السوداني يكشف أبعاد العلاقات الإيرانية العراقية.. شراكة أم نفوذ؟
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني العديد من ملفات الشأن العراقي والإقليمي، مشيرًا إلى أن هناك مبالغة في تصوير النفوذ الإيراني داخل العراق، ووصف ذلك بأنه نوع من "فوبيا إيران".
في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أكد السوداني أن العلاقات العراقية الإيرانية متميزة وأن طهران وقفت إلى جانب العراق في حربه ضد الإرهاب الذي دخل العراق عبر سوريا، حسب تعبيره.
خلال زيارته الرسمية الأولى إلى بريطانيا، التي بدأت الإثنين الماضي، أوضح السوداني أن العراق يسعى للحفاظ على توازن علاقاته مع كل من إيران والولايات المتحدة.
وقال: "العراق يتميز بأنه يجمع بين علاقاته الجيدة مع إيران وفي الوقت نفسه مع واشنطن، مما يتيح لبغداد لعب دور في تقريب وجهات النظر إقليميًا ودوليًا."
احترام السيادة وتطلعات الشعب
وحول الوضع في سوريا، شدد السوداني على ضرورة احترام اختيار الشعب السوري لقيادته الجديدة ونظامه الدستوري. لكنه أشار إلى أهمية أن تكون الإدارة السورية شاملة وتمثل كافة أطياف الشعب السوري، قائلاً: "نأمل أن تنبذ الإدارة السورية الإرهاب والتطرف، وتحترم حقوق الإنسان، وألا تكون أداة في يد أي جهة خارجية."
وأكد السوداني على أهمية التعاون الأمني بين العراق وسوريا، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها الحدود المشتركة بين البلدين، وأشار إلى أن هناك تواصلاً يوميًا بين الأجهزة الأمنية في العراق وسوريا لضمان التنسيق المستمر.
"فوبيا إيران" ومواقف العراق الإقليمية
تطرق السوداني إلى العلاقات العراقية الإيرانية، واعتبر أن هناك تهويلاً إعلاميًا حول نفوذ طهران داخل العراق، مشيرًا إلى أن إيران ساعدت العراق في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى جانب 86 دولة أخرى، بينها الولايات المتحدة. وأضاف: "العراق لديه استقلالية في قراره، ولن يسمح لأي دولة بالتدخل في شؤونه."
وتحدث السوداني عن زيارته الأخيرة إلى طهران، والتي سبقت زيارته إلى لندن، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة كانت بهدف إعادة تشكيل العلاقة مع إيران بما يتماشى مع الاستحقاقات الإقليمية الجديدة بعد سقوط النظام السوري. وأكد أن موقف العراق ثابت ضد أي تدخل خارجي في شؤون الدول العربية.
ملف الفصائل المسلحة
وحول الفصائل المسلحة الموالية لإيران داخل العراق، قال السوداني إن هذه المسألة تُعد شأنًا داخليًا يُدار وفق القوانين العراقية. وأوضح أن حكومته تعمل على إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق تدريجيًا خلال العامين الماضيين، مع التأكيد على رفض استخدام الأراضي العراقية كقاعدة لأي هجمات أو صراعات إقليمية.
فيما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي، انتقد السوداني الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لاستغلالها الأوضاع الإقليمية لتوسيع دائرة الصراع. واتهم إسرائيل بارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين واستهداف مواقع داخل دول أخرى. وقال: "العالم يركز على ردود الأفعال ويغفل الانتهاكات السافرة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية."
وأضاف أن التهديدات الإسرائيلية باستهداف قواعد الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران تُعد جزءًا من سياسة توسيع الصراع. لكنه أكد أن هذه الفصائل، رغم الاختلاف معها أحيانًا، تسعى إلى إنهاء الوجود الأجنبي في العراق.
الشراكة مع بريطانيا: الأمن والاقتصاد في الصدارة
وضمن زيارته إلى بريطانيا، التقى السوداني الملك تشارلز الثالث في قصر باكنغهام، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز الشراكة بين البلدين. وتركزت المحادثات على الملفات الاقتصادية والأمنية، بما في ذلك دعم جهود إعادة إعمار العراق وتطوير التعاون الأمني.
واختتم السوداني المقابلة برسائل واضحة مفادها أن العراق يسعى للعب دور محوري في تحقيق التوازن الإقليمي، مع التأكيد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. كما جدد التزام بغداد بالعمل على محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في إطار رؤية عراقية مستقلة تسعى لتحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والالتزامات الإقليمية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العراقي السوداني الإيراني داعش العراق إيران داعش السوداني المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بغداد تحسم امرها: تحييد الأسلحة الثقيلة وتحويل الفصائل إلى قوى سياسية - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم الاثنين (17 شباط 2025)، عن طرح خيار لدراسته لحسم ملف الفصائل المقاومة العراقية، بهدف تفادي الضغوط الدولية ومنع أن يكون العراق نقطة توتر في الشرق الأوسط.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "بغداد ومع جميع القوى السياسية، سواء كانت شيعية أو سنية أو كردية، تدرك خطورة الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط، وما هي الأجندة الأمريكية التي يقودها بقوة الرئيس ترامب، خاصة أن الأوضاع الاقتصادية في البلاد ليست على ما يرام مع انخفاض أسعار النفط والتحديات التي تواجه الموازنة بشكل عام".
وأضاف أن "بغداد تحاول إيجاد حلول لملف فصائل المقاومة، حيث طرحت عدة سيناريوهات في الأسابيع الماضية، بما في ذلك حل تلك الفصائل وتحويلها إلى قوى وتيارات سياسية للمشاركة في العملية السياسية بشكل عام".
وأشار المصدر إلى أنه "حتى الآن، لم تحدد الفصائل بوصلة خياراتها ولم تقدم إجابات حول العديد من المقترحات التي قُدمت لكن يبدو أن المقترح بتحويل الفصائل إلى العمل السياسي هو الأقرب للتحقيق".
وأوضح أن "بغداد لديها ثوابت بأنها لن تقبل بوجود أسلحة ثقيلة ومتوسطة في أي تكتل أو جناح مسلح وأن هذه الأسلحة يجب أن تكون تحت غطاء الدولة حصراً"، مؤكداً أن "هذا القرار حاسم وتدعمه القوى السياسية بلا استثناء".
وتابع، أن "هذا يأتي ضمن ملف ترتيب الأوراق الداخلية وتعزيز قوة الدولة المركزية، مع تطورات محتملة في الأسابيع المقبلة خاصة في ظل الجهود المبذولة لإبعاد العراق عن الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، وخلق انفتاح اقتصادي من خلال شراكات تنموية مع عواصم غربية وعربية وإقليمية، بما يعزز قدرات الدولة المركزية ويمنع وجود أي فصائل أو أجنحة مسلحة خارج إدارة الدولة".
وفي السياق ذاته، أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، يوم الخميس (16 كانون الثاني 2025)، أن العراق يسعى لإقناع الفصائل المسلحة العراقية بإلقاء السلاح.
وقال حسين في مقابلة مع وكالة رويترز من لندن، تابعتها "بغداد اليوم"، إن "بغداد تحاول إقناع فصائل مسلحة عراقية قوية خاضت قتالا ضد القوات الأمريكية وأطلقت صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل بالتخلي عن سلاحها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية".
وحول ما إذا كانت هناك مساع لتغيير الوضع الحالي في العراق، قال حسين "لا نعتقد أن العراق هو الدولة التالية".
وأشار إلى أنه "منذ عامين أو ثلاثة أعوام كان من المستحيل مناقشة هذا الموضوع في مجتمعنا، لكن الآن أصبح من غير المقبول وجود فصائل مسلحة تعمل خارج إطار الدولة".
وتابع حسين: "بدأ كثيرون من الزعماء السياسيين وأحزاب سياسية كثيرة في إثارة النقاش، وآمل أن نتمكن من إقناع زعماء هذه الفصائل بالتخلي عن أسلحتهم، ثم أن يكونوا جزءا من القوات المسلحة تحت مسؤولية الحكومة".