أيقونة ثورة وزعيم عربي استثنائي.. 107 سنوات على ميلاد جمال عبد الناصر
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحل اليوم الأربعاء الذكرى الـ107 لميلاد الزعيم جمال عبد الناصر، الذي وُلد في 15 يناير 1918 في أسرة بسيطة تنتمي إلى قرية بني مر بمحافظة أسيوط في صعيد مصر.
نشأ عبد الناصر وسط ظروف عادية، لكنه تطلع إلى خدمة بلاده فانضم إلى الكلية الحربية، وتخرج فيها برتبة ضابط، ليبدأ مسيرته العسكرية والسياسية.
كان عبد الناصر قائدًا لثورة 23 يوليو 1952، التي أطاحت بالنظام الملكي في مصر وأعلنت قيام الجمهورية.
من هو الزعيم جمال عبد الناصر
ولد جمال عبد الناصر فى 15 يناير 1918، و تخرج فى الكلية الحربية 1938، وقاد تنظيم الضباط الأحرار 1949، وشارك فى ثورة 23 يوليو 1952، وانتُخب رئيسا للجمهورية يونيو 1956، وأمّم شركة قناة السويس يوليو 1956، وتوفى فى 28 سبتمبر 1970 ودعه شعب مصر فى جنازة مهيبة.
إنجازات الزعيم
انحاز للعدالة الاجتماعية بقرارات جريئة مثل مجانية التعليم والإصلاح الزراعى وأعطى خمسة أفدنة لكل فلاح مصرى ولغى الإقطاع وتملك فرد واحد آلاف الأفدنة ورد للفلاحين كرامتهم التى أهدرها الاقطاع مئات السنين تحت الحكم الملكى الظالم المستبد .
-أسس نهضة اقتصادية وصناعية من خلال الخطط الخمسية وإنشاء القطاع العام ومؤسساته الباقية حتى الآن وأنشأ مصنع الأخشاب فى قطاع السجون ليحتضن من أخطأوا الطريق ويجعلهم صناع اثاث مفيدين لأنفسهم ولعائلاتهم والمجتمع.
-انشغل بالقومية العربية ودعم حركات التحرر الوطنى فى المنطقة العربية وإفريقيا وقد حررت قواتنا المسلحة العديد من الدول العربية من الأنظمة الفاسدة مثل الجزائر واليمن وليبيا ودول إفريقية أخرى.
أبرز مقولات جمال عبد الناصر:
-الحق بغير قوة ضائع والسلام بغير مقدرة الدفاع عنه استسلام.
-المترددون لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء.
-لا يمكن أن يكون الغنى إرثًا والفقر إرثًا.
خبراء الاستراتيجيين
من جانبه قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية، في تصريحات لـ "البوابة نيوز": جمال عبد الناصر شخصية لا يمكن إنكار دورها المحوري في تشكيل التاريخ المعاصر للمنطقة. لقد كان رمزاً للمقاومة ضد الاستعمار والصهيونية، وألهم جيلاً كاملاً من القادة العرب. ومع ذلك، يجب تقييم سياساته في سياقها التاريخي، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي واجهها.
وتابع: أن ذكرى ميلاد جمال عبد الناصر مناسبة للتأمل في مسيرته وإنجازاته، وتقييم دوره في تاريخ مصر والوطن العربي، كما أنها فرصة للتعلم من تجاربه، والاستفادة من دروس التاريخ في بناء مستقبل أفضل.
وأضاف: استطاع تعزيز مكانة مصر في العالم العربي فقد لعب دوراً محورياً في توحيد مصر وسوريا لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة، ودعم حركات التحرر الوطني في العالم العربي.
وفى ذات السياق، قال اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق وخبير شئون الأمن القومي لـ "البوابة نيوز": استطاع عبد الناصر توجيه مصر نحو التنمية الشاملة فقام بتنفيذ العديد من المشاريع القومية مثل بناء السد العالي، وتطوير الصناعة والزراعة.
وتابع: “كما حقق إنجازات كبيرة في مجال التنمية والبناء ولا يزال جمال عبد الناصر شخصية محورية في الذاكرة العربية، وذلك لأنه رمز للمقاومة ضد الاستعمار والصهيونية، وله مكانة خاصة في قلوب الشعوب العربية، فهو قائد قومي قاد مصر في فترة حرجة من تاريخها، وسعى إلى تحقيق الوحدة العربية، وقيادته تلك ملهمة للأجيال الشابة، وخاصة أولئك الذين يسعون إلى التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبكل شجاعة استطاع مواجهة الاستعمار والصهيونية، فقاد مصر في حرب 1956 ضد العدوان الثلاثي”.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رمز للمقاومة مسيرته وإنجازاته ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
عيد ميلاد جديد!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مقالي اليوم أضعه في الزاوية الإنسانية وهو شخصي جدا لكنه يهمّ الكثيرين لأنه قلّما يختار الناس الحديث فيه بل يسدلون ستائرهم ويفضلون الانطواء. أما أنا فقررت مبكرا أن أسترجع أزمتي الصحية "فوق العادية" في نفس هذا اليوم من كل عام بل وكل يوم، لأنها مليئة بالدروس، لنفسي ولغيري، ولقناعتي بأن عسل الكلمات يستطيع أن يطفئ التهابات الجروح. وكان وصف التجربة في كتابي "ثورة جسد" -الذي صدر في القاهرة لأول مرة عام 2014 - محاولة مني لاستعادة نسمات الحياة، فمن خلال الكتابة حاولت أن أصارع اليأس وأطرد الأفكار السلبية، وأتقوى على الألم وأهزم المرض الذي يخشى الكثيرون النطق باسمه خوفا من شبحه؛ فهو يناور ويغدر ويتسلل ويداهم بلا إنذار مسبق فيوقف النشاط ويؤجل الأحلام والأمنيات مع الغموض الشديد حول إمكانية الوصول إلى شاطئ السلامة. واستحضار ما جاء بالتحديد في الفصل الأول من الكتاب هو اليوم بمثابة عيد ميلاد جديد لي وجرعة أمل لمن يمرّون بنفس الظروف ويبحثون عن طريق النجاة.
جاء الوصف لمحصِلة المشاعر المتضاربة محموما، فصدمة المرض وتأثير جرعات العلاج القاسي على الحالة الجسدية والنفسيةِ، إضافة إلى مخاضات عاشتها الميادين العربية، كل ذلك جعل عدة شهور أثقل من وزن كل السنين السابقة في حياتي.
وخلال هذه الأزمة تعلمت فن البحث عن الوجه الإيجابي للمصيبة وهو فن نادر لا تدرسه كليات الفنون والآداب الإنسانية وإنما نتعلمه في أكاديميات الحزن؛ ذلك الحزن الذي من فرط شدته يخرس صوت الدموع. فمن المعروف أن الألم الكبير لا دموع له، لكنه يصبح جناح التحليق في سماء الإبداع. واخترت السير في غابات الحكماء القدماء لأتذكر باستمرار أن كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر إلا الحزن فإنه يبدأ كبيرا ثم يصغر، ولا يزال يصغر ويصغر حتى يتلاشى ويُنسى. اليوم وأنا أتابع الكثيرين من حولي وهم مساجين في حزنهم، لمرض أو فقد أو حتى حزن عام من فوضى "غير خلاقة" أصابت العالم، أقول: اخرجوا من حزنكم فالحزن لحظة والفرح حياة وابحثوا عن الحكمة!
والأهمُّ في خضم تلك المعارك الداخلية مع النفس أن تتحدثوا لتعبروا تلك الأحداث بمرّها وحكمتها وتتوقفوا عند العديد من القصص الإنسانية خلال هذه المحنة، وترووها فقد تنير سبيلَ أشخاصٍ يعايشون تجارب مشابهة ولا يستطيعون مشاركتنا معاناتهم. تيقنوا أن التهابات الجروح ونيران المواجع تنطفئ مع عسل الكلمات!
كانت التغيرات الفسيولوجية متلاحقة وصادمة، فالشعر يحترق ثم يتساقط ويقتلع تماما من جذوره، والبشرة تصدأ، والجلد يصفرّ ويعتريه الشحوب ثم يجرفه الموات. وتعرّيني انفعالات الحالة الجديدة فتخلع عني الحبّ وتدخلني إلى كهف الكراهية والسخط على النفس، فأجلدها وتطرحني أرضا وكانت كفيلة بأن تدفعني إلى التقوقع وتجنب الاتصال بالناس، بالرغم من أني لم أنج من الشرّ المجاني عبر تعليقات قاسية لبعض الناس انتهكتني ونظرات جارحة أربكتني، لكن سرعان ما كنت ألتمس للبعض حسن النية وقلة الوعي. فجان بول سارتر، الفيلسوف الفرنسي، يرى أن الجحيم هم الآخرون. ولكني أرى ان الانسان كائن اجتماعي وهو من يصنع من الآخرين جحيما أو فردوسا للنجاة. وهذا يتوقف على التصالح مع النفس حتى لا تتحول تلك الندبات في الجسد إلى جراح نفسية. وكلما اشتدت آلامي لجأت إلى الكتابة أمد ُاليد إليّ أولا، ثم إليكم حتى تشاركوني هذا التحدِي، علَهُا تُخفِفُ عن قلبي هذا الغم وتحتوي المصيبة، فكما يقول الأديب الجزائري كاتب ياسين "الـكـتـابـةُ وحـدهـا تـُـلـغـي الـمـوت بـاحـتـوائـه".
كان ملك الحرف يصرخ فيّ كل حين: "اكتبي فمن يكتب لا يموت!". ربما يكون آخرون قد مَرُوا أو يمرون الآن بنفس المحنة أو أقسى حدة، فبكوا حظَهُم العثر، وانتحبوا محنتهم وخرجوا منها ممزقين وقلقين، يحملون المرض في جيناتهم وثقلا نفسيا على أكتافهم، يكمِلون بها ما بقيَ من أيام في حياتهم. لكن بفضل مجاهدة النفس أوقفت نهر البكاء ليبدأ تنفيذ قرار المقاومة من أجل الحياة، وهو قرار تطلب الكثير من الصبر والإرادة ودورات تدريبية على ترويض النفس والتحكم في الغضب و"فنّ التخلّي" كلما ظهر شيء أو شخص يسعى للتحكم في قراراتي أو مبادئي.
بداية المقاومة كانت بالبحث عن معان جديدة للحياة جعلتني أكثر قوة ونضجا، والأهم معاني الاستمتاع بالحياة بشكل ما؛ الاستمتاع بكل ما لديّ وربما لم أكن منتبهة له فيما قبل. وشعرت بالسعادة ليس لأني نجوت من المرض والحزن على نحو ما، وإنما لأني مازلت قادرة على ممارسة تمارين التحلي بالصبر. تعلمت ماذا يعني أن أتدرَب وأتمرَن على مقاومة الألم، وماذا يعني أن أحتمِل السجن، وكيف كنت أحاول أن أُجمّلَ سجني حتى لا تصدأ مشاعري كما صدأت جلدتي. هكذا كنت أتسلى بلعبة لكم الأوجاع فتسرقني الألوان والأفكار من كآبتي وتدغدغني رائحة الكتب القديمة فأغفل عن الألم. مدهشة تلك الأوجاع التي تصنع أزهارها وعطورها وكلماتها.
أعلم أن تلك المقاومة منحتني فرصة استثنائية للنجاة لحد الآن، ربما ضنت الدنيا بها على آخرين؛ كثيرون من الذين أسقطهم المرض اللَعين لم ينهضوا أبدًا! أما وقد مُنحتُ ُهذه الفرصة فقد قررت ُأن أسجل تجربتي، وأحتفل بميلادي الجديد حتى أمسح من سبورة ذاكرتي كل الغيوم التي عبرت سمائي وعطنت مشاعري.
ربما أبكيتكم.. وربما أضحكتكم.. أو لعلني طحنت عظامكم وأنتم تتابعون تفاصيل معركة شرسة.. أرجوكم لا ترددون جملا محفوظة لهذه المناسبات.. إنها لا تليق بالمحاربين، فالحزن يجب أن يسلحكم بالقوة كما سلحني بها. لذلك أودعتكم مشاعري حتى نتلمس معا خطوات الأمل ونمحو الدموع والحسرة وذكريات الضعف والوهن.. والأهم أن أستمر أكتب وتكتبون.. لأن حياةً واحدةً لا تكفينا!