تفاصيل زيارة الكاردينال بارولين إلى جنوب السودان
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أسقف أبرشية رومبيك بجنوب السودان المطران كريستيان كارلاساريه، بمناسبة الزيارة التي قام بها أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين إلى جنوب السودان
وقال إن السلام لن يتحقق إن لم نتمكن من تغيير مسارنا وإعادة الكرامة لمن فقدوها.
الحوار والالتزام من قبل الجميع.
في حديثه لموقعنا الإلكتروني أكد أن جنوب السودان هو بلد تجذر فيه الخوف في أعقاب سنوات طويلة من الصراعات وأعمال العنف. وأضاف أنه عندما يتم الحديث في البلاد عن الحوار، فيُعنى بذلك الحوار الوطني، حيث سيكون باستطاعة كل الأطراف أن تبلغ الوحدة، وأن تتحاور مع بعضها البعض من أجل تغيير كل الأفكار السلبية، لا سيما تلك المتصلة بأوضاع الظلم والعنف، والتي أدخلت البلاد في نفق مسدود. واعتبر أنه من الأهمية بمكان أن تُعطى فسحة للتضامن والمغفرة، وينبغي أن يكون الأشخاص مستعدين لطي صفحة الماضي. ولفت سيادته أيضا إلى ضرورة أن يكون هذا الحوار المنشود مرفقاً بالالتزام، هذا الالتزام الضروري من أجل ترجمة الأقوال على أرض الواقع، من خلال المشاركة الجماعية، لأن هذا الهدف يتحقق فقط بفضل إسهام الجميع.
بعدها أكد المطران كارالاساريه أن زيارة الكاردينال بارولين إلى جنوب السودان تندرج في سياق الزيارة الرسولية التي قام بها البابا فرنسيس في شباط فبراير، مشيرا إلى وجود تناغم تام وعميق بين الزيارتين، لأنهما شددتا على ضرورة إيلاء اهتمام خاص بالمناطق المهمشة والأشخاص الذين يعانون من غياب المساواة في المجتمع. وذكّر بأن الزيارة التي قام بها المسؤول الفاتيكاني إلى أبرشية رومبيك سمحت له بلقاء الجماعات المسيحية والسلطات المدنية، بحضور ممثلين عن السلطات الحكومية، الذين رأوا في الزيارة لفتة تجاه هذا البلد.
هذا وقال أسقف رومبيك إن حضور الكاردينال بارولين أظهر أن الأبرشية وجمهورية جنوب السودان عموما متواجدتان في قلب الكنيسة الجامعة، كنيسة روما، وفي قلب البابا فرنسيس والكاردينال بارولين. كما أن الزيارة كانت مصدر تشجيع على السير قدماً في إطار الشركة بين المؤمنين أنفسهم من جهة وبين المؤمنين والكنيسة الجامعة من جهة ثانية. واعتبر سيادته أن هذا الأمر يتطلب تخطي الانقسامات والخلافات، من أجل التوصل إلى المصالحة المرجوة، خصوصا وأن المصالحة – تابع يقول – هي جزء لا يتجزأ من رسالة الكنيسة لأنها لا تستطيع أن تكرز بالإنجيل إن لم تتحقق المصالحة بين الناس أولا، ومع ماضيهم وتاريخهم، من أجل التوصل بعدها إلى المصالحة مع الله. من هذا المنطلق ذكّر المطران كارالاساريه بأن ثمة حاجة اليوم إلى الارتداد وإلى تغيير الديناميكيات السلبية التي نمت على مر السنوات داخل المجتمع في جنوب السودان. وقال بهذا الصدد: لن يتحقق السلام، ولا يمكن أن يتحقق، إن لم نعرف كيف نتغيّر ونرتد ونغيّر الماضي ونبدل وجهتنا ونتحد لنصير جماعة واحدة.
تابع حديثه لموقعنا مؤكدا أن الطريق التي تقود إلى العدالة والسلام في جنوب السودان لا تمر فقط عبر اتفاق سياسي، مع أنه مهم وضروري، لكنه ليس كافياً، إذ لا بد من العمل من أجل ميثاق اجتماعي يضمن للأشخاص الحق في العيش بكرامة، والحصول على الخدمات، لاسيما المواد الأولية والتربية والصحة، كي يتمكنوا من الخروج من أوضاع الفقر والبؤس التي يعيشون فيها. لذا – ختم المطران كارالاساريه يقول – يجب أن ننطلق من القاعدة الشعبية، من الجماعات، ونسعى إلى إعطائها الأمل والثقة في المستقبل، كما لا بد من إطلاق مسارات تسمح للجميع بالعيش بسلام، هذا السلام الذي يطمح إليه الكل لكنه يتطلب شجاعة وجهوداً كبيرة، إنه السلام الذي يتطلب التخلي عن المصالح الشخصية من أجل النظر إلى الخير العام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط
إقرأ أيضاً:
طفل مباراة الأهلي والعين يروي تفاصيل زيارة ملعب «التتش»: حققت حلمي
داخل أتوبيس مشجعي النادي الأهلي بمدينة كفر شكر في القليبوبية، المتجه إلى استاد القاهرة الدولي لحضور مباراة المارد الأحمر والعين الإماراتي في بطولة إنتركونتيننتال، وقف الطفل نجاتي أسامة البالغ 12 عامًا، ممسكًا «طبلته» ليضبط إيقاع هتافات تشجيع الجماهير الحمراء، رغم فقدانه للبصر، إلا أنه يعرف كل شيء يخص فريقه، بل يذهب ورائه في كل مكان، متمسكا بشعار «من صغري بعشقه».
خلال الأيام الماضية، انتشر مقطع الطفل نجاتي عبر منصات التواصل الاجتماعي، الذي يظهر حبه وعشقه لفريقه، ما دفع مجلس إدارة النادي الأهلي، لدعوته إلى زيارة المقر الرئيسي للنادي في الجزيرة، ويحقق حمله بالدخول إلى ملعب «مختار التتش».
يروي نجاتي لـ«الوطن»، تفاصيل زيارته إلى النادي الأهلي، موضحًا أن البداية كانت عندما ذهب رفقة والده لحضور مباراة العين، يوم الثلاثاء الماضي، وفي الطريق التقط أحد مرافقيه المقطع المنتشر عبر المنصات، وفور وصوله إلى الاستاد، جلس في المقصورة الرئيسية ليتابع المباراة.
تفاصيل زيارة «نجاتي» للأهلي«تاني يوم على طول، لقيت حد بيكلم بابا إن النادي الأهلي عاوزني أزوره، وفعلاً روحت للنادي واتصورت جنب البطولات، وأخدت تيشيرت النادي هدية وكمان شعار الفريق، وقالوا لي كل ما أعوز أحضر ماتش، حد من المسؤولين هيبعتلي دعوة»، وفق حديث المشجع لـ«الوطن»، مؤكدًا أنه حقق حلمه بتلك الزيارة التي جعتله بجانب دولاب بطولات الأهلي.
فرحة شديدة تجاوزت استيعاب «نجاتي»، خاصة عندما نزل إلى أرضية ملعب «مختار التتش»، فألقى بنفسه أرضًا ليشتم رائحة «نجيلة» ملعب تدريبات الفريق الذي يشجعه منذ صغره.
مشجع للأهلي من سن 6 أعوامبدأ «نجاتي» تشجيع الأهلي منذ بلغ 6 أعوام، إذ كان يجلس رفقة والده ليتابع مباريات الفريق، حتى بات كلما عاد من مدرسته يمسك بـ«ريموت» التلفزيون، ويتابع القنوات الرياضية ليعرف مباراة الأهلي، وكل أخباره.
أسامة عبد الباري، والد «نجاتي»، أكد لـ«الوطن»، أن طفله ولد كفيفًا، لكن حب الفريق الأحمر غُرس في دمه، مضيفًا: «أنا كنت بلعب كرة وكمان بتفرج كتير، وكان بيقعد معايا ويلاقيني متحمس، من هنا بدأ هو كمان يحب الكرة ويشجع الأهلي، وبقى يجيب القنوات الرياضية من نفسه ويتابع، وعارف كل لاعيبة الفريق».