بقلم: دانيال حنفي
برلين (زمان التركية)ــ كانت قناة البلد البترولي في مطلع عملها حكاية كما يقولون. فقد كانت تعرض الأحداث عن قرب، وكانت تعرض وتناقش وقائعا لم تجرأ قنوات أخرى على عرضها أو طرحها للنقاش، وخاصة في المجتمعات العربية.
ولذلك لفتت القناة أنظار الناس إليها وشدت إليها المتابعين، كقناة عربية مملوكة لجهة عربية وتدار بمعرفة جهة عربية في مجتمعات لا تعرف الحياة السياسية، ولا تمارس ديمقراطية حقيقية، ولا ترحب بممارسة أفرادها للسياسة.
ولا غبار على هذا الانتشار المصاحب لهذه الجرأة ولهذا النجاح، ولا غبار على المكاسب المختلفة الضخمة التي حققتها الدولة البترولية التي لا يتعدى تعداد شعبها ربع مليون نسمة فقط لا غير من وراء هذا التوجه الجريء الذي صادف توقيتا جيدا واستعدادا عظيما لدى الناس في المجتمعات العربية ولدى الجاليات العربية في الخارج بالطبع. فقد أصبحت الجاليات العربية التي تعيش في الغربة ترى بلادها بصورة غير مجملة بزيادة، وباتت ترى وتسمع وتعرف شيئا من الأحداث والأخبار التي لم تكن في المعتاد تنشر أو تناقش علانية من قبل.
ولكن القائمين على القناة أرادوا المزيد من الدهشة على وجوه الناس ومزيدًا من المشاهدات الحقيقية بلا تعب، فراحوا يفبركون الأخبار ويلقون بها إلى الناس ويحصدون المشاهدات بحسبهم القناة التي تتواجد في كل مكان وتغطي كل الأحداث الحقيقية، وذلك على خلاف الواقع ولا شك أن كثيرا من الناس رأوا هذا الخداع بأعينهم في بعض البلاد وأحسوه في بلاد أخرى. وقد حققت القناة انتشارا واسعا في سوق المشاهدة العربية، بسبب تفردها في هذه الجرأة الحقيقي منها والمزيف في آن واحد وغياب الجرأة الإعلامية المقابلة في الإعلام العربي الذى بدا باهتا. وبفضل هذه الأرضية من الانتشار والقبول الإعلامي تحولت الدولة إلى مؤثر له دور فعال في تحريك الجموع بالحق وبالباطل أيضا.
فقد كان الهدف من الاستثمار في تلك القناة وفي أخواتها من القنوات هو تحويل والمساعدة في تحويل البلد البترولي الشقيقة إلى لاعب مؤثر على الساحة العربية والإقليمية والدولية طبعا، ليكون لها دور سياسي أكبر ويكون لها درب الى تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية الصغيرة والكبيرة ما حلى للغير وما لم يحلو لهم أيضا. فلا يوجد شيء قيم بلا مأرب في الحياة، وإنما هناك دائما أهدافا مشروعة وأهدافا مغرضة وغير مشروعة. وقد تقدمت الخدع وتحسنت مهارات القائمين على القناة واستوت حرفيتهم كثيرا وأصبح لدى القناة من الإعلاميين الحرفيين القدماء الثعالب من يعرف كيف يختار ويمزج الطيب بالخبيث في نعومة ويسر، وكيف يرسم بقع النفور والكراهية والاعتراض على ثياب الآخرين في براءة الأطفال وسلامة نوايا الشيوخ الطيبين.
الحروب والصراعات لا تنتهى بين الأعداء وبين الأصدقاء أيضا، فليس الأصدقاء صفحات بيضاء لم يلمسها قلم، وإنما هم صفحات تشهد حروبا وصراعات يتحول اسمها إلى ” المنافسة الأخوية الشريفة ” بين الشعبين أو بين الشعوب الصديقة. ولذلك، ورغم نجاح الزعماء في التغلب على الخلافات السابقة مع الدولة مالكة القناة المغرضة و”تفهم الدوافع الأخوية النبيلة” التي كمنت خلف تلك الخلافات، تظل القناة المؤثرة على دأبها في فبركة الأخبار ولوى الحقائق ومحاولة التأليب داخل الدول وضد الدول، في العالم العربي وفى أفريقيا بصفة أساسية .
Tags: الاعلام الموجهالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الاعلام الموجه
إقرأ أيضاً:
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العربية
كرمت دولة الكويت المبدعين والمتميزين في الفنون والعلوم الإنسانية من خلال جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2024 التي يمنحها سنويا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وذلك في احتفال كبير أقيم بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
وجاء توزيع الجوائز على الفائزين الخميس الماضي في ختام الدورة الـ30 لمهرجان القرين الثقافي الذي يعد أبرز مهرجان ثقافي اجتماعي في الكويت، ويشتق اسمه من أحد الأسماء القديمة للبلاد.
وفاز الممثل خالد العبيد بجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون، بينما فازت وزيرة التربية والتعليم العالي السابقة موضي الحمود بجائزة الدولة التقديرية في مجال الخدمات الاجتماعية.
وذهبت جائزة الدولة التقديرية في مجال الخدمات الثقافية إلى سناء الخراز، وذلك تقديرا لدورها في حفظ الذاكرة الوطنية الكويتية.
كما سلم وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي عبد الرحمن المطيري خلال الحفل درع "شخصية مهرجان القرين الثقافي" للأكاديمي والناقد الأدبي السعودي عبد الله محمد الغذامي.
وبالتزامن مع ختام مهرجان القرين أمس أقيمت مراسم تسلم الكويت درع "عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025" من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بحضور عدد من الوزراء والسفراء والمثقفين والإعلاميين العرب.
إعلانوقال وزير الإعلام والثقافة الكويتي في كلمته إن هذا الاختيار يعكس الدور الريادي والمسيرة الحافلة والعطاء الفني والثقافي والإعلامي لدولة الكويت في دعم الثقافة العربية وتعزيز مساراتها.
وأكد أن العديد من مبادرات الكويت الثقافية أسهمت في "تشكيل وعي الأجيال العربية وتعزيز الهوية الثقافية، وبفضل جهودها المستمرة أصبحت دولة الكويت منارة للفكر تحتضن المبدعين، وتوفر لهم بيئة خصبة للإنتاج الثقافي والمعرفي".
تضمن الحفل عرضا مسرحيا بعنوان (محيط الأرض)، حيث قدم المخرج عبد الله عبد الرسول رؤية فنية لبعض الأحداث التاريخية الكويتية بصورة درامية خيالية من خلال استعراض محطات مختلفة من حياة العالم الفلكي الكويتي الراحل الدكتور صالح العجيري (1920 -2022).
ويشمل برنامج "الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي 2025" سلسلة من الأنشطة والفعاليات التي تتنوع بين الندوات واللقاءات والمعارض والمؤتمرات والمهرجانات التي تسلط الضوء على الإرث الثقافي للكويت ودورها الإعلامي بالتعاون مع منظمة الألكسو.