يمن مونيتور/قسم الأخبار

تحت عنوان “في مواجهة الجزائر.. الحفاظ على الحزم و الهدوء”.. قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في افتتاحية عددها الورقي لهذا الأربعاء، إن رياحاً سيئة، بل وغير صحية، تهبّ على العلاقات الفرنسية الجزائرية، حيث اتخذ التصعيد منعطفاً مثيراً للقلق، خلال الأسبوع الماضي.

كانت العلاقة بين باريس والجزائر معقدة بلا شك، وتعصف بها دورات متكررة من الخلافات والمصالحات، وهي مرآة لتاريخ عاطفي يمزج بين المأساة والقرب.

لكن الهزة الحالية هي الأعنف، منذ عشرين عاماً. وهذا الأمر يثير المزيد من القلق، لأن قوات التذكير تراجعت عن موقفها، تقول “لوموند”.

وأشارت “لوموند”، في افتتاحيتها هذه، إلى أن موجة الحمّى الأخيرة هذه وُلدت من اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. وقد أثار هذا التحول الدبلوماسي غضب الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو. وتفاقمت الأمور بسبب اعتقال الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، والذي أدانه ماكرون باعتباره عملاً “يسيء إلى شرف” الجزائر.

تصاعدت حدة العداء بعد ذلك مع الخلاف حول مؤثّرين جزائريين على تيك توك، يقيمون في فرنسا، وجّهوا تهديدات غير مقبولة باستخدام العنف على شبكات التواصل الاجتماعي ضد معارضي النظام الجزائري. وقد ألقي القبض على أربعة منهم، أحدهم كان عرضة لترحيل فاشل إلى الجزائر.

رأى وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو في هذه الحادثة رغبة من جانب الجزائر في “إذلال فرنسا”، فيما هدد زميلُه وزيرُ العدل جيرالد دارمانان بإلغاء الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية، التي توزعها الجزائر بسخاء على عائلات النخبة.

فإلى أي مدى ستصل دوامة العداء المتبادل؟ تتساءل صحيفة “لوموند”، قائلةً إنه عندما نتذكر الآمال التي تولدت عن محاولة مصالحة الذاكرة، التي أطلقها الرئيس الفرنسي ماكرون في عام 2022، والتي أصبحت اليوم طيّ النسيان، فإننا نقيس مدى الضرر. فالأسباب المؤدية إلى هذا الانتكاسة تتمثل في أن النظام الجزائري لم يلعب مطلقاً لعبة مصالحة الذاكرة، كما تقول الصحيفة الفرنسية.

وتتابع “لوموند” القول إن التحول المؤيد للمغرب في الدبلوماسية الفرنسية في المغرب العربي هوندا نتيجة لإحباط باريس من الجزائر المتصلبة، في وقت تستمر فيه الرباط في تسجيل النقاط على الساحة الدولية.

الصحيفة الفرنسية اعتبرت أن الطريق للخروج من الأزمة يكمن في اتّباع مسار متعرّج يجب المضي فيه بدقة. لا ينبغي أن يكون هناك أي أوهام حول نظام السلطة في الجزائر الذي ينجرف إلى اندفاع متهور ضار وقمعي ومهووس بسبب هوسه بالبقاء. ومن هذا المنظور، فإن الحزم في مناوراته الغامضة في فرنسا مبرر تماماً. وفي الوقت نفسه، من الضروري أن تتجنب فرنسا عدم المسؤولية المتمثلة في المواقف العدوانية التي تكون دوافعها الخفية واضحة للغاية، تقول “لوموند”.

وتابعت “لوموند” القول إن الحملة القمعية التي تقودها بعض وسائل الإعلام، والتي يشجعها قادة اليمين واليمين المتطرف في فرنسا، لا تؤثر على النظام في الجزائر بقدر ما تؤثر على الجزائريين في فرنسا أنفسهم، الذين يندمج معظمهم في المجتمع بشكل مثالي ويحترمون قوانينه. والحديث عن خيانتهم المحتملة للجمهورية أمر خطير. ومن خلال إضعافهم وإحباطهم، لن يؤدي ذلك إلا إلى إلقائهم في أحضان النظام الجزائري، بحسب الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها.

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الصحافة فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

وزيرة الثقافة الفرنسية: المغرب لم ينتظر فرنسا لتنمية الصحراء.. والتطور هناك يثير الدهشة

أكدت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، اليوم الثلاثاء، خلال ندوة صحفية عقدت  اليوم في الرباط مع نظيرها المغربي المهدي بنسعيد، أن المغرب لم يكن بحاجة لانتظار فرنسا من أجل تنمية أقاليمه الجنوبية، مشيرة إلى أن مستوى التطور الذي شهدته المنطقة مثير للإعجاب.

وقالت داتي: « الجميع يمكنه ملاحظة حجم التنمية والتطور في الأقاليم الجنوبية، سواء على مستوى البنية التحتية أو التجهيزات العمومية والثقافية، وقد أدهشني هذا التقدم بشكل كبير. »

وأضافت أن التنمية في الصحراء المغربية تشمل مختلف القطاعات، من الطاقة والاقتصاد إلى مشاريع الطاقات المتجددة، والفلاحة، والصيد البحري، مما يجعلها مناطق مزدهرة ومليئة بالإمكانات.

كما أشارت الوزيرة الفرنسية إلى أنها زارت مدينة الداخلة، حيث شاهدت مقطع فيديو قصيرًا بعنوان « تأملات ». وقالت: « لو كان عليّ اختيار كلمة واحدة لوصف هذه المنطقة، لاخترت ‘تأملات’، فقد كان الفيديو مؤثرًا، خاصة في لحظاته الأخيرة عندما رُفعت الراية المغربية، وهو مشهد يبعث على الكثير من المشاعر ويعكس الروابط العميقة التي تجمعنا بالمغرب، وبالأقاليم الجنوبية على وجه الخصوص. »

كلمات دلالية المغرب رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسية

مقالات مشابهة

  • وزيرة الثقافة الفرنسية: المغرب لم ينتظر فرنسا لتنمية الصحراء.. والتطور هناك يثير الدهشة
  • الجوية الجزائرية: فتح خط جوي بين العاصمة وأبوجا النيجيرية في أفريل
  • الخارجية الجزائرية تدين زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية للصحراء الغربية  
  • الجزائر توقف شراء القمح من فرنسا
  • زيارة الوزيرة الفرنسية رشيدة داتي إلى الصحراء المغربية تستفز النظام الجزائري
  • الرئيس الجزائري: الاستعمار الفرنسي كان وحشيا وعطل مسيرتنا
  • تبون: الاستعمار الفرنسي وحشي وعطل مسيرة الشعب الجزائري
  • وزيرة الثقافة الفرنسية: زيارة العيون هو تنفيذ لإلتزام الرئيس ماكرون تجاه دعم سيادة المغرب على الصحراء
  • دعماً للسيادة المغرب عليها..وزيرة الثقافة الفرنسية تزور الصحراء الغربية
  • الوزيرة الفرنسية رشيدة داتي تلتحف الملحفة الصحراوية وتعزز الموقف الفرنسي من قلب الصحراء المغربية (صور)