عام و3 أشهرٍ و7 أيامٍ من الليالي الدامية، المليئة بالقتل والتشريد ردا على عملية طوفان الأقصى، تروح النظرات وتغدو داخل قطاع غزة الجريح ما بين مشاهد الأطفال وصرخاتهم من الألم وبين المشاهد العبثية التي لم تتجرأ الكوابيس على تخيلها، فهذه أمّ تودع فلذات كبدها، وتلك تودع زوجها ورفيق رحلتها الذي كانت تتكئ عليه، وقريبا منهما طفلة صغيرة قضى الموت على عائلتها وأصبحت كورقة اقتطفت من شجرة توشك أن تذبل وتنتهي من الوجود، كحال جذور مدينتها التي توشك أن تجف وهي الثابتة والممتدة في باطن الأرض منذ أعماق التاريخ.

ومع سريان الأنباء عن اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تستعرض «الأسبوع» في السطور التالية ما جرى خلف الكواليس، وما تسرب من معلومات حول صفقة وقف إطلاق النار في غزة، وهو الفصل الأكثر دراماتيكية في غضون 15 شهرا من الحرب.

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وبحسب المعلومات فقد باتت إسرائيل وحماس قريبتين من الاتفاق على هدنة توقف الحرب التي اندلعت عندما هاجم مسلحون من حركة حماس الفلسطينية، مواقع إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.

وينتظر أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار إلى جانب وقف الحرب المستعرة في غزة، إلى تبادل للرهائن والسجناء، ومن المتوقع أن تطلق إسرائيل سراح نحو ألف سجين فلسطيني، بعضهم مسجون منذ سنوات، في مقابل إطلاق سراح الرهائن.

وحتى الآن لا تزال التفاصيل قيد التفاوض، وحتى يتم الانتهاء منها، فإن بنود الاتفاق لاتزال هي الأخرى عرضة للتغيير.

وسيتم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على 3 مراحل، تتمثل فيما يلي:

المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وبحسبما ذكره مسؤول فلسطيني لهيئة الإذاعة البريطانية فخلال المرحلة الأولى سيتم تبادل 34 رهينة، (يتوقع أن يكونوا من المدنيين الإسرائيليين)، مقابل سجناء فلسطينيين، وسيتم إطلاق سراح ثلاث رهائن على الفور، بينما يتم إجراء بقية الصفقة على مدى ستة أسابيع.

وخلال هذه المرحلة، ستبدأ القوات الإسرائيلية أيضا الانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.

وقال المسؤول الفلسطيني إن المفاوضات التفصيلية للمرحلتين الثانية والثالثة ستبدأ في اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار.

أطفال غزة تحت نيران الاحتلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وفي المرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، (الجنود وجنود الاحتياط) في مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين، فمن بين 1000 سجين فلسطيني يعتقد أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراحهم، يقضي حوالي 190 منهم أحكاما بالسجن لمدة 15 عاما أو أكثر.

وقال مسؤول إسرائيلي لهيئة الإذاعة البريطانية إن المدانين بالقتل لن يتم إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية المحتلة.

وخلال هذه المرحلة، ستسمح إسرائيل أيضا للنازحين الحاليين في جنوب غزة بالعودة إلى الشمال، حيث اضطر جميع سكان غزة تقريبا، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، إلى مغادرة منازلهم بسبب القتال.

المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وتتضمن المرحلة الثالثة والأخيرة إعادة إعمار غزة، وهو أمر قد يستغرق سنوات، وقال المسؤول الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية ستبقى في منطقة عازلة أو أمنية داخل غزة، خلال أي وقف لإطلاق النار.

كواليس اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وهناك الكثير من علامات النقاط التي عرقلت صفقة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، حيث استغرق الوصول إلى هذه النقطة شهورا من المفاوضات غير المباشرة المضنية، لأسباب ليس أقلها أهمية أن إسرائيل وحماس لا تثقان ببعضهما البعض تماما.

ومن بين هذه النقاط أن حماس أرادت إنهاء الحرب بشكل كامل قبل إطلاق سراح الرهائن، وهو الأمر الذي لم تقبله إسرائيل، لذا فإن وقف إطلاق النار سوف يوقف الحرب فعلياً أثناء تنفيذ شروطه، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك يعني أن الحرب قد انتهت إلى الأبد.

و كان أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل في الحرب تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، ورغم أن إسرائيل ألحقت بها أضراراً بالغة، فإن حماس لا تزال تتمتع ببعض القدرة على العمل وإعادة تجميع صفوفها، كما أنه من غير الواضح من هم الرهائن الأحياء أو الذين لقوا حتفهم؟ أو ما إذا كانت حماس تعرف مكان كل أولئك الذين ما زالوا في عداد المفقودين.

من جانبها، تطالب حماس بالإفراج عن بعض السجناء الذين تقول إسرائيل إنها لن تطلق سراحهم، ويعتقد أن هذا يشمل أولئك الذين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر 2023، كما أن من غير المعروف ما إذا كانت إسرائيل سوف توافق على الانسحاب من المنطقة العازلة بحلول تاريخ معين، أو ما إذا كان وجودها هناك سوف يكون مفتوحاً إلى أجل غير مسمى.

ومن المرجح أن يكون أي وقف لإطلاق النار سيكون هشاً، إذ تم اختراق اتفاقات وقف إطلاق النار التي أوقفت الحروب السابقة بين إسرائيل وحماس، بسبب المناوشات، ثم انهارت في نهاية المطاف، ويعني الجدول الزمني وتعقيد وقف إطلاق النار أن أي حادث ولو كان صغيرا قد يتحول إلى تهديد كبير.

اقرأ أيضاًالشوا: الاحتلال يُصعد عدوانه ويُسقط عشرات الشهداء في غزة

الأمم المتحدة: استمرار القيود والعقبات أمام الجهود الإنسانية بغزة

استشهاد وإصابة العشرات.. ليلة دامية عاشها سكان غزة بسبب القصف الإسرائيلي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل غزة حماس طوفان الأقصى السيوف الحديدية هجمات السابع من أكتوبر اتفاق وقف إطلاق النار على غزة صفقة وقف إطلاق النار على غزة مراحل صفقة وقف إطلاق النار على غزة اتفاق وقف إطلاق النار فی غزة إطلاق سراح الرهائن ما إذا کان

إقرأ أيضاً:

حماس تعلق على مقترح ويتكوف وترفض العودة إلى مرحلة الصفر

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان -مساء الاثنين- إن مقترح المبعوث الرئاسي الأميركي إلى المنطقة ستيفن ويتكوف يقتصر على تبادل الأسرى فقط، ولا يتناول وقف إطلاق النار وفتح المعابر وإنهاء الحصار، مؤكدا أنه لا يمكن قبول العودة إلى مرحلة الصفر.

وأوضح حمدان في مداخلة مع الجزيرة أن مقترح ويتكوف قدم أفكارا للخروج من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ يقتصر على تبادل الأسرى فقط.

ووفق القيادي في حماس، فإن المطلوب هو العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي أعلن عنه في يناير/كانون الثاني الماضي، أو القبول بمقترح الحركة الإفراج عن الأسير الإسرائيلي مزدوج الجنسية.

وفي 14 مارس/آذار الجاري، أعلنت حماس موافقتها على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.

وفي هذا الإطار، قال حمدان إن الولايات المتحدة هي من قدمت مقترحا للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية.

وشدد على أن الحصار على قطاع غزة والتجويع وإغلاق المعابر "لا يمكن أن يكون مقبولا للشعب الفلسطيني"، مطالبا بالسماح لإدخال المعدات الطبية ومعدات رفع الأنقاض.

إعلان

وأكد أن موقف حماس واضح في التمسك بما تم الاتفاق عليه وتقديم بعض التسهيلات في هذا الشأن، مشيرا إلى أن الحركة مستعدة لتنفيذ أي أمر يسهل تطبيق الاتفاق.

وقال إن الوسطاء لم يتمكنوا من الضغط على إسرائيل للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، وكذلك لم تضغط واشنطن على إسرائيل للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.

وجدد حمدان التأكيد على أن حماس لم تخرج عن سياق الاتفاق، ومصرة على الالتزام به حرصا على مصالح الشعب الفلسطيني.

وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق في الأول من مارس/آذار الجاري من دون توافق بشأن المراحل التالية، إلا أن الحرب المفتوحة لم تستأنف.

وامتدت هذه المرحلة 6 أسابيع، وأتاحت إفراج حماس عن 33 أسيرا إسرائيليا بينهم 8 قتلى، في حين أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 أسير فلسطيني بينهم مئات من الأسرى أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

ومع نهاية المرحلة الأولى، طلبت إسرائيل تمديدها حتى منتصف أبريل/نيسان المقبل، لكن حماس تصرّ على الانتقال إلى المرحلة الثانية التي من المفترض أن تضع حدا للحرب.

بدوره، رفض ويتكوف المقترح الذي تقدمت به حماس بالإفراج عن أسير إسرائيلي أميركي وإعادة جثث 4 آخرين مزدوجي الجنسية، وقال في تصريح لشبكة "سي إن إن" إن مقترح حماس بشأن وقف إطلاق النار لا يصلح أن يكون منطلقا للتفاوض.

واعتبر ويتكوف أن الجواب الذي وصل من حماس بشأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة "غير مقبول على الإطلاق"، كاشفا عن أن المقترح الأميركي بشأن وقف إطلاق النار بغزة يتضمن إطلاق سراح 5 أسرى أحياء، بينهم المواطن الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت -قبل أيام- أنّ إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يوما مقابل أن تطلق حماس سراح قسم من الأسرى الأحياء والأموات الـ58 الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • اجتماع عربي يدعو واشنطن للضغط على إسرائيل لوقف انتهاك اتفاق غزة
  • اجتماع عربي يدعو واشنطن للضغط على إسرائيل لوقف انتهاك اتفاق غزة  
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس تدعو إلى حصار السفارات الإسرائيلية والأمريكية بالعالم
  • لماذا فجّرت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار ؟
  • كيف انهار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • حماس تعلق على مقترح ويتكوف وترفض العودة إلى مرحلة الصفر
  • حماس تدعو واشنطن لإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف النار بغزة
  • حماس تطالب إسرائيل بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس: تهديدات "ويتكوف" بشأن اتفاق غزة تعقد الأمور