موقع 24:
2025-03-23@22:41:25 GMT

تقرير: أوروبا تشهد حرباً واسعة رغم إنكار القادة

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

تقرير: أوروبا تشهد حرباً واسعة رغم إنكار القادة

سلّط فيليبس بايسون أوبراين، مؤرخ وأستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، الضوء على الحرب واسعة النطاق التي تشنها روسيا بالفعل ضد أوروبا، في ظل تردد القادة الأوروبيين في الاعتراف بذلك، مؤكداً ضرورة أن يتخلى الأوروبيون عن التعبيرات الدبلوماسية، ومواجهة حجم التهديد الذي يشكله عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

التطورات تثبت نية روسيا قلب النظام الأوروبي وتوسيع نطاق الصراع



استخدمت روسيا الصواريخ والطائرات دون طيار لاستهداف البنية الأساسية الحيوية في أوكرانيا على مدار السنوات الثلاث الماضية، بما في ذلك محطات الطاقة والسدود وخطوط الطاقة. وفي حين يُعترف على نطاق واسع بهذه الهجمات باعتبارها أعمال حرب، يصفها بوتين بشكل ملطف بأنها جزء من "عملية عسكرية خاصة".
ومع ذلك، تُوصَف الحملات السرية التي تشنها روسيا - خارج أوكرانيا - في جميع أنحاء أوروبا بأقل من حجمها الحقيقي على لسان القادة الغربيين، الذين يتجنبون اعتبارها أعمال حرب.

"إستلينك 2"


وقال الكاتب في مقاله بموقع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية : من الأمثلة الحديثة على ذلك تخريب كابل الطاقة البحري "إستلينك 2"، الذي يربط بين إستونيا وفنلندا، وكلاهما عضو في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. وربط المحققون الفنلنديون الهجوم بناقلة النفط الروسية "إيغل إس"، التي كانت تحمل معدات مراقبة متقدمة وسحبت مرساتها عمداً عبر قاع بحر البلطيق لقطع الخط.
ورغم هذه الأدلة، امتنع مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن وصف روسيا صراحةً بالجاني، ووصفوا الحادث بأنه مجرد جزء من نمط من "الأعمال المتعمدة والمنسقة". ويمتد هذا التردد في مواجهة روسيا إلى حوادث أخرى، بما في ذلك التخريب في مصانع الذخيرة والسكك الحديدية والبنية الأساسية المدنية.

 

 

A wider war with Russia has already started in Europe, it's time to stop ignoring it. https://t.co/xfqTOKJ72c

— Anonymous (@YourAnonCentral) January 14, 2025


وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الأفراد والكيانات الروسية المتورطة في هذه الهجمات، لكنه امتنع عن وصفها بأعمال حرب، واختار بدلاً من ذلك مصطلحات مثل "الأعمال الخبيثة" و"الجهود المزعزعة للاستقرار".


مخاطر التعبيرات الملطفة


وانتقد الكاتب اللغة التي يستخدمها القادة الأوروبيون لوصف العدوان الروسي، ويرى أنها تعمل على إدامة ثقافة الإنكار. فمن خلال استخدام مصطلحات مثل "الحرب الهجينة" أو "الأعمال المزعزعة للاستقرار"، يقلل القادة من خطورة الموقف.
وهذا يعكس خطاب بوتين نفسه، حيث يتجنب الاعتراف بحملته الوحشية ضد أوكرانيا. وينبع الإحجام عن وصف تصرفات روسيا بالحرب لعوامل عدة منها الخوف من الالتزامات المترتبة على ذلك، مثل الرد العسكري.

 

A Wider War Has Already Started in Europe - The Atlantic https://t.co/kvyVceVJu4

— toomas ilves, ex-verif (@IlvesToomas) January 13, 2025


وأوضح الكاتب أن الاعتراف بهذه الأفعال باعتبارها حرباً لا يفرض بالضرورة الانتقام الفوري. بل إنه بدلاً من ذلك يجبر القادة الأوروبيين على وضع استراتيجيات متماسكة للدفاع والردع. والاعتراف الواضح بالتهديد من شأنه أن يحفز أوروبا على التحرك، وخاصة مع مواجهة القارة لعدم اليقين المتزايد بشأن موثوقية الولايات المتحدة كقوة حماية.


حرب بوتين العالمية


وأضاف الكاتب أن حملات التخريب في مختلف أنحاء أوروبا تشكل جزءاً من استراتيجية أوسع نطاقاً ينتهجها بوتين لزعزعة استقرار القارة، وتحدي سيادتها لتقويض الوحدة والأمن الأوروبيين، على سبيل المثال، صعّد نظام بوتين أنشطته إلى ما هو أبعد من العمليات السرية كما يلي:
1. القوات الكورية الشمالية في أوروبا: تشير التقارير إلى أن القوات الكورية الشمالية نُقلت إلى الأراضي الأوروبية للقتال إلى جانب القوات الروسية.
2. التخريب عبر عدة قطاعات: تستهدف عمليات روسيا مجموعة واسعة من البنية التحتية الاستراتيجية والمدنية بدءاً من الهجمات على الكابلات البحرية إلى الطرود التي تشتعل فيها النيران في شركات الشحن الجوي.
3. الحروب بالوكالة والتحالفات الاستراتيجية: تعمل تحالفات موسكو مع الأنظمة الاستبدادية على تعقيد المشهد الأمني في أوروبا.
ويزعم أوبراين أن هذه التطورات تثبت نية روسيا قلب النظام الأوروبي وتوسيع نطاق الصراع.


الاعتماد على أمريكا


قوبل التهديد المتنامي الروسي برضى من جانب أوروبا، نتيجة عقود من الاعتماد على الولايات المتحدة في تحقيق الأمن. فمنذ الحرب الباردة، نظرت الدول الأوروبية إلى الحرب باعتبارها مسؤولية أمريكية في المقام الأول، فوفرت دعماً عسكرياً محدوداً في حين استعانت بواشنطن في القيادة الاستراتيجية.
إن موقف الولايات المتحدة، كما يحذر أوبراين، لم يعد قابلاً للاستمرار. ومع إعراب الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن ازدرائه للحلفاء الأوروبيين والإشارة إلى التراجع عن الدور التقليدي لأمريكا كحامية لأوروبا، تواجه القارة حاجة ملحة لتولي مسؤولية دفاعها.
ويؤكد خطاب ترامب وسياساته على هشاشة العلاقات عبر الأطلسي، مما يدفع أوروبا إلى إعادة تقييم وضعها الأمني.


إمكانات أوروبا غير المستغلة


وتابع الكاتب: رغم اعتمادها التاريخي على الولايات المتحدة، تمتلك أوروبا الموارد والقدرات اللازمة للدفاع عن نفسها. ويمثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والديمقراطيات الأخرى في المنطقة مجتمعة حوالي خمس الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويبلغ عدد سكانها حوالي نصف مليار نسمة. وتحتفظ الدول الأوروبية بقوات عسكرية متقدمة ومجهزة بتكنولوجيا متطورة.
ورأى الكاتب أن عدوان بوتين ولامبالاة ترامب فرصة لأوروبا لتأكيد استقلالها في الدفاع، مشيراً إلى أن الخطوة الأولى في هذه العملية تتلخص في الاعتراف بالواقع؛ بمعنى أن روسيا تشن حرباً ضد أوروبا. ومن خلال تأطير الصراع بدقة، يستطيع القادة الأوروبيون أن يركزوا جهودهم على تعزيز الأمن الإقليمي والمرونة.


خطوات نحو دفاع أقوى


ودعا الكاتب إلى اتخاذ عدة تدابير لمواجهة العدوان الروسي بفعالية: أولاً؛ الوحدة الاستراتيجية: يتعين على الدول الأوروبية إعطاء الأولوية للتعاون لمعالجة التهديدات المشتركة، والانتقال إلى ما هو أبعد من الاستجابات المجزأة.
ثانياً؛ الاستثمار في الدفاع: إن زيادة التمويل للقدرات العسكرية وحماية البنية الأساسية والأمن السيبراني أمر ضروري.
ثالثاً؛ التواصل الواضح: يتعين على القادة التخلي عن التعبيرات الملطفة وتوضيح الطبيعة الحقيقية للصراع لشعوبهم، وتعزيز الوعي العام والدعم. إن الاعتراف بأن أوروبا في حالة حرب مع الحملات السرية التي تشنها روسيا من شأنه أن يزيد من التركيز على الأهداف الأمنية طويلة الأجل، ويعزز التزام القارة بالاعتماد على الذات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

معرض يكشف موهبة الكاتب الكبير فيكتور هوغو في الرسم

يشتهر الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو حول العالم بأعماله الأدبية الناجحة، خصوصا روايتا "أحدب نوتردام" و"البؤساء"، لكنّ معرضا جديدا في العاصمة البريطانية لندن يضيء على جانب فني لديه لا يحظى بشهرة كبيرة، وهو الرسم.
يتتبّع المعرض، الذي انطلق الجمعة في الأكاديمية الملكية للفنون بعنوان "أشياء مذهلة: رسومات فيكتور هوغو"، شغف هوغو بالرسوم التوضيحية، بعد 140 عاما من وفاته.

لوحة الاخطبوط أخبار ذات صلة ورشة حول بناء قدرات الفنانين في رسم الحكايات الشعبية الإماراتية

تشير ملاحظات المعرض إلى أنه على الرغم من أن الكاتب الرومانسي والسياسي برز كشخصية عامة رئيسية في فرنسا في القرن التاسع عشر، إلا أن "ملاذه الشخصي كان الرسم".
وأشارت الأكاديمية الملكية للفنون إلى أن "رؤى هوغو ورسوماته بتقنية الحبر والغسل للقلاع والوحوش والمناظر البحرية الخيالية تتمتع بشاعرية تضاهي تلك الموجودة في كتاباته".
وأضافت الأكاديمية "ألهمت أعماله الشعراء الرومانسيين والرمزيين، والعديد من الفنانين، بمن فيهم السرياليون. وقد شبّهها فينسنت فان غوخ بـ"الأشياء المذهلة".

لفترة طويلة، لم يعرض هوغو رسوماته إلا على أصدقائه المقربين، مع أنه حرص على بقائها محفوظة للأجيال المقبلة من خلال التبرع بها للمكتبة الوطنية الفرنسية.
ولفتت الأكاديمية إلى أن هذه الأعمال، التي صُنع كثير منها بتقنية الحبر والغسل وبقلم الغرافيت والفحم، "نادرا ما تُعرض للعامة، وقد شوهدت آخر مرة في المملكة المتحدة قبل أكثر من 50 عاما".
يسعى المعرض، الذي يستمر حتى 29 يونيو ويضم حوالى 70 رسما، إلى تناول العلاقة بين أعمال هوغو الفنية والأدبية.

وقد أُنجزت معظم الأعمال بين العامين 1850 و1870، وهي الفترة التي نُفي فيها إلى جزيرة "غيرنسي" عقب انقلاب نابليون الثالث في ديسمبر 1851.
وقد أكمل هوغو خلال منفاه بعضا من أهم أعماله، بينها خصوصا "البؤساء".
يتتبع المعرض تطور مسيرته في مجال الرسم، من الرسوم الكاريكاتورية ورسومات الرحلات في بداياته إلى المناظر الطبيعية الدرامية وتجاربه في التجريد.
بينما كانت كتاباته متجذرة في الواقع وتناولت مواضيع مثل الحرمان الاجتماعي وعقوبة الإعدام، إلا أن بعض رسوماته كانت أكثر غموضا، مثل لوحة "الفطر" التي تُصوّر فطرا عملاقا مجسما.

المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • معرض يكشف موهبة الكاتب الكبير فيكتور هوغو في الرسم
  • الكرملين: عاجلا أم آجلا سيظهر قادة أوروبيون يعززون العلاقات مع روسيا
  • بروكسل تسعى إلى إنشاء سوق موحدة للدفاع الأوروبي
  • تظاهرة واسعة في تل أبيب وتهديد بإضراب شامل وتمرد ضريبي.. نتنياهو يريد حربا أهلية
  • شوخين يستبعد قيام أوروبا برفع العقوبات عن روسيا
  • أسعار الغاز في أوروبا تقفز بعد هجوم على نقطة عبور بين روسيا وأوكرانيا
  • مؤرخ إسرائيلي: لا أستبعد حربا أهلية إذا تعنت نتنياهو
  • تقرير يكشف تفاصيل الأسئلة المحورية التي وُجهت لأكرم إمام أوغلو وإجاباته المثيرة للجدل
  • خطة كايا كالاس لدعم أوكرانيا تتعثر في قمة الاتحاد الأوروبي وسط تحفظات سياسية واسعة
  • “اعتقال إمام أوغلو”.. الخبر الأول على التلفاز الأوروبي