برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يدعم التعافي الاقتصادي في السودان
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
قال زير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، خلال لقائه بالممثل المقيم للبرنامج لوكا ريندا، أن أولويات البلاد تتضمن تحسين الخدمات الحيوية كالمياه، الصحة، التعليم، البيئة، والتنمية الزراعية..
التغيير: الخرطوم
أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) استعداده لدعم برامج التعافي الاقتصادي في السودان، وفقًا لخطة البرنامج لعام 2025، التي تشمل بناء السلام، تعزيز سيادة القانون، وتحسين قطاعات الصحة، البيئة، والطاقة بتمويل يقدر بـ 55.
وأكد وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، خلال لقائه بالممثل المقيم للبرنامج لوكا ريندا، الثلاثاء، أن أولويات البلاد تتضمن تحسين الخدمات الحيوية كالمياه، الصحة، التعليم، البيئة، والتنمية الزراعية.
وشدد على أهمية تعزيز صمود المجتمعات في مواجهة تداعيات الحرب عبر استعادة سبل كسب العيش المستدام، وخلق فرص العمل، وتمويل مشروعات إدرار الدخل.
وأشار الوزير إلى أهمية مواجهة تحديات التغير المناخي، ودعم الطاقة النظيفة كمحطات الطاقة الشمسية لتوفير مياه الشرب في عدد من الولايات، مع التركيز على الأمن الغذائي وإعادة تأهيل مشاريع زراعية مثل مشروع دلتا طوكر لتحقيق الأمن الاقتصادي والتنمية الزراعية.
كما دعا البرنامج إلى دعم جهود إعادة الإعمار وتطهير المدن وتهيئتها لعودة النازحين.
من جانبه، أوضح لوكا ريندا أن البرنامج نفذ مشروعات بقيمة 44 مليون دولار في السودان خلال العام 2024، مع توقعات بزيادة التمويل إلى 55.5 مليون دولار هذا العام.
وأكد التزام البرنامج بدعم صغار المنتجين، تخفيف الفقر، تحسين البنية التحتية، وتمويل التنمية الريفية بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى.
كما أشار إلى الاستفادة من نوافذ التمويل الدولية، مثل البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي، لدعم السودان في التعافي الاقتصادي.
بدوره، أكد وكيل التخطيط بوزارة المالية، محمد بشار، على أهمية دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تحقيق التنمية المستدامة، بتمكين الفئات الضعيفة، تعزيز الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين من الحرب، ما يساهم في تعزيز صمود المجتمعات واستقرارها.
ويشهد السودان أوضاعًا اقتصادية متدهورة نتيجة الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما تسبب في نزوح ملايين الأشخاص داخليًا وخارجيًا، وتدهور الخدمات الأساسية.
ومع تزايد الحاجة للدعم الدولي، يلعب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دورًا محوريًا في دعم التنمية وإعادة الإعمار.
الوسومآثار الحرب بين الجيش والدعم السريع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وزارة المالية السودانيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وزارة المالية السودانية برنامج الأمم المتحدة الإنمائی
إقرأ أيضاً:
بعد عقد كامل من الحرب.. اليمنيون يستقبلون 2025 بمخاوف من استمرار انهيار الوضع الإنساني والاقتصادي
يطوي اليمنيون عقد كامل من عمر الحرب في البلاد ويدخلون عام جديد في ظل مخاوف من استمرار تدهور الوضع الإنساني وسط تراجع المساعدات الدولية، وعدم وضوح خطط وبرامج الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية، وفي ظل تحذيرات من زيادة أعداد المحتاجين، وتوقعات بتردي الواقع المعيشي وعدم جدوى خطط التمويل والإغاثة.
وبعد مرور قرابة أسبوعين من العام الجديد، لم تقدم الأمم المتحدة ووكالاتها خطتها للاستجابة الإنسانية في اليمن، واكتفت بعقد ورش تشاورية حول استراتيجية الخطة المتوقعة، مع الجهات الحكومية وقيادات المحافظات والوكالات الأممية والدولية والمجتمع المدني، لتقييم الاحتياجات في التعليم، والصحة، والزراعة، والثروة السمكية، والمياه والصرف الصحي، والنظافة، والأمن الغذائي، والمأوى، وأعداد المحتاجين، والمناطق الأكثر احتياجاً.
واستعرضت الورش، المشاورات الفنية على مستوى القطاعات والكتل الإنسانية، واستمع ممثلو الأمم المتحدة خلالها إلى الملاحظات والتعقيبات المطروحة من القطاعات الحكومية حول أولوية البرامج للاستجابة الإنسانية للعام الحالي، وناقشت أبرز ما جاء في مسودة خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية، التي يعدها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وكشفت مصادر عن أن الأمم المتحدة تفتقر، حتى اللحظة، للمعلومات والبيانات الكافية حول تطورات الوضع الإنساني في اليمن، وتسعى من خلال هذه الأنشطة واللقاءات إلى الحصول على تقييم شامل، والخروج بتصور كافٍ لمواصلة العمل على مسودة خطة الاستجابة الإنسانية، التي يبدو أن ثمة مساعي لتكييف غالبية الدعم المنتظر عبرها لصالح إغاثة النازحين، بحسب المصادر.
ويواجه أكثر من 4 ملايين نازح يمني صعوبات كبيرة في توفير الغذاء الكافي، والحصول على المأوى المناسب، مع ندرة فرص عودة غالبيتهم إلى مواطنهم الأصلية، رغم توقف المعارك العسكرية.
خطوات غير مبشرة
ويبدو أن إجراءات وأنشطة الأمم المتحدة وطرق جمعها للمعلومات والبيانات ووكالاتها العاملة في اليمن لا تبشر بإمكانية إعداد خطة استجابة إنسانية قادرة وكافية للتعامل مع الوضع الإنساني المتفاقم، وتوفير الاحتياجات الزائدة لليمنيين في ظل التدهور المعيشي المستمر، وتراجع العملة المحلية.
ويرى جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن المبالغ التي يمكن أن توفرها خطة الاستجابة الإنسانية للعام الحالي، لن تكفي لرفع المعاناة عن ملايين اليمنيين الذين يعيشون أوضاعاً معقدة، وذلك بسبب عدم تغير آلية العمل الإغاثي السابقة، التي لم تكن ذات جدوى، ولم تحقق أي تغيير في واقع المعاناة التي عاشها هؤلاء منذ بدء الحرب.
وقال بلفقيه «ما زالت المنظمات والوكالات الأممية تعمل وتدير أنشطتها من مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وبنسبة تفوق 85 في المائة، في حين تعمل في مناطق سيطرة الحكومة في ظل نقص واضح في المعلومات والبيانات، ودون مرور الأموال التي تقدمها للمساعدة عبر البنك المركزي، ما يحدّ من إمكانية أن تسهم في تحسين الاقتصاد اليمني، والأوضاع المعيشية لكل السكان».
وطالب المسؤول الإغاثي بتعديل وتغيير طرق ووسائل أنشطة الإغاثة في اليمن لتلبية احتياجات السكان والمتضررين من الأزمة الإنسانية، مشيراً إلى التناقض الكبير بين الأرقام والبيانات الأممية التي تكشف عن كم هائل من الاحتياجات الإنسانية، وما يجري تقديمه من مبالغ لا تفي بأغراض الإغاثة، وتوفير الأمن الغذائي والصحي، إلى جانب عدم جدوى كيفية توزيع وإيصال تلك المساعدات إلى المستحقين.
وكان «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا)» حذر أواخر العام الماضي، من تدهور زائد للوضع الإنساني في اليمن، مع استمرار الصراع المسلح، وعدم التوصل إلى تسوية سياسية.
في السياق نفسه، يشير الباحث الاقتصادي اليمني فارس النجار إلى أن الوضع المعيشي في اليمن يواجه كثيراً من التحديات خلال العام الحالي، ويرتبط بشكل مباشر بمؤشرات اقتصادية وإنسانية تعكس عمق الأزمتين السياسية والاقتصادية، حيث يعاني ميزان المدفوعات من عجز يقدر بـ 4.4 مليار دولار في العام الماضي مقارنة بـ2.3 مليار دولار في عام 2022، بحسب التقارير الرسمية، وهو ما يعني عجز الاقتصاد عن تغطية فاتورة الاستيراد.
توقع أوضاع مزرية
وتتحدث الأمم المتحدة عن نحو 18 مليون شخص، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، مع توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 19 مليون شخص خلال العام الحالي، ومزيد من التدهور في البنية التحتية المدنية والإنسانية.
وبحسب حديث النجار، تسبب العجز في ميزان المدفوعات في تدهور متسارع للعملة اليمنية (الريال) أمام العملات الأجنبية، ووصولها إلى أرقام غير مسبوقة، لافتاً إلى أن استمرار توقف صادرات النفط بسبب الممارسات الحوثية حرمت البلد مما يعادل ملياراً و600 مليون دولار سنوياً، إلى جانب انخفاض الإيرادات الجمركية والضريبية.
ولا يتوقع النجار حدوث تحسن اقتصادي خلال العام الحالي دون توقف الجماعة الحوثية عن ممارساتها وغطرستها، ودون دعم دولي قوي لمساندة اليمن في تجاوز هذا الوضع، بالترافق مع سياسات داخلية أفضل تركز على استغلال الموارد المحلية، وتحسن من كفاءة تحصيل الإيرادات، وتنمي الإيرادات غير النفطية، خصوصاً في قطاعات الزراعة وصيد الأسماك التي تشكل قرابة 30 في المائة من القوى العاملة في البلاد.
وكان المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) لفت سابقاً إلى أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025، ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي وكذلك الاقتصادي.
ويحتل اليمن المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والمرتبة الثانية من حيث عدد الأشخاص غير القادرين على الوصول إلى الخدمات الصحية، والمرتبة الثالثة من حيث عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. كما ذكرت منظمة الصحة العالمية، من جهتها، أن اليمن سجل 35 في المائة من حالات الكوليرا عالمياً، و18 في المائة من الوفيات المبلغ عنها بسبب الوباء على مستوى العالم.