن تكون في المستقبل القريب، ويعلم أن إعادة المختطفين تحقيق لأهداف الحرب، وبالتالي فإن نافذة واسعة انفتحت للتوصل للصفقة، وإن تجاهل هذه الحقيقة الآن، في نظر الإسرائيليين، أمر مستحيل، ولا يغتفر".