ومع تواتر التسريبات والتصريحات بشأن تفاصيل الصفقة المرتقبة، كشفت مصادر عديدة أهم خطوات الاتفاق المحتمل وبنوده ومصير الأوضاع في غزة، وفقا لما ورد في مسودات الاتفاق التي تم الحصول عليها ونشرتها وسائل إعلام إسرائيلية بينها هيئة البث الرسمية حتى اليوم الثلاثاء.

وفيما يلي جرد لأبرز نقاط الاتفاق المرتقب والإجراءات التي ستسبقه:

 

إجراءات ما قبل البدء بتنفيذ الاتفاق

بعد الاتفاق على المسودة النهائية للصفقة، سيُعرض الاتفاق على المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينت) وعلى الحكومة الموسعة أيضا للمصادقة عليه، دون استبعاد عرضه أيضا على البرلمان (كنيست).

 

وعند المصادقة على الاتفاق، تعرض وزارة العدل الإسرائيلية ومصلحة السجون الإسرائيلية أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم لإفساح المجال أمام تقديم الاعتراضات إلى المحكمة العليا الإسرائيلية التي غالبا ما ترفض الاعتراضات كما حدث في الماضي.

وعقب إقرار الأسماء، يصادق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على منح العفو للأسرى الفلسطينيين المحكومين بالسجن المؤبد والأحكام العالية. ولا تتضمن هذه أسماء جميع الأسرى الذين سيشملهم الاتفاق، باعتبار أن الاتفاق سينفذ على مراحل.

 

مراحل الاتفاق

 

يتضمن الاتفاق 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ولكن إسرائيل تريد قصرها على مرحلتين في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، وفق مسودة للاتفاق حصلت عليها وكالة الأناضول:

    المرحلة الأولى من الاتفاق وتسمى "المرحلة الإنسانية"، من المتوقع خلالها إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا، أحياء وأمواتا، بمن فيهم النساء وكبار السن والمرضى، على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من معظم المناطق الخاضعة لسيطرته في غزة. وحسب الاتفاق، فإن عملية إطلاق سراح أول دفعة من الأسرى الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى ستتم في اليوم السابع من وقف إطلاق النار. كذلك سيفرج مقابل كل مجندة إسرائيلية عن 50 معتقلا فلسطينيا، منهم 30 محكوما بالسجن المؤبد، و20 محكوما بالسجن لفترات طويلة. ومقابل كل إسرائيلي امرأة أو مسن، سيطلق سراح 30 معتقلا فلسطينيا من فئات مختلفة، بما في ذلك القاصرون والمرضى والنساء.

    المرحلة الثانية والتي ستبدأ في اليوم 16 من بدء الاتفاق، ستركز على مناقشات حول صفقة شاملة لجميع الأسرى في غزة وإطلاق سراح من تبقى من الشباب والجنود. ويتعين التوصل إلى اتفاقات بشأن المرحلة الثانية قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى من الاتفاق.

    المرحلة الثالثة والأخيرة، وتعم الترتيبات الطويلة الأمد كما تشمل خطط إعادة إعمار القطاع.

 

وقف إطلاق النار

 

بدءا من اليوم الأول من الاتفاق، يدخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ وينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى خارج المناطق السكنية الفلسطينية بمحاذاة الحدود، ويتوقف نشاط المسيرات لمدة 10 ساعات يوميا و12 ساعة في أيام تبادل الأسرى.

 

ويبدأ الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من قطاع غزة، بما في ذلك الانسحاب من محور نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن باقي أنحاء القطاع، والانسحاب كذلك من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وفي المرحلة الثانية من الاتفاق، سيتم الإعلان عن عودة الهدوء المستدام، وذلك يعني الوقف الدائم للعمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج قطاع غزة، وفتح المعابر والسماح بحركة الأشخاص والبضائع.

 

الأسرى الفلسطينيون ضمن الاتفاق

 

في المرحلة الأولى من الاتفاق، سيطلق سراح 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي مدني.

وبمقابل كل جندي إسرائيلي يتم إطلاق سراحه في المرحلة الأولى، سيتم إطلاق 50 أسيرا فلسطينيا، بينهم 30 من المحكومين بالسجن المؤبد، و20 من أصحاب الأحكام العالية.

وبهذا الخصوص، تطالب إسرائيل بعدم إطلاق سراح عدد من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد إلى الضفة الغربية المحتلة، علما بأنه في صفقة عام 2011 جرى إطلاق عدد من المحكومين بالسجن المؤبد إلى قطاع غزة والخارج.

 

وتشمل المرحلة الأولى الأسرى الذين شملهم اتفاق التبادل عام 2011 وأعادت إسرائيل اعتقالهم لاحقا وعددهم 47 فلسطينيا.

وسيتم التفاوض لاحقا على عدد الأسرى الذين سيطلق سراحهم مقابل الجنود الذين سيتم إطلاقهم في المرحلة الثانية من الاتفاق.

وبموجب الاتفاق، لن يعتقل الأسرى الفلسطينيون الذين سيطلق سراحهم مرة أخرى بالتهم نفسها التي اعتقلوا بسببها سابقا.

 

الأسرى الإسرائيليون بالاتفاق

 

سيشمل الاتفاق جميع الأسرى الإسرائيليين الـ98، ولكن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن 33 أسيرا ممن يعرفون بأنهم "حالات إنسانية" تشمل النساء والأطفال دون 19 عاما وكبار السن فوق 50 عاما والمدنيين الجرحى والمرضى من غير الجنود.

وسيجري التفاوض على أن تشمل المرحلة الثانية الجنود الأسرى، وعلى أن تشمل المرحلة الثالثة الجثث.

وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، بينما تقدر وجود 98 محتجزا إسرائيليا بغزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.

 

دخول المساعدات الإنسانية

 

بدءا من اليوم الأول من الاتفاق، سيبدأ الإدخال المكثف للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بواقع 600 شاحنة يوميا على أن تشمل 50 شاحنة وقود، منها 300 شاحنة لشمال قطاع غزة.

وسيستمر ذلك طوال المراحل الثلاث للاتفاق، على أن تواصل الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية الأخرى أعمالها في تقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة.

 

عودة النازحين وإعادة الإعمار

 

بدءا من اليوم الأول للاتفاق، سيسمح لجميع الفلسطينيين الذين نزحوا إلى جنوب قطاع غزة منذ بداية الحرب بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع، كما سيسمح بحرية التنقل للسكان في جميع مناطق القطاع.

وفور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تبدأ إعادة تأهيل البنية التحتية، بما يشمل الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق في جميع مناطق قطاع غزة، كما يتم إدخال المعدات اللازمة للدفاع المدني ولإزالة الركام والأنقاض.

وسيتم إدخال المتطلبات اللازمة لإنشاء مراكز إيواء للنازحين الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب، بعدد لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت (كرفان) و200 ألف خيمة. كذلك تشمل العملية إعادة إعمار المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية المدنية المدمرة.

 

حكم قطاع غزة بعد الاتفاق

 

واحدة من أكثر القضايا الغامضة في المفاوضات تتعلق بالجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد الاتفاق، ويبدو أن الجولة الحالية من المحادثات لم تعالج هذا الملف بسبب تعقيدها واحتمال أن تؤدي إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق قصير الأمد.

 

الدول الضامنة للاتفاق

 

تعد كل من قطر ومصر والولايات المتحدة الدول الضامنة لتنفيذ الاتفاق، فقد قادت هذه الدول على مدار الأسابيع الماضية جهودا مكثفة للتوصل إلى صيغة نهائية للاتفاق.

 

المصدر : وكالات

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: المرحلة الأولى من الاتفاق المرحلة الثانیة إطلاق سراح فی المرحلة قطاع غزة فی غزة على أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يهاتف بايدن ويناقش التقدم في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى

هاتف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، الرئيس الأمريكي جو بايدن وبحث معه مستجدات مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وذكر مكتب نتنياهو في بيان، أن المحادثة ناقشت التقدم في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، وأطلع نتنياهو بايدن على التفويض الذي منحه لوفد المفاوضات المتوجه إلى الدوحة، لتعزيز جهود الإفراج عن الأسرى.

وأشار البيان إلى أن نتنياهو أعرب عن شكره للرئيس الأمريكي بادين والرئيس المنتخب دونالد ترامب، على تعاونهما في هذه "المهمة المقدسة".

بدوره، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إن الأيام الجارية "حاسمة" فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، معربا عن أمله في التوصل إلى صفقة مع حركة حماس "قريبا".



جاء ذلك في تدوينة على حساب هرتسوغ بمنصة "إكس"، وسط حديث عن تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب و"حماس" بشأن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وفي وقت سابق الأحد، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن "وفدا إسرائيليا يضم رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، وصل إلى قطر اليوم، وسيبدأ قريبا جولة من المحادثات بهدف التوصل إلى صفقة".

وعقب ذلك، قال هرتسوغ: "هذه أيام حاسمة للإفراج عن المختطفين. وأشد على أيادي المشاركين في أعمال التفاوض وآمل أن يتوصلوا إلى اتفاق قريبا".

ومضى بقوله: "علينا أن نتحرك بكل قوتنا، في كافة الجوانب والساحات، حتى يعود المختطفون"، مضيفا أننا "لن نرتاح ولن نهدأ ولن نكتمل حتى يعود الجميع إلى وطنهم، بعضهم إلى إعادة التأهيل وبيته والبعض إلى الدفن في إسرائيل".

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن ممثلين عن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب القادمة، سيشاركون في الاجتماعات بالدوحة، بقيادة المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.



وأشارت إلى أن ويكتوف "التقى السبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إطار الجهود المبذولة لدفع صفقة إطلاق سراح المختطفين"، دون مزيد من التفاصيل.

والجمعة، قالت الهيئة إن "قطر أرسلت رسالة إيجابية إلى إسرائيل بشأن نية حماس المضي قدما في المفاوضات بشأن صفقة المختطفين".

وأضافت: "تتعلق الرسالة بقائمة المختطفين ونقاط الخلاف الأخرى بين الطرفين. وفي أعقاب الرسالة، عقد نتنياهو جلسة نقاش عاجلة مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وفريق التفاوض".

وأوضحت الهيئة: "بحسب مصادر أجنبية، أبدت إسرائيل استعدادها للتوصل إلى تفاهمات مهمة بالفعل في المرحلة الإنسانية من الصفقة. وتوصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي للتفاوض على المرحلة الثانية بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى".

وتابعت: "ناقش الطرفان إمكانية التوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار"، بهدف خلق استمرارية بين المراحل المختلفة للصفقة، بدءاً بالإفراج الإنساني (عن الأسرى الإسرائيليين من النساء والمجندات وكبار السن والجرحى) في المرحلة الأولى وإطلاق سراح جميع المختطفين في المراحل اللاحقة".

والسبت، نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الخاصة عن مصادر مطلعة (لم تسمها) قولها إن "90 بالمئة من تفاصيل صفقة تبادل الأسرى المحتملة، قد تم الاتفاق عليها".



ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية مصرية أمريكية، جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.

من جانبها، تصر "حماس" على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.

وكشف مصدر قيادي في حركة حماس أن العد التنازلي لإعلان وقف إطلاق النار في غزة بدأ فعليا، عقب تعاطي الحركة "إيجابيا" مع بعض التعديلات في نصوص الاتفاق المقترح، مؤكدا أن الكرة الآن في ملعب رئيس الحكومة الإسرائيلية.

وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات لـ"عربي21"، إن اللجان الفنية من الأطراف كافة، أنهت إعداد الاتفاق بشكله النهائي، على إثر مرونة كبيرة أبدتها الحركة للوصول إلى صيغة توافقية، مؤكدا أن الحركة والوسطاء على حد سواء ينتظرون رد حكومة الاحتلال والتي يتوقع أن تقوم بإرسال وفدها إلى الدوحة للتوقيع رسميا على الاتفاق وإعلانه من قبل الوسطاء.

وحذر القيادي من اشتراطات اللحظات الأخيرة التي يمكن أن يضعها نتنياهو في وجه إعلان الاتفاق، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه حال الموافقة عليه، فإنه يمكن أن يدخل حيز التنفيذ عقب ساعات فقط من التوقيع عليه رسميا.

وأكد القيادي أن الحركة أبدت مرونة عالية للتوصل إلى الصيغة الحالية من الاتفاق الذي سيطبق على 3 فترات زمنية مترابطة، تنتهي جميعها بانسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، بما فيها محورا نتساريم، وسط قطاع غزة، ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، مع ضمان وقف تام ودائم للحرب.

وذكر أن الانسحاب من محوري "فيلادلفيا" و"نتساريم" سيكون في المرحلة الأولى جزئيا، على أن يكتمل في المرحلة الثالثة بضمان من الوسطاء، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عودة النازحين من جنوب القطاع ستجري بشكل طبيعي نحو شماله دون قيود.

وشدد القيادي على أن الاتفاق ينص على عودة النازحين إلى كل المناطق في قطاع غزة دون قيود، مع تدفق كبير للمساعدات الإغاثية للنازحين، وبدء جهود إعادة الإعمار وإدخال المواد اللازمة لذلك بضمان الوسطاء.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل الهدنة بين حماس وإسرائيل وفق وكالة الأناضول
  • صحيفة تكشف سبب تأخر الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق النار في غزة
  • أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. «يقترب من الدخول حيز التنفيذ»
  • إعلام عبري: وقف إطلاق النار في غزة قد يدخل حيز التنفيذ في هذا الموعد
  • الصفقة المرتقبة بين حماس وإسرائيل.. أبرز النقاط ومراحل التنفيذ
  • تفاصيل اتفاق الصفقة المرتقبة بين حماس والاحتلال
  • إليك النقاط الرئيسية في مقترح وقف إطلاق النار بغزة وصفقة التبادل
  • صحيفة: النقاط الرئيسية في مسودة اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • نتنياهو يهاتف بايدن ويناقش التقدم في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى