هل تؤثر الأطعمة فائقة المعالجة على شكل فكّينا؟.. باحثون يوضحون
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
تتسبب الأطعمة فائقة المعالجة (UPFs) في إثارة القلق بين الخبراء بسبب تأثيرها المحتمل على صحة الإنسان، لكن العلماء حذروا الآن من أنها قد تؤثر أيضا على كيفية تطور أجسامنا، وخاصة فكّينا، حسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21".
ما علاقة النظام الغذائي بكيفية تطور فكّينا؟
أشار التقرير إلى أن دراسات عديدة قامت على قياسات جماجم أفراد من مجموعات سكانية مختلفة، كشفت أن شكل عظم الفك البشري مرتبط بالنظام الغذائي.
وجد أن السكان الذين يعتمدون على الزراعة لديهم عظام فك مختلفة الشكل، وعادة ما تكون أصغر حجما من الصيادين وجامعي الثمار. وقد وجد هذا في السكان الذين عاشوا على جانبي الانتقال إلى الزراعة وفي أولئك الذين يعيشون في نقطة زمنية مماثلة ولكن بنظام غذائي مختلف. في الحالة الأخيرة، وجد الخبراء أن عظام الفك عند الأطفال كانت متشابهة قبل أن يكبروا بما يكفي للمضغ.
حتى أن الباحثين وجدوا اختلافات في حجم وشكل عظام الفك لدى الأشخاص الذين عاشوا قبل وبعد التصنيع، وهو الوقت الذي بدأ فيه الناس يعتمدون بشكل أكبر على الأطعمة المصنعة.
بينما أصبحت الأسنان أيضا أصغر بمرور الوقت، يقول الخبراء إن حجم عظم الفك قد تقلص بدرجة أكبر. يقول العلماء إن هذا قد يفسر سبب معاناة العديد من الأشخاص اليوم من ازدحام الأسنان أو الأسنان المعوجة أو العضة غير المستقيمة.
قالت الدكتورة كارولين راندو، الأستاذة المساعدة في علم الآثار الحيوية والأنثروبولوجيا الشرعية في جامعة يونيفيرسيتي كولج: "يمكننا حقا أن نرى [سوء الإطباق] يتسارع عندما ننتقل إلى نظام غذائي صناعي".
وبحسب التقرير، فقد تم ربط التحول إلى عظام فك أصغر أيضا بالتغيرات في الطريقة التي نتحدث بها، مما يساعد البشر على تكوين أصوات "f" و"v".
لا تزال هذه الارتباطات قيد البحث. ولكن هناك نظرية تقول إن تناول الأطعمة الصلبة والمضغية مثل الخضراوات النيئة واللحوم يتطلب قوة عض أكبر، حيث وجدت الأبحاث التي أجريت على الحيوانات أن المضغ بقوة أكبر يحفز نمو عظم الفك.
ما هو الرابط للأطعمة فائقة المعالجة؟
غالبا ما تكون UPFs لينة جدا، حيث حذر بعض الخبراء من أن هذا قد يساهم في نمو عظام الفك الأصغر لدى الأطفال.
يبدو أن الضجة الأخيرة نشأت استجابة لدراسة تجريبية نُشرت العام الماضي من قبل فريق في إسبانيا. وشمل هذا العمل باحثين يدرسون الأنظمة الغذائية لـ 25 طفلا تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات، وتحليل البيانات جنبا إلى جنب مع القياسات المتعلقة بأسنانهم وجماجمهم.
من بين النتائج، وجد الفريق أن الأطفال الذين يتكون نظامهم الغذائي بشكل أساسي من السوائل و/أو الأطعمة شبه الصلبة لديهم فجوات أصغر بين أسنانهم السفلية مقارنة بأولئك الذين يتناولون نظاما غذائيا صلبا بشكل أساسي. يتم ملء هذه الفجوات عندما تنمو الأسنان الدائمة.
ومع ذلك، كانت الدراسة صغيرة، ولم تأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الأطعمة فائقة المعالجة، ولم تتتبع الأطفال للنظر في ترتيب أسنانهم الدائمة، ولا يمكنها إثبات السبب والنتيجة.
وقال البروفيسور تيم سبيكتور، المعروف بعمله في مجال صحة الأمعاء، لصحيفة "تلغراف"، إن "أقوى نظرية حالية حول سبب انكماش الفكين بهذه السرعة هي أننا نطعم أطفالنا طعام الأطفال طوال حياتهم حقا - حتى لا يطوروا عضلات الفك أو حجم الفك، ولا يتكيفون حقا مع المضغ.
وأضاف أن "هذه مجرد علامة أخرى على كيفية استسلام الدول الغربية مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة لهذه الموجة من الأطعمة اللينة فائقة المعالجة والتي أصبحت الآن النظام الغذائي الرئيسي للأطفال، والكثير منهم لا يتناولون الأطعمة الصلبة المناسبة أبدا".
ماذا يقول الآخرون؟
قالت الدكتورة هايلي لاندرو، مديرة العلاقات الخارجية للجمعية البريطانية لتقويم الأسنان، إن التغييرات في نمو الفك من خلال النظام الغذائي قد تكون ممكنة، ولكن من المرجح أن يكون هذا قد حدث على مدى سنوات عديدة من التطور. "لا توجد عوامل بيئية فقط في نمو الهيكل العظمي والأسنان - تلعب الوراثة دورا مهما أيضا. من المؤسف أن مجرد تناول المزيد من الطعام الذي يحتاج إلى المضغ لن يتغلب على ميولنا الوراثية الموجودة مسبقا".
لكن لاندرو أضافت أن الحد من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن يكون مفيدا، لأنها غالبا ما تكون عالية السكر ويمكن أن تؤدي إلى تسوس الأسنان. "نقول أيضا للآباء ألا يقلقوا بشأن حاجتهم إلى إطعام أطفالهم أطعمة صلبة فقط لمنع الحاجة إلى تقويم الأسنان، لأن هذا ليس ضمانا".
قالت راندو إن هناك نقاشا مستمرا حول ما إذا كان التحول في شكل عظم الفك تغييرا تطوريا أو مجرد استجابة لتحول بيئي، مشيرة إلى أنه "من الواضح أن علماء الأنثروبولوجيا [و] علماء الآثار يمكنهم النظر في التغييرات طويلة المدى، في حين أن أطباء تقويم الأسنان ينظرون فقط إلى ما يرونه في ممارستهم السريرية".
وأضافت "قد يكون حجم الأسنان الصغير أكثر تطورا وأكثر وراثية، لكن يبدو أن حجم الفك الصغير أكثر ارتباطا ببيئتنا، وهي الطعام".
كانت راندو أقل اقتناعا بأن الأطعمة فائقة المعالجة ستؤدي إلى تحول كبير إلى فكوك صغيرة. وقالت "إن ليونة الطعام، وهي الشيء المهم، كانت متشابهة لسنوات عديدة الآن"، مشيرة إلى أن الناس في عصر الملكة فيكتوريا كانوا يأكلون الخبز الأبيض والمربى في كثير من الأحيان.
ماذا عن ترند "mewing" على تيك توك؟
أدت فكرة أن شكل وجه المرء يمكن تغييره بشكل كبير من خلال سلسلة من التمارين إلى ظهور عدد كبير من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وأطلق عليها اسم "mewing" نسبة إلى أطباء تقويم الأسنان البريطانيين المثيرين للجدل الدكتور جون مييو وابنه الدكتور مايك مييو، الذين توصلوا إلى هذا النهج. وقد تم شطب الأخير من سجل جمعية أطباء الأسنان.
وقالت الجمعية البريطانية لتقويم الأسنان إنها "تود تذكير الجمهور بأنه لا يوجد دليل علمي يشير إلى أن الأشخاص يمكنهم تغيير شكل وجوههم أو تحسين ذكائهم عن طريق المضغ أو الإمساك بالأسنان واللسان في وضع مغلق أو القيام بأي نوع من حركات الوجه"، حسب التقرير.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الأطعمة الأبحاث الأطعمة الانسان الصحة أبحاث المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأطعمة فائقة المعالجة إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العماني؟
اتفق خبراء اقتصاديون ومسؤولون في سلطنة عُمان على أن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 10% ستؤثر بشكل محدود على الصادرات والواردات العمانية في بعض القطاعات مثل المعادن، والبتروكيماويات، والأسماك، والمنتجات الزراعية المعالجة.
وأكدوا أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى بعض التحديات في القدرة التنافسية لبعض السلع العمانية في السوق الأمريكي مع تقديرات تشير إلى أن الخسائر المحتملة قد تتراوح بين 15 إلى 25 مليون ريال عماني سنويًا، وهو ما يمثل نسبة صغيرة من الناتج المحلي غير النفطي، كما أشاروا إلى أن تأثير الرسوم على بيئة الاستثمار سيكون طفيفًا مع استمرار أن تظل سلطنة عُمان بيئة جذابة للاستثمارات الأجنبية.
"الأثر على الصادرات العمانية"
وأكد سعادة أحمد بن سعيد الشرقي، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى، أن فرض الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 10% على بعض السلع العمانية سيسهم في تقليص قدرة بعض الصادرات العمانية غير النفطية على المنافسة في السوق الأمريكي، وأوضح أن المنتجات الصناعية مثل البتروكيماويات والمنتجات المعدنية ستكون الأكثر تأثرًا بهذه الرسوم، بالإضافة إلى قطاع الأسماك والمنتجات البحرية والمنتجات الزراعية المعالجة، نظرًا لاعتماد بعض المصدرين العمانيين على السوق الأمريكي كمنافذ تصدير مهمة.
وأشار سعادته إلى أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى تراجع الحوافز لدى بعض الشركات الأجنبية العاملة في سلطنة عُمان التي تعتمد على إعادة التصدير إلى السوق الأمريكي، مما سينعكس سلبًا على بيئة الاستثمار وثقة المستثمرين خصوصًا في القطاعات الصناعية التي كانت سلطنة عُمان تعتبرها منصة تصدير رئيسية، موضحا أنه يُقدّر أن الاستثمارات المرتبطة بالصناعات التصديرية إلى السوق الأمريكي تشكل ما بين 10% و15% من إجمالي الاستثمارات، وفي حالة انخفاض الاستثمارات المرتبطة بالسوق الأمريكي بنسبة 20% قد يؤدي ذلك إلى تراجع في تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر بمقدار يتراوح بين 30 و50 مليون ريال عماني سنويًا، كما يمكن أن تؤثر الرسوم على الميزان التجاري عبر تقليص الصادرات وبالتالي الحد من تدفق العملات الأجنبية، وفيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية المباشرة قد تدفع بعض الشركات العالمية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها التصديرية من سلطنة عُمان إلى السوق الأمريكي في حال استمرار الرسوم كعائق رئيسي.
"السوق العُماني"
وتوقع سعادته أن تشهد بعض السلع في السوق العماني ارتفاعًا في الأسعار، خاصة تلك التي تعتمد على المواد الخام أو التقنيات المستوردة من دول تأثرت بالرسوم الجمركية مثل الصين والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أنه يُقدّر أن مؤشر أسعار المنتجين في سلطنة عُمان يعتمد بنسبة 70% على مدخلات مستوردة من هذه الدول، وبما أن الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تمثل أكثر من 60% من واردات المواد الخام العُمانية، فإن الرسوم على المنتجات المستوردة قد تؤدي إلى زيادة في تكاليف الإنتاج، وبالتالي إلى ارتفاع الأسعار في السوق المحلي، كما يتوقع أن يرتفع التضخم المحلي بمعدل يتراوح بين 0.3% و0.5% سنويًا، مما سيؤثر على قطاعات مثل البناء، التصنيع، وتجارة الجملة، خصوصًا في الصناعات التحويلية، الطاقة الشمسية، وقطاع السيارات بسبب قطع الغيار المستوردة، وأوضح أن هذا الارتفاع سيؤثر على تكلفة الإنتاج والتوزيع، مما ينعكس سلبًا على المستهلك المحلي، وذكر أن القطاعات التي تعتمد على التجميع الصناعي أو المدخلات التكنولوجية المستوردة ستكون الأكثر تأثرًا.
أما عن تأثير الرسوم على الصادرات العمانية، فأشار سعادته إلى أنه في عام 2023 بلغت قيمة الصادرات العمانية غير النفطية حوالي 4.8 مليار ريال عُماني، وتمثل الصادرات إلى الولايات المتحدة حوالي 4-6% من هذا الإجمالي، ومع فرض زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 10% ستفقد المنتجات العُمانية جزءًا من تنافسيتها السعرية في الأسواق الأمريكية، خاصة في قطاعات مثل الألمنيوم والأسماك والمواد البلاستيكية. ووفقًا لنموذج مرونة الطلب السعرية للصادرات، فإن انخفاض تنافسية السعر بنسبة 10% يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في الطلب بنسبة تتراوح بين 6% و12%، حسب القطاع، لافتا إلى أن الخسائر المحتملة في أسوأ السيناريوهات، ستفقد سلطنة عُمان ما بين 15 و25 مليون ريال عُماني سنويًا من قيمة صادراتها إلى السوق الأمريكي، وهو ما يمثل 0.3%-0.5% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي.
وطرح سعادته عددًا من الحلول التي يمكن أن تتبعها سلطنة عُمان للحد من التأثيرات السلبية لهذه الرسوم، منها تنويع الشركاء التجاريين والتركيز على أسواق بديلة مثل الصين، الهند، أفريقيا، والاتحاد الأوروبي، وتعزيز الاتفاقيات الثنائية والإقليمية لتسهيل الوصول إلى أسواق أقل تأثرًا بالسياسات الحمائية الأمريكية، بالإضافة إلى تحفيز الإنتاج المحلي للمواد الخام والصناعات الوسيطة لتقليل الاعتماد على الواردات من الدول المتأثرة، ودعم المصدرين العمانيين عبر برامج تمويل وضمان صادرات، إلى جانب الاستثمار في التحول الصناعي الذكي والابتكار التكنولوجي لزيادة القيمة المضافة للمنتجات العمانية.
"الأثر على الاستثمارات والأسواق العُمانية"
من جانبها أشارت الدكتورة حبيبة المغيرية، أكاديمية وباحثة اقتصادية إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا بنسبة 10% قد يكون لها تأثير محدود على صادرات سلطنة عُمان غير النفطية إلى السوق الأمريكية، موضحة أن سلطنة عُمان تُعد من الدول النشطة في تصدير السلع غير النفطية وإعادة التصدير إلى الولايات المتحدة، حيث تجاوزت قيمة هذه الصادرات حاجز المليار دولار وفقًا لتقارير المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، وتضم أبرز السلع المصدّرة المنتجات المعدنية، والكيماويات، والمعادن الأساسية، والمواد الغذائية.
ولفتت إلى أنه رغم أن نسبة الرسوم الأمريكية الجديدة مماثلة لما تفرضه سلطنة عُمان على وارداتها، فإن من المحتمل التأثير سيكون في تراجع القدرة التنافسية لبعض السلع العُمانية، لا سيما في ظل منافسة منتجين من دول قد تتمتع بتكاليف شحن وتصنيع أقل، وأكدت أن المنتجات النفطية العمانية لن تتأثر بهذه الرسوم كونها خارج نطاق التغييرات الأخيرة.
أما التأثير على بيئة الاستثمار في سلطنة عُمان، قالت المغيرية: بشكل عام إن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية تؤثر على تدفق الاستثمارات الأجنبية، وبحسب الدراسات فإن هذه الرسوم سوف تجبر بعض الشركات المتأثرة من هذا القرار على إعادة هيكلة إستراتيجياتها وخصوصا في الدول التي فرضت فيها تعرفة جمركية عالية والبحث عن دول تفرض عليها رسوما جمركية أقل، إلى جانب عوامل أخرى تجعل من تلك الدول بيئة استثمار جاذبة تسعى من خلالها الشركات الأجنبية لتنويع استثماراتها بها.
وتوقعت حول انعكاسات هذه التغيرات على الأسعار محليًا، أن تشهد الأسواق العُمانية تأثيرًا طفيفًا مقارنة بدول أخرى، مشيرة إلى أن التضخم في سلطنة عُمان غالبًا ما يكون مستوردًا نظرًا للاعتماد الكبير على السلع غير النفطية، ولفتت إلى أن مستويات التضخم لا تزال ضمن الحدود الآمنة، وأن السلع الأساسية لن تتأثر بشكل كبير، خاصة مع استقرار سعر صرف الريال العماني المرتبط بالدولار الأمريكي، وهو عامل مؤثر في احتواء التضخم.
وشددت على أهمية تعزيز الشراكات التجارية مع أسواق بديلة كخيار استراتيجي للحد من أي آثار سلبية مفاجئة، مؤكدة أن هذا التوجه يتسق مع سياسة التنويع الاقتصادي التي تتبعها سلطنة عُمان، ويعزز من قدرتها على الصمود أمام التغيرات العالمية الطارئة.
"التنويع الاقتصادي"
كما يقول الدكتور خالد بن سعيد العامري، رئيس مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العمانية: إن تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات العُمانية إلى السوق الأمريكي يُعد محدودًا نسبيًا، مشيرًا إلى أن هذه الصادرات لا تمثل سوى نحو 2.1% من إجمالي الصادرات العُمانية، أي ما يعادل نحو 1.3 مليار دولار أمريكي، وتشمل بشكل رئيسي سلعًا أساسية مثل الحديد والألمنيوم، التي كانت قد خضعت لرسوم جمركية منذ عام 2018، وبلغت هذه الرسوم في العام الحالي نحو 0.25%.
وأوضح أن صادرات سلطنة عُمان من النفط الخام والتي تمثل نحو 75% من إجمالي الصادرات، تتجه بشكل رئيسي إلى الصين ما يعني أن السوق الأمريكي ليس سوقًا محوريًا لصادرات الطاقة العُمانية، وبالتالي فإن الرسوم الجمركية الأمريكية لن يكون لها أثر يُذكر على هذا الجانب، كما أشار إلى أن الاستثمارات الأجنبية في سلطنة عُمان لن تتأثر بشكل كبير، نظرًا لصغر حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة، إلا أن الرسوم قد تقلل من جاذبية سلطنة عُمان كمركز استثماري لبعض الشركات التي تعتمد على السوق الأمريكي كمخرج رئيسي لصادراتها.
ولفت العامري -فيما يتعلق بالسوق المحلي- إلى أن الرسوم الأمريكية الجديدة يمكن أن تسهم في رفع أسعار بعض السلع الحيوية المستوردة من الولايات المتحدة، مثل الإلكترونيات والهواتف الذكية والسيارات وقطع الغيار، إذ تبلغ قيمة واردات سلطنة عُمان من الولايات المتحدة نحو 1.4 مليار دولار سنويًا، ومع فرض رسوم بنسبة 10% على هذه المنتجات، فقد يواجه السوق المحلي ضغوطًا تضخمية إضافية.
وشدد رئيس الجمعية الاقتصادية العُمانية على أهمية تنويع الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع أسواق بديلة في آسيا وأفريقيا وأوروبا بما يقلل من الاعتماد على السوق الأمريكي حتى وإن كان تأثيره محدودًا في الوقت الراهن، ودعا إلى دعم الصناعات المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات بشكل عام، مشيرًا إلى أن ما حدث في الولايات المتحدة قد يتكرر في دول أخرى، مما يستوجب رفع الكفاءة اللوجستية عبر تطوير البنية الأساسية وتخفيض تكاليف الشحن والتوزيع، مستفيدين من الموقع الاستراتيجي والبنية الأساسية اللوجستية المتقدمة لسلطنة عُمان، وأكد على أهمية تعزيز الوعي باتفاقيات التجارة الحرة مثل الاتفاقية الموقعة مع الولايات المتحدة، وتوفير الدعم اللازم للشركات العُمانية للاستفادة منها والتوسع في الأسواق الدولية.
لذا فإن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية تمثل تحديًا حقيقيًا لبعض القطاعات العُمانية، لكن الفرصة لا تزال قائمة أمام سلطنة عُمان لتعزيز موقعها كمركز تجاري وصناعي قادر على التكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية، وضرورة البحث المستمر عن بدائل اقتصادية وتنويع الشراكات التجارية لتقليل التأثيرات السلبية على الاقتصاد العُماني.