تسعى الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي في محاولة لتفتيت النسيج الوطني وإحداث فتنة طائفية أو عرقية، ورغم كل المحاولات الخبيثة لم تحقق التنظيمات الإرهابية أي من أهدافها على المدى البعيد، بفضل وعي الشعوب خاصة المصريين.

الحفاظ على النسيج الوطني

سياسيون ونواب تحدّثوا إلى الوطن، وقالوا إنّ التنظيمات الإرهابية التي سعت إلى تقسيم المجتمعات العربية، وخاصة في مصر، فشلت في تحقيق أهدافها، ورغم التحديات أثبتت التجربة المصرية أنّ التماسك المجتمعي وتعزيز الوعي السياسي والديني، وتفعيل مؤسسات الدولة الحديثة، هي من أبرز السبل التي ساعدت في الحفاظ على النسيج الوطني.

الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أكد أنّ الجماعة الإرهابية فشلت فشلا ذريعًا في تحقيق أهدافها، من تدمير النسيج الوطني في مصر، مضيفا أنّ الشعب المصري أثبت مرارًا وتكرارًا قدرته على التماسك أمام محاولات الجماعات الإرهابية للتفريق بين أبناء الوطن.

وأوضح محسب لـ«الوطن»، أنّ الإرهاب لا يستطيع تقويض المجتمع المصري الذي يمتاز بتنوعه الثقافي والديني، بل إنّ محاولات الجماعة لزرع الفتن أدت إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وهو ما رأيناه في مختلف المواقف التي تبنتها الدولة المصرية والمجتمع المصري.

التصدي للتنظيمات الإرهابية

وأشار إلى أنّ التنظيمات الإرهابية خسرت الكثير من دعم الجماهير، بعد أن أظهرت حقيقتها أمام الشعب الذي أصبح أكثر وعيًا بخطورة الجماعات الإرهابية، كما أصبح مدركا أنّ التصدي لها هو أولوية قصوى لضمان الاستقرار.

ومن جانبه أكد أشرف الشبراوي، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أنّ التنوع السياسي والاجتماعي في مصر أحد العوامل التي ساهمت في عزل التنظيمات الإرهابية بشكل كبير.

«شاهدنا كيف أنّ الشعب المصري بمختلف فئاته ابتعد عن هذه الجماعات التي تدعي زورًا تمثيل مصالح الناس. التنظيمات الإرهابية فشلت في استقطاب القطاعات الشعبية، خاصة بعد التحولات السياسية الكبيرة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية».. قال الشبراوي لـ«الوطن»، مشيرا إلى أنّ عملية البناء الاجتماعي والتعليمي التي تنفذها الدولة ساعدت في توعية المواطنين بالمخاطر التي تهدد أمنهم واستقرارهم.

تعزيز الهوية الوطنية

وأكد عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، أنّ الإصرار على تعزيز الهوية الوطنية وتفعيل مؤسسات الحوار الوطني، أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى فشل هذه الجماعات في تحقيق أهدافها التدميرية.

الدكتورة ريهام الشبراوي، المقررة المساعدة للجنة الأسرة والتماسك المجتمعي بالحوار الوطني، أكدت أنّ التنظيمات الإرهابية سعت دائمًا إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في مصر، إلا أنّ المجتمع المصري أثبت صلابته وقدرته على الحفاظ على تماسكه.

تعزيز التماسك المجتمعي ودعم الروابط الأسرية

وأضافت الشبراوي لـ«الوطن»، أنّ الرد الأمثل على هذه الجماعات هو تعزيز التماسك المجتمعي من خلال دعم الروابط الأسرية، والمشاركة الفاعلة في الحوار الوطني، وتوعية المجتمع بمخاطر التطرف والإرهاب، لافتة إلى أنّ التنظيمات الإرهابية تفشل في تحقيق أهدافها عندما يجد المواطنون أنفسهم موحدين ضد هذه التهديدات، كما أنّ نجاح الدولة في بناء مؤسسات مدنية قوية، وتعزيز مفهوم المواطنة، أسهم بشكل كبير في تقوية النسيج الوطني المصري والحد من تأثير هذه الجماعات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابية الاخوان التنظیمات الإرهابیة التماسک المجتمعی فی تحقیق أهدافها النسیج الوطنی الحوار الوطنی هذه الجماعات فی مصر

إقرأ أيضاً:

«إيكواس».. قوة إقليمية لمواجهة الجماعات الإرهابية

أحمد مراد (القاهرة)

أخبار ذات صلة إحباط محاولة تفجير إرهابي بمحيط دمشق الصومال.. 11 قتيلاً من «الشباب»

تخطط المجموعة الاقتصادية لدول منطقة غرب أفريقيا المعروفة بـ«إيكواس» لتشكيل قوة إقليمية لمكافحة الجماعات المتطرفة التي تزايدت هجماتها الإرهابية في السنوات الأخيرة، ومن المقرر أن يعقد وزراء مالية ودفاع دول المجموعة اجتماعاً خلال العام الجاري لمناقشة ترتيبات تمويل القوة، وهيكلها وأهدافها، ومجالات عملها.
وأوضح الخبير في الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، أن القوة الإقليمية التي تعمل «إيكواس» على تشكيلها خلال العام الجاري تُمثل خطوة طموحاً وضرورية لمواجهة التصاعد المستمر للجماعات الإرهابية المنتشرة في منطقة غرب أفريقيا التي تُعد واحدة من أكثر مناطق العالم تأثراً بالإرهاب، حيث تنتشر فيها تنظيمات عديدة، مثل «القاعدة» و«داعش»، ومجموعات محلية أخرى، تتبنى أنشطة وسياسات معادية للأنظمة الحاكمة، وتسعى إلى السيطرة على ثروات المنطقة.
 وقد شهدت منطقة غرب أفريقيا خلال عام 2023 أكثر من 3500 عملية إرهابية أسفرت عن نحو 7 آلاف ضحية، ونزوح نحو 2.4 مليون شخص، ما تسبب في أزمات إنسانية حادة.
وشدد زهدي في تصريح لـ«الاتحاد» على الأهمية الجيوسياسية والإقليمية للقوة المزمع تشكيلها والتي تستهدف توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب، وهو ما يعكس إدراك دول «إيكواس» بأن الإرهاب ليس تهديداً فردياً لدولة بعينها، بل مشكلة إقليمية تتطلب استجابة جماعية، في ظل فراغ أمني استغلته الجماعات الإرهابية مع خروج القوات الفرنسية والأميركية من بعض دول المنطقة.
وأشار إلى أن نجاح قوة «الإيكواس» مرهون بقدرتها على إحداث تأثير ملموس، وهو ما يتوقف على عدة عوامل، من بينها التنسيق واستدامة الموارد الموجهة لنجاح مهامها، مثل التمويل والتسليح والتدريب، كما أن نجاح القوة يتطلب انسجاماً بين دول المجموعة في المجالين العسكري والاستخباراتي.
وأشار خبير الشؤون الأفريقية إلى أن هناك تحديات تواجه تشكيل قوة «الإيكواس»، أبرزها المتعلقة بالتمويل، حيث تُعاني غالبية دول المجموعة من ضغوط اقتصادية، وبالتالي هناك صعوبة في توفير ميزانية كافية للقوة الإقليمية، إضافة إلى الاختلاف في الأولويات الأمنية والسياسية للدول الأعضاء، وهو ما قد يعرقل تنفيذ خطة موحدة نتيجة تعارض بعض المصالح.
 وأوضح زهدي أنه في حال نجاح تشكيل القوة، فإنها تؤدي إلى تحقيق التوازن الأمني، كما تسهم في الحد من تمدد الجماعات الإرهابية وإضعافها، بالإضافة الى تعزيز قدرة الحكومات المحلية على استعادة السيطرة على أراضيها، وتوفير الأمن للجماهير، وتحسين الظروف الاقتصادية، وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
 وبدوره، أوضح الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن القوة الإقليمية لمكافحة الإرهاب التي تعتزم مجموعة «الإيكواس» تشكيلها تعتبر مبادرة مهمة في مسيرة الجهود المبذولة لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، لا سيما مع تفاقم تداعيات الأنشطة المتطرفة في أفريقيا بصفة عامة وبمنطقة غرب القارة بصفة خاصة، كونها إحدى بؤر الإرهاب في العالم.
وفي تصريح لـ«الاتحاد»، يرى أديب أن قوة «الإيكواس» تساعد كثيراً في الحد من مخاطر الإرهاب وانتشاره في أفريقيا، بشرط أن يتزامن ذلك مع تقوية الأنظمة السياسية ودعم التنمية، حتى يتم تحقيق نتائج مثمرة في مكافحة الإرهاب ومواجهة الجماعات التي تستغل ضعف الموارد الاقتصادية وهشاشة الأنظمة السياسية للتوغل والانتشار في مناطق متعددة بالقارة.

مقالات مشابهة

  • أسباب ودوافع إطلاق الشائعات وانتشارها.. منهج الجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار
  • «إيكواس».. قوة إقليمية لمواجهة الجماعات الإرهابية
  • «مصر أكتوبر»: وعي الشعب المصري «السلاح القوي» ضد شائعات الإخوان
  • «الجيل»: الإخوان الإرهابية تتعمد نشر الشائعات لإضعاف الدولة وزعزعة الاستقرار
  • جيهان مديح: وعي الشعب المصري هو السلاح القوي والحصن المنيع ضد شائعات الإخوان
  • رئيس حزب الاتحاد: الشعب المصري يدرك مخططات الجماعة الإرهابية ولن ينساها
  • حزب الاتحاد: الشعب المصري يدرك مخططات الجماعة الإرهابية ولن ينسى جرائمها
  • رئيس حزب الاتحاد: الشعب المصري يدرك مخططات الجماعة الإرهابية ولن ينسى جرائمها
  • مرصد الأزهر: إنخفاض جرائم التنظيمات الإرهابية في وسط إفريقيا خلال ديسمبر 2024