يناير 15, 2025آخر تحديث: يناير 15, 2025

محمد حسن الساعدي

يمارس العراق كل الادوار السياسية المطلوبة في تقريب وجهات النظر بين البلدان المجاورة لسوريا او التي كان لها دور رئيسي فيما يجري على الارض السورية ،وبالرغم من الجهود الدولية والعربية والاسلامية التي تبذل من اجل درء الصراع ومنع أتساعه ليشمل المنطقة، الا ان بوادر الاتساع وصوت الصراع أعلى من صوت التهدئة فاللاعب الاقليمي ما زال يريد فرض سيطرته على الاوضاع في سوريا وفرض سيطرته على المدن والمحافظات فيها، فتركيا هي من تقف خلف هياة تحرير الشام التي يتزعمها “أبو محمد الجولاني” والمطلوب للقضاء العراقي ومحكوم عليه بالإعدام غيابياً، بالإضافة الى الولايات المتحدة الامريكية التي خصصت مكافئة 10 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات عنه، الامر الذي يغير قواعد اللعبة بالنسبة لواشنطن ويجعل الجولاني حليق استراتيجي لها خلال الحقبة القادمة.

تركيا تعد اللاعب الرئيسي في إسقاط نظام الاسد، والتي جاءت بعد قطيعة بين تركيا وسوريا على خلفية أزمة النازحين والتي ضاق بهم ذرعاً والتي تصل اعدادهم الى اكثر من مليوني نازح والتي رفض فيها الاسد التباحث مع أنقرة ما لم يتم النقاش في انسحاب القوت التركية التي تسير على إجزاء كبيرة من سوريا، ما ولد حالة من القطيعة بين الجانبين، لذلك سارع أرد وغان الى فتح قنوات الحوار مع المسلحين ودعمهم من أجل أن يكونوا ورقة ضغط على الاسد من اجل الجلوس على طاولة الحوار مع الاتراك.

اللاعب الآخر هم الروس الذين سكتوا أمام اندفاع المسلحين وانسحاب الجيش السوري والذي هو الآخر لم يقم بواجبه في الدفاع او صد المسلحين القادمين من أدلب باتجاه المدن السورية الاخرى وصولا الى دمشق ودون أي معارضة، وهذا ما فاجئ حلفاء سوريا وطريقة التعاطي مع هجوم المسلحين والذي بحسب التقارير لم يكن بنيتهم الوصول الى دمشق، بل كان ورقة ضغط يستخدمها الاتراك لجلوس الاسد على طاولة الحوار وإنهاء ملف النازحين والذي آخذ يرهق الاتراك ويسبب لهم الازمات الاقتصادية والاجتماعية في تركيا.

اللاعب الثالث في هذا الصراع هم الاسرائيليون والذي ساهموا كثيراً في مساعدة المسلحين على الوصول الى دمشق، وما ان سقطت الاخيرة حتى قاموا بحركة سريعة للسيطرة على جنوب سوريا وبناء قواعد لهم، وهذا ما تحقق فعلاً من خلال عقد أول اجتماع لنتنياهو مع الجيش الاسرائيلي في جبل الشيخ وفرض امر واقع على الارض في سوريا، ومحاولة قطع الامدادات بين إيران وجنوب لبنان وتحديداً حزب الله.

اللاعب الرابع هم الاوكرانيين والذين قدموا الدعم العسكري واللوجستي لهياة تحرير الشام وتوفير الطائرات المسيرة بالإضافة لتدريب المسلحين في هياة تحرير الشام، والهدف من هذا الدعم هو فتح جبهة لهم في سوريا وتخفيف الضغط الروسي على الاوكرانيين وإتاحة الفرصة لهم في جر الجيش الروسي في مواجهة مع المجموعات المسلحة بقيادة الجولاني، وهذا ما لم يتحقق واستطاع الروس من قراءة الموقف بعناية ودقة وأبعدوا أنفسهم عن المواجهة مع المسلحين في سوريا.

اللاعب الاخير والذي يتم كل هذا الحرك برعايته وحمايته هو اللاعب الامريكي الذي يسعى الى إيجاد خارطة جديدة للشرق الاوسط وسلّم الملف كاملاً للإسرائيليين من أجل إعادة رسم هذه الخريطة وفق مصالحهم وحماية امنهم في المنطقة، وهذا ما أتسق تماماً في الخطاب الذي القاه نتنياهو في جلسة الامم المتحدة والتي عرض فيها الخارطة الجديدة للمشهد في الشرق الاوسط ويسعى لتنفيذها مع واشنطن.

يبقى شيء اخير هو العراق الذي رفض الإملاءات الخارجية وهذا ما انعكس من خلال رفض أي اوامر تعطى للعراق من خلال زيارة ممثل الامين العام للأمم المتحدة الى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف حيث رفضت المرجعية هذه الاملاءات واعتبرتها تدخلاً بالشأن العراقي ويمس سيادته وقراراه، وأعلنها بصراحة ان القرار العراقي يصنع في العراق.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: فی سوریا وهذا ما

إقرأ أيضاً:

اللاعب كاظم وعل.. موسيقار يعزف على أوتار القلوب ..

بقلم: فالح حسون الدراجي ..

لن أتحدث عن كاظم وعل اللاعب الهداف الذي سجل في مرمى منتخب السعودية الدولي هدفاً بعد أقل من نصف دقيقة على بدء المباراة، ضمن بطولة الخليج الرابعة التي جرت في الدوحة عام 1976، ولم يكسر رقمه أي لاعب عراقي حتى الان.

ولن أتحدث عن كاظم وعل اللاعب الذهبي الذي قاد منتخب شباب العراق في بطولة آسيا المقامة في الكويت عام 1975 ومنح العراق كأس البطولة مناصفةً مع منتخب إيران، بعد أن سجل لوحده 11 هدفاً وفاز بلقب هداف البطولة أيضاً .. علماً أن وعل هو اللاعب الوحيد في تاريخ بطولات آسيا الذي يسجل ستة أهداف في مباراة واحدة..

وقد يقاطعني أحد القراء بسؤال استدراكي يقول فيه : إذا لم تتحدث عن مناقبه هذه، فإني اعتقد أنك ستتحدث عن دوره في مباراة العراق ومنتخب أوغندا الدولي التي جرت في العاصمة الاوغندية كامبالا، والتي سجل فيها كاظم هدفين في مرمى المنتخب المضيّف، عدا الفواصل المهارية الفنية الباهرة التي قدمها وعل في تلك المباراة، الأمر الذي جعل الجمهور الأوغندي يصفق بقوة لهذا اللاعب الفذ، بل وأن يقف على قدميه اعجاباً وتقديراً لفنونه الكروية، حتى أن الرئيس الأوغندي عيدي امين نزل بنفسه الى ارض الملعب بعد نهاية المباراة ليصافح كاظم وعل ويبدي له إعجابه وتقديره للمستوى الفني الذي لم يرَ مثله في ملاعب آسيا وأفريقيا ..!

وسأجيب على استدراك القارئ، واقول له: مع وافر تقديري واحترامي لهذه الإضافة المهمة، فإني لم أكن أقصد الحديث عن هذه المعلومة الرياضية، ولا عن غيرها من جميع روائع كاظم وعل الفنية التي برزت في حياته الكروية، تلك الحياة التي لم تتجاوز الخمس سنوات .. إنما أردت الحديث ياصاحبي عن شيء آخر يكمن في شخصية هذا الفتى، شيء يقع خارج حدود الميدان الكروي، بل خارج الميدان الرياضي برمته.. وأقصد بذلك طبيعة كاظم الشخصية، وتلقائيته، وجمالية روحه، وسماحته وقدرته العجيبة على جعل الجميع يحبه بما في ذلك خصومه، وأقصد خصومه المنافسين في الملاعب، وليس في الحياة العامة، لأني اجزم أن كاظم وعل هو الرجل الوحيد الذي لا خصوم له.. وللمثال على سماحته الفريدة، ونقائه الصافي، ان امتحنه القدر وأوقعه يوماً في مواجهة واحتكاك قوي جداً مع المدافع لطيف لبيب في مباراة القوة الجوية

و قوات نصر، ضمن بطولة كأس القوات المسلحة، والتي انتهت بإصابة بليغة جداً تعرض لها ( أبو مصطفى) في عموده الفقري، ومن سوء الحظ أن هذه الإصابة لم تخرجه من تلك المباراة فقط، إنما أخرجته من عالم الكرة إلى الأبد، وهو في ريعان شبابه.. ولكن رغم هذه المأساة فإن الرجل نجح إنسانياً وأخلاقياً بشكل فريد ومثالي، حيث أبدى تسامحاً وروحاً رياضية عالية، ولم يشكِ يوماً من اللاعب الذي كان سبباً في إصابته وإنهاء مستقبله الرياضي، ولم يعاتبه حتى، بل كان يدافع عنه كلما ذكره احد بسوء، ويبرئ ساحته في جميع المحافل، حتى ان كاظم غضب جداً عندما سمع أن بعض أفراد عشيرته (الفريجات) يريدون التحقق من ان لطيف لبيب لم يتقصد أو يتعمد إصابة إبنهم، ويتأكدوا من أن الحادث طبيعي، ناتج عن الاحتكاك العفوي الذي يحصل بين اللاعبين. لكن كاظم رفض ذلك بقوة ولم يسمح بأي إجراء حول هذا الموضوع

بل ظل يدافع عن براءة اللاعب لطيف لبيب رغم مصيبته الموجعة.. واجزم أن لهذه الخصال، ولغيرها من المزايا الاخلاقية السامية، أحب الناس كاظم وعل كثيراً .. فضلاً عما يتمتع به من موهبة ومهارة كروية فذة.
وإذا كان لكاظم محبون وأصدقاء كثر في الوسط الرياضي، فإن محبينه واصحابه في الوسط الفني والثقافي ليسوا قليلين أيضاً، فقد كان أبو مصطفى، صديقاً لعدد كبير من كبار المطربين كالفنان الجميل قحطان العطار والفنان الكبير سعدون جابر، والفنان الراحل رياض أحمد وغيرهم من المطربين والملحنين، اضافة إلى علاقاته الودية مع الشاعر الكبير كاظم إسماعيل الگاطع، والشاعر الكبير عريان السيد خلف، و شقيقه الشهيد طه السيد خلف، والشاعر الجميل كريم العراقي، والراحل هادي سيد حرز وغيرهم من المبدعين.. أما أنا فقد بدأت علاقتي به مذ كان فتى يافعاً يلعب في فريق نهضة الشباب أحد أبرز الفرق الشعبية في مدينة الثورة، وحين انضم إلى فريق البريد أصبحت علاقتنا أقوى وأمتن بحكم العلاقة المؤسساتية التي ربطت آنذاك بين فريق البريد والسكك الذي كنت ألعب في صفوفه وقتها، فضلاً عن أن فريقينا كانا يتدربان ويلعبان في ملعب واحد، وهذا يعني أننا نلتقي يومياً في الملعب، وطبعاً فأن وعل لم يكن الوحيد الذي نلتقيه من أصحابنا في فريق البريد، إنما كان معه الأحبة فلاح حسن وكاظم عبود ومنعم جابر وفيصل صالح، وفليح حسن ودلي عطية وسمير ناشئ ورحيم كريم وغيرهم.. وأذكر أن مدرب السكك الراحل جرجيس إلياس الذي تسلم تدريب منتخب شباب العراق لفترة قصيرة جداً، قد دعا مجموعة من لاعبي البريد والسكك لتمثيل منتخب شباب العراق وخوض مباراة تجريبية ضد منتخب الحلة، الذي كان وقتها واحداً من أبرز منتخبات المحافظات لما يضمه من لاعبين رائعين، وقد كنا أنا وكاظم وعل وثامر يوسف وسعد عبد الحميد وحامد جبر وعادل گاطع وفاضل عبود وآخرون من بين المدعوين لمنتخب الشباب، رغم صغر سننا، ورغم إننا لم نكن لاعبين أساسيين في فرقنا، لكننا كنا موهوبين دون شك.. وأذكر أني لعبت في بداية الشوط الثاني بمركز الجناح، بينما لعب كاظم وعل بمركز المهاجم.. وأذكر وقتها أيضاً ان لاعب نادي الشرطة والمنتخب الدولي هادي الجنابي، أحد أبطال ملحمة ملعب ( آريامهر) الإيراني، كان يلعب مدافعاً في منتخب الحلة، ورغم موهبة الجنابي وعلو كعبه في مراكز الدفاع كما هو معروف، لكنه لم يستطع أن يوقفنا أنا وكاظم قط، لاسيما وأن كاظم وعل مراوغ بارع، وكذلك أنا، وسيكون الأمر صعباً جداً على أي مدافع مواجهة ثنائي مهاري يجيد المراوغة والتلعيب..

وقطعاً أنا لا أضع مستواي بنفس مستوى كاظم وعل، لسبب بسيط، هو أن كاظم لم يكن لاعب كرة قدم مثلنا، ومثل أي لاعب في الدنيا إنما في الحقيقة هو (موسيقار) يعزف على أوتار الملاعب، وأوتار القلوب العاشقة التي تكتظ في تلك الملاعب..

وهو لاعب فريد قلما يأتي الزمان بمثله، بينما بقية اللاعبين الآخرين – وأنا واحد منهم نلعب بنمط كروي، واحد وبمستويات متشابهة ومتقاربة تقريباً .

واستكمالاً للموضوع، فقد قررت بعد تلك المباراة بفترة قصيرة اعتزال الكرة بشكل نهائي والتفرغ للشعر وعالم الأغنية ..!

في حين واصل أبو مصطفى مسيرته الكروية الباهرة، ليصبح واحداً من أروع لاعبي كرة القدم في العراق والمنطقة العربية، وأصبحت أنا واحداً من أكثر معجبيه ومحبيه واصحابه القريبين.

وللتاريخ أقول بفخر، إن كاظم وعل كان واحداً من أبرز النجوم التي سطعت من سماء مدينة (الثورة) وأضاءت بوهجها ونورها المنبعث من قطاع 27 جميع ملاعب العراق والخليج ودول قارة آسيا، ويصبح اسمه أُنشودة تتغنى بها جماهير القوة الجوية بل وجميع الفرق العراقية رغم مرور كل هذه السنين على رحيله الصادم والمفجع ..

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • اجتماع رؤساء الطوائف المسيحية في بغداد لمناقشة القضايا المشتركة وتعزيز التعاون
  • هذا الذي يدور في اليمن‬ .. ‫وهذا القادم‬ !
  • اللاعب كاظم وعل.. موسيقار يعزف على أوتار القلوب ..
  • وزير الخارجية: يجب التركيز على الحلول التي تضمن بقاء السودان موحدا ومستقرا
  • فولكر بيرتس .. “القوى المدنية الصغيرة” التي شكلت مؤخرًا تحالفًا سياسيًا مع قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة فقدت كل شرعيتها
  • إصلاحات الصدر في مهب الريح.. سياسي: القوى المتنفذة تعرقل التغيير
  • إصلاحات الصدر في مهب الريح.. سياسي: القوى المتنفذة تعرقل التغيير - عاجل
  • حصيلة أوليّة... هذا ما تسبّبت به الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت منزلاً في تولين
  • الجيش عثر على المنصات التي أُطلقت منها الصواريخ باتّجاه إسرائيل... وهذا ما أعلنه
  • القرار ليس في واشنطن… بل في صنعاء